محتويات
قصة: يوسف المدلل
كان هناك طفلٌ صغير مدلل عند عائلته، وكان اسم هذا الطفل يوسف، وكان يوسف يلعب دائمًا داخل المنزل ولا يُراعي ظروف البيت، كما كان دائم الإزعاج لمن حوله، وخصوصًا لجدته المريضة التي لم يكن يهدأ لتنام مرتاحةً، ولم يكن يوسف يستمع لنصائح أمّه وأبيه.
في أحد الأيام أحضر والد يوسف لابنه يوسف كرة قدم جميلة، وطلب منه أن يلعب فيها فقط في الساحة الخارجية للبيت، وداخل حدود السور كي لا يتسبب بالأذى لنفسه، كما أوصاه والده ألّا يُؤذيَ الأشجار والأزهار، في صباح اليوم التالي، أخذ يوسُف الكرة وخرج إلى ساحة البيت، لكنّه لم يستمع لنصيحة والده، فكان يرمي الكرة على الأشجار والأزهار وسبَّبَ تكسرّها.
كما رمى الكرة بعنف على شبابيك المنزل وأزعج جدته النائمة واستيقظت من النوم، وتسبب بتحطيم زجاج النافذة، وعندما خرجت والدته لترى مصدر الصوت، رأت الزجاج متحطم والزهور مكسورة، فحزنت الأم كثيرًا وسألت يوسف: ما سبب تحطم زجاج النافذة وتلف الأزهار فأجابها يوسف وهو مصاب بالخجل من نفسه: أنا آسف يا أمي، لم أستمع لنصيحة والدي، ولعبت بالكرة بشكلٍ عشوائي ممّا تسبب بكلّ هذا الأذى.
فرحت الأم في أعماقها؛ لأنّ ابنها يوسف أخبرها بالصحيح ولم يكذب أبدًا، فسامحته على هذا، ووعدها يوسف ألّا يعود للعب بالكرة بهذه الطريقة العشوائية، وأن يستمع لنصحية والديه.
تُعلمنا هذه القصة ضرورة الصدق في الأقوال مهما كانت الظروف، وعدم التهرّب من المسؤولية أو الكذب، وأيضًا ضرورة الاستماع إلى نصائح الأم والأب والمعلم وتنفيذها حرفيًا لتجنب الوقوع بالمشاكل، فمن يستمع إلى نصائح أمّه وأبيه لن يجد نفسه واقعًا في المشكلات أبدًا، واحترام الكبار في السن.
قصة: الدجاجة الصغيرة الحمراء
في مكانٍ ما كانت تعيش ثلاثة حيوانات لطيفة، الحيوانات هي ديكٌ ضخمٌ وبطةٌ سمينةٌ كسولة ودجاجةٌ حمراءٌ سريعةٌ، كانت الدجاجة تنام باكرًا لتستيقظ عند الفجر كل يوم وتذهب للبحث عن طعامٍ لصغارها، وفي أحد الأيام بينما كانت تنبش في الأرض بمنقارها للبحث عن الطعام وجدت سنبلةً من القمح، ففكرت ماذا يجب عليها أن تفعل بها.[١]
قررت بدلًا من أكلها أن تزرع القمح في الأرض لتنبت لها سنابل قمحٍ كثيرة تكفيها لعدة أشهر هي وصغارها، رآها الديك والبطة فاقتربا منها وعرضت الدجاجة فكرتها عليهما لكنهما سخرا منها وأخبراها أنّها لن تنجح في صنع مزرعة من القمح وحدها، ولم يقبلا بأن يُقدما لها المساعدة، لكن الدجاجة لم تشعر باليأس، وقررت أن تقوم بالعمل وحدها، وزرعت الثمار في أرضٍ كبيرةٍ.[١]
بعد مرور شهرين بدأت البذور بالخروج من الأرض على هيئة ثمار ثم ملأت سنابل القمح كل الأرض، لكن الديك والبطة لم يُساعدا الدجاجة، فحصدت جميع السنابل وأخذتها إلى الطحان، ثم عادت وخبزت القمح، وعرضت على الديك والبطة مساعدتها في عجن الخبز فقاما بالسخرية منها، فعجنت وحدها وعندما أخرجت الأرغفة الساخنة لم يستطيعا الديك والبطة أن يُصدقا أنَّ الدجاجة فعلت كل هذا وحدها.[١]
اقتربا منها طلبًا لأخذ بعض الطعام، فأخبرتهما أنّهما لا يستحقا أخذ الأرغفة التي لم يبذلا جهدًا في إعدادها، لكنها قدمت لهما الخبز لأنّهم جيران، وأخبرتهما أنّهم بالتعاون يستطيعون فعل كلّ شيء، وتناولوا الطعام جميعًا بسعادةٍ وقرروا أن يقوموا بالزراعة ويصنعوا مزرعةً كبيرةً من سنابل القمح؛ لأنّ بالتعاون يُمكنهم أن يفعلوا أشياءً كثيرةً.[١]
تُعلمنا هذه القصة أنّه يجب على كل شخص تقديم المساعدة للآخرين، وأن يفعل ما يستطيع القيام به وألا يكون كسولًا.
قصة: العنكبوت الحزين
في يومٍ من الأيام خرج الإخوة سعاد وصفاء للتنزه فوجدوا شبكة عنكبوت، أصابتهم الدهشة لدقة خيوطها وتذكرا القصص التي تتحدث عن العناكب وكيف يتعلم الإنسان منها الصبر، ثم أتى أخوهما رشاد وحاول ضرب الشبكة بالعصا، لكنهما قاما بمنعه من ذلك وأخبراه أنّ العنكبوت قد قدم المساعدة للإنسان بتعليمه كيف ينسج وكيف يصبر.[٢]
تكلمت أنثى العنكبوت وأخبرت الإخوة العديد من الحكايات والمعلومات التي يتميز بها، وكيف تبيض الأنثى الكثير من البيوض، وتملك العديد من العيون والأيدي والأرجل، وأنّها أكثر فائدةً ونفعًا من الذكر، وأخبرتهم أنّ العناكب لا تعرف بعضها بعد أن تفترق وقد يأكل أحدها الآخر إذا رآه بعد فترةٍ، وأنشدت شِعرًا شبهت فيه العناكب التي تأكل بعضها كالأشخاص الذين يتحدثون بشكلٍ سيئ عن الآخرين في غيابهم.[٢]
ودّع الإخوة صديقتهم الجديدة وعادوا إلى المنزل، وعندما أخبروا والدهم عن سبب تأخرهم أخبروه بالحديث الذي كان بينهم وبين أنثى العنكبوت، فتذكر كتابًا يتحدث عن عنكبوتٍ حزين، وطلب من أحد أبنائه أن يُحضره ويقرأ القصة، وكان يحكي حكاية شخصٍ يمشي فوجد عنكبوتًا حزينًا وعندما سأله عن السبب أخبره العنكبوت أنّه وجد والدته تلتهم والده فاستغرب كثيرًا.[٢]
كما أنّ أنثى العنكبوت تأكل زوجها إذا جاعت وربما تأكل أولادها، فخاف العنكبوت وهرب بعيدًا، وعاش حياته يمضي من مكانٍ إلى مكانٍ وهو خائفٌ، وفي النهاية تزوج وهو الآن يخاف من أن تفعل ما فعلته والدته، وبينما كان يتحدث عن هذه القصة انقضّت عليه زوجته وقامت بالتهامه، وحزنت العائلة لمصير العنكبوت ولم يستطيعوا نسيان هذه الحكاية أبدًا.[٢]
تُعلمنا هذه القصة أنّه يجب على الإنسان أن يكون حذرًا في تعامله مع الآخرين، وألا يُؤذي الحيوانات.
قصة: الولد وشجرة التفاح
في قديم الزمان كان أحد الأطفال يعيش في قريةٍ جميلةٍ، وكان يلعب دائمًا مع شجرةٍ من أشجار التفاح، والسرور يملأ قلبه لوجود هذه الشجر، والشجرة أيضًا كانت تفرح برؤيته واللعب معه، مرت السنوات على هذه الحال وقد كبر هذا الطفل وأصبح شابًا، وعندما ذهب إلى الشجرة فرحت كثيرًا لرؤيته وطلبت منه أن يلعب معها.[٣]
أخبرها أنّه لا يستطيع اللعب؛ لأنّه يجب عليه العناية بعائلته وهو لا يملك المال، فاقترحت عليه الشجرة أنّ يأخذ كل ثمار التفاح التي تملكها ويقوم ببيعها وبذلك يُصبح لديه المال لرعاية أسرته، فجمع جميع التفاح الذي على أغصان الشجرة وذهب ليبيعه، ومرّت الأيام دون أن يزور الشجرة من جديد.[٣]
عاد بعد أعوامٍ ففرحت الشجرة وطلبت منه اللعب معها، أخبرها أنّه بات عجوزًا لا يستطيع اللعب، ويحتاج لقاربٍ لكي يُبحر فيه ويحصل على الراحة ولكنه لا يملك قاربًا، فاقترحت الشجرة أن يجمع أغصانها ويصنع منها قاربًا، فوافق وفعل ذلك، وأطال الغياب مجددًا.[٣]
عندما زارها بعد وقتٍ طويلٍ أخبرته أنّها لا تملك ما تُقدمه له؛ لأنّه لم يعد فيها إلا الأغصان اليابسة، واقترحت عليه أن يستند إليها ليرتاح؛ فهذه الشجرة تُشبه الوالد والوالدة، والطفل يُشبه كل الأبناء، فالآباء والأمهات يعتنون بالأبناء ويُقدمون لهم كل ما يملكونه وكل ما يستطيعون مساعدتهم به.[٣]
تُعلمنا هذه القصة أنّه يجب على الأبناء أن يحترموا ويُقدروا تعب عائلتهم، ويُطيعون أوامرهم ويُقدمون لهم المساعدة كما فعلوا هم معهم سابقًا.
قصة: الصبي سيئ التصرف
في قديم الزمان عاش طفلٌ يُدعى "فيشال" في مكانٍ اسمه "بانتا"، وكان عمر الطفل أحد عشر عامًا، لكن "فيشال" لم يكن طفلًا مؤدبًا بل كان يتصرف بشكلٍ سيئ، ففي أحد المرات تسبب بكسر يد والدته بمضربٍ خشبيٍ، وفي مرةٍ أخرى في أحد الأيام قال لوالديه أنّه يُريد الحصول على لعبة فيديو تحتوي على الكثير من الألعاب.[٤]
وافق والداه وأحضرا له اللعبة، لكنه في اليوم التالي أراد لعبةً أخرى تحتوي على عددٍ أكبر من الألعاب، وعندما قامت عائلته بشراء اللعبة الجديدة التي أرادها قام بطلب المزيد من الألعاب، لكن والدته لم تُوافق على ذلك؛ لأنّ اللعبة التي أرادها غالية الثمن ولا يُمكن لوالديه أن يقوما بشرائها.[٤]
غضب "فيشال" وصرخ على والديه أمام الجميع في السوق، وسبّب لهما الشعور بالخجل والإحراج؛ لذلك قرّرا أنّه يجب معاقبة فيشال على هذا التصرف السيئ، فعندما عادوا جميعًا إلى المنزل لم يتكلموا مع فيشال لمدة سبعة أيامٍ، ولم يعد الطفل يملك أيّ أصدقاء في مدرسته؛ لأنّه لم يكن مؤدبًا وكان وقحًا مع الجميع.[٤]
عندما فكّر "فيشال" فيما فعله شعر بالندم؛ لأنّه كان يطلب أشياءً غير ضرورية وأساء إلى والديه، قرر أنّه لن يُكرّر هذا التصرف أبدًا، وذهب إلى والدته واعتذر منها، فسامحته وأخبرته أنّها تُحبه، وسامحه والده ثم عانقوه وعاشوا جميعًا في سعادةٍ وسرور.[٤]
تُعلمنا هذه القصة أنّه يجب على الطفل أن يكون مؤدبًا مع والديه ويُنفذ أوامرهما، ولا يرفع صوته عندما يحدثهما، ولا يطلب أشياءً غير ضرورية.
المراجع
- ^ أ ب ت ث كامل الكيلاني، الدجاجة الصغيرة الحمراء، صفحة 1 - 34. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث كامل الكيلاني، العنكب الحزين، صفحة 1 - 52. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "The Boy And The Apple Tree", storymirror, Retrieved 28/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "The Boy who misbehaved", storymirror, Retrieved 28/11/2021. Edited.