كروية الأرض عند العلماء المسلمين

المفسرون الذين صرحوا بكروية الأرض قبل رحلات ماجلان

يُعد ماجلان أول مَن جاهر بالتصريح بكروية الأرض في الغرب، بعد تطوافه حول العالم بسفينته فكتوريا،^[١] ولكن كثيراً من المفسرين الذين عاشوا قبل انتهاء رحلات ماجلان استنبطوا كروية الأرض من خلال تفسيرهم لآيات القرآن الكريم، ومن أبرزهم من سيأتي ذكرهم فيما يأتي:

• يرى فخر الدين الرازي

إنَّ الليل والنهار كما هما مختلفان بطول الساعات وقصرها في الزمان، فالليل والنهار أيضاً يختلفان بالمكان؛ بحيث إنَّ الوقت إن كان صباحاً في موضع من الأرض، فإنه سيكون مساءً في منطقة أخرى.^[٢]

ويرى الرازي أيضاً: إنَّ الأرض يقطعها -من منتصفها- خط وهمي هو خط الاستواء، فإذا أنك فرضت دائرة تتقاطع مع خط الاستواء بزوايا قائمة، فستنقسم الكرة الأرضية إلى أربعة أرباع، ويقال إنَّ ثلاثة الأرباع ماء.^[٣]

• يرى الخازن

أنَّنا نشاهد الأرض مسطحة؛ لأن الكرة إذا كانت كبيرة عظيمة فكل قطعة منها سوف تشاهَد ممدودة، كسطح كبير عظيم، وتوفي 678هـ، الموافق 1279م.^[٤]

• يرى نظام الدين النيسابوري

إنَّ الأرض كرة، والوقت حين يكون صباحاً عند قوم، فإنه مساء عند قوم آخرين، ولبركة الكعبة فإنها لا تخلو عن توجه قومٍ مختلفين إليها بالصلاة في كل وقت، وتوفي 728هـ = 1327م.^[٥]

ويرى النيسابوري أيضاً أن الأرض جسم كروي، والكرة إذا كانت صحيحة الاستدارة فإنها سوف تتحرك بأدنى سبب، ولذلك وضع الله -سبحانه وتعالى- على وجه الكرة جبالاً لتثبت الأرض كالأوتاد منعتها عن المَيَدان والانحراف؛ فاستقرت.^[٦]

• يرى البقاعي

إنَّ شكل الأرض كرة، والسماء الدنيا محيطة بها كما تحيط قشر البيضة بالبيضة من جميع الجوانب، وتوفي سنة 809هـ، الموافق 1406م.^[٧]

• يرى السيوطي

إنَّ إخبار القرآن بأن الله قد مدَّ الأرض، فهذا معناه أنَّ كل قطعة من الأرض ممدودة في منطقتها بما يلائم معيشة الناس عليها، وإنما التكوير لمجمل شكل الأرض الكلي، وتوفي 911هـ، الموافق 1505م.^[٨]

الجغرافيون المسلمون وكروية الأرض

قطع الجغرافيون المسلمون شوطاً في الحديث عن شكل الأرض، وأبهر كل من جاء بعدهم، ومن أبرزهم من سيأتي ذكرهم فيما يأتي:

• يرى المقدسي البشاري

إن الأرض تشبه الكرة، والأرض تجذب ما في أيدي الناس إلى باطنها الأسفل.^[٩]

• يرى أبو بكر الصوفي

إنك لو وضعت طرف حبل على أي بقعة من الأرض، وأدرت الحبل حول كرة الأرض، فسوف تصل لطرفه الآخر.^[١٠]

• يرى ابن خرداذبة

إنَّ الأرض مقسومة إلى شطرين، يُنصِّف بينهما خط الاستواء، الذي هو أكبر خط في كرة الأرض.^[١١]

نقل العلماء المسلمين اتفاق أكثرهم على كروية الأرض

نقل عدد من العلماء أن أكثر أهل العلم يقولون بكروية الأرض، ومن بينهم مِن سيأتي ذكرهم فيما يأتي:

• ابن الجوزي: نقل اتفاق العلماء على أنَّ الأرض تشبه الكرة.^[١٢]
• النيسابوري: نسب للحكماء المسلمين إثباتهم بالأدلة القطعية أنَّ الأرض كرة.^[١٣]
• ابن حزم: ذكر بأنه لا يعرف أحداً من علماء الإسلام -المستحقين لأن يكونوا أئمة في العلم- لم يُثبتوا تكوير الأرض، وذلك لأن براهين القرآن والسنة أثبتت تكويرها.^[١٤]

المراجع

1. ↑ البرقوقي، مجلة البيان، صفحة 36.
2. ↑ الرازي، مفاتيح الغيب، صفحة 166. بتصرّف.
3. ↑ الرازي، مفاتيح الغيب، صفحة 163. بتصرّف.
4. ↑ الخازن، لباب التأويل في معاني التنزيل، صفحة 4. بتصرّف.
5. ↑ النيسابوري، غرائب القرآن، صفحة 214. بتصرّف.
6. ↑ النيسابوري، غرائب القرآن ورغائب الفرقان، صفحة 250. بتصرّف.
7. ↑ برهان الدين البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، صفحة 200. بتصرّف.
8. ↑ جلال الدين السيوطي، معترك الأقران في إعجاز القرآن، صفحة 332. بتصرّف.
9. ↑ المقدسي البشاري، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، صفحة 58. بتصرّف.
10. ↑ ابن خلكان، وفيات الأعيان، صفحة 359. بتصرّف.
11. ↑ ابن خرداذبة، المسالك والممالك، صفحة 4. بتصرّف.
12. ↑ ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، صفحة 183. بتصرّف.
13. ↑ النيسابوري، غرائب القرآن ورغائب الفرقان، صفحة 458. بتصرّف.
14. ↑ ابن حزم، الفصل في الملل والأهواء والنحل، صفحة 78. بتصرّف.