محتويات
سور القرآن المكية
تعرف السور المكية بأنها السور التي أنزلت على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، حتى لو كان نزوله في غير مكة المكرمة، وقيل إنّ السور المكية هي ما نزل في مكة المكرمة حتى ولو بعد الهجرة إلى المدينة المنورة.[١]
ويبلغ عدد السور المكية اثنتان وثمانون سورة،[٢] مع الإشارة إلى ورود بعض الآيات المكية في بعض السور المدنية،[٣] مثل قوله -تعالى- في سورة الأنفال: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[٤]
مضمون السور المكية
من أبرز الموضوعات التي اشتملت عليها السورة المكية وتناولتها ما يلي:[٥]
- ذكرت السور المكية قصص الأمم الغابرة مثل: قصة عاد وثمود وقصة أصحاب الكهف، وغيرها من القصص.
- تحدثت عن قصص الأنبياء السابقين، وتكذيب أقوامهم لهم: مثل قصة إبراهيم وغيره.
- احتوت على أسس الدعوة إلى توحيد الله وعبادته، ومجادلة المشركين.
- تحدثت عن الجنة والنار.
- فضحت أعمال المشركين من وأد للبنات و أكل أموال اليتامى و سفك للدماء.
- احتوت على العديد من العبر و المواعظ.
- تهدف القصص في السور المكية إلى تسلية الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتخفيف عنه.
- تحدثت السور المكية عن بعض الآداب والأخلاق والفضائل.
- بينت السور المكية إبطال حجج الكاذبين.
خصائص السور المكية
من أبرز الخصائص التي تميّزت بها السور المكيّة ما يلي:[٦]
- صيغة النداء فيها غالباً "يا أيها الناس"، مثل قوله -تعالى-: (يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ).[٧]
- لم يرد لفظ كلا إلا فيها، مثل قوله -تعالى-: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ* ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ).[٨]
- تفتتح السور المكية بحروف مقطعة هجائية: "آلم، آلر، حم"، وهو خاصٌ بالسُّور المكيَّة، باستثناء البقرة وآل عمران، منها قوله -تعالى-: (الم) في فواتح سورة العنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة.
- تتميز بقصر الفواصل وقوة الألفاظ، وإيجاز العبارة، منها قوله -تعالى-: (قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ* مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ* مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ* ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ* ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ* ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ).[٩]
- تتميّز بقصر آياتها، منها قوله -تعالى-: (عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى).[١٠]
- يكثر في الآيات المكيّة القسم، منها قوله -تعالى-: (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا* فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا* وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا* فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا* فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا* عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ).
- ورود سجدات التلاوة في السور المكيّة، ومثال على السجدة قوله -تعالى- في سورة مريم: (وَمِمَّن هَدَينا وَاجتَبَينا إِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمـنِ خَرّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا).[١١]
أهمية معرفة السور المكية
تكمن أهمية معرفة السور المكية في القرآن الكريم بما يأتي:[١٢]
- تحديد خصائص السور المكية؛ من حيث الأسلوب والموضوع، مما يساعد في استقراء سور القرآن الكريم وتمييزها عن بعضها البعض.
- دراسة مراحل التاريخ الإسلامي، ومعرفة الحوادث والوقائع التي كانت تحصل مع نزول القرآن المكي، مما يساعد في تدوين روايات السيرة النبوية.
- معرفة الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم، ذلك لأنّ المتقدم ينسخ المتأخر، والقرآن المدني ينسخ القرآن المكي.
- استنتاج منهج القرآن في الدعوة والخطاب والإقناع، ليكون منارة لكل داعية إلى الإسلام.
المراجع
- ↑ محمد إبراهيم الحفناوي (2002)، دراسات أصولية في القرآن الكريم، القاهرة:مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية ، صفحة 459. بتصرّف.
- ↑ فهد الرومي، دراسات في علوم القرآن، صفحة 126. بتصرّف.
- ↑ الفيروزآبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، صفحة 104. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنفال ، آية:33
- ↑ مناع القطان، مباحث في علوم القرآن لمناع القطان، صفحة 63. بتصرّف.
- ↑ مصطفى ديب البغا، الواضح في علوم القرآن، صفحة 66. بتصرّف.
- ↑ سورة يونس، آية:57
- ↑ سورة النبأ، آية:1-2
- ↑ سورة عبس، آية:17-22
- ↑ سورة عبس، آية:1-2
- ↑ سورة مريم، آية:58
- ↑ محمد فاروق النبهان، المدخل إلى علوم القرآن الكريم، صفحة 94. بتصرّف.