كم عدد آيات القرآن الكريم وحروفه وعدد أحزابه

كتابة:
كم عدد آيات القرآن الكريم وحروفه وعدد أحزابه

كم عدد آيات القرآن الكريم وحروفه وعدد أحزابه؟

عدد آيات القرآن

اتّفق العلماء على أنَّ عدد آيات القرآن الكريم 6200، آية لكن تعدّدت آراؤهم فيما يزيد عن ذلك، فقالوا: 6204 آية، ومنهم من قال: 6214 آية، ومنهم من قال: 6225 آية، ومنهم من قال 6236 آية، ومنهم من لم يزد شيئاً فقال: 6200 آية، وهذا ما نقله الدّاني.[١]

ويمكن توزيع هذه الأعداد على سبعة مذاهب على النحو الآتي:[٢]

  • العدد 6217: هو العدد المدني الأول الذي رواه نافع عن شيخيه أبي جعفر وشيبة.
  • العدد 6214: هو العدد المدني الأخير الذي رواه إسماعيل بن جعفر عن سليمان بن جماز عن أبي جعفر وشيبة.
  • العدد 6210: هو العدد المكي الذي رواه أبو عمرو الدّاني عن ابن كثير عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
  • العدد 6204: هو العدد البصري الذي رواه الدّاني عن عاصم الجحدري وعطاء بن يسار.
  • العددان 6226 و 6227: يُشكِّلان العدد الدمشقي الذي رواه الداني عن يحيى الذماري عن ابن عامر عن أبي الدرداء.
  • العدد 6232: هو العدد الحمصي وقد ذُكر عن شريح بن يزيد الحمصي.
  • العدد 6236: هو العدد الكوفي الذي رواه حمزة وسفيان عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.

والسبب في تعدّد الأقوال في ذلك هو اختلاف القرّاء المكييّن، والمدنييّن، والكوفييّن، والبصرييّن، والشامييّن في العدد، فلكلٍّ منهم عددٌ يختلف عن الآخر.[١]

بالإضافة إلى وقوف الرسول -صلى الله عليه وسلم- على رؤوس الآيات ليُعَلِّم أصحابه أنها رأس آية، لكن عندما علموا ذلك أصبح يصل الآية بما بعدها ليُتمَّ المعنى، فظنّ من لم يسمعه في المرّة الأولى أنها فاصلة، فأصبح يعدُّ الآيتين آية واحدة، ولذلك اختلف العدد،[٣][٤]

وتجدر الإشارة إلى أنَّ الاختلاف في عدد آيات القرآن الكريم هو أمرٌ شكليّ لا يزيد من القرآن الكريم، ولا يُنقص منه، ولا يُؤثّر عليه، وإنَّما هو خلاف في فواصل الآيات؛ أي تحديد مواقع انتهائها، والتي تدل عليها عادةً أمور منها: انقطاع الكلام عندها، أو الاتّفاق على عدد مماثلاتها في القرآن الكريم، أو مشاكلة الفاصلة لغيرها مما هو معها في السورة في الحرف الأخير منها أو فيما قبله.

ومن أمثلة تعدّد أقوال العلماء في عدّ الآيات: عدّ آيات سورة الإخلاص أربعة آيات عند اعتبار قوله -تعالى-: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)،[٥]


عدد حروف القرآن

اهتمَّ المسلمون بالقرآن الكريم وحرصوا عليه لدرجة أنَّهم أحصو عدد آياته وكلماته وحتى حروفه، وقد تعدّدت أقوالهم في عددها؛ فمنهم من نقل الإجماع على أنَّ عدد كلمات القرآن الكريم هي: 77437 كلمة، أما حروفه فقيل إنَّها: 321000 حرف،[٦] وقيل: 323015.[٧]

ويعود السبب في الاختلاف في أعداد حروف القرآن الكريم إلى الخلاف في اعتبار البسملة آية من أول كل سورة قرآنية أو عدم اعتبارها، وكذلك الخلاف في حروف المد ونحوها هل هي من حروف القرآن الكريم أم ليس كذلك.[٨]


عدد أحزاب القرآن

الأحزاب جمع حزب، وهو يشكّل طائفة آيات أو سور القرآن الكريم، ويختلف تقسيم القرآن الكريم إلى أحزاب في زمن الصحابة عنه في الزمن الحاضر، وفيما يأتي ذكر عدد الأحزاب في زمن الصحابة -رضي الله عنهم-، وعددها في زمننا الحالي:[٩]


أحزاب القرآن الكريم زمن الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-

كانت أحزاب القرآن الكريم في زمن الصحابة سبعة أحزاب، ودليل ذلك ما ورد عن عثمان بن عبد الله الثقفي عن جده قال: (قَدِمْنا على النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في وَفدِ ثَقيفٍ، فأبطَأ علينا ذاتَ لَيلةٍ، فقال: إنَّه طرَأَ عليَّ حِزبي مِن القرآنِ، فكَرِهتُ أنْ أخرُجَ حتى قَضَيتُه، فسأَلْنا أصحابَه: كيفَ كان -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُحَزِّبُ القرآنَ؟ فقالوا: ثلاثًا، وخَمسًا، وسَبعًا، وتِسعًا، وإحدى عَشرةَ، وثلاثَ عَشرةَ، وحِزبَ المُفَصَّلِ)،[١٠]الحزب الأول: سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة النساء.

  • الحزب الثاني: سورة المائدة، وسورة الأنعام، وسورة الأعراف، وسورة الأنفال، وسورة التوبة.
  • الحزب الثالث: سورة يونس، وسورة هود، وسورة يوسف، وسورة الرعد، وسورة إبراهيم، وسورة الحجر، وسورة النحل.
  • الحزب الرابع: يبدأ من سورة الإسراء وينتهي في آخر سورة الفرقان.
  • الحزب الخامس: يبدأ من سورة الشعراء وينتهي في آخر سورة يس.
  • الحزب السادس: يبدأ من سورة الصافات وينتهي في آخر سورة الحجرات.
  • الحزب السابع: يبدأ من سورة ق إلى آخر سورة الناس.


أحزاب القرآن الكريم في الزمن الحاضر

تُقَسَّم أحزاب القرآن الكريم في الزمن الحاضر إلى ستّين حزباً، ويُعتبر كل حزبين جزءاً، فيكون القرآن ثلاثون جزءاً، ويمكن أن نجد الحزب مقسَّم في القرآن الكريم إلى نصفين، أو إلى أربعة أرباع حزب، فنجدها 240 ربع حزب في القرآن كاملاً، والمُتَتَّبع لأرباع الأحزاب قد يجدها تتكون أحياناً من 9 آيات فقط، وقد تصل إلى 70-86 آية في أحيانٍ أخرى.

ويعود السبب في ذلك إلى أنَّ تحزيب القرآن الكريم الموجود اليوم يرجع إلى زمن الحجاج في العراق -كما ذكر ذلك ابن تيمية في فتاواه- والذي اعتمد فيه على التحزيب بحسب عدد الحروف وليس بالآيات والسور، مما أوجد هذا الفرق في عدد الآيات في كل حزبٍ عن الآخر.[١١]

فوائد معرفة الآيات وتحديدها

ذكر العلماء فوائد وحكم كثيرة لتقسيم السورة إلى آيات منها ما يأتي:[١٢][١٣]

  • معرفة أنَّ كُلّ ثلاث آيات من القرآن هي معجزة: تحدّى الله -تعالى- الناس بإتيان سورة من مثل سور القرآن الكريم، ومعروف أنَّ أقصر سورة في القرآن الكريم هي سورة الكوثر والتي تتكون من ثلاث آيات قصار، فدلَّ على أنّها معجزة، وتعادلها الآية الطويلة أيضاً.
  • اتباع السُنّة: تحديد مواضع الوقف على رؤوس الآيات هو سُنّة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وفي اتّباعه أجرٌ وثوابٌ.
  • صحّة الصّلاة: أجمع العلماء على أنَّ الصلاة لا تصحّ بنصف آية، وتحديد رؤوس الآيات يساعد على تحديد موضع الآية، وبالتالي صحّة الصلاة.
  • ترتّب بعض الأحكام الفقهية على معرفة رؤوس الآيات: وقد ذكر السيوطي -رحمه الله- بعض هذه الأحكام منها ما يأتي:
    • التمكُّن من تحديد آية قرانية لقراءتها في خطبة الجمعة، ولا يجوز قراءة نصفها إلا إذا كانت طويلة جداً.
    • التمكُّن من حساب الزمن الفارق بين الأذان والإقامة، بالإضافة إلى قياس طول الصلاة اقتداءً بالنبيّ لِما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنَّه كان يقرأ في صلاة الصبح من 60-100 آية.
    • التمكُّن من حساب الآيات التي تقرأ في صلاة قيام الليل، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتَبْ منَ الغافلينَ، ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كُتِبَ منَ القانتينَ، ومن قرأ بألفِ آيةٍ كُتِبَ منَ المقنطِرينَ).[١٤][١٥]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد أبو شهبة (2003)، المدخل لدراسة القرآن الكريم (الطبعة الثانية)، القاهرة، مكتبة السنة، صفحة 311. بتصرّف.
  2. محمد القضاة، أحمد شكرى، محمد منصور (2001)، مقدمات في علم القراءات (الطبعة الأولى)، عمان-الأردن، دار عمار، صفحة 218-219. بتصرّف.
  3. فهد الرومي (2003)، دراسات في علوم القرآن الكريم (الطبعة الثانية عشر)، صفحة 116. بتصرّف.
  4. عبد الكريم الخطيب، التفسير القرآني للقرآن، القاهرة، دار الفكر العربي، صفحة 15. بتصرّف.
  5. سورة الإخلاص، آية: 3.
  6. عبد الكريم الخطيب، التفسير القرآني للقرآن، القاهرة، دار الفكر العربي، صفحة 15. بتصرّف.
  7. عبد الفتاح سلامة، أضواء على القرآن الكريم (بلاغته وإعجازه)، المدينة المنورة، الجامعة الإسلامية، صفحة 91. بتصرّف.
  8. فهد الرومي (2003)، دراسات في علوم القرآن الكريم (الطبعة الثانية عشر)، صفحة 121. بتصرّف.
  9. إبراهيم الجرمي (2001)، معجم علوم القرآن (الطبعة الأولى)، دمشق، دار القلم، صفحة 14-15. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، ضعيف الجامع، عن أوس بن أبي أوس، الصفحة أو الرقم: 2072، ضعيف.
  11. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1184، جزء 2. بتصرّف.
  12. فهد الرومي (2003)، دراسات في علوم القرآن الكريم (الطبعة الثانية عشر)، صفحة 119-120. بتصرّف.
  13. عبد القاهر الجرجاني (2009)، دَرْجُ الدُّرر في تفسير الآي والسور (الطبعة الأولى)، عمان-الأردن، دار الفكر، صفحة 54، جزء 2. بتصرّف.
  14. رواه الألباني، في صحيح ابن خزيمة، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1144، إسناده جيد.
  15. محمد أبو شهبة (2003)، المدخل لدراسة القرآن الكريم (الطبعة الثانية)، القاهرة، مكتبة السنة، صفحة 311. بتصرّف.
4986 مشاهدة
للأعلى للسفل
×