مدة حرب البسوس
حرب البسوس هي واحدة من أشهر الحروب التي قامت في التاريخ، والتي دارت على مدى أربعين عاماً بين عشيرتين في شبه الجزيرة العربية في فترة العصور الوسطى بسبب نزاع على جمل، وقد استمرت الحرب من 494 - 534 م تقريبًا، وكانت الحرب بين قبيلتي بكر وتغلب.[١]
سبب حرب البسوس
كان كليب بن ربيعة التغلبي سيد قبائل معد، وكانت قبائل بني شيبان من بكر بن وائل وبني جشم من تغلب بن وائل متجاورة في الديار، وقد كانت البسوس نازلةً عند رجل يدعى جساس في بني شيبان، وكان سعدٌ بن شمسٍ الجرمي القضاعي جارًا له وكان عنده ناقة أسماها (سراب) وكانت ترعى مع نوق جساس، واعترض كليب على ذلك فأسرع بإطلاق سهمٍ نحو ضرعها نفرت على إثره الناقةُ وهي ترغو، فرآها الجرمي صاحبها على هذه الحال وأخبر البسوس التي صاحت بدورها:[٢][٣]
" واذلاه .. واجاراه "!
وأنشدت قائلةً:
لعمري لو أصبحت في دارِ منقذٍ
- لما ضيم سعدٌ وهو جارٌ لأبياتي
ولكننـي أصبحـتُ في دارِ غربةٍ
- متى يعد فيها الذئب يعد على شاتي
غضب الجساس بن مرة فور سماعه لكلمات البسوس، فامتطى فرسه وانطلق يتبع كليبٍ ويتبعه عمرو بن الحارث الشيباني، وعندما وصلا دخلا على كليبٍ وهو في حماه، وضرب الجساس كليب ووقع على الأرض وقال لجساس: "أغثني بشربة ماء ". فرد عليه جساس قائلاً: " هيهات، تجاوزت شبيثاً والأحص".
بعد مقتل كليبٍ ذهب بنو شيبانٍ ونزلوا بجوار ماء يسمى النهى، وتبعهم المهلهل وجمع قومه من قبيلة تغلب، وأرسلوا عدداً من الرجال إلى مرّة الشيباني والد جسّاس، وقالوا له: "إنكم أتيتم عظيماً بقتلكم كليباً بنابٍ من الإبل، فقطعتم الرحم وانتهكتم الحرمة، وإنّا كرهنا العجلة عليكم دون الإعذار إليكم، ونحن نعرض عليكم خلالاً أربعاً لكم فيها مخرجٌ ولنا مقنعٌ ". فسألهم عن ماهيتها، فأجابوه:"تحيي لنا كليباً أو تدفع لنا جساساً قاتله نقتله به، أو هماماً فهو كفء له، أو تمكنّا من نفسك فإنّ فيك وفاءً من دمه ؟".
رد مرّة عليهم قائلاً: " أمّا إحيائي فهذا ما لا يكون، وأما جسّاس فإنه غلامٌ طعنَ طعنةً على عجلٍ ثم ركب فرسهُ فلا أدري أيُّ البلاد احتوى عليه، وأمّا همامٌ فإنّه أبو عشرة وأخو عشرة وعمُّ عشرةٍ كلّهم فرسان قومهم، فلن يسلموه لي فأدفعه إليكم ليقتلَ بجريرةِ غيره، وأمّا أنا فهل هو إلّا أن تجول الخيل جولةٌ غداً فأكونُ أوّل قتيلٍ بينها، فما أتعجّل من الموت ؟!
ولكن لكم عندي خصلتان، أمّا إحداهما فهؤلاء بنيّ الباقون فعلقوا في عنق أيّهم شئتم نسعةً فانطلقوا به إلى رحالكم فاذبحوه ذبح الجزور، وإلّا فألفُ ناقةٍ سوداء المقل أُقيم لكم بها كفيلاً من بني وائل !".
غضب الرجال من كلامه، واعتبروا المساومة إساءة لهم، ولحقت جليلة بنت مرّة بأهلها، واعتزلت قبائل بكر بن وائل قبيلة بني شيبان وكرهوا جوارهم ومساعدتهم؛ لأنّهم رأوا أن سبب قتل كليب لأجل ناقةٍ أمرٌ جلل، ولذلك فقد ارتحلت عنهم قبائل بني يشكر وبني عجل ولم يناصروهم.
أيام الحرب
قسّمت وقائع حرب البسوس إلى أيام ومن أهمّها:[٢]
- يوم النهي.
- يوم زبيد.
- يوم أنيق.
- يوم الذنائب.
- يوم واردات.
- يوم عويرضات.
المراجع
- ↑ "Basus War", military-history, Retrieved 26/4/2022. Edited.
- ^ أ ب ابن الأثير، الكامل في التاريخ، صفحة 523. بتصرّف.
- ↑ "قصة حرب البسوس"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2022. بتصرّف.