قصيدة عن الأم لأحمد شوقي

كتابة:
قصيدة عن الأم لأحمد شوقي

الأم

الأم هي الحب والحنان وهي كل المشاعر الصادقة، فلا يوجد أصدق من الأم في الحب والعطاء والتضحية، وقد تغنّى بها الكثير من الشعراء بقصائدهم وقصصهم وآدابهم، ولكنّ الشاعر أحمظ شوقي لم يكتب قصيدة عن الأم، وفي هذا المقال سنذكر قصائد جميلة عن الأم لشعراء مختلفين.


قصائد للمعرّي عن الأم

المعري هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، شاعر، ولغوي، وفيلسوف، وأديب عربي من العصر العباسي، وقد لُقّب برهين المحبسين؛ وذلك لأنّه قام باعتزال الناس بعد أن عاد من بغداد حتّى توفي، فكان حبيس البيت وحبيس العمى، كتب العديد من القصائد عن الأم ومنها ما يأتي:

القصيدة الأولى:[١]

وأعط أباك النصف حياً وميتاً

وفضّل عليه من كرامتها الأما

أقلّك خفّاً إذا أقلّتك مثقلاً

وأرضعت الحولين واحتلمت تما

وألقتك عن جهدٍ وألقاك لذةً

وضمّت وشمّت مثلما ضمّ أو شمّا


القصيدة الثانية:[٢]

العيش ماضٍ فأكرم والديك به

والأمّ أولى بإكرامٍ وإحسان

وحسبها الحمل والإرضاع تدمنه

أمران بالفضل نالا كلّ إنسان


قصيدة لإبراهيم المنذر عن الأم

  • يقول إبراهيم المنذر:[٣]

أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً

بنقوده حتى ينال به الوطر

قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى

ولك الدراهم والجواهر والدّرر

فمضى وأغمد خنجراً في صدرها

والقلب أخرجه وعاد على الأثر

لكنه من فرط دهشته هوى

فتدحرج القلب المعفر إذا عثر

ناداه قلب الأمّ وهو معفرٌ

ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر

فكأنّ هذا الصوت رغم حنوّه

غضب السماء على الولد انهمر

فاستسلّ خنجره ليطعن نفسه

طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبر

ناداه قلب الأمّ كفّ يداً ولا

تطعن فؤادي مرتين على الأثر


قصيدة لصخر بن عمرو بن الشريد عن الأم

صخر بن عمرو هو صخر بن عمرو بن الحرث بن الشريد، أخو الخنساء، وقد كان أحبّ أخوتها إليها، يقف دايماً إلى جانبها ويهتم بها، وقد رثته الخنساء بعد موته وصارت مرثيتها مشهورة جداً بين العرب، ومن قصائده ما يأتي:[٤]

أرى أمّ صخرٍ ما تجفّ دموعها

وملّت سليمى مضجعي ومكاني

فأّيّ امرئٍ ساوى بأمٍ حليلةً

فلا عاش إلا في شقاً وهوان


قصيدة عن الأم لمعروف الرصافي

  • يقول معروف الرصافي:[٥]

أوجب الواجبات إكرام أمي

إن أمي أحق بالإكرام

حملتني ثقلاً ومن بعد حملي

أرضعتني إلى أو أن فطامي

ورعتني في ظلمة الليل حتى

تركت نومها لأجل منامي

إن أمي هي التي خلقتني

بعد ربي فصرت بعض الأنام

فلها الحمد بعد حمدي إلهي

ولها الشكر في مدى الأيام


قصيدة لمحمود درويش عن الأم

محمود درويش شاعر فلسطيني ارتبط اسمه بشعر الوطن، ويُعدّ من أهم الشعراء الذين طوروا الشعر العربي الحديث وإداخال الرمزية فيه، وقد اختلط حب الوطن في شعره بحب الحبيبة، وله العديد من الأعمال الشعرية، ومن أجمل القصائد التي كتبها عن الأم قصيدة أحن إلى خبز أمي والتي تقول:[٦]

أحنّ إلى خبز أمي

وقهوة أمي

ولمسة أمي

وتكبر في الطفولة

يوماً على صدر يوم

وأعشق عمري لأني

إذا متّ

أخجل من دمع أمي..

خذيني، إذا عدت يوماً

وشاحا لهدبك

وغطّي عظامي بعشب

تعمّد من طهر كعبك

وشدّي وثاقي..

بخصلة شعر

بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..

عساي أصير إلها

إلها أصير..

إذا ما لمست قرارة قلبك

ضعيني، إذا ما رجعت

وقوداً بتنور نارك..

وحبل غسيل على سطح دارك

لأني فقدت الوقوف

بدون صلاة نهارك

هرمت، فردّي نجوم الطفولة

حتى أشارك

صغار العصافير

درب الرجوع..

لعشّ انتظارك


قصيدة لابن الجوزي عن الأم

  • يقول ابن الجوزي في قصيدته عن الأم:[٧]

زر والديك وقف على قبريهما

فكأنني بك قد نقلت إليهما

لو كنت حيث هما وكانا بالبقا

زاراك حبواً لا على قدميهما

ما كان ذنبهما إليك فطالما

منحاك نفس الودّ من نفسيهما

كانا إذا سمعا أنينك أسبلاً

دمعيهما أسفًا على خدّيهما

وتمنيّا لو صادفا بك راحةً

بجميع ما يحويه ملك يديهما

فنسيت حقّهما عشيّة أسكنا

تحت الثرى وسكنت في داريهما

فلتلحقّنهما غدًا أو بعده

حتمًا كما لحقا هما أبويهما

ولتندمّنّ على فعالك مثلما

ندما هما ندمًا على فعليهما

بشراك لو قدّمت فعلا صالحًا

وقضيت بعض الحقّ من حقّيهما

وقرأت من أي الكتاب بقدر ما

تسطيعه وبعثت ذاك إليهما

فاحفظ حفظت وصيّتي واعمل بها

فعسى تنال الفوز من برّيهما


أبيات لمسعود سماحة عن الأم

  • يقول مسعود سماحة عن الأم ما يأتي:[٨]

وما صلٌّ ترافقه المنايا

ويجري السمّ قتالاً بفيه


بأقبح من عقوقٍ لا يراعي

كرامة أمه ورضى أبيه


قصيدة لحافظ إبراهيم عن الأم

حافظ إبراهيم شاعر مصري ولد في محافظة أسيوط، وقد اشتهر بلقب شاعر النيل وشاعر الشعب، عُرف بجزالة شعره وبذاكرته القوية، له العديد من الآثار الأدبية، ومنها: الديوان، وليالي سطيح في النقد الاجتماعي، وفي التربية الأولية، والموجز في علم الاقتصاد الذي اشترك فيه مع خليل مطران، ورواية البؤساء، ومن قصائده عن الأم القصيدة الآتية:

الأمّ مدرسةٌ إذا أعددتها

أعددت شعباً طيب الأعراق

الأمّ روضٌ إن تعهده الحيا

بالرّيّ أورق أيما إيراق

الأمّ أستاذ الأساتذة الألى

شغلت مآثرهم مدى الآفاق


قصيدة عن الأم لكريم معتوق

أوصى بك اللهُ ما أوصت بك الصُحفُ

والشـعرُ يدنـو بخـوفٍ ثم ينـصرفُ

مــا قــلتُ والله يـا أمـي بـقـافــيـةٍ

إلا وكـان مــقـامـاً فــوقَ مـا أصـفُ

يَخضرُّ حقلُ حروفي حين يحملها

غـيـمٌ لأمي علـيه الطـيـبُ يُـقتـطفُ

والأمُ مـدرسـةٌ قـالوا وقـلتُ بـهـا

كـل الـمدارسِ سـاحـاتٌ لـها تـقـفُ

هـا جـئتُ بالشعرِ أدنيها لقافيتي

كـأنـما الأمُ في اللاوصـفِ تـتصفُ

إن قلتُ في الأمِ شعراً قامَ معتذراً

ها قـد أتـيتُ أمـامَ الجـمعِ أعـترفُ


الأم والطفلة الضائعة للسيّاب

بدر شاكر السياب شاعر عراقي ولد في محافظة البصرة، يُعدّ السياب من الشعراء المشهورين في العالم العربي، وهو من مؤسسي الشعر الحر في الأدب العربي، أحبّ السياب المطالعة والقراءة والبحث، فكان يقرأ كل ما يقع في يده من أبحاث وكتب، صدرت للشاعر العديد من القصائد الطويلة والدواوين الشعرية، ومنها: أساطير، والمومس العمياء، وحفّار القبور، والمعبد الغريق، وأنشودة المطر، وإقبال، وشناشيل ابنة الجلبي، وغيرها، ومن أجمل القصائد التي كتبها السياب عن الأم ما يأتي:

قفي لا تغربي يا شمس ما يأتي مع الليل

سوى الموتى فمن ذا يرجع الغائب للأهل

إذا ما سدّت الظلماء

دروبا أثمرت بالبيت بعد تطاول المحل؟

وإن الليل ترجف أكبد الأطفال من أشباحه السوداء

من الشهب اللوامح فيه مما لاذ بالظلّ

من الهمسات والأصداء

شعاعك مثل خيط للابرنث يشدّه الحب

إلى قلب ابنتي من بات داري من جراحاتي

وآهاتي

مضى أزل من الأعوام آلاف من الأقمار والقلب

يعد خوافق الأنسام يحسب أنجم الليل

يعد حقائب الأطفال يبكي كلما عادوا

من الكتاب والحقل

ويا مصباح قلبي يا عزائي في الملمات

منى روحي، ابنتي عودي إليّ فها هو الزاد

و هذا الماء جوعي؟ هاك من لحمي

طعاما آه عطشى أنت يا أمي

فعبّي من دمي ماء وعودي كلهم عادوا

كأنك برسفون تخطّفتها قبضة الوحش

وكانت أمها الولهى أقل ضنى وأوهاما

من الأم التي لم تدر أين مضيت

في نعش

على جبل؟ بكيت؟ ضحكت؟ هبّ الوحش أم ناما

وحين تموت نار الليل حين يعسعس الوسن

على الأجفان حين يفتش القصّاص في النار

ليلمح من سفينة سندباد ذوائب الصاري

ويخفت صوته لوهن

يجن دمي إليك يحن يعصرني أسى ضار

مضت عشر من السنوات عشرة أدهر سود

مضى أزل من السنوات منذ وقفت في الباب

أنادي لا يرد علي إلا الريح في الغاب

تمزق صيحتي وتعيدها والدرب مسدود

بما تنفس الظلماء من سمر وأعناب

وأنت كما يذوب النور في دوّامة الليل

كأنك قطرة الطلّ

تشرّبها التراب أكاد من فرق وأوصاب

أسائل كل ما في الليل من شبح ومن ظل

أسائل كل ما طفل

أأبصرت ابنتي؟ أرأيتها؟ أسمعت ممشاها؟


قصيدة براءة الأم لمظفر النواب

  • يقول مظفر النواب:

يا بني ضلعك من رجيت

لضلعي جبرته وبنيته

يا ابني خذني لعرض صدرك

واحسب الشيب اللي من عمرك جنيته

يا بني طش العمى بعيني

وجيتك بعين القلب أدبي على الدرب ألمشيته

شيلة العلاكة يا بني

تذكر جتوفي بلعب عمرك عليهن

سنة وكفوفك وردتين على رأسي

وبيك أناغي كل فرح عمري لنسيته

يا اللي شوفك يبعث الماي الزلال بعودي وأحيا وأنا ميتة

أبيض عيونك لبن صدري

وسواد عيونك الليل اللي عد مهدك بجيته

وأبنك التو يناغي الخرز بالكاروك ياا بني

كتلة لا تخاف اليتم جده

اللي ما مش أبو عده

الحزب أبوه الحزب بيته

كتله يا بني يا وليدي من تكبر على الأيام

تلكه حزام أبوك الماطواني وما طويته

تلكه منه خطوط أضمهن حدر ضلعي

لحد ما موت بعز على السر الحويته

يا عمد بيتي وكمر ليلي وربيع الشيب والعمر الجنيته

جيت أهزك يا عمد

بيتي

لا يكون الدهر ضعضع عظم منك للمذله للخيانة

وساومت جرحك على الخسة وجفيته

يا بني خلي الجرح ينطف

خله يرعف خله ينزف

يا بني الجرح اليرفض شداده علم ثوار يرفرف

يا بني ارضى الجلب يرضع من حلبيي

ولا ابن يشمر لي خبزه من البراءة


الأم تلثم طفلها

  • نذكر أبيات هذه القصيدة والتي كتبها الشاعر أبو قاسم الشابي:

الأم تلثُمُ طفلَها، وتضـمُّه

حرَمٌ، سماويُّ الجمالِ، مقدَّسُ

تتألّه الأفكارُ، وهْي جوارَه

وتعودُ طاهرة ً هناكَ الأنفُسُ

حَرَمُ الحياة ِ بِطُهْرِها وَحَنَانِها

هل فوقَهُ حرَمٌ أجلُّ وأقدسُ؟

بوركتَ يا حرَمَ الأمومة ِ والصِّبا

كم فيك تكتمل الحياة ُ وتقدُسُ‍


قصيدة الأم لفواغي القاسمي

  • تقول فواغي القاسمي:

هي الأم مبدأ وحي ٍ

رحيم

هي الروض والسهل

والرابية

هواء تخلل

في عمق كون

لينبت ألوانه الزاهية

وينسج لحن حياة النعيم

على سترة الروح

والعافية

كحضن السماء

ارتواء البوادي

هطولا

من اللهفة الحانية

دثارٌ دفيء

بليل الصقيع

وعذب النسيمات

في القاسية

إذا كان للكون مثقال حب

لكان لها الكفة

الباقية


قصيدة الأم لحامد زيد

  • يقول حامد زيد:

قصيدتي زاد بعيوني جمالها

وأخذت أنقي بالمعاني جزالها

واكتب معانيها من الشوق والغلا

لأمي وأنا اصغر شاعر ٍمن عيالها

كتبتها في غربتي يوم رحلتي

لما طرالي بالسفر ماطرالها

أمي وأنا بوصف لها زود حبها

وإن ما حكيت لها قصيدي حكالها

أمي لها بالقلب والجوف منزله

مكانة ماكل محبوب نالها

أقرب من ظلالي وأنا وسط غربتي وأنا تراي اقرب لها من ظلالها

ما شافت عيوني من الناس غيرها

ولا خلق رب الخلايق مثالها

أغلا بشر في جملة الناس كلهم

واكرم من ايدين المزون وهمالها

اتبع رضاها ورتجي زود قربها

واللي طلبته من حياتي وصالها

الصدق مرساها والاشواق بحرها

والعطف واحساس الغلا راس مالها

أهيم فيها وابتسم يوم قلبها

يسأل وانا قلبي يجاوب سؤالها

وإن اطلبتني شي فزيت مندفع

أموت أنا واحمل تعبها بدالها

واصبر على الدنيا والاحزان والتعب

وأحمل على متني فطاحل جبالها

واسهر اعذب راحة القلب بالشقا

وأعيش أعاني بس يرتاح بالها

تربية ابوي اللي على الطيب بذكرة

اللي وهبني الحياه ومجالها

نور لي ادروبي وانا طفل مبتدي

حتى تركني واحد من رجالها

الوالدين اولى بالاحسان لجلهم

وأولى بتكريم النفوس وعدلها

اقولها وانا على الله متكل

والله عليم بقدرتي واحتمالها

يا كلمة أغلى من الناس كلهم

يا شمس بقلبي بعيد زوالها

يا فرحة تملي لي الكون باكمله

يا شجرة تكبر ويكبر ظلالها

تضحك لي الدنيا ليا شفت زولها

مثل السما تزها بطلة هلالها

والبعد عنها ياهل العرف ماقدره

لا شك ناري زايدة بشتعالها

ما عيش ببلاد ولاهيب بأرضاها

ولابي عيوني كان ماهي قبالها

أرض تدوس أمي بالأقدام رملها


فيديو الاهتمام بالأم

الاهتمام بالأم يعود بالنفع عليك أولاً، شاهد الفيديو لتعرف أكثر:


المراجع

  1. أبوالعلاء المعري، "تصَدّقْ على الأعَمى بأخذِ يمينِهِ"، www.adab.com.
  2. أبو العلاء المعري، "العيش ماض فأكرم والديك به"، www.aldiwan.net.
  3. إبراهيم المنذر، "أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً"، www.adab.com.
  4. صخر بن عمرو، "أَرى أمَّ صخرٍ لَا تمَلُّ عيادتي"، www.diwanalarab.com.
  5. معروف الرصافي، "أوجب الواجبات إكرامُ أمّي"، www.diwanalarab.com.
  6. محمود درويش، "إلى أمي"، www.poetsgate.com.
  7. رزق الله بن يوسف (1913م)، مجاني الأدب في حدائق العرب (الطبعة الأولى)، بيروت: مطبعة الآباء اليسوعيين، صفحة 80، جزء الرابع.
  8. أحمد قبش بن محمد نجيب، مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي (الطبعة الأولى)، صفحة 233، جزء الأول.
6625 مشاهدة
للأعلى للسفل
×