قصيدة ذكرى وشوق

كتابة:
قصيدة ذكرى وشوق


قصيدة إنّي ذكرْتُكِ بالزّهراء مشتاقا

إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا

والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا

وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ، في أصائِلِهِ

كأنهُ رَقّ لي، فاعْتَلّ إشْفَاقَا

والرّوضُ، عن مائِه الفضّيّ، مبتسمٌ

كما شقَقتَ، عنِ اللَّبّاتِ، أطواقَا

يَوْمٌ، كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ،

بتْنَا لها، حينَ نامَ الدّهرُ، سرّاقَا

نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ

جالَ النّدَى فيهِ، حتى مالَ أعناقَا

كَأنّ أعْيُنَهُ، إذْ عايَنَتْ أرَقى

بَكَتْ لِما بي، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا

وردٌ تألّقَ، في ضاحي منابتِهِ

فازْدادَ منهُ الضّحى في العينِ، إشراقَا

سرى ينافحُهُ نيل وفرٌ عبقٌ،

وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا

كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا إليكِ

لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا

لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ

فلم يطرْ، بجناحِ الشّوقِ، خفّاقَا

لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى

وافاكُمُ بفتى ًأضناهُ ما لاقَى

لوْ كَانَ وَفّى المُنى في جَمعِنَا بكمُ،

لكانَ منْ أكرمِ الأيّامِ أخلاقَا

يا علقيَ الأخطرَ، الأسنى، الحبيبَ إلى

نَفسي، إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَا

كان التَّجاري بمَحض الوُدّ، مذ زمَن

ميدانَ أنسٍ، جريْنَا فيهِ أطلاقَا

فالآنَ، أحمدَ ما كنّا لعهدِكُمُ

سلوْتُمُ، وبقينَا نحنُ عشّاقَا‍


ذكرى وشوق

اذكرني يا بحر أسكنت فيك أشواقي
أفكاري
اذكريني يا من جعلت عيناك
تحدق باحثةً بأسراري
يا زهرة النرجس التي تفتّحت
قبل أن تورق أشجاري
يا قنديل الزيت الذي أضأته
لينقشع الظلام وتشعّ
أنواري..
ليلي أصبح بحر من الظلام
سرقت منه أقماري
سرت أبحث عنها وحيداً
رغم المخاطر وكان هذا
من محض اختياري
إذا كنت أخطأت فأنا
أقدم اعتذاري


شعر عن الذكريات

أرجع زمان الأمس من صفحاتي
ما أجمل الأيام بعد فوات
ذكرى يعود إلى الفؤاد حنينها
دوماً إذا ذاق الفؤاد بآهات
زمن تولى من ربيع حياتنا
في ظله ما أجمل الأوقات
نلهو ونمرح والسعادة عندنا
ما أصدق البسمات والضحكات
نجري ونجري ليس ندري أنها
تجري بنا الأعمار في الساعات
ونلاعب المطر الخفيف إذا أتى
وعلى اليدين تساقط القطرات
نبكي ونضحك تلك حال طفولة
ونصدق الأفعال والكلمات
ما أجمل الأيام تمضي غفلةً
زمن الصفاء يمر في عجلات


بكيت على الشّباب بدمع عيني

بكيت على الشّباب بدمع عيني

فلم يغن البكاء ولا النّحيب

فيا أسفاً أسفت على شباب

نعاه الشّيب والرّأس الخضيب

عريت من الشّباب وكنت غضاً

كما يعرى من الورق القضيب

فيا ليت الشّباب يعود يوماً

فأخبره بما فعل المشيب


زارَ الخيالُ خيالُ عبلة في الكَرى

زارَ الخيالُ خيالُ عَبلَة َفي الكَرى

لمتِّيم نشوانَ محلول العرى

فنهضتُ أشكُو ما لقيتُ لبعدها

فتنفَّسَتْ مِسكاً يخالطُ عَنْبَرا

فضَممتُها كيما أقبِّلَ ثغرَها

والدَّمعُ منْ جَفنيَّ قد بلَّ الثرى

وكشفتُ برقعها فأشرقَ وجهها

حتى أعادَ اللَّيلَ صُبحاً مُسفِراً

عربية ٌيهتزُّ لين قوامها

فيخالُه العشَّاقُ رُمحاً أسمرا

محجوبة ٌبصوارمٍ وذوابل

سمرٌ ودونَ خبائها أسدُ الشرى

يا عَبلَ إنَّ هَواكِ قد جازَ المَدى

وأنا المعنى فيكِ من دون الورى

يا عَبلَ حبُّكِ في عِظامي مَعَ دَمي

لمَّا جرت روحي بجسمي قدْ جرَى

وَلقد عَلِقْتُ بذَيلِ مَنْ فَخُرتْ به

عبسٌ وسيفُ أبيهِ أفنى حميرا

يا شأْسُ جرْني منْ غرامٍ قاتلٍ

أبداً أزيدُ به غراماً مسعرا

يا ساشُ لولا أنْ سلطانَ الهوى

ماضي العزيمة ِما تملكَ عنترا


هوىً واحد

على مقلتيكِ ارتشفتُ النجوم
وعانقتُ آماليَ الآيبهْ
وسابقتُ حتى جناحَ الخيال
بروحي إلى روحكِ الواثبهْ
أطلَّت فكانت سنًا ذائبًا
بعينيكِ في بسمةٍ ذائبهْ
أأنتِ التي ردَّدَتْها مُناي
أناشيدَ تحت ضِياءِ القمر
تُغني بها في ليالي الربيع
فتحلُم أزهاره بالمطر
ويمضي صداها يهزُّ الضياء
ويغفو على الزورقِ المُنتَظَر؟
خُذي الكأس بُلِّي صداكِ العميق
بما ارتجَّ في قاعها من شراب
خُذي الكأس لا جفَّ ذاك الرحيق
ولم يَبقَ إلا جنونُ السَّراب
وإلا صدًى هامسٌ في القرار:
ألا ليتَني ما سَقَيتُ التراب
خُذي الكأس إني زرعتُ الكرومَ
على قبر ذاك الهوى الخاسر
فأعراقها تستعيدُ الشراب
وتَشتَفه من يدِ العاصِر
خُذي الكأس إني نسيتُ الزمان
فما في حياتي سوى حاضِر


أَشاقَتك أَطلالُ الدِيار الطَواسمُ

أَشاقَتك أَطلالُ الدِيار الطَواسمُ

فَقَلبك حَيرانٌ وَدَمعك ساجِمُ

وَقَفتَ عَلَيها بَعد بُعد أَنيسها

وَصَبرُك قَد وَلّى وَوَجدك لازمُ

بَعيداً عَنِ الأَوطان تَسلى فَإِنَّها

تُهيّج أَشواقَ المُحبّ المعالمُ

تَحنّ إِلى سَلمى وَمَن سَكَن الحمى

وَأَين مِنَ المُشتاق تِلكَ النَواعمُ

إِلَيكَ فَإِنّي لَستُ مِمَّن تَشوقه

مَعاهِدُ سَلمى أَو سَبَته المباسمُ

إِذا هامَت العُشاق يَوماً بِكاعبٍ

فَقَد باتَ في الأَدلاج في البيد هائمُ

لأَلقى مَليكَ الأَرض وَاِبنَ مَليكها

أَبا مالك لَيثُ الحُروب الضَراغمُ

مُذِلّ الأَعادي في سَماء عَجاجَةٍ

بِها البيض بَرقٌ وَالدِماء غَمائمُ

رَواعدُها صَوتُ الكماة وَشُهبها

دَراريك هندٍ تَشتهيها الصَوارمُ

بِها أَرضُ حَربٍ لا تَرى الأَرض مثلَها

لَها الدَمُ غَيثٌ وَالصُخور جَماجمُ

إِذا طافَ شَيطانٌ مِنَ الأسدِ حَولَها

فَكفّ أَبي الأَملاك بِالسَهم راجمُ

تَحيد رِماحُ الخطّ عَنهُ كَأَنَّها

عَلى الجسم مِنهُ وَالجِيادِ طَلاسمُ

وَما ذاكَ مِن قَصد الكماةِ لرميها

وَلَكنّهُ بِالطَعن وَالضَرب عالمُ

أَبو مالكٍ لَيث الحُروب وَغَيثها

وَبَدر إِذا ما الحَرب بِالنَقع فاحمُ
6239 مشاهدة
للأعلى للسفل
×