محتويات
عدد شهداء غزوة أحد
استُشهد يوم أُحُدٍ من المسلمين سبعون مقاتلًا من المهاجرين والأنصار، فقد روى البراء بن عازب عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (جَعَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى الرُّماةِ يَومَ أُحُدٍ عَبْدَ اللَّهِ بنَ جُبَيْرٍ، فأصابُوا مِنَّا سَبْعِينَ)،[١] وفي تفصيل ذلك قال أبيُّ بن كعبٍ -رضي الله عنه-: (لَمَّا كان يومُ أُحُدٍ قُتِلَ منَ الأنصارِ أربعةٌ وسِتُّونَ رَجُلًا، ومنَ المُهاجِرينَ سِتَّةٌ).[٢][٣]
شهداء غزوة أحد من المهاجرين
استُشهد من المهاجرين يوم أُحُدٍ أربعة رجالٍ؛ حمزة بن عبد المطلب، وعبد الله بن جحش، ومصعب بن عمير، وشمَّاس بن عثمان، وذلك بحسب ما قاله الواقديُّ، وبعضهم زاد فقال: وسعد مولى عتبة، أمّا باقي الشهداء فمِن الأنصار.[٤]
حمزة بن عبد المطلب
اسمه حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشيّ الهاشميّ، وكنيته أبو يعلى وأبو عمارة، وأمّه هالة بنت وهيب من بني زهرة، وهو عمّ النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأخوه من الرّضاعة وقريبه من جهة أمّه، يكبر النَّبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعامين، وقيل بأربعة أعوام. وقد أسلم حمزة بعد البعثة بعامين، وقيل إنّه أسلم بعد دخول النبي دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكان ذلك في العام السادس من بعثته -عليه الصلاة والسلام-، وقد قلَّ إيذاء قريشٍ لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد دخول حمزة في الإسلام؛ حيث كان رسول الله تحت حمايته، وذلك كفَّ بعض أذيَّتهم له. كما كان حمزة من الذين هاجروا مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فآخى الرسول بينه وبين زيد بن حارثة.[٥]
إنّ لحمزة بن عبد المطَّلب ألقابٌ عديدةٌ، منها: أسد الله، وسيِّد الشُّهداء، وخير الشُّهداء، وأوَّل لواءٍ عُقد في الإسلام كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد عقده له وأرسله في سَرِيَّة. وشارك في غزوة بدرٍ بشجاعةٍ، وقُتل على يديه الكثير من المشركين، وقتَل في أُحُدٍ أكثر من ثلاثين شخصاً من المشركين، حيث قاتل بين يدي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بسيفين، وبينما هو كذلك إذ تعثّر بحفرةٍ فوقع على ظهره وانكشف جزءٌ من بطنه، فجاءه وحشيٌّ الحبشيُّ الذي كان موعودًا بأن يصبح حرًّا إن قتله، فطعنه فاستشهد، وجاءت هند بنت عتبة فأخرجت كبده ومضغته ثم لفظته، وقطعت أنفه وأذنيه، فلمّا أتاه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ورأى ما حلَّ به بكى ودعا له بالرَّحمة. ولمّا انتهت الغزوة وعاد الناس إلى مكَّة، ظهر وحشيٌّ أمام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد مُدَّةٍ، فقال له أنْ يذهب عن وجهه حتى لا يراه.[٦]
عبد الله بن جحش
اسمه عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي، أخو أمِّ المؤمنين زينب بنت جحش زوجة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وابن عمّته، وأمّه أميمة بنت عبد المطلب؛ عمّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، من السابقين إلى الإسلام، ومن الذين هاجروا الهجرتين؛ الهجرة إلى الحبشة والهجرة إلى المدينة المنورة، ولمّا وصل إلى المدينة آخى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بينه وبين عاصم بن ثابت، وهو أوَّل من قُسِّم له مغنَمٌ في الإسلام، وأحد الثلاثة الذين استشارهم الرَّسول -صلّى الله عليه وسلّم- بأسرى بدرٍ. روى عنه سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن المسيّب.[٧] ويُعَدُّ عبد الله بن جحش أوَّل أميرٍ في الإسلام؛ فقد بعثه رسول الله بسريّةٍ إلى نخلة، وبسببها أُطلق عليه لقب أمير المؤمنين، وقد دعا في اليوم الذي كان قبل أُحُدٍ أن يكتبه الله من المجاهدين في سبيله وأن يكون شهيدًا في سبيل الله، فاستجاب الله له دعاءَه، وقد قُتل على يد أبي الحكم بن الأخنس، ودُفن مع خاله حمزة بن عبد المطلب في نفس القبر، وكان عمره حينئذٍ بضعاً وأربعين سنة.[٨]
مصعب بن عمير
اسمه مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف من بني عبد الدّار من قبيلة قريش، وكنيته أبو عبد الله، دخل في الإسلام بعد دخول رسول الله دار الأرقم، وكان من أوائل من هاجر من المسلمين إلى الحبشة، ولم يغزُ مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في بدرٍ من عبد الدّار إلا اثنين أحدهما مصعب بن عمير. وقيل إنّ رسول الله أرسله مع الذين بايعوه في بيعة العقبة الأولى، فكان حريصًا على أن ينشر الإسلام، فبدأ يدعو الناس إلى الإسلام، ولحكمته استجاب عددٌ كبيرٌ منهم، ولم يتبقَّ في المدينة بيتٌ إلّا ودخله الإسلام، ثمّ عاد إلى المدينة مع السَّبعين الذين بايعوا رسول الله في بيعة العقبة الثانية، وأرسله رسول الله معهم كي ينشر الإسلام في المدينة ويعلِّمهم الدِّين ويفقِّههم فيه، فكان أوَّل من جمع الجمعة في المدينة قبل الهجرة. وقد كان مصعب بن عميرٍ قبل إسلامه ينعم بطيب العيش والهناء، فلمّا دخل في الإسلام تخلَّى عن ذلك وزهد في الدُّنيا طلبًا لما عند الله. واستُشهد يوم أُحُدٍ، وكان له من العمر أربعون سنةً تقريبًا، وفيه نزل قول الله -تعالى-: (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ).[٩][١٠]
شماس بن عثمان
اسمه عثمان، أمّا شمَّاس فهو اللقب الذي اشتُهر به، وأمُّه صفيَّة بنت ربيعة، كان من الذين هاجروا إلى الحبشة، وخاض غِمار المعركة يوم بدرٍ، وفي غزوة أُحُدٍ لم يلتفت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بوجهه إلّا وكان شمَّاس يقاتل بسيفه ويذبُّ عن رسول الله حتى أُصيب، فحمله الصَّحابة وأدخلوه على عائشة أمِّ المؤمنين، فقالت أمُّ سلمة: "ابن عمّي يدخل على غيري"؟ فأمر رسول الله به فحملوه إلى أمِّ سلمة، ومكث عندها يومًا وليلةً فمات عندها، ثمّ أمر رسول الله صحابته أن يعيدوه إلى أُحُدٍ حيث الأرض التي أصيب فيها، ودفنوه هناك بثيابه التي استشهد فيها، وكان له من العمر أربعٌ وثلاثون سنة.[١١]
سعد بن خولي
اسمه سعد بن خولي بن سبرة، ويقال سعد بن خولي بن القوسار، ويقال أيضاً سعد بن خولي بن فروة، لكن المتّفق عليه أنّه سعد بن خولي من كلب، وقد كان مولى حاطب بن أبي بلتعة، فشهد بدراً وأُحُداً، واستُشهد في أُحُدٍ في السنة الثالثة من الهجرة.[١٢]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 3986، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 3129، حسن غريب من حديث أبي.
- ↑ موسى بن راشد العازمي (2011)، كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة الأولى)، الكويت: المكتبة العامرية، صفحة 680-681، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سبط ابن الجوزي (2013)، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (الطبعة الأولى)، دمشق: دار الرسالة العالمية، صفحة 292، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ محمد الصبحي (2004)، شهداء أحد الذين ذكرهم ابن إسحاق في مغازيه (الطبعة السادسة والثلاثون)، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 378-380. بتصرّف.
- ↑ محمد الصبحي (2004)، شهداء أحد الذين ذكرهم ابن إسحاق في مغازيه (الطبعة السادسة والثلاثون)، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 380-382. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 654، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ جمال الدين الجوزي (2000)، صفة الصفوة، القاهرة: دار الحديث، صفحة 146، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 23.
- ↑ أبو السعادات المبارك، جامع الأصول في أحاديث الرسول (الطبعة الأولى)، ناقص: مكتبة الحلواني، صفحة 851، جزء 12. بتصرّف.
- ↑ حسن مشاط (1426)، إنارة الدجى في مغازي خير الورى صلى الله عليه وآله وسلم (الطبعة الثانية)، جدة: دار المنهاج، صفحة 305-306. بتصرّف.
- ↑ محمد بن سعد (1968)، الطبقات الكبرى (الطبعة الأولى)، بيروت: دار صادر، صفحة 115، جزء 3. بتصرّف.