قطرات توسيع حدقة العين هل هي ضرورية عن فحص العين؟

كتابة:
قطرات توسيع حدقة العين هل هي ضرورية عن فحص العين؟

حدقة العين

هي الفتحة السوداء في منتصف قزحية العين -الجزء الملوّن من العين-، ووظيفتها السماح بمرور الضوء وتركيزه على الشبكية بصفته جزءًا من عملية الرؤية، والعضلات الموجودة في القزحية هي التي تتحكم بحدقة العين.[١]

واعتمادًا على كمية الضوء تنقبض الحدقة؛ وهو ما يعني إغلاقًا لها (Miosis)، أو التوسع؛ وهو السماح لها بالفتح (Mydriasis)، وتتحكم بذلك أعصاب موجودة في قزحية العين، ويعتمد تكبير حجم الحدقة وتصغيره على عدة عوامل؛ منها كمية الضوء المتعرضة له في حالات الجهد الجسدي او النفسي، أو التعرض لأدوية معينة.

وتتوسّع حدقة العين عندما تبدو كمية الضوء قليلة؛ ذلك لتسمح لمزيد من الضوء بالدخول لإمكانية الرؤية، بينما تضيق الحدقة عند وجود الضوء الساطع، وأكبر حجم تتوسّعه حدقة العين 8-4 mm، وأقل حجم تضيّقه 4-2 mm.[١][٢]


ما المقصود بقطرات توسيع العين؟

هي نقط من محلول يستخدمها أطباء العيون لغايات تشخيص المرضى، وتؤدي إلى زيادة في حدقة العين ومنعها من الإغلاق عند تسليط الضوء عليها عبر الطبيب؛ حتى يتمكّن من رؤية بِنية العين خلفها؛ كالعصب البصري والشبكية وغيرهما من خلال استخدام عدسة مكبّرة.[٣]

يضع الطبيب بضع قطرات في كل عين، ثم ينتظر مدة 20-30 دقيقة حتى تفتح الحدقة لأكبر حجم لها، وتختلف المدة حسب لون القزحية؛ فالألوان الفاتحة (الأزرق، والأخضر، والعسلي) تستجيب أسرع من اللون البني الغامق، وعند أغلب الاشخاص يستمر تأثيرها حتى 6 ساعات، لكن من الصعب على الطبيب تحديد المدة الأكيدة لذلك.[٤]

وبعد التوسُّع يلاحظ الشخص تشويشًا في الرؤية وزيادةً في حساسيته تجاه الضوء، ولا يستطيع التركيز على الأشياء التي من حولِه؛ لذلك يُفضّل عدم ذهاب الشخص وحيدًا عند إجراء هذا الفحص، وتجنب قيادة السيارة؛ لما قد يتعرّض له من مخاطر.[٥] وهناك أنواع من القطرات التي تختلف في مبدأ العمل، فبعضها تجعل عضلات خاصة في العين تنقبض وبالتالي يحدث التوسع، وهناك قطرات تمنع عضلات خاصة في العين من جعل الحدقة تنقبض لحجم أصغر وبالتالي تبقى مفتوحة.[٦]


هل استعمال قطرات توسيع العين عند الفحص ضروري؟

تعتمد ضرورة توسيع حدقة العين عند الفحص على عدة أسباب؛ فهي ضرورية لمساعدة الطبيب في تشخيص بعض الأمراض في مراحلها الأولى، ومن هذه الأسباب:[٥]

  • العمر؛ فخطورة الإصابة بأمراض العين تزيد مع تقدّم العمر؛ لذلك المعهد الوطني للعيون (The national eye institute) يوصي بعمل فحص توسُّع حدقة العين مرة كل سنة أو سنتين للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فأكثر.
  • بعض الأعراق لديها قابلية وارتفاع في نسبة الخطورة للإصابة بأمراض العين، ويُنصح بإجراء الفحص لها باستخدام هذه القطرات مرة إلى مرتين في السنة ابتداءً من عمر 40 سنة.
  • وجود تاريخ مرضي للإصابة بالأمراض التي تؤثر في الجزء الخلفي للعين؛ مثل: انفصال شبكية العين.
  • وجود بعض الأمراض التي تزيد من خطورة الإصابة بأمراض العين؛ مثل: مرض السكري.
  • ظهور بعض العوارض لدى الشخص تتطلب الفحص بتوسيع حدقة العين واستخدام هذه القطرات، لكن هنالك بعض العوارض لا توجد حاجة إلى استخدام هذه القطرات عند الفحص في حال ظهورها، ويكفي فحص متابعة للعين فقط.


ما أسباب الحاجة إلى توسيع حدقة العين؟

يلجأ الأطباء إلى توسيع حدقة العين للبحث وتشخيص الإصابة ببعض الأمراض أو الأمور غير الطبيعية التي تظهر في العين، ومنها:[٣]

  • المصابون بارتفاع ضغط الدم الذين لم يعالجهم الأطباء لمدة طويلة، وقد يؤدي هذا الضغط المرتفع إلى حدوث خلل وتغيير في الأوعية الدموية لشبكية العين.
  • المصاب بانفصال الشبكية عن الأوعية الدموية، وبالتالي عدم وصول الأكسجين والتغذية المناسبة لها.
  • مرضى السكري، خصوصًا في حال عدم السيطرة على مستوى السكر العالي في الدم، ويؤدي ذلك إلى الإصابة بأمراض بشبكية العين، وبالتالي ضعف الرؤية أو العمى.
  • حدوث خلل في البقعة المركزية الموجودة في الشبكية، وبالتالي عدم القدرة على الرؤية والعمى (Macular degeneration).
  • الإصابة بخلل في العصب البصري ناتج من زيادة الضغط غير الطبيعية على العين (Glucoma).


هل تسبب قطرات توسع حدقة العين حرقانًا فيها؟

تُعدّ كباقي أنواع قطرات العين، فقد يوجد نوع من الحرقان أو الوخز مباشرة بعد استخدامها يستمر مدة قصيرة، وتُستخدَم قطرات العين المخدرة قبل استخدام قطرات توسيع الحدقة لتخفيف الشعور بالوخز.[٦]


كم يستغرق توسيع حدقة العين بعد وضع قطرة التوسيع؟

تحتاج العين من 20-30 دقيقة لتوسيع حدقة العين لأكبر حجم لها، فـالعيون الملونة الزرقاء والخضراء والعسلية تتسع أسرع من العيون الغامقة، وبعدها يستمر التوسع من 4-6 ساعات عند أغلبية الأشخاص، لكنّ بعضهم الآخر تتأخر عودة حدقة العين لديهم لحجمها أكثر من ذلك، خاصة أصحاب العيون الملونة والأطفال، يستمر يومًا كاملًا؛ لذلك من الصعب على الطبيب تحديد مدة عودة الحدقة لوضعها الطبيعي؛ لذلك يجب توخي الحذر طالما تشويش الرؤية ما زال موجودًا.[٤]


ما الآثار الجانبية لاستخدام قطرة توسع حدقة العين؟

هناك عدة أمور تصبح من الصعب ممارستها عند استخدام قطرة توسّع العين؛ بسبب الآثار الجانبية لها. وتتضمن هذه الآثار:[٣]

  • تشويش وعدم وضوح في الرؤية، وصعوبة التركيز على الأشياء من حول المصاب.
  • زيادة حساسية العين تجاه الضوء، فالأضواء العالية تزعج المصاب، ويُحسّ بالوخز من القطرة.
  • بعض الآثار نادرة الحدوث، وجفاف الفم، وتسارع بالنبض، والحُمّى، واحمرار في الوحه.
  • احمرار العين وانتفاخها في بعض الأنواع، ومنها التي تحتوي على أتروبين (Atropine).


الحد من الآثار الجانبية لقطرة توسُّع حدقة العين

هناك عدد من الأمور التي تنفّذ للحد من الآثار الجانبية لهذه القطرة، ومنها:[٣]

  • أخذ إجازة يوم كامل من العمل أو المدرسة لإراحة العين.
  • إغلاق الستائر والأضواء في المنزل وعمل ظلام كامل حتى يزول أثر هذه القطرة.
  • تجنب القراءة أو مشاهدة التلفاز؛ لأنّ العين تبدو حساسة للضوء بسببها، والانتظار حتى يذهب أثرها.
  • ارتداء النظارات الشمسية عند وجود الشخص في الخارج.
  • تجنب قيادة السيارة في حال تشويش الرؤية وعدم الوضوح حتى تزول تمامًا.
  • عدم ارتداء العدسات اللاصقة حتى التأكد من زوال أثر القطرة تمامًا.


المراجع

  1. ^ أ ب Donna Christiano (2018-3-28), "About Normal Pupil Sizes"، healthline, Retrieved 2020-8-18. Edited.
  2. Troy Bedinghaus, "How Long Do Pupils Remain Dilated After an Eye Exam?"، verywellhealth, Retrieved 2020-8-18. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "EYE DILATION: A GUIDE (HOW LONG IT LASTS, SIDE EFFECTS, MORE)", nvisioncenters, Retrieved 2020-8-18. Edited.
  4. ^ أ ب Erica Hersh (2018-3-1), "How Long Does It Take for the Effects from Eye Dilation Drops to Wear Off?"، healthline, Retrieved 2020-8-18. Edited.
  5. ^ أ ب "Eye dilation: Necessary with every eye exam?", mayoclinic, Retrieved 2020-8-18. Edited.
  6. ^ أ ب "Dilating Eye Drops", aapos, Retrieved 2020-8-18. Edited.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×