كلمة عن حفظ اللسان
يعتبر حفظ اللسان من الأمور الهامة والتي ينبغي على المرء الالتزام بها، نظرًا لما تجلبه آفات اللسان من مشكلات وأذى للآخرين، وقد يتسبب إطلاق ألسنتنا فيما لا يعنينا بالفرقة وابتعاد الآخرين عنا خوفًا من تعرضهم للكلام الجارح، وقد يتعمد الكثير من الناس التحدث فيما لا يعنيهم غير مبالين بمشاعر الآخرين ولا ظروفهم.[١]
يوجد كثيرٌ من الناس الذين يتعمدون توجيه الاتهامات الباطلة تجاه أشخاص معينين ليس لشيء؛ وإنما بسبب الغيرة أو أي سبب آخر قد يكون بسيطًا، وقد يطلق بعضهم الشتائم والعبارات التي تترك ندوبًا عند الآخرين قد يطول شفاؤها، أو محو أثرها من قلوب الآخرين سواء أكان صغيرًا أو كبيرًا أخًا أو صديقًا.
عواقب عدم حفظ اللسان
إنّ الكذب يعتبر من الآفات التي قد تدمر حياة العديد من الأشخاص؛ فعندما يسعى شخص ما ناشرًا الكذب في كل مكان فإنه سينتج لدينا العديد من أسباب الفرقة وقد يصل الأمر إلى حصول الطلاق بين الأزواج، قد يتعمد أحدهم إثارة المشكلات وترويج الشائعات ونشر الظنون الباطلة بين الأقارب والأزواج التي لا ينتج عنها إلا إفساد العلاقات.
تعتبر الغيبة والنميمة من المشكلات التي تنتشر في كافة المجتمعات والتي نهت عنها الشريعة الإسلامية السمحة وبين قبحها النبي -محمد صلى الله عليه وسلم-، فهي من العادات الذميمة والتي لا يقبلها ذو عقلٍ واعٍ، لما تتسبب به من خلافات وإثارة للشائعات وكشف للأسرار، لذا ينبغي على الإنسان التزام الصمت في العديد من المواطن، ما عدا الأوقات التي ينبغي عليه فيها قول الحق.[٢]
يعدّ الصمت منهجًا للعديد من الحكماء؛ فقد دعا العديد منهم من خلال كتاباته أو نصائحه إلى أهمية التزام الصمت؛ فالإنسان الصامت يوفر على نفسه التعرض لأعراض الناس وشؤونهم الخاصة والتحدث في ما لا يعنيهم.
وقد يختار الإنسان الصمت في العديد من المواقف حيثُ يكون صمته تعبيرًا عن رفضه لما يُقال وحفظًا للسانه عن إثارة المشكلات والشائعات أو التدخل في شؤون الآخرين.
أهمية حفظ اللسان
أخيرًا يتوجب على المعلمين وأولياء الأمور حث الأبناء والطلبة على حفظ ألسنتهم وكف أذاهم عن الآخرين، إلى جانب عدم التعرض لمن هم في سنهم بالشتائم والألفاظ النابية والتي تتسبب في حصول المشكلات والنزاعات، وبناء على ذلك نشوب خلافات لا حصر لها قد تؤدي في آخر الأمر إلى عواقب وخيمة لا يمكن إيقافها عند حدٍ ما في أغلب الأحيان.
تتعمد العديد من النساء الجلوس مع بعضهن البعض يتجاذبن أطراف الحديث، وخير تلك النساء من تكف أذاها عن الآخرين، وتتجنب الخوض في أخبار الناس كما تتجنب التدخل في خصوصياتهم كما على المسلمة عدم كشف أسرار بيتها وزوجها وأبنائها.
ولكن هنالك صنفاً من النساء لا يهمها ما قد يصدر عنها من أحاديث؛ إذ لا تكف عن ذكر الآخرين والتحدث في خصوصياتهم، فعليها تجنب فعل ذلك وتجنب هذه الجلسات لتتجنب الوقوع في الغيبة والنميمة.[٣]
المراجع
- ↑ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 888.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني (1431)، آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة 9)، السعودية:مطبعة سفير، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 164. بتصرّف.