كتاب تاريخ الإسلام

كتابة:
كتاب تاريخ الإسلام

التاريخ الإسلامي

يمتدّ التاريخ الإسلامي من بعثة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى الخلافة الراشدية، إلى الدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب، الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر، الفاطميين والأيوبيين والمماليك حتى الدولة العثمانية المجيدة، التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وقد اشتهر عدد كبير من العلماء الذين أظهروا معالم التاريخ الإسلامي، ومنهم الإمام شمس الدين الذهبي، وسيتم ذكر كتابه الشهير، كتاب تاريخ الإسلام في بقية هذا المقال.[١]

أهم كتب التاريخ الإسلامي

تعدّدت كتب التاريخ الإسلامي، من حيث أسلوب المؤرخين في النقل والسرد، وزمن معاصرتهم للتاريخ، وكان لبعض الكتّاب والمؤرخين الذكر الأكبر والأشهر، وذلك لبراعتهم في تأريخهم للأحداث، وشمولية كتبهم، ومنهم كتاب "البداية والنهاية" الذي يعدّ من أوسع الكتب وأشملها، إذ ذكر كاتبه الإمام ابن كثير إسماعيل بن عمر الدمشقي المتوفي سنة 774هـ تاريخ البشرية، منذ خلق السماوات والأرض والملائكة إلى خلق آدم، ثم يتطرق إلى قصص الأنبياء مختصرًا ثم التفصيل في الأحداث التاريخية منذ مبعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حتى سنة 767هـ بطريقة التبويب على السنوات، أما جزء النهاية ففيه علامات الساعة لغاية يوم الحساب بالتفصيل، وقد تألفت موسوعة الإمام ابن كثير "البداية والنهاية" من واحد وعشرين جزءًا.[٢]

وكتاب "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" أحد أهم الكتب التي تكلمت في التاريخ، ويعد مرجعًا مهمًا من مراجع هذا العلم، وقد ابتدأ مصنفه من بدء الخلق وأول من سكن الأرض إلى أواخر القرن السادس الهجري، وقد تميز كتاب المنتظم عما سبقه من كتب التاريخ، حيث أنه يجمع بين كونه سردًا تاريخيًا للأحداث على مدار السنوات، واحتوائه على ثلاثة آلاف وثلاثمائة ترجمة لمختلف الشخصيات من خلفاء وملوك ووزراء وفقهاء ومحدثين ومؤرخين وفلاسفة وشعراء ومصنفين وغيرهم وعلى هذه الطبعة دراسات وتحقيقات مهمة، ومؤلف هذا الكتاب هو الإمام أبو الفرج ابن الجوزي -رحمه الله-.[٣]

الإمام شمس الدين الذهبي

إمام المحدثين ومؤرخ الإسلام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله الذهبي، الفارقي الدمشقي الشافعي، ولد في دمشق في شهر ربيع الآخر سنة 673هـ / أكتوبر 1274م، وكان من أسرة تركمانية الأصل، تنتهي بالولاء إلى بني تميم، سكنتْ مدينة ميافارقين من أشهر مدن ديار بكر، ويبدو أن جد أبيه قايماز قضى حياته فيها، وتوفي سنة 661هـ وقد جاوز المئة، قال الذهبي: "قايماز ابن الشيخ عبد الله التركماني الفارقي جد أبي"، أمّا والده شهاب الدين أحمد، فقد ولد سنة 641هـ تقريبا، وأما سبب شهرته بالـ"الذهبي" فهو لأن أباه عمل بصنعة الذهب المدقوق، فبرع بها، وتميز وعرف بها، وقد طلب الذهبي العلم صغيرًا، وتوجهت عنايته إلى ناحيتين رئيستين هما: القراءات، والحديث الشريف، وشرع في طلب الحديث سنة 690هـ وعمره 18 سنة، ووقف حياته على العلم حتى توفى -رحمه الله-، وعني بالقراءات، والتاريخ والحديث واهتم به اهتمامًا خاصًا، وأخذ عن شيوخ بلده، وعن غيرهم.[٤]

وقد سافر في أرض الله طلبًا للعلم، فقد سافر إلى حلب، وبيت المقدس والرملة ونابلس، وبعلبك، وطرابلس، وحمص وحماه ونابلس والرملة، والقاهرة، والإسكندرية، ودمياط، وسمع بمصر من جماعة كبيرة، من أشهرهم: ابن دقيق العيد والعلامة شرف الدين الدمياطي، وقرأ على صدر الدين سحنون ختمة لورش وحفص، وكان الذهبي يجهد نفسه في قراءة أكبر كمية ممكنة على شيوخ تلك البلاد، توفي بتربة أم الصالح ليلة الاثنين، ثالث ذي القعدة قبل نصف الليل سنة 748 هـ / 1348م، ودفن بمقابر باب الصغير، وسيذكر تاليًا مؤلفاته، ومنها كتاب تاريخ الإسلام.[٤]

مؤلفات الإمام الذهبي

إن خير ما يصور منزلة الذهبي العلمية واتجاهاته الفكرية هو دراسة آثاره الكثيرة التي خلفها، وتبيان قيمتها مقارنة بمثيلاتها، ومدى اهتمام العلماء والدارسين بها في العصور التالية، والمساهمة الفعلية التي قدمتها للحضارة الإسلامية، وسيرة الذهبي العلمية، استنادًا إلى آثاره، ذات وجوه متعددة يستبينها الباحث الفاحص من نوعية تلك الآثار، وقد ترك الإمام الذهبي إنتاجًا غزيرًا من المؤلفات بلغ أكثر من مئتي كتاب، شملت كثيرًا من ميادين الثقافة الإسلامية، فتناولت القراءات والحديث ومصطلحه، والفقه وأصوله والعقائد والرقائق، غير أن معظم مؤلفاته في علوم التاريخ وفروعه، ما بين مطول ومختصَر ومعاجم وسير، وأشهرها:[٤]

  • كتاب سير أعلام النبلاء.
  • العبر في خبر من غبر.
  • اختصار المستدرك للحاكم.
  • ميزان الاعتدال في نقد الرجال.
  • تذكرة الحفاظ "طبقات الحفاظ للذهبي".
  • اختصار تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.
  • اختصار تاريخ دمشق لابن عساكر.
  • المغني في الضعفاء.
  • ديوان الضعفاء والمتروكين وخلق من المجهولين وثقات فيهم لين.
  • التلويحات في علم القراءات.
  • الكبائر.
  • الرسالة الذهبية إلى ابن تيمية.
  • الأمصار ذوات الآثار.
  • دول الإسلام.

كتاب تاريخ الإسلام

هو أكبر كتب الإمام الذهبي وأشهرها، وقد تناول فيه تاريخ الإسلام من الهجرة النبوية حتى سنة 700هـ الموافقة لسنة 1300م وهي فترة مدتها سبعة قرون، رغم تناول البعض التاريخ البشري كاملًا كالحافظ ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية"، والنويري في كتابه "نهاية الأرب" في فنون الأدب ولكن اتساع النطاق المكاني الذي شمل العالم الإسلامي بأسره ميزه بالإضافة إلى أسبقيته على تلامذته كابن كثير، وتضمنت هذه الموسوعة الفذة الحوادث الرئيسية التي مرت بالعالم الإسلامي، وتعاقب الدول والممالك، مع تراجم للمشهورين في كل ناحية من نواحي الحياة دون اقتصار على فئة دون أخرى، ويبلغ عدد من ترجم لهم في هذا الكتاب الضخم أربعين ألف شخصية، وهو ما لم يتحقق في أي كتاب غيره![٥]

وقد أبدع الإمام الذهبي في انتهاج الأسلوب الخبري، وهو ليس من أساليب المنهجة سابقًا حيث قال في مقدمة كتابه: "أما بعد فهذا كتاب نافع إن شاء الله، ونعوذ بالله من علم لا ينفع ومن دعاء لا يسمع، جمعته وتعبت عليه واستخرجته من عدّة تصانيف، يعرف به الإنسان مهمّ ما مضى من التاريخ، من أوّل تاريخ الإسلام إلى عصرنا هذا من وفيات الكبار من الخلفاء والقراء والزهاد والفقهاء والمحدّثين والعلماء والسّلاطين والوزراء والنّحاة والشّعراء، ومعرفة طبقاتهم وأوقاتهم وشيوخهم وبعض أخبارهم بأخصر عبارة وألخص لفظ، وما تمّ من الفتوحات المشهورة والملاحم المذكورة والعجائب المسطورة، من غير تطويل ولا استيعاب، ولكن أذكر المشهورين ومن يشبههم، وأترك المجهولين ومن يشبههم، وأشير إلى الوقائع الكبار، إذ لو استوعبت التراجم والوقائع لبلغ الكتاب مائة مجلّدة بل أكثر، لأنّ فيه مائة نفس يمكنني أن أذكر أحوالهم في خمسين مجلّدًا"، وهكذا يعرَف الإمام الذهبي وكتاب تاريخ الإسلام.[٥]

كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي

هو ثاني أضخم أعمال الإمام الذهبي، وهو كتاب عام للتراجم "وهي الكتب التي تهتم بذكر الأشخاص فقط وتاريخهم" التي سبقت عصره، وقد رتب تراجمه على أساس الطبقات التي تعني فترة زمنية محددة، وقد جعل الطبقة في سير أعلام النبلاء عشرين سنة، ومن ثم اشتمل الكتاب على خمس وثلاثين طبقة، وقد شملت تراجمه، من الخلفاء والملوك والسلاطين والأمراء والقادة والقضاة والفقهاء والمحدثين، واللغويين والنحاة، والأدباء والشعراء، والفلاسفة، غير أن عنايته بالمحدثين كانت أكبر.[٥]

المراجع

  1. "التاريخ الإسلامي"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 01-09-2019. بتصرّف.
  2. "مخطوطة البداية والنهاية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 01-09-2019. بتصرّف.
  3. "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 01-09-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "الإمام الذهبي شيخ المحدثين ومؤرخ الإسلام"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 01-09-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت "الذهبي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 01-09-2019. بتصرّف.
5220 مشاهدة
للأعلى للسفل
×