كثرة اللوم والعتاب من وجهة نظر نفسية

كتابة:
كثرة اللوم والعتاب من وجهة نظر نفسية

العتاب

يُعدّ العتاب من ردود الأفعال الكثيرة التي يردّ بها الناس على بعضهم البعض كنتيجة لأفعالٍ وأقوالٍ معينة، يُظظهرون من خلاله بعض المحاسبة للأفعال والأقوال التي لم تُعجبهم، ويعتبرون هذه المحاسبة بمثابة تذكير بموقفٍ ما، وغضبهم من هذا الموقف، والعتاب نوع من طلب الودّ من الآخرين، لأنّه غالبًا يكون بين الأحبة، أما الأعداء فلا يعتبون على بعضهم بعضًا، ولهذا يوجد بعض الأشخاص الذين يمتدحون العتاب ويعتبرونه تعبيرًا عن الحب، والبعض يذمونه ويعتبرون أنه بلا فائدة، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن كثرة العتاب، وكيف أنّ كثرة العتاب من أعلى مراتب الغباء.[١]

كثرة العتاب من أعلى مراتب الغباء

تتباين آراء الناس حول العتاب وكثرته، فالبعض يعدّون كثرة العتاب من أعلى مراتب الغباء، خصوصًا إذا زاد العتاب عن حدّه، وكان الشخص الذي يُعاتب لا يستحق هذا العتاب ولا يكترث أو يهتم له، رغم أنّ الله تعالى عاتب أنبياءه، ومن هذا قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى*أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى *وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}[٢]، لكنّ هذا العتاب للأنبياء، وليس العتاب بين الأشخاص العاديين، ومن الأسباب التي تجعل كثرة العتاب من أعلى مراتب الغباء ما يأتي:[١]

  • عدم إتيان كثرة العتاب واللوم بأيّ نتيجة أو خير، لأنّ كثرة العتاب تُنفّر الأصدقاء وتزيد من بُغض العدو.
  • كثرة العتاب ليست من سًنن الأنبياء -عليهم السلام-، لأنّ من لا يستجيب من العتاب أول مرة لن يستجب له فيما بعد.
  • تغاضي العتاب عن جوانب الصواب، لأنّ كثرة العتاب تجعل المُعاتب يظن أنّه وحده على حق والآخر وحده المخطئ.
  • التفتيش عن الأخطاء المخفية للآخرين، وتتبع عوراتهم وبيان أخطائهم أمام الجميع، لأنّ كثرة العتاب يُسبب فضح الأسرار بين الناس.
  • سوء الظن بالآخرين والتسبب في جرحهم وإيذائهم وتصيّد أخطائهم، ومنحهم شعور سلبي قد لا يستطيعون التخلص منه بسهولة.
  • تغليب العاطفة على العقل، وزعزعة الثقة في نفس الشخص المُعاتَب.

آداب العتاب

بعد الحديث عن العتاب والتأكيد على أنّ كثرة العتاب من أعلى مراتب الغباء، لا بدّ من توضيح الآداب المتعلقة بالعتاب، فالعتاب الذي يكون بقدرٍ صغير مطلوب بين الأحبة، بشرط أن يكون الشخص مقلًا في عتابه وليس مبالغًا فيه، ومن أهم آداب العتاب التغاضي عن بعض أخطاء الصديق أثناء عتابه، وعدم إحراجه بالعتاب، وغضّ النظر عن بعض أفعاله، وتقديم النصيحة غير المباشرة له، وعدم الاستخفاف بالشخص المُعاتَب أو معاتبته أمام الآخرين،[٣]، وأن يكون العتاب ليّنًا ليس فيه إساءة أو ذم أو تحقير، وعدم تكرار كلمات العتاب والمبالغة فيها، وعدم إعطاء الخطأ حجمًا أكبر من حجمه، وعدم إطلاق الأحكام القاسية أثناء العتاب، والحفاظ على مساحة الودّ، وعدم التفتيش عن الأخطاء المستورة أثناء المعاتبة، وعدم فضح الأسرار، وإيصال فكرة العتاب للآخرين بطريقة راقية ولطيفة دون غلو أو مبالغة، لأنّ طريقة العتاب تُعبر عن أخلاق الشخص.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "فنون المعاتبة .. ومعالجة الأخطاء"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-02-2020. بتصرّف.
  2. سورة عبس، آية: 1،2،3.
  3. " آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-02-2020. بتصرّف.
5608 مشاهدة
للأعلى للسفل
×