كم عدد أجزاء وأحزاب القرآن الكريم

كتابة:
كم عدد أجزاء وأحزاب القرآن الكريم

أجزاء وأحزاب القرآن الكريم

يتكوّن القرآن الكريم من ثلاثين جزءاً، كل جزءٍ فيه حزبان، وتتضمّن هذه الأجزاء مئة وأربع عشرة سورة،[١] وعليه فإن القرآن الكريم يتكوّن من ستّين حزباً، كل حزبٍ مقسّمٍ إلى أربعة أقسام، ويسمّى كل منها ربعاً، وبالتالي فإن الحزب مكوّنٌ من أربعة أرباع،[٢] ويُطلق لفظ الجزء في القرآن الكريم على المجموعة من آياته، والجزء مفرد وجمعها أجزاء،[٣] ويُسمّى كل جزءٍ من القرآن بحسب السورة أو الآية التي وقعت في بدايته، وغالباً ما يُعتمد في تعيين الأجزاء على ترقيمها لا على أسمائها. [٤]


سور القرآن

عدد سور القرآن مئة وأربع عشرة سورة،[٥] وذلك بحسب المصحف المكتوب زمن عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وهو المعروف بالمصحف العثماني، يبدأ بالفاتحة ويُختم بالناس، وجعل مجاهد سورة الأنفال والتوبة بسورة واحدة، لما فيهما من تشابه الأطراف وعدم وجود البسملة في التوبة، فاعتبرهما سورةً واحدة، وعليه فإنّ عدد سور القرآن عنده مئة وثلاث عشرة سورة، لكن المشهور أنّها مئة وأربع عشرة.[٦]


أقسام سُوَر القرآن

قُسّمت سور القرآن الكريم إلى مجموعةٍ من الأقسام وفقاً لطول كلّ منها إلى التقسيم الآتي:[٧][٨]

  • السّور الطّوال، وهي سبعة سور؛ البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، وإن تمّ ضمّ التوبة مع الأنفال فتعتبران معاً، وقيل إنّ السابعة هي سورة يونس.[٩]
  • السّور المئون: وهي السور التي تصل آياتها إلى المئة آية أو ما يقرب من ذلك.[١٠][١١]
  • السّور المثاني: وهي التي تقلّ آياتها عن المئة آية، والمثاني هو التكرار، وسُمّيت بهذا الاسم لأنها تتوارد وتتكرّر على الألسُن أكثر من تكرار السور الطّوال.
  • سور المفصّل: وهي السّور التي تقع في أواخر القرآن الكريم بحسب ترتيب المصحف،[١٠] ويعود تسميتها بذلك لكثرة الفصل بينها بالبسملة، مما يدلّ على قصرها، وللمفصّل ثلاثة أقسام: أوله طوال المفصّل؛ ويبدأ من سورة الحجرات إلى سورة البروج، وثانيه أوساط المُفصل؛ ويبدأ من سورة الطارق إلى سورة البيّنة، وثالثه قصار المُفصّل؛ من سورة الزلزلة إلى سورة الناس،[١١][٨] وقيل إنّه يسمى بالمفصّل لقلّة المنسوخ من آياته، ولذلك فإنّه يسمّى أيضاً بالمحكم، فقد صحّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إنَّ الذي تَدْعُونَهُ المُفَصَّلَ هو المُحْكَمُ).[١٢]


عدد آيات القرآن

اتّفق كل من قام بعدّ آيات القرآن الكريم على أنّها ستّة آلاف ومئتان،[١٣] ثمّ تعددت آراءهم في الزيادة على هذا العدد العدد، فمنهم من زاد على هذا العدد ستٌ وثلاثون آية،[٥][١٤] وبحسب ذلك فإنّ الآية التي تقع في منتصف عدد الآيات هي قوله -تعالى-: (فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ)،[١٥]من سورة الشُّعراء[١٦] ومنهم من قال بعدم الزيادة، ومنهم من زاد مئتين وأربع آيات، أو مئتين وأربع عشرة آية، ومنهم من زاد خمساً وعشرين آية، ويعود تعدّد الأقوال في العدد إلى اختلاف العدّ فيما بين علماء البصرة والكوفة والشام ومكة والمدينة، فنجد أنّ لأهل المدينة مثلاً عدّان، أمّا السبب الرئيس لهذه الأقوال فمردّه إلى أنّ رسول الله كان أثناء تلاوته للآيات يقف على رؤوسها، ثمّ يعود ويوصلها فيما بعدها، فمن الصحابة من يفهم أنّهما آيتين منفصلتين، ومنهم من يقول إنّها آية واحدة.[١٧]


ويعود الأساس في اعتماد عدد آيات القرآن الكريم إلى معرفة فواصل الآيات، حيث يمكن معرفتها بطريقين، الأول توقيفي؛ وهو أنّ ما كان يقف عليه رسول الله أثناء قراءته دائماً فهو رأس آية، وما وصله دون أن يتوقف عليه فهو ليس رأس آية، أمّا ما وصله مرةً ووقف عليه مرة ففيه احتمالات؛ فقد يكون الوقف لأنّه نهاية آية، أو عند الوقف التام، أو من أجل أن يستريح في قراءته، وقد يكون الوصل لأنّها آية واحدة، والثاني قياسي؛ وهو قياس ما لم يتم النص عليه بما هو منصوص عليه، والقياس في ذلك لا إشكال فيه؛ لأنه ليس فيه زيادة ولا نقصان.[١٨]


عدد كلمات القرآن

ثبت عن ابن مسعود أنّ عدد كلمات القرآن الكريم يبلغ سبعة وسبعين ألفاً وتسعمئة وأربعٍ وثلاثين كلمة، وقال ابن جبير إنّها سبعة وسبعين ألفاً وأربعمئة وسبعٌ وثلاثون كلمة، وقال يسار تسعةً وسبعين ألفاً ومئتين وسبعٍ وسبعين كلمة، وقال أبو المعافى الضرير ستّاً وسبعين ألف كلمة، وقيل سبعٌ وسبعون ألف وأربعمئة وستون كلمة، وغير ذلك،[١٩] ومنهم من قال إنّها سبعةً وسبعين ألفاً وأربعمئة وتسع وثلاثين كلمة، وبناءً على ذلك العدد فإنّ الكلمة التي تقع في منتصف القرآن الكريم هي كلمة والجلود في سورة الحجّ.[١٦]


المراجع

  1. خالد الجريسي، معلم التجويد، صفحة 216. بتصرّف.
  2. أحمد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، الرياض، عالم الكتب، صفحة 484، جزء 1. بتصرّف.
  3. إبراهيم الجرمي (2001)، معجم علوم القرآن (الطبعة الأولى)، دمشق، دار القلم، صفحة 13. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1244، جزء 2. بتصرّف.
  5. ^ أ ب عبد الفتاح سلامة (1400)، أضواء على القرآن الكريم (الطبعة السنة الثانية عشر)، المدينة المنورة، الجامعة الإسلامية، صفحة 91. بتصرّف.
  6. فهد الرومي (2003)، دراسات في علوم القرآن الكريم (الطبعة الثانية عشر)، صفحة 105. بتصرّف.
  7. فهد الرومي (2003)، دراسات في علوم القرآن (الطبعة الثانية عشر)، صفحة 107. بتصرّف.
  8. ^ أ ب محمد الزُّرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن (الطبعة الثالثة)، مصر، مطبعة عيسى البابي الحلبي، صفحة 352، جزء 1. بتصرّف.
  9. خالد الجريسي، معلم التجويد، صفحة 216. بتصرّف.
  10. ^ أ ب خالد الجريسي، معلم التجويد، صفحة 217. بتصرّف.
  11. ^ أ ب محمد سعيد (2002)، تاريخ نزول القرآن (الطبعة الأولى)، مصر، دار الوفاء، صفحة 64. بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعيد بن جبير، الصفحة أو الرقم: 5035، صحيح.
  13. محمد الزُّرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن (الطبعة الثالثة)، مصر، مطبعة عيسى البابي الحلبي، صفحة 343، جزء 1. بتصرّف.
  14. مجبر الدين العليمي (2009)، فتح الرحمن في تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، دمشق، دار النوادر، صفحة 22. بتصرّف.
  15. سورة الشعراء، آية: 45.
  16. ^ أ ب أحمد أبو شوفة (2003)، المعجزة القرآنية حقائق علمية قاطعة، ليبيا، دار الكتب الوطنية، صفحة 193. بتصرّف.
  17. محمد أبو شُهبة (2003)، المدخل لدراسة القرآن الكريم (الطبعة الثانية)، القاهرة، مكتبة السنة، صفحة 311-312. بتصرّف.
  18. محمد أبو شُهبة (2003)، المدخل لدراسة القرآن الكريم (الطبعة الثانية)، القاهرة، مكتبة السنة، صفحة 312. بتصرّف.
  19. جمال الدين الجوزي (1987)، فنون الأفنان في عيون علوم القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت، دار البشائر، صفحة 245-246. بتصرّف.
4590 مشاهدة
للأعلى للسفل
×