قصور القلب هل هو خطير؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟

كتابة:
قصور القلب هل هو خطير؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟


قصور القلب هل هو خطير؟

تحدث حالة فشل القلب (Heart failure)‏ بسبب عدم امتلاك القلب القوة الكافية التي تمكِّنه من ضخّ كميات كافية من الدم إلى أنحاء الجسم، وبهدف التغلب على ضعف ضخّ الدم من القلب، تتسارع نبضات القلب، ويزداد حجمه، وتتضيق الأوعية الدموية المسؤولة عن إيصال الدم إلى أنحاء الجسم، غير أنَّ استمرار زيادة الجهد المبذول من قِبل القلب يجعله أكثر ضعفًا، إضافة إلى أنَّ انخفاض كميَّة الأكسجين الموجودة في الجسم يترتب عليها ظهور أعراض مختلفة الشِّدة على المصاب، بل وربما تظهر مضاعفات أكثر شِدة مع استمرار حالة قصور القلب دون علاج. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أهميّة السيطرة على قصور القلب باتباع خطة علاجية منظَّمة، حتى وإنْ كان علاج قصور القلب غير مُمكنً، فبذلك يُمكن تقليل فرصة حدوث المضاعفات مع الوقت.[١]وعمومًا، سنذكر في الآتي مجموعة من المضاعفات التي من المحتمل ظهورها في حالة الإصابة بقصور القلب:


مضاعفات رئوية

ربما يُسفر عن استمرار حالة قصور القلب حدوث بعض المضاعفات الشديدة في الرئتين؛ كالإصابة بالانصمام الرئوي (Pulmonary embolus)، أو الالتهاب الرئوي، وفي هذه الحالة، يكون المصاب بقصور القلب أكثر عُرضة لمخاطر عدم القدرة على التنفس، أضف إلى ذلك أنَّ تكرار حدوث نوبات الاستسقاء الرئوي الحادّ أو تجمع السوائل الحاد على الرئة قد يكون سببًا في حدوث الوفاة قبل الحصول على العناية الطبيَّة اللَّازمة.[٢]


الجلطة الدماغية

يتعرَّض المصاب بقصور القلب في كثيرٍ من الأحيان للجلطة الدماغية جرَّاء ضعف تَدفُّق الدم ووصوله إلى أنسجة الدماغ، وارتفاع فرصة انتقال خثرات الدم المتكوِّنة في القلب إلى الدماغ، إذْ يعدّ تكون الخثرات في القلب شائعًا في حالات قصور القلب جرَّاء تجمع الدم في حجرات القلب المتوسِّعة، أو نتيجة حدوث الرجفان الأذيني (Atrial fibrillation) عند المصابين بقصور القلب.[٢]


النهكة أو متلازمة الهزال القلبية

تحدث متلازمة الهزال القلبي (Cardiac cachexia) مع تفاقم حالة قصور القلب، إذْ يعاني المصاب من نزول سريع غير متعمَّد في الوزن، بمعدل 7.5% على الأقل من وزن الجسم الطبيعي خلال ستة شهور، وغالبًا ما تكون هذه المشكلة أكثر شِدة بين المصابين الذين يعانون الوزن الزائد عند الإصابة بقصور القلب.[٣]


اضطراب وظيفة الكلى

بسبب ضعف تدفق الدم من القلب إلى أنحاء الجسم، قد تتعرض الكلى للضَّرر، إذْ يُعتبر ضعف وظائف الكلى من المشكلات الشائعة بين مرضى قصور القلب، سواءً كان ناتجًا عن الأمراض المصاحبة لقصور القلب أو كوْنه واحدًا من مضاعفات قصور القلب، وربما يكون سببًا في ارتفاع المخاطر التي يتعرض لها المصاب بقصور القلب.[٣]


مضاعفات القلب

قد يُعاني المصاب بقصور القلب من واحدة أو أكثر من المضاعفات المتعلقة بالقلب، الموضَّحة على النحو الآتي:[٣]

  • اضطراب نظم القلب: يعاني المصاب بقصور القلب أحيانًا من اضطراب نظم القلب، والذي يُقسم إلى أنواع مختلفة، منها:
    • تسرع القلب البطيني (Ventricular tachycardia) والرجفان البطيني (Ventricular fibrillation)‏: وهي من الاضطرابات التي تهدِّد الحياة، وغالبًا ما تحدث في حالات اضطراب وظائف القلب بصورة كبيرة.
    • الرجفان الأذيني (Atrial fibrillation): عبارة عن ضربات سريعة مرتجفة في أذينات القلب، والتي تعدّ السَّبب الرئيس لحدوث الجلطة الدماغية، خاصةً في حالة الأفراد الذين يعانون من فشل القلب.
    • إحصار فرع الحزمة الأيسر (Left bundle branch block): هو اضطراب في التوصيل الكهربائي في القلب، ويظهر في نسبة كبيرة من المرضى الذين يعانون من فشل القلب.
  • النوبة القلبية والذبحة الصدرية: يكون المرضى المصابين بقصور القلب أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية أو ذبحة صدرية، وهو ما يستدعي اللجوء للعناية الخاصة عند الحاجة لبذل الجهد الجسدي أو القيام بالأنشطة المفاجئة.[٣]
  • مشكلات صمامات القلب: صمامات القلب؛ هي التراكيب المسؤولة عن تنظيم تدفق الدم إلى القلب، ومنه إلى أجزاء الجسم الأخرى، ولكنْ، في حالة الإصابة بقصور القلب، وعدم قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة، فإنَّه قد يكون معرَّضًا لزيادة الحجم والتضخّم، وهو ما قد يتسبب في تلف الصمامات.[١]


الموت المفاجئ

الموت المفاجئ يعدّ من المضاعفات الشائعة بين مرضى قصور القلب، وهو غالبًا ما يرتبط بحالة اضطراب نظم القلب، وحالات قصور القلب الشديد الذي يحدث ببساطة نتيجة تغير وتلف عضلات القلب بصورة مفاجئة، ممَّا يتسبب في توقف استجابة القلب للإشارات الكهربائية.[٢]



ما هي الأعراض التي تبين الإصابة بقصور القلب؟

يُصاحب الإصابة بقصور القلب أحيانًا ظهور عدد من الأعراض المتنوِّعة، بعضها يرتبط بتجمع السوائل في الرئتين، وبعضها ينجم عن نقص تدفق الدم في أنحاء الجسم، وبكلّ الأحوال، يتوجب على الفرد مراجعة الطبيب فورًا في حالة ظهور أيْ من الأعراض التي قد تدل على الإصابة بقصور القلب، والتي نُجمل منها الآتي:[٣]

  • ضيق التنفس: والذي قد يظهر على صورة واحدة أو أكثر من الأنواع المذكورة في الآتي:
    • ضيق النفس الاضطجاعي (Orthopnea): يرتبط بضيق التنفس الذي يشعر به الشخص عند الاستلقاء بشكل مسطح عند النوم، والحاجة لاستخدام واحدة أو أكثر من الوسائد أسفل الرأس والكتفين للتمكن من النوم.
    • ضيق النفس بعد بذل الجهد: قد يظهر بعد صعود الدرج، أو المشي مسافات طويلة، ولكنه قد يتفاقم ويظهر حتى في حالة المشي العادي.
    • ضيق التنفس الليلي الانتيابي (Paroxysmal nocturnal dyspnoea): وهو انقطاع النفس الذي يحدث بصورة مفاجئة فيسبب النهوض من النوم، وقد تستغرق الحالة بعض الوقت لتتحسن حتى بعد النهوض.
  • صوت صفير أثناء التنفس، أو السعال: والذي يحدث غالبًا بعد الاستلقاء ويتوقف عند الجلوس.
  • احتباس السوائل في الجسم واكتساب الوزن الزائد: فقد يظهر الانتفاخ في الأقدام، أو الساقين، أو الكاحلين، أو منطقة البطن، أو أجزاء أخرى في الجسم، إلى جانب كثرة التبول.
  • ظهور اضطرابات هضمية: كالشعور بالامتلاء بعد تناول كميات قليلة من الطعام، أو فقدان الشهية، أو الشعور بألم البطن.
  • اضطراب نسق القلب: فقد يشعر المصاب بتسارع نبض القلب أو تباطئه.
  • فقدان الكتلة العضلية: إذْ يتسبب قصور القلب مع الوقت في قلة النشاط الجسدي وفقدان الكتلة العضلية.
  • الشعور بالإعياء والتعب الشديد.
  • أعراض سوائل الرئة: والتي قد تظهر تدريجيًّا أو تتطور مع الوقت، ونذكر من هذه الأعراض:
    • الشعور بوجود فقاعات في الرئة، أو بحدوث الغرق.
    • السعال، وخروج مادة شبيهة بالرغوة مائلة للون الوردي.
    • شحوب البشرة، وربما ميلها أحيانًا للون الأزرق، وهي من الحالات التي تهدد حياة المُصاب، وتحتاج إسعاف المصاب فورًا.
  • انقطاع النفس النومي أو متلازمة انقطاع النفس النومي المركزي (Central Sleep Apnea): والتي تحدث نتيجة فشل الدماغ في تحفيز العضلات للتنفس خلال النوم، وهي من المشكلات التي تُصيب عدد كبير من الأشخاص الذين يعانون من فشل القلب.



كيف يمكن الوقاية من الإصابة بقصور القلب؟

يمكن الوقاية من قصور القلب بتقليل ظهور بعض عوامل الخطورة التي قد تزيد فرصة حدوث هذه المشكلة؛ كارتفاع ضغط الدم، وأمراض الشرايين التاجية، وغيرها، وغالبًا ما يكون ذلك بتغيير نمط الحياة، ونذكر في الآتي بعض النصائح المتعلقة بالوقاية من قصور القلب:[٤]

  • الحرص على الحركة والبحث.
  • الامتناع عن التدخين.
  • السيطرة على بعض المشكلات الصحية؛ كارتفاع ضغط الدم، والسكري.
  • تناول الغذاء الصحي والمفيد.
  • السيطرة على التوتر، والتقليل من فرصة حدوثه.
  • الحفاظ على بقاء وزن الجسم مناسبًا.



كيف يشخص الطبيب حالة قصور القلب؟

عند مراجعة الطبيب لتشخيص الإصابة بقصور القلب، فإنَّه قد يتبع في ذلك خطوات معينة، نذكر في الآتي أبرزها:[٥]

  • أخذ التاريخ الطبي ومعرفة الأعراض التي يعانيها الفرد، والأدوية التي يتناولها في الوقت الراهن، والمواد التي يتعاطاها، وأمور أخرى ذات أهميّة.
  • إجراء الفحص الجسدي، والكشف عن العلامات والأعراض التي قد تُصاحب حالة قصور القلب.
  • إجراء عدد من الاختبارات لتحديد مدى تفاقم الحالة، ومن الاختبارات الشائعة لذلك نذكر الآتي:
    • قسطرة القلب (Cardiac catheterization).
    • تصوير الصدر بأشعة إكس.
    • مخطط صدى القلب (Echocardiogram).
    • تصوير البطين بالنظائر المشعة (Multigated Acquisition Scan).
    • الجزء المقذوف (Ejection fraction).
    • تحاليل الدم المتنوعة.
    • اختبار إجهاد القلب (Cardiac stress test).
    • تخطيط كهربية القلب (Electrocardiography).



المراجع

  1. ^ أ ب "What Problems Can Heart Failure Cause?", webmd, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Richard N. Fogoros, "Symptoms and Complications of Heart Failure", verywellhealth, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج " COMPLICATIONS", universityhealth, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  4. "Heart failure", mayoclinic, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  5. "Heart Failure: Understanding Heart Failure", clevelandclinic, Retrieved 19/5/2021. Edited.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×