كتاب قصة الحضارة

كتابة:
كتاب قصة الحضارة

مفهوم الحضارة

تُشير كلمة الحضارة إلى مفهوم عظيم وواسع، فهي تدلُّ على النظام الاجتماعيّ الذي يقوم من خلاله الإنسان بتطوير إنتاجاته الثقافية الخاصة به ويعمل من خلالها أيضًا على زيادة محتوى تلك الإنتاجات، وهناك أربعة عناصر تقوم عليها الحضارة وتعدُّ روافد أساسية لها وهي: الأنظمة السياسية، الروافد الاقتصادية، روافد الأخلاق، الفنون والعلوم بكلِّ أشكالها، ولا تثمرُ الحضارة وتبدأ بالنهوض إلّا بعد أن تنتهي الاضطرابات داخل الدولة؛ لأنّ الإنسان عندما يعيش في جو من الراحة والاستقرار والأمن يستطيع أن يبدع ويخلق أسس ومقومات الحضارة، فالحضارة تراكمية وكل أمة تبني حضارتها استنادًا إلى حضارات الأمم التي سبقتها، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول كتاب قصة الحضارة وحول كاتبه وغايته.

ويل ديورانت

هو الكاتب والمفكِّر والفيلسوف والمؤرّخ الأمريكي ويل ديورانت، الذي اشتهر بمؤلفه الضخم وهو كتاب قصة الحضارة، كتبه بمشاركة زوجته أريل ديورانت التي ساعدته في تأليف ذلك الكتاب الشهير وإعداده، ولدَ ويل ديورانت في عام 1885م في إحدى بلدات مدينة ماساشوست، وتلقى تعليمه في مدارسها ثم في مدارس كيرني وهي إحدى بلدات نيوجرسي وكانت مدارسها تتبع الكنيسة الكاثوليكية، ودرس أيضًا في جامعة كولومبيا في نيويورك، عمل مراسلًا في بداية حياته لجريدة نيويورك لكنَّ هذا العمل لم يناسبه، فعمل في تدريس الإنجليزية واللاتينية والفرنسية، ثم ترك التدريس وبدأ برحلة طواف في أوربا لتوسيع آفاقه، ثم عاد ليتابع دراسته لينال درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة كولومبيا، ودرس الفلسفة فيها ثمَّ بدأ يلقي الدروس والمحاضرات في الكنائس في نيويورك وهذا ما دفعه لكتابة كتاب قصة الحضارة فيما بعد، حيثُ تفرَّغ في عام 1927م لكتاب قصة الحضارة والذي توفي في عام 1981م قبل أن ينهيه كما كان يحلم بعد أن بلغَ 11 مجلدًا.[١]

كتاب قصة الحضارة

يعدُّ كتاب قصة الحضارة من أشهر الكتب في مجال التاريخ، من تأليف الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت وزوجته أريل ديورانت، وهو عبارة عن مجموعة ضخمة تتألف من أحدَ عشرَ مجلَّدًا تتوزَّع على عشرة آلاف صفحة ويقدَّر عدد كلماتها بأكثر من أربعة ملايين كلمة، ولم يستطع الزوجان إكمال سلسلة كتاب قصة الحضارة، رغم أنَّ ويل ديورانت كان قد صرَّح بأنه يريد إدراج التاريخ الغربي حتى أوائل القرن العشرين ضمن كتاب قصة الحضارة، إلا أنَّ السلسلة انتهت بعصر نابليون، حيث توفِّيت زوجته في ثمانينيات القرن الماضي وتوفي هو في التسعينيات وذلك قبل أن يكملا ما عزما على إنهائه.[٢]

يتناول ويل ديورانت في كتاب قصة الحضارة تاريخ نشوء الحضارات منذ بداية تكون نواتها الأولى، تتألف هذه السلسلة من إحدى عشر مجلدًا جعلَ الكاتب لكلٍّ منها عنوانًا خاصًّا به، وهي على الترتيب كما يأتي مع تاريخ نشر كل منها: تراثنا الشرقي عام 1937م، حياة اليونان عام 1939م، قيصر والمسيح عام 1944م، عصر الإيمان عام 1950م، عصر النهضة عام 1953م، عصر الإصلاح الديني 1957م، بداية عصر العقل عام 1961م، عصر لويس الرابع عشر عام 1963م، عصر فولتير عام 1965م، روسو والثورة عام 1967م، عصر نابليون عام 1975م، وقد امتدَّت الفترة التي كتب فيها ويل ديورانت هذه السلسلة لتصل إلى أربعة عقود تقريبًا.[٢]

ملخص كتاب قصة الحضارة

لا شكَّ أن طريق البشرية من العصر البدائي الحجري وعصرالهمجية إلى عصر المدنية والحضارة طويل جدًّا، مرَّت عليه آلاف السنين، وقد حاول ويل ديورانت أن يلخص تلك القصة من ألفها إلى يائها حسب ما توصَّل إليه من معلومات جمعها ونسَّقها بعد جهد كبير وعملية بحث طويلة امتدَّت لأربعة عقود، حيثُ كانت البداية في زمن لا يعرف فيه الإنسان شيئًا ثمَّ بدأ شيئًا فشيئًا ومن خلال الاكتشافات المتتالية أن ينتقل من عصر إلى عصر أرقى وأكثر تطورًا وخصوصًا بعد اكتشاف الزراعة واختراع الكتابة وظهور الحرف والمهن، ويتكلم عن نشأة الحضارات في المجلد الأول في الشرق الأدنى والهند وما حولها كالصين واليابان في الشرق الأقصى، ثمَّ يشير إلى الحضارة اليونانية والحياة في تلك المرحلة ثمَّ الانتقال إلى حكم قيصر وعصر المسيح، ثمَّ يدخل في عصر النهضة في أوربا والثورات التي اشتعلت فيها وعصر التنوير، ولم يغفل الحديث عن رموز الفلسفة والفكر الذين كان لهم أثر كبير على مستوى البشرية مثل روسو وفولتير وغيرهم، وينتهي الكتاب بعصر نابليون في القرن الثامن عشر.[٣]

نقد كتاب قصة الحضارة

رغم كل تلك الشهرة التي حصَدَها كتاب قصة الحضارة ورغم كل ما به من إيجابيات جليلة، إلا أنَّه لا يخلو من بعض السلبيات التي لا ينجو منها أي كتاب من تأليف البشر، فقد وجِّهت إليه العديد من الانتقادات القائمة على أسس علمية ولكنه بقي محتفظًا بقيمته لأنه ثمرة جهد عظيم في المجال التاريخي، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج أهم تلك الانتقادات:[٣]

  • اعتماد الكاتب في كثير من المواضع، خاصةً في حديثه عن العصور القديمة جدًّا قبل عصور التدوين على الظنِّ أو التكهُّن.
  • الاعتماد على ما عند بعض القبائل البدائية التي تنتشر في كثير من بقاع العالم، دون الرجوع إلى أي دليل يدعم تلك الأقوال.
  • إقحام مشاعره وعواطفه في أسلوب الكتابة، رغم أنَّ مثل هذه الكتب التاريخية لا بدًّ أن تكون بعيدة كل البعد عن الاعتقاد والمشاعر والعواطف.
  • عدم الحياديّة في الحديث عن الشعوب البدائية الأولى ووصفهم بالهمج والرعاع وغير ذلك من الصفات المشينة غير اللائقة بمثل هكذا مؤلف ضخم.
  • الوقوف موقفًا عدائيًّا ضدَّ الدين عمومًا.

المراجع

  1. "ويل ديورانت"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-09-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "قصة الحضارة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 05-09-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "قصة الحضارة (المجلد الاول) : نشأة الحضارة / الشرق الأدنى"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-09-2019. بتصرّف.
4963 مشاهدة
للأعلى للسفل
×