محتويات
ناسور الولادة هو مشكلة صحية قد تتطور لدى المرأة أثناء عملية الولادة، ويعد إحدى مضاعفات الإنجاب المهملة إلى حد ما.
إن أحد الأسباب الرئيسة لنشأة وتطور ناسور الولادة هو دخول المرأة الحامل في المخاض لأيام متتالية دون الحصول على التدخل الطبي الضروري لمساعدتها والتخفيف من حدة آلامها.
تعرف على أبرز التفاصيل حول ناسور الولادة:
ما هو ناسور الولادة؟
الناسور عمومًا هو شق أو فتحة غير طبيعية تظهر بين منطقتين في الجسم، أما ناسور الولادة (Obstetric fistula) فغالبًا ما يحدث خلال عملية الولادة عندما يهبط رأس الجنين إلى منطقة الحوض لدى الأم ويبدأ بالضغط على المنطقة دون أن يستطيع الخروج من فتحة المهبل.
الضغط المستمر للجنين يسبب انضغاط الأنسجة الداخلية في الحوض وإلصاقها بالعظام على جانبي الحوض، الأمر الذي يقلل تدريجيًا من تدفق الدم إلى هذا الأنسجة ويصيبها بضرر بالغ ويثقبها، ونتيجة ما يحصل قد ينشأ ناسور الولادة، ومن أبرز أنواع الناسور الآتي:
- ناسور في المنطقة الواقعة بين المثانة والمهبل (Vesico-vaginal fistula)، وهو الأكثر شيوعًا.
- ناسور في المنطقة الواقعة بين فتحة الشرج والمهبل (Recto-vaginal fistula)، وهو الأقل شيوعًا.
- ناسور في المنطقة الواقعة بين المستقيم والمهبل (Rectovaginal fistula).
- ناسور في المنطقة الواقعة بين الحالبين والمهبل (Ureterovaginal fistula).
ومن الجدير بالذكر أنه في حال نشأة الناسور بين فتحة الشرج والمهبل فغالبًا تكون المرأة مصابة بالنوع الأول من ناسور الولادة كذلك.
عوامل خطر ناسور الولادة
إن أكثر العوامل مساهمة في تطور ونشأة ناسور الولادة الآتي:
1. العامل الرئيس
المخاض الطبيعي المتعسر لأيام متتالية دون الحصول على التدخل الطبي اللازم، وتشير الاحصائيات الرسمية إلى أن أغلبية النساء اللواتي يصبن بناسور الولادة يستمر المخاض لديهن 3-8 أيام بالمعدل.
2. عوامل أخرى
هذه هي العوامل الأخرى التي تزيد من فرص الإصابة بناسور الولادة:
- إنجاب الفتاة لطفلها الأول في سن صغيرة.
- خلل في التناسب الرأسي الحوضي (Cephalo-pelvic disproportion) لدى المرأة وذلك بسبب:
- سوء التغذية.
- عدم حصولها على كفايتها من الكالسيوم، وفيتامين د، ما قد يسبب لديها تشوهات في الحوض.
- كتلة جسم الجنين كبيرة، أو أن طريقة تموضع الجنين في الرحم ليست مناسبة لعملية الولادة.
- تعرض الحامل لعملية ختان في الصغر.
- قد ينشأ ناسور الولادة عن إصابة المرأة بالسرطان، أو تعرضها للأشعة خلال علاج السرطان، أو نتيجة إجراء جراحي مهبلي غير ناجح تمامًا.
- قد ينشأ ناسور الولادة عن عنف جنسي تعرضت له المرأة، أو عن إصابتها بمرض منقول جنسيًا، مثل: مرض الورم الحبيبي اللمفي.
نسب إصابة المرأة الحامل بناسور الولادة
تتمثل نسب إصابة المرأة الحامل بناسور الولادة بكل من الآتي، وذلك استنادًا إلى العمر:
- معدل عمر المرأة عند الإصابة بناسور الولادة هو 22-23 عامًا، ولكن هذا لا يمنع أن العديد من حالات الإصابة تحدث بين فتيات تتراوح أعمارهن بين 13-14 عامًا.
- تصاب المرأة بناسور الولادة في عمر 35-40 عامًا، وذلك لأن معدل وزن الجنين يميل للزيادة مع تقدم المرأة في العمر وإنجابها العديد من الأطفال قبل الطفل الحالي.
مضاعفات ناسور الولادة
قد يتسبب ناسور الولادة بالعديد من المضاعفات الصحية والنفسية للمرأة، منها:
1. مضاعفات ناسور الولادة الصحية
والتي تتمثل في الإصابة والمعاناة من كل من الآتي:
- الإصابة بسلس البول أو سلس الغائط.
- الإصابة بالتهاب الحويضة والكلية (Chronic pyelonephritis)، أو موه الكلية (Hydronephrosis)، أو الحصى في المثانة.
- الإصابة بالفشل الكلوي.
- الإصابة ببعض الجروح المهبلية الداخلية وعسر الجماع.
- الإصابة بالتهاب الحوض، وانقطاع الطمث، والعقم.
- الإصابة بالتهاب عظم العانة.
- الإصابة بحالة الضفيرة القطنية (Lumbar plexus)، أو تلف الأعصاب الشظوية (Peroneal nerve damage)، أو فقدان القدرة على التحكم بالنصف السفلي من الجسم تدريجيًا.
2. مضاعفات ناسور الولادة النفسية
قد يتسبب ناسور الولادة بمجموعة من المضاعفات النفسية والمجتمعية، وهذه أهمها:
- الاكتئاب والقلق.
- النبذ الاجتماعي، إذ تشير الاحصائيات إلى أن أكثر من 50% من النساء اللواتي يصبن بناسور الولادة يتركهن الزوج.
- عدم القدرة على إيجاد عمل أو وظيفة.
الوقاية من ناسور الولادة
هناك مجموعة من الخطوات التي من الممكن اتباعها بهدف الوقاية من ناسور الولادة:
- تعليم المرأة وتعزيز دورها في المجتمع.
- التغذية الجيدة ومنذ سن مبكرة.
- الاستعداد لعملية الولادة واتخاذ كافة الإجراءات الطبية حال الحاجة لها وبسرعة في عيادات ومشافي متخصصة ومع أطباء على أهبة الاستعداد دون تأخير.
- تطوير وعي مجتمعي بشأن هذه الحالة المرضية خاصة في الدول الفقيرة.