قطرب (شاعر وفقيه في اللغة العربية)

كتابة:
قطرب (شاعر وفقيه في اللغة العربية)


من قطرب؟

أبو علي محمد بن المستنير بن أحمد البصري ت (204) هـ؛ النحوي البصري اللغوي المعروف بقطرب؛ أحد تلاميذ سيبويه (180-148 هـ) ومجموعة من علماء البصرة. كان طالباً مجتهداً للغة العربية حيث أنه كان يذهب لسيبويه قبل بقية زملائه؛ فقال له سيبويه: إنما أنت "قطرب ليلٍ" ومن هنا أتى هذا اللقب والقطرب هو دابة كثيرة الحركة التي لا تسكن.[١]


المثلثات

هي جمع لغوي للكلمات التي تشارك بالبناء الصرفي (من ناحية الحروف) وتختلف بالحركات وهذا الاختلاف بالحركات ينشب عنه اختلاف بالمعنى وسميت بالمثلثات لأنها تجمع كل 3 كلمات في مجموعة واحدة مثل (الغَمْرُ، الغِمْرُ، الغُمْرُ)

فأمّا الغَمْرُ فمعناها: الماء الكثير.

وأمّا الغِمْرُ فمعناها: الحقد في الصدر.

وأمّا الغُمْر فهو الرجل الذي لم يجرّب الأمور (منعدم الخبرة).[٢]



المورث لمُشكِل المثلث

هي منظومة عبد العزيز بن عبد الواحد المكناسي المغربي، وهي شرح لنظم لمثلث قطرب في ثلاثيات اللغة العربية، يقول فيها: [٣]


مقدمة

حَمْدًا لِبَارِئِ الأَنَامْ
ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمْ
مَا نَاحَ فِي دَوْحٍ حَمَامْ
عَلَى الرَّسُولِ الْعَرَبِي
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ
وَمَنْ تَلاَ مِنْ حِزْبِهِ
سَبِيْلَهُ فِي حُبِّهِ
عَلَى مَمَرِّ الْحِقَبِ


وَبَعْدُ فَالْقَصْدُ بِمَا
أوْرَدْتُهُ شَرْحًا لِما
قَدْ كَانَ قَبْلاً نُظِمَا
مُثَلَّثًا لقُطْرُبِ


مُقَدِّمًا فَتْحًا عَلَى
كسرٍ وضمٍّ مُسْجَلا
وَهَكَذَا عَلَى الْوِلاَ
نَظْمًا عَلَى التَّرَتُّبِ


فَسَمِّهِ بالمُوْرِثِ
لِمُشْكِلِ الْمُثَلَّثِ
مِنْ غَيْرِ مَا تَرَيُّثِ
وفُزْ بِنَيْلِ الأرَبِ


وَسَلْ مِنَ المَوْلَى العَليّْ
غُفْرَانَ كُلِّ الزَّلَلِ
ثمَّ قُبولَ العملِ
بالمصطفى المقرَّبِ


صلّى عليه ذو العُلا
ما هطلتْ مزْنٌ على
رَبْعٍ فأضحى مُبقلا
من كلِّ نوعٍ طيِّبِ


الكلمات ومعانيها


فالْغَمْرُ مَاءٌ غَزُرَا
وَالْغِمْرُ حِقْدٌ سُتِرَا
وَالْغُمْرُ ذُو جَهْلٍ سَرَى
فِيْهِ وَلَمْ يُجَرِّبِ


تَحِيَّةُ الْمَرْءِ السَّلاَم
وَاسْمُ الْحِجَارَةِ السِّلاَم
وَالْعَرْفُ فِي الْكَفِّ السُّلاَم
رَوَوْهُ فِي لَفْظِ النَّبِي


أَمَّا الْحَدِيْثُ فَالْكَلاَم
وَالْجَرْحُ فِي الْمَرْءِ الْكِلاَم
وَالْمَوْضِعُ الصُّلْبُ الْكُلاَمْ
لِلْيَبْسِ وَالتَّصَلُّبِ


الْحَرَّةُ الْحِجَارَة
وَالْحِرَّةُ الْحَرَارَة
وَالْحُرَّةُ الْمُخْتَارَة
مِنْ مُحْصَنَاتِ الْعَرَبِ


والْحَلْمُ ثَقْبٌ فِي الأَدِيْم
وَالْحِلْمُ مِنْ خُلْقِ الْكَرِيْم
وَالْحُلْمُ فِي النَّومِ العميْم
بِالصِّدْقِ أَوْ بِالْكَذِبِ


السَّبْتُ يَوْمٌ عُهِدَا
وَالسِّبْتُ نَعْلٌ حُمِدَا
وَالسُّبْتُ نَبْتٌ وُجِدَا
فِي مَعْمَرٍ أَوْ سَبْسَبِ


لشِدَّة الْحَرِّ السَّهَام
وَلِلنِّبَالْ قُلْ سِهَام
وَلِضِيَا الشَّمْسِ سُهَام
بمَشْرِقٍ أَوْ مَغْرِبِ


وَدَعْوَةُ الْمرءِ الدُّعَا
وَدِعْوَةُ الْعبدِ الدِّعَا
وَدُعْوَةٌ مَا صُنِعَا
لِلأَكْلِ وَقْتَ الطَّرَبِ


فالشَّرْبُ جَمْعُ النُّدَمَا
وَالشِّرْبُ حَظٌّ قُسِمَا
وَالشُّرْبُ فِعْلٌ عُلِمَا
وَقِيلَ مَاءُ الْعِنَبِ


والْخَرْقُ مَا قَدْ عَظُمَا
وَالْخِرْقُ حُرٌّ كَرُمَا
وَالْخُرْقُ حُمْقٌ لَؤُمَا
فَمِنْهُ كُنْ ذَا هَرَبِ


عَتْبُكَ لِلْمَرْءِ اللَحَا
وَقِشْرَةُ الْعُوْدِ اللِحَا
وَجَمْعُ لِحْيَةٍ لُحَا
بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ حُبِي


جَمَاعَةُ النَّاسِ الْمَلاَ
وَقُلْ أَوَانيهِمْ مِلاَ
لِباسُهُمْ مِنَ الْمُلاَ
مِنْ عَبْقَرٍ مُذَهَّبِ


والشَّكْلُ عَيْنُ الْمِثْلِ
وَالشِّكْلُ حُسْنُ الدَّلِّ
وَالشُّكْلُ قَيْدُ الْغُلِّ
مَخَافَةَ التَّوَثُّبِ


قُلْ ثُلةٌ فِي صَرَّه
وَقِرَّةٌ فِي صِرَّه
وَخِرْقَةٌ فِي صُرَّه
مَشْدُودَةٌ مِنْ ذَهَبِ


والْعُشْبُ يُدْعَى بِالْكَلاَ
وَلِلْحِرَاسَةِ الْكِلاَ
وَجَمْعُ كُلْيَةٍ كُلاَ
من كُلِّ حَيٍّ ذِي أَبِ


الْقَسْطُ جَوْرٌ رُفِضَا
وَالْقِسْطُ عَدْلٌ فُرِضَا
وَالْقُسْطُ عُوْدٌ مُرْتَضَى
لعَرفِه الْمُطَيَّبِ


الْعَرْفُ رِيْحٌ طَيِّبُ
وَالْعِرْفُ صَبْرٌ يُنْدَبُ
وَالْعُرْفُ أَمْرٌ يَجِبُ
عِنْدَ اِرْتِكَابِ الرِّيَبِ


والْجَدُّ وَالِدُ الأَبِ
وَالْجِدُّ ضِدُّ اللَّعِبِ
وَالْجُدُّ عِنْدَ الْعَرَبِ
اَلْبِيرُ ذَاتُ الْخَرَبِ


جَارِيَةٌ إِحْدَى الْجَوَار
وَمَصْدَرُ الْجَارِ الْجِوَار
وَرَفْعُ صَوْتٍ الْجُوَار
منْ جزعٍ أَوْ حَرَبِ


شَجَّةُ رَأْسٍ أَمَّة
تُدْعَى وَقَالُوا إِمَّة
لِنِعْمَةٍ وَأُمَّة
مِنْ عَجَمٍ أو عَرَبِ


وَدَارُهُ قَدْ عَمَرَت
عِمَارَةً وَعَمِرَت
نَفْسُ الْفَتَى وَعَمُرَت
أَرْضُكَ بَعْدَ الْخَرِبِ


طَيْرٌ شَهِيْرٌ الْحَمَام
وَالْمَوْتُ في العُرْفِ الْحِمَام
وَعَلَمًا جَاءَ الْحُمَام
عَلَى فَتًى مُنْتَسِبِ


لِمِحْنَةٍ قُلْ لَمَّة
وَشَعْرُ رَأْسٍ لِمَّة
وَجَمْعُ نَاسٍ لُمَّة
مَا بَيْنَ شَيْخٍ وَصَبِي


الْمَسْكُ جِلْدٌ يَا غُلاَم
وَالْمِسْكُ مِنْ طِيْبِ الْكِرَام
وَالْمُسْكُ بُلْغَةُ الطَّعَام
تَكْفِي الْفَتَى مِنْ نَشَبِ


الحَجْر في الثوب الأمام
والحِجر بالبيتِ الحرام
:وحُجْرُ والدٌ همام 
لامرئِ قيسِ العربِ


ذائبُ ثلجٍ سَقْطُ
وعينُ نارٍ سِقطُ
لولدٍ قلْ سُقطُ
إنْ لمْ يتِمَّ فاحسِبِ


مُتَّصِلُ الرَّمْلِ الرَّقَاق
وَفِي مَسِيلِ الْمَا الرِّقَاق
وَالْخُبْزُ إِنْ رَقَّ الرُّقَاق
يُقَالُ عِنْدَ الْعَرَبِ


وسُؤْرُ لَيْثٍ قَمَّة
وَرَأسُ طَوْرٍ قِمَّة
بِكَسْرِهَا وَالْقُمَّة
مَزْبَلَةٌ لِلْقَشَبِ


صوتُ الحديدِ الصَّلُّ
حيَّةُ الرّمل الصِّلُّ
تَغَيُّرُ الْمَا الصُّلُّ
فلا يكادُ يُشرَبِ


ظَبْيٌ كَحِيْلٌ الطَّلاَ
وَالْخَمْرُ قُلْ فِيْهِ الطِّلاَ
وَطُلْيَةٌ مِنَ الطُّلاَ
جِيْدُ الْفَتَى الْمُهَذَّبِ


أَمَّا الْغَزَالُ فَالرَّشَا
وَالْحَبْلُ لِلدَّلْوِ رِشَا
وَبذْلُ مَالٍ الرُّشَا
لِحَاكِمٍ مُسْتَكْلِبِ


حَبُّ الْقَرَنْفُلِ الزَّجَاج
وَزُجُّ الأرْمَاحِ الزِّجاج
وَلِلْقَوَارِيْرِ الزُّجَاج
وَهْوَ سَرِيْعُ الْعَطَبِ


رِيْقُ الْحَبِيْبِ الظَّلْمُ
وَفِي النَّعَامِ الظِّلْمُ
فَحْلٌ وَأَمَّا الظُّلْمُ
فَالْجَوْرُ مِنْ ذِي غَضَبِ


الْمَتْنُ لِلْمَرْءِ الْقَرَا
نزولُ ضَيْفٍ الْقِرَى
وَجَمْعُ قَرْيَةٍ قُرَا
كمَكَّةٍ وَيَثْرِبِ


الْقَطْرُ غَيْثٌ سَاكِبُ
وَالْقِطْرُ صِفْرٌ ذَائِبُ
وَالْقُطْرُ عُودٌ جَلبُوا
مِنْ عَدَنٍ فِي الْمَرْكَبِ


كُنَاسَةُ الْبَيْتِ اللَقَا
وَالزَّحْفُ لِلحَرْبِ اللِقَا
وَأَنْتَ أَعْقَدْتَ اللُقَا
مِنْ عَسَلٍ بِاللَهَبِ


الْحيَّةُ اسْمُ الْمَنَّة
والامتنانُ الْمِنَّة
وَالقوة اسْمُ الْمُنَّة
وَهْيَ دَلِيْلُ الْغَلَبِ


الخاتمة

هَذَا تَمَامُ شَرْحِ مَا
نَظَمَ مَنْ تَقَدَّمَا
مِنْ أُدَبَاءِ الْعُلَمَا
مُثَلَّثًا لقُطْرُبِ


هَذَّبَهُ بالْحُبِّ
رَجَاءَ عَفْوِ الرَّبِّ
عَمَّا جَنَى مِنْ ذَنْبِ
عَبْدُالْعَزِيزِ الْمَغْرِبِي


مُصَلِّيًا مُسَلِّمَا
عَلَى رَسُولِ الْكُرَمَا
مُحَمَّدٍ مَنْ قَدْ سَمَا
على جميعِ العربِ


وَالآلِ وَالأَصْحَابِ مَا
لاَحَ بَرِيْقُ يَثْرِبِ


من مؤلفات قرطب [٤]

  • معاني القرآن الكريم
  • كتاب الأزمنة
  • كتاب الأضداد
  • غريب الحديث
  • كتاب العلل في النحو
  • كتاب الاشتقاق
  • كتاب القوافي
  • كتاب الأصول
  • كتاب الصفات
  • خلق الفرس
  • الرد على الملحدين
  • كتاب الأصوات
  • كتاب الفرق

وغيرها.




المراجع

  1. أمينة (24/11/2020)، "قطرب .. مُبتكر المثلث في اللغة العربية"، تاريخكم، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2022. بتصرّف.
  2. "مثلثات قطرب"، عريق. بتصرّف.
  3. "منظومة المورث لمشكل المثلث لـ عبد العزيز المغربي"، مدونة الشعر العربي. بتصرّف.
  4. "قطرب"، عريق. بتصرّف.
6112 مشاهدة
للأعلى للسفل
×