كلمة إذاعة مدرسية صباحية عن شهر رمضان

كتابة:
كلمة إذاعة مدرسية صباحية عن شهر رمضان

كلمة إذاعة مدرسية صباحية عن شهر رمضان

إنَّ عبادة الله وتقواه أمران لا بدَّ منهما في كلِّ شهور السَّنة، إلَّا أنَّ شهر رمضان يختصُّ بهذين الأمرين أكثر من سواه لما فيه من فضلٍ وبركةٍ، فالأجر في هذا الشَّهر الكريم مضاعفٌ والدُّعاء مقبولٌ أكثر من أيِّ وقتٍ آخر، كيف لا وهو شهر نزول القرآن الكريم على النَّبي المصطفى محمَّدٍ -صلَّى الله عليه وسلَّم-. ليس غريبًا إذًا أن يكون هذا الشَّهر صندوق ادِّخار الأعمال الصَّالحة للعام كلِّه، يضع فيه المرء ما استطاع من فضائل وخيراتٍ، ويستودع الله ما شاء من دعواتٍ عسى أن يستجيب له ولو بعد حين، فليس هناك وقت أصلح للطَّلب وأجدى للإجابة من هذه الأيام المباركة.


ليست بركة رمضان بالصّوم والقيام فقط، بل إنَّه شهرٌ يتَّسع لكلِّ أعمال الخير ولكلِّ الفضائل، فهو شهر إعانة الفقير والعطف على الصَّغير والكبير، وهو شهر الاستغفار عن كلِّ الذنوب والتَّوبة من الخطايا، وتجديد العهد مع الله سبحانه وتعالى لبداية حياة جديدةٍ، فيها العمل الصالح والعبادة الحقَّة والتَّوبة النَّصوح والصَّبر على قضاء الله في الضِّيق والحزن، فإنَّ أوَّل درسٍ من دروس شهر رمضان هو تدريب النَّفس على الصَّبر، ليس على الجوع فقط بل على الغضب والحزن وكلّ ما يسوء الإنسان في حياته، فإن صام المسلم عن الطَّعام ولم يتعلَّم هذه الدُّروس في الصَّبر فليس هذا صيامًا يعوَّل عليه ولا صبرًا ينتفع به كبير منفعة.


إنَّه شهر الطُّقوس الرَّحمانيَّة الَّتي تخيِّم على المسلمين، فهو شهر صلة الرَّحم والتَّقارب والتَّحابب بين النَّاس، وهو فرصةٌ لإذابة الخلافات والضَّغائن وبناء جسور المودَّة، وهو الشَّهر الَّذي يجمع العائلة على مائدته في الأسحار وموائد الإفطار وفي الصَّلوات والأدعية والابتهالات، وفيه يرتفع الدُّعاء في المآذن وتلهج الألسنة بذكر الله صباحًا مساءً وتصدح الأناشيد في السَّاحات بالمعاني الجليلة والرَّجاءات السَّامية لرفع البلاء وعموم الخير في كافَّة الأرجاء، فأيَّامه باب القبول وأمل الرَّاجين بالوصول إلى المبتغى والرَّجاء، ولا يكون ذلك إلَّا لمن دخل الشَّهر بقلبٍ سليمٍ وروحٍ طاهرةٍ ونيَّةٍ صالحةٍ صادقة لتغيير ما فسد من حاله وإصلاح ما ساء من أفعاله.


فإذا بلَّغنا الله رؤية هلاله، ومنَّ علينا بفضل صيامه وشرف قيامه، فليعد كلّ منَّا عدَّةً تليق بلقائه، فإنَّه هديَّةٌ لنا من المولى ونورٌ للقلب ورحمة للنَّاس، وهو اليد الشَّافية للفؤاد العليل، والخاسر من أدرك ميقاته ولم ينهل من معين فضله وغزير ثوابه، فأحسنوا لقياه وأحسنوا مقامه وأحسنوا وداعه، فإنَّه خير الشُّهور كلّها وفيه قيل من المعاني أجملها، ومن ذلك قول الشَّاعر أحمد زكي أبو شادي:[١]

رمضانُ يا حلوَ الشَّمائلِ

يا سميرَ الشَّاعرِ

يا منْ تزيّن بالنُّجومِ

فواتنًا كجواهرِ

يا من تفنَّنَ في ترنُّمِه

تفنُّنَ ساحرِ

بوركتَ شهرَ النُّورِ

تغزو اللَّيل دونَ عساكرِ



لقراءة المزيد، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: موضوع تعبير عن شهر رمضان.

المراجع

  1. "رمضان يا حلو الشمائل"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 12/02/2021م.
6115 مشاهدة
للأعلى للسفل
×