محتويات
النشرات الإخبارية
سبق ظهور الصحافة بمعناها الحديث، كمطبوع ودوري يصدر بشكل منتظم وباسم واحد، ظهور النشرات الإخبارية التي قدمها أصحاب المطابع الأولى في بداياتها وتجار الأخبار، وقد أخرج المؤرخون للصحافة هذه النشرات من مفهوم الصحف بسبب تغيّر أسمائها وعدم ثبوتها من جانب، وعدم انتظامها من جانب أخر، وتكمن أهمية هذه النشرات في أنها كانت التمهيد اللازم أو المفتاح لظهور الصحف بمعناها وشكلها الحديث، وكانت هذه الأخبار تعتمد بشكل كلي على نشر الأخبار، حيث كانت تتضمن أهم الأحداث الشهرية والسنوية، حيث منها ما كان ينشر كل ستة أشهر ومنها كل شهر ومنها ما هو أسبوعي، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن قواعد كتابة الخبر الصحفي بالشكل المعروف منذ بدايات الصحافة وتطورها عن النشرات الإخبارية.[١]
قواعد كتابة الخبر الصحفي
في بدابة الحديث عن قواعد كتابة الخبر الصحفي اتفق النقاد منذ بدايات الصحافة، على أن الحدث القصصي المكتمل ينطوي على إجابات تطول أو تقصر، لستة أسئلة، هي: مَن، متى، أين، كيف، ماذا، لماذا، وهي ما يُعبّر عنه بالإنجليزية بِـ W.H questions أو The Five Ws مضافًا إليها السؤال How الذي لا يبتدِئ بالحرف W، ومن هنا درج بعض المؤلفين العرب على عَدّ هذه الأدوات خمسة أسئلة، وهو تصنيف غير دقيق لأن عددها ستة، ومبعث هذا اللبس على ما يبدو هو الترجمة الحرفية لـ The Five Ws أي الشقيقات الخمس التي تبدأ كل واحدة منها بالحرف W في حين تبدأ السادسة بحرف أخر، فالبناء التقليدي للقصة القصيرة بالذات يمكن أن يسمح باعتماد الأسئلة الستة كأساس لجانب واحد من جوانب الحبكة القصصية وهو الحكاية، وللتفصيل في ذلك سيُذكَر تاليًا قواعد كتابة الخبر الصحفيّ بشيءٍ من الشرح:[٢]
الإجابة عن الأسئلة الستة
لعلّ المعلومات التي تعطيها الأسئلة الستة -أو الأجوبة الستة- تكفي لتكوين قصة خبرية مجردة، تكفي بحاجات خط الصدور، لكن المحرر النشط يستطيع أن يثري القصة بخلفية تطورها، وقد لا تكون الخلفيات الإخبارية أو الماضي الإخباري جزءًا مباشرًا من الأسئلة الستة، لكنها بالقطع لا يمكن الاستغناء عنها، ولا سيما في الأخبار السياسية، مع أن الإجابة عن هذه الأسئلة لا تكفي لتكوين قصة بالمعنى الفنيّ، بل تقوّي -مع بعض الإضافات- فكرة تكوينَ قصة بالمعنى الصحفي، فقواعد كتابة الخبر الصحفي هو الإجابة عن هذه الأسئلة الستة:[٢]
- من: من الذي لعب الدور في وقوع الحدث.
- متى: زمن وقوع الحدث.
- أين: مكان وقوع الحدث.
- ماذا: ماذا حدث.
- كيف: تفاصيل الحدث
- لماذا: أولويات الحدث أو خلفيات الحدث.
كتابة مقدمة الخبر
إلى جانب الأسئلة الستّة، هناك مكونات أساسية أخرى في قواعد كتابة الخبر الصحفي، ومن هذه القواعد التي يفضل استخدامها: أنّه عند كتابة مقدمة الخبر من الضروري معرفة أن المقدمة أهم وأخطر جزء في القصة الإخبارية أو في بناء الخبر، فهو واجهة الخبر التي يمكن أن تشجع القارئ على الإقبال على قراءته أو الصد عنه، إن بناء المقدمة السليمة يعتمد على معادلة بسيطة تنظم فيها أجوبة الأسئلة الستة بناءً على مبدأ الأهمية، والمقدمة الصحيحة هي التي تضمن أهم هذه الأجوبة ممثلة بذلك ذروة الحدث الإخباري، والمقدمة السليمة والخبر الجيد يعمل على بلوغ الرسالة الإعلامية "الخبر" والمتمثل بتقبل القارئ لقراءتها كاملة واتخاذه ردة فعل سلبية أو ايجابية تجاهها، ومبدأ الأهمية أن ننظر في الأجوبة الستة ثم نرتبها بحسب أهميتها فتبدأ المقدمة بذكر الأكثر أهمية فالأقل أهمية، وهكذا.[٢]
تنظيم القصة الإخبارية باستعمال الهرم المقلوب
من خلال قالب الهرم المقلوب يمكن إنجاز أكثر من 90% من القصص الإخبارية العادية، ويمكن تشبيه تركيب القصة الإخبارية ضمن هذا القالب من خلال البدء بالمقدمة وتتضمن الاجابة عن الأسئلة الستة ولا ضرورة إطلاقًا للإجابة عنها جميعًا، ويذكر المعلومات الأكثر أهمية، ثم يتبعها تطوير المقدمة ويقود بدوره الإجابة عن بقية الأسئلة الستة ومن جوانب مختلفة قد يلجأ فيها المحرر أو الصحفي إلى استحضار حيثيات ومعلومات متصلة بالحدث، وهذه الحيثيات يمكن أن تتعلق بالماضي الإخباري للقصة، أو التوقعات المحايدة حوله، كان هذا حديث مفصل موجز عن قواعد كتابة الخبر الصحفي.[٢]
لغة الخبر الصحفي
ومن خلال الحديث عن قواعد كتابة الخبر الصحفي لا بُدّ من طرح موضوع لغة كتابة الخبر الصحفي، ويقصد بلغة الخبر الصحفي: الأسلوب أو الطريقة التي يقوم بها المحرر أو الصحفي بكتابة الخبر الصحفي، ولا بُدّ من توفّر ثلاثة شروط في اللغة التي يكتب بها الخبر الصحفي، وهي:[٣]
- البساطة والسهولة والابتعاد عن التراكيب المعقدة والغريبة في اللغة، وكذلك تجنب المحسنات اللفظية والمترادفات والصور البيانية أو الاستشهاد بالأمثلة أو بالأشعار وغير ذلك مما هو أقرب إلى لغة الأدب منه إلى لغة الصحافة.
- تجنب استخدام الفعل المبني للمجهول والتزام الفعل المبني للمعلوم قدر الإمكان.
- الحرص على استخدام الجمل القصيرة والفقرات الموجزة مع الالتزام بالمصطلحات المألوفة للقراء.
المراجع
- ↑ حسني نصر، سناء عبدالرحمن (2009)، التحرير الصحفي في عصر المعلومات: الخبر الصحفي (الطبعة الثانية)، الإمارات: دار الكتاب الجامعي، صفحة 24-25. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث نبيل حداد (2002)، في الكتابة الصحفية، الأردن: دار الكندي، صفحة 179-183. بتصرّف.
- ↑ فاروق أبو زيد (1992)، فن الخبر الصحفي (الطبعة الثانية)، القاهرة: عالم الكتب، صفحة 385-386. بتصرّف.