قصيدة عن فراق الحبيب

كتابة:
قصيدة عن فراق الحبيب


قصيدة عن فراق الحبيب

قصيدة أودع منك الصدر والبدر والبحرا

يقول ابن سناء الملك في الفراق:

أُودِّعُ منك الصَّدرَ والبدْرَ والبَحْرَا
وأَوُدع قَلْبي بَعْد فُرْقَتِكَ الجَمْرا
أَذمُّ مسيري عَنْك حِين حمِدتُه
إِليك ولولا أَنت لَمْ أَحْمَد المَسْرى
سأَعْدِم صَبْرِي حين آتي مودِّعاً
وأَغْدُو كمُوسى حين لم يَسْتَطِع صَبْرا
أَنْسَيْتَني أَهْلِي وَمَا زِلْتُ نَاسِياً
لِنِسْيَانِهِمْ أَو ذاكراً لهمُ ذِكْرا
وعوّضتَني عَنْ منزلٍ بمنازلٍ
وأَبْدَلْتني مِنْ والدٍ والداً برَّا
حَلاَ في ذُراكَ الْعَيْشُ أَو خلته لمىً
ورقَّ إِلى أَن كِدْتُ أَحْسَبُه خَصْرا
رماني إِليك الدَّهرُ حتَّى لو أَنَّني
ظفِرْتُ بكفِّ الدَّهر قبَّلتها عَشْرَا
ظَمِئت إِلى شُكرٍ يَقُومُ بِحَقِّهِ
وأَعْجِبْ بظمآنٍ وقد جاوز البَحْرَا
فإِن غبتُ فاذكرني فإِنِّيَ مؤمنٌ
ولا مؤمنٌ إِلاَّ وتَنْفعُه الذِّكْرَى


قصيدة وداع وشكوى

يقول إيليا أبو ماضي في الفراق:

أزفّ الرّحيل وحان أن نتفرّقا
فإلى اللّقا يا صاحبّي إلى اللّقا
إن تبكيا فلقد بكيت من الأسى
حتى لكدت بأدمعي أن أغرقا
وتسعّرت عند الوداع أضالعي
نارًا خشيت بحرّها أن أحرقا
ما زلت أخشى البين قبل وقوعه
حتى غدوت وليس لي أن أفرقا
يوم النوى للّه ما أقسى النّوى
لولا النّوى ما أبغضت نفسي البقا
رحنا حيارى صامتين كأنّما
للهول نحذر عنده أن ننطقا
أكبادنا خفّاقة وعيوننا
لا تستطيع من البكا أن ترمقا
نتجاذب النظرات وهي ضعيفة
ونغالب الأنفاس كيلا تزهقا
لو لم نعلّل باللقاء نفوسنا
كادت مع العبرات أن تتدّفقا
يا صاحبي تصبّرا فلربّما
عدنا وعاد الشّمل أبهى رونقا
إن كانت الأيّام لم ترفق بنا
فمن النّهى بنفوسنا أن نرفقا
أنّ الذي قدر القطيعة والنّوى
في وسعه أن يجمع المتفرّقا
ولقد ركبت البحر يزأر هائجا
كالليث فارق شبله بل أحنفا
والنفس جازعة ولست ألومها
فالبحر أعظم ما يخاف ويتّقى
فلقد شهدت به حكيمًا عاقلًا
ولقد رأيت به جهولًا أخرقا
مستوفز ما شاء أن يلهو بنا
مترّفق ما شاء أن يتفرّقا
تتنازع الأمواج فيه بعضها
بعضًا على جهل تنازعنا البقا
بينا يراها الطّرف سورًا قائمًا
فإذا بها حالت فصارت خندقا
والفلك جارية تشقّ عبابه
شقّا كما تفري رداء أخلقا
تعلو فنحسبها تؤمّ بنا النّسما


قصيدة أعيذك بالرحمن

يقول جميل بن معمر في الفراق:

أَلا نادِ عيراً مِن بُثَينَةَ تَرتَعي
نُوَدِّع عَلى شَحطِ النَوى وَتُوَدِّعِ
وَحُثّوا عَلى جَمعِ الرِكابِ وَقَرِّبوا
جِمالاً وَنوقاً جِلَّةً لَم تَضَعضَعِ
أُعيذُكِ بِالرَحمَنِ مِن عَيشِ شِقوَةٍ
وَأَن تَطمَعي يَوماً إِلى غَيرِ مَطمَعِ
إِذا ما اِبنُ مَلعونٍ تَحَدَّرَ رَشحُهُ
عَلَيكِ فَموتي بَعدَ ذَلِكَ أَو دَعي
مَلِلنَ وَلَم أَملَل وَما كُنتُ سائِماً
لِأَجمالِ سُعدى ما أَنَخنَ بِجَعجَعِ
أَلا قَد أَرى إِلّا بُثَينَةَ هَهُنا
لَنا بَعدَ ذا المُصطافِ وَالمُتَرَبَّعِ


قصيدة أقول لهم وقد جدّ الفراق

يقول معروف الرصافي:

أقول لهم وقد جدّ الفراق
رويدَكم فقد ضاق الخِناقُ
رحلتم بالبدور وما رحِمتم
مَشُوقاً لا يبوح له اشتياق
فقلبي فوق رؤوسكم مطار
ودمعي تحت أرجلكم مراق
أقال الله من قود لحاظاً
دماء العاشقين بها تراق
وأبقى أعيُناً للغيد سوداً
ولو نُسيتْ بها البيض الرّقاق
متى يصحو الفؤاد وقد أديرت
عليه من الهوى كأس دهاق
وليس النّاس إلّا من تصابي
لهوج الرّامسات بها اختراق
كأن لم تُصبني فيها كعابٌ
ولم يُضرب بساحتها رواق
فعُجتُ على الطّلول بها مُكِبّاً
أسيرٌ عَضَّ ساعده الوَثاق
حديد بارد في اللّوم قلبي
فليس له إذا طرق انطرق


قصيدة لا أحملُ العُقَد القديمة

يقول كريم معتوق:

لا أحملُ العُقَد القديمة
فالسلامُ على ضياعكِ من دمي
سكتَ الكلام
فلتأذني لي مرةً أخرى لأعُلنَ سرَّ غربتنا
وسرَّ حكايةٍ عبرتْ موشحةً بأغطيةِ الظلامْ
قالوا حرام..
فقلتُ إن نبقى حرام
حزنٌ يجرُ الحزنَ
يأسٌ دائمٌ خوفٌ
عذابٌ مُنتقى، زيفٌ
وألوانُ الكآبة بانسجام
لا تنتهي قصصُ الهوى دوماً
بوردٍ أحمرٍ أو أبيضٍ
أو غصنِ زيتونٍ وأسرابِ الحمامْ
نحن ارتضينا قصةً أُخرى
فراقٌ رائعٌ
لا ينحني للشوقِ والذكرى، ويقبلُ بالملامْ
نحن ابتدعنا غربةً كُبرى
وصلينا صلاةَ الهجرِ
كانت حفلةً كُبرى وكنتُ بها الإمامْ
واتفقنا..
قبلَ هذا اليومِ لا أذكرُ أنْ نحن اتفقنا
غيرَ أن نُمعن في قتلِ هوانا المستهامْ
وتراضينا على النسيانِ
أنجبنا حنيناً ميتاً
قومي..
ركامُ اليوم يستدعيكِ أن تأتين تابوتاً
ركاماً أو حطامْ
لا صدرَ بعد اليومِ يحضننا
ولا كفٌ إذا ما لامَسَتْ كفا ً
تنامي دفءُ ملحمةٍ وأسرارٍ
يُهدهدها الوئامْ
قومي..
تبلدتْ المشاعرُ والكلامُ له فطامْ
نحن اصطفينا عنفَ خيبتنا
وجارينا البرودةَ في مشاعرنا
وأبرمنا عقودَ الهجرِ حتى تنتهي الدنيا
ويلفظنا الأنامْ
واشتبكنا..
لا نرى فَجر خلاصٍ
فهوينا للأعالي
كقتيلينِ على الأفق ننام.


قصيدة لا تتركيني خلف السياج

يقول محمود درويش:

لا تتركيني خلف السياج كعشبة برية، كيمامة مهجورة
لا تتركيني قمراً تعيساً كوكباً متسولاً بين الغصون
لا تتركيني حراً بحزني
واحبسيني بيد تصب الشمس فوق كوى سجوني،
وتعوّدي أن تحرقيني، إن كنت لي شغفاً بأحجاري
بزيتوني بشباكي..
بطيني وطني جبينك،
فاسمعيني لا تتركيني
5222 مشاهدة
للأعلى للسفل
×