قواعد الكتابة العروضية

كتابة:
قواعد الكتابة العروضية

قواعد هامّة لكتابة عروضيّة صحيحة

فيما يأتي بعض القواعد المهمة التي يجب مراعاتها عند الكتابة العروضية:


إشباع الحرف الأخير من كل شطر

تُشبع حركة الحرف الأخير من كلٍّ من الشطرين الأوّل والثّاني، وذلك بحسب الحركة التي تتوقّف عليها الكلمة، فلو انتهى أحد الشطرين على حركة الفتحة أشبعتْ ألفًا، ولو انتهي على الضمّة أشبعتْ واوًا، ولو انتهى على كسرة أشبعتْ ياءً، وإذا انتهى بساكنٍ بقي على حاله، وذلك على نحو: "دهرَ" تُصبح "دهرا"، و"دهرُ" تُصبح "دهرو"، و"دهرِ" تُصبح "دهري"، ومنه قول الشاعر:[١]

بِمَنْ يَثِقُ الإِنْسَاْنُ فِيْمَا يَنُوْبُهُ

وَمِنْ أَيْنَ لِلْحُرِّ الْكَرِيْمِ صِحَاْبُ


فكلمة "ينوبهُ" التي انتهى بها الشطر الأوّل تُصبح "ينوبُهو"، وكلمة "صحابُ" التي انتهى بها الشّطر الثّاني تُصبح "صحابو"، وذلك بسبب إشباع الكلمتين بحرف مناسب لحركة الحرف الأخير فيهما، وحركة آخرهما الضمّة ويناسبها الإشباع بالواو، ومنه أيضًا:[١]

يَاْ نَفْسُ دُنْيَاْكِ تُخْفِيْ كُلّ مُبْكِيَةٍ

وَإِنْ بَدَاْ لَكِ مِنْهَاْ حُسْنُ مُبْتَسَمِ


فكلمة "مبتسمِ" التي انتهى بها الشطر الثّاني تُصبح "مبتسمُي"، وذلك لإشباع حركة الحرف الأخير بما يناسبه، فحركته الكسرة ويناسبها الياء.[١]


كتابة ما يلفظ وحذف ما لا يلفظ

من قواعد الكتابة العروضية إثبات الحروف التي تُلفظ ولا تكتب، فكلمة "هذا" مثلًا تُكتب "هاذا"، وكلمة "الرحمن" تُكتب "الرحمان"، وكلمة "ذلك" تُكتب "ذالك"، وغير ذلك من الكلمات التي تحتوي على حروف تُلفظ ولا تُكتب، كقول الشاعر:[٢]

تقطّع الدّهرَ بالتَّغنِّي ولكنْ

سيرُها فيهِ بالرّضا والتَّأنّي


فكلمة "ولكن" تكتب "ولاكن" وذلك لأنّ فيها الألف تُلفظ ولا تُكتب، فتُثبت في الكتابة العروضيّة، كما أنّه هناك أحرف في بعض الكلمات تكتب ولا تُلفظ، فتحذف هذه الأحرف في الكتابة العروضيّة.[٢]


وذلك على نحو ألف التّفريق في واو الجماعة، فكلمة "درسوا" تكتب "درسو" فتحذف منها الألف، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اسم "عمرو"، فالواو فيه تكتب ولا تلفظ، فيُصبح بالكتابة العروضيّة "عمر"، نحو قول الشاعر:[٢]

ثُمّتَ آبوا أكرمَ المآبِ

نعمَ لِزازُ المترفِ المُرتابِ


فكلمة "آبوا" تُصبح في الكتابة العروضيّة "أَاْبو" فتحذف منها ألف التفريق إذ إنّها تكتب ولا تلفظ، فتحذف كتابةً في الكتابة العروضيّة.[٢]


فكّ الحروف المشددة (الإدغام)

إذا ورد تضعيفٌ في الكلمات المراد كتابتها كتابة عروضيّة يُفكّ التّضعيف، فيُصبح حرفين، الأوّل ساكن والثّاني متحرّك، وذلك على نحو: "الدّهر" تُصبح "الدْدَهر"، نحو قول الشاعر:[٣]

تقطع الدّهرَ بالتَّغنِّي ولكن

سيرُها فيهِ بالرضا والتَّأنّي


فكلمة "الدَّهر" تُصبح في الكتابة العروضيّة "أدْدَهر"، وذلك لأنّنا فكّكنا التّضعيف فأصبح حرفين الأوّل ساكن والثّاني متحرّك، و"بالتّغنّي" تُصبح "بتْتَغنْنِي" أيضًا بسبب فكّ تضعيفها، "التّأنّي" تُصبح "أتْتَأنْنِي" كسابقتيها أيضًا.[٣]


كتابة التنوين نون ساكنة

عندما يرد تنوين نصبٍ أو جرٍّ أو رفعٍ في الكلمة فإنّ هذا التنوين يُحوّل إلى نون ساكنة، وذلك على نحو: "بيتًا" تُصبح "بيتَنْ"، و"بيتٌ" تُصبح "بيتُنْ"، و"بيتٍ" تُصبح "بيتِنْ" / ومنه قول الشاعر:[٤]

حبيبًا دَعَا والرَملُ بيني وبَينَهُ

فأسمعني سقيًا لذلك داعيا


"حبيبًا" تُصبح في الكتابة العروضيّة "حبيبنْ"، و"سقيًا" تُصبح في الكتابة العروضيّة "سقينْ"، وذلك بسبب إبدال التنوين نونًا.[٤]


حذف همزة الوصل إذا سبقت بمتحرك

تُحذف همزة الوصل من أمر الفعل الثلاثي وماضي الخماسي والسداسي وأمرهما ومصدرهما وذلك إذا سبقوا بحرف متحرّك، وذلك على نحو: "وَادرس" تُصبح "وَدْرس"، "واستكشاف" تُصبح "وستكشاف"، "وَانتقل" تُصبح "وَنْتقل".[٥]


وكذلك تُحذف همزة الوصل من الأسماء العشرة إذا سبقت بمتحرّك، وذلك على نحو: "بابن" تُكتب "ببن"، و"يا امرأة" تُكتب "يا مرأة" وغير ذلك من الأسماء العشرة المبدوءة بهمزة وصل، مثال:[٥]

عفّى المنازلَ آخرَ الأيّامِ

قطْرٌ ومَورٌ واختلافُ نعامِ


كلمة "وَاختلاف" تصبح في الكتابة العروضية "وخْتلاف"، وذلك لأنّ همزة الوصل قد سُبقت بحرف متحرّك.[٥]


حذف ألف اللام القمرية إذا سُبقت بحرف

الأحرف القمريّة مجموعة في عبارة "ابغِ حجك وخف عقيمه"، واللام القمريّة هي التي تسبق هذه الأحرف، فإذا جاءت اللام قمريّة ولم يسبقها كلام أثبتت كما هي في الكتابة العروضية، وذلك على نحو: "القمر" تُصبح "القمر" فلا يتغيّر فيها شيء، أمّا إذا سُبقت اللّام القمريّة بحرفٍ على الأقل حُذفت ألفها وبقيت لامها مُثبتة، وذلك على نحو: "والقمر" تُصبح "ولقمر"، مثال:[٦]

عفّى المنازلَ آخرَ الأيّامِ

قطْرٌ ومَورٌ واختلافُ نعامِ


"المنازل" تُصبح في الكتابة العروضية "لْمنازل"، وذلك لأنّها سبقت بكلام، فتحذف ألفها.[٦]


حذف الألف واللام الشمسية إذا سبقت بحرف

الأحرف الشّمسيّة هي: "ت، ث، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ن"، واللام الشّمسيّة هي التي تسبق هذه الأحرف، فإذا جاءت اللام الشّمسيّة مفردة دون أن يسبقها أي شيء تُثبت فيها الألف وتُحذف لامها، وذلك على نحو: "الشّمس" تُصبح "أشْشَمس"، أمّا إذا سبقت اللام الشّمسيّة بحرف فتُحذف منها "ال" التّعريف تامّةً، وذلك على نحو: "والشّمس" تُصبح "وشْشَمس"، مثال:[٧]

تقطع الدّهرَ بالتَّغنِّي ولكن

سيرُها فيهِ بالرضا والتَّأنّي


كلمة "الدَّهر" تُصبح في الكتابة العروضيّة "أدْدَهر"، و"بالتّغنّي" تُصبح "بتْتَغنْنِي"، "التّأنّي" تُصبح "أتْتَأنْنِي"، وذلك لأنّ جميع الكلمات السّابقة مبدوءة بال الشّمسيّة وسبقت بكلام، وعليه تحذف الألف واللام منها.[٧]


إشباع ضمير الهاء إذا سُبق بمتحرك

إذا جاء ضمير الغائب "الهاء" مسبوقًا بمتحرّك ووليه متحرّك أُشبعت حركته، فلو كان مضمومًا أشبع واوًا، ولو كان مكسورًا أُشبع ياءً، وذلك على نحو: "ربُّهُ" تُصبح "ربْبُهو"، و"ربِّهِ" تُصبح "ربْبِهي"، مثال:[٨]

أنا الّذي نظرَ الأعمى إلى أدَبي

:::وأَسْمَعَتْ كَلِمَاتي مَنْ بِهِ صَممُ


كلمة "بِهِ" تُصبح "بِهِي"، وذلك لأنّ ضمير النصب الهاء قد وقع بين متحرّكين.[٨]


إشباع ميم الجمع إذا جاءت متحركة

إذا جاءت "الميم" علامة الجمع متحرّكة تُشبع حركتها بما يناسبها، وذلك على نحو: "أنتمُ" تُصبح "أنتمو"، مثال:[٨]

كيما أعدّهُمُ لأبعدَ منهمُ

ولقدْ يُجاء إلى ذوي الأحقاد


كلمة "منهمُ" تُصبح "منهمُو"، وذلك لأنّ ميم الجمع في الكلمة السّابقة جاءت متحرّكة.[٨]


حذف حرف العلّة إذا جاء بعده ساكن

في الكتابة العروضية ينبغي ألّا يجتمع ساكنان، لذا تُحذف أحرف العلّة "الألف والواو والياء" إذا وليها ساكن، سواء أكان ذلك في الأسماء أو في الأحرف، وذلك على نحو: "في البيت" تُصبح "فِ لْبيت"، و"إلى الجبل" تُصبح "إلَ لْجبل"، و "الفتى المجتهد" تُصبح "لْفتَ لْمجتهد"، مثال:[١]

وإن تباريحي بهم وصبابتي

لهن رواحٌ في الحشا وبكورُ


"في الحشا" تُصبح "فِلْحشا"؛ وذلك لأنّ حرف العلّة الياء تلاه ساكن، فحذف من "في".[١]


تحليل المد إلى حرفين

يُفكّ المد في الكتابة العروضيّة إلى حرفين الأوّل متحرّك والثّاني ساكن، وذلك على نحو: "آمين" تُصبح "أَاْمين"، مثال:[٣]

ثُمّتَ آبوا أكرمَ المآبِ

نعمَ لِزازُ المترفِ المُرتابِ


فكلمة "آبوا" تصبح في الكتابة العروضيّة "أَاْبو" فالمد يفكّك فيصبح حرفين الأوّل متحرّك والثّاني ساكن، وكلمة "المآب" أيضًا تُصبح في الكتابة العروضيّة "مأَاْب".[٣]


بعض الملحوظات المهمّة في الكتابة العروضيّة

فيما يأتي تنبيهات مهمة في الكتابة العروضية، لمؤلفها الخليل بن أحمد الفراهيدي:[٣]

  • لا ينبغي أن يجتمع ساكنان في الكتابة العروضيّة.
  • وجوب انتهاء الشطرين بحرف ساكن.
  • كلّ حرف متحرّك يقابله حركة (/)، وكل حرف ساكن يقابله سكون (0) وذلك بعد إتمام الكتابة العروضيّة.


أمثلة

مَنْ ذَاْ يُدَاْوِيْ الْقَلْبَ مِنْ دَاْءِ الْهَوَى

إِذْ لا دَوَاْءَ لِلْهَوَىْ مَوْجُوْدُ


مَنْ ذَاْ يُدَاْوِل قَلْبَ مِنْ دَاْئِل هَوَى

/0 /0 //0/0 /0/ /0 /0/0 //0


إِذْ لا دَوَاْءَ لِلْهَوَىْ مَوْجُوْدُو

/0 /0 //0/ /0//0 /0/0/0


سَاْمِحِيْنِيْ إِنْ لَمْ أُكَاْشِفْكِ بِالْعِشْـ

ـقِ فَأَحْلَىْ مَاْ فِيْ الْهَوَىْ التَّضْمِيْنُ


سامحيني إنْ لَمْ أُكَاشفكِ بلْ عشْـ

/0//0/0 /0 /0 //0/0/ /0 /0


قِ فاح لي ما فِلْهوَت تَضْمينو

/  //0 /0  /0 /0//0 /0/0/0


وَسِرْتَ قَصْدُكِ لا كَالْمُشْتَهِيْ بَلَدًا

لَكِنْ كَمَنْ يَتَشَهَّى وَجْهَ مَنْ عَشِقَاْ


وَسرْتُ قصدكِ لا كَلْ مُشتهي بلدن

//0/    /0//   /0  /0 /0//0 ///0


لاكن  كمن يتشهْ هي وجهَ مَنْ عشقا

/0/0  //0  ///0 /0 /0/  /0  ///0


أمثلة على الكتابة العروضية

اكتب الأبيات الآتية كتابةً عروضيّة مراعيًا شروط تلك الكتابة:


بيت إذا استوت الأسافل والأعالي

إِذَا اسْتَوَتِ الأَسَاْفِلُ وَالأَعَالِيْ

فَقَدْ طَاْبَتْ مُنَاْدَمَةُ الْمَنَاْيَاْ


إِذَسْ تَوَتِلْ أَسَاْفِلُ وَلْ أَعَاْلِيْ

فَقَدْ طَاْبَتْ مُنَاْدَمَتل مَنَاْيَاْ


بيت وسرت قصدكَ

وَسِرْتَ قَصْدُكَ لا كَالْمُشْتَهِيْ بَلَدًا

لَكِنْ كَمَنْ يَتَشَهَّى وَجْهَ مَنْ عَشِقَاْ


وَسِرْتَ قَصْدُكَ لا كَلْمُشتهيْ بَلَدَنْ

لاكنْ كَمَنْ يَتَشهْ هَىْ وجْهَ مَنْ عَشِقاْ


بيت فلا تضجري من ذهولي

فَلا تَضْجَرِيْ مِنْ ذُهُوْلِيْ وَصَمْتِيْ

وَلا تَحْسَبِيْ أَنَّ شَيْئَاً تَغَيَّرْ


فلا تضجري مِنْ ذُهولي وصمتيْ

وَلا تَحْسبيْ أنْ نَشيْ أنْ تَغَيْ يَرْ


بيت يا كثير الهجر لا تنسَ وصلي

يَاْ كَثِيْرَ الْهَجْرِ لا تَنْسَ وَصْلِي

وَاشْتِغَاْلِيْ بِكَ عَنْ كُلِّ شُغْلِ


يَاْ كَثِيْرَلْ هجرِلا تنسَوصليْ

وَشْ تغاليْ بِكَ عَنْ كُلْ لِشُغليْ


بيت أكل الحبُّ من حشاشة قلبي

أَكَلَ الْحُبُّ مِنْ حُشَاْشَةِ قَلْبِيْ

وَالْبَقَاْيَاْ تَقَاْسَمَتْهَاْ النِّسَاْءُ


أَكَلَلْ حبْ بُمِنْ حشاشتِ قلبيْ

ولْ بقاياْ تقاسمت هَنْنِساؤُوْ


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج عبد العزيز عتيق، علم العروض والقافية، صفحة 13 - 17. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ابن جني، العروض، صفحة 61. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج محمد علي الهاشمي، كتاب العروض الواضح وعلم القافية، صفحة 23. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبو إسماعيل المقري، العروض والقوافي، صفحة 9. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت سعيد زهور عدي، القول الوافي في العروض والقوافي، صفحة 6. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ديزيره سقال، العروض وتجديد الشعر العربي، صفحة 12. بتصرّف.
  7. ^ أ ب محمود علي السمان، العروض القديم أوزان الشعر العربي وقوافيه، صفحة 18 - 21. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت ث أحمد الماضي، العروض أول ثانوي، صفحة 3. بتصرّف.
5352 مشاهدة
للأعلى للسفل
×