كم مرة ذكرت السيدة مريم في القرآن الكريم

كتابة:
كم مرة ذكرت السيدة مريم في القرآن الكريم


عدد مرات ذكر السيّدة مريم في القرآن الكريم

ذكر الله -تعالى- اسم السيّدة مريم -عليها السّلام- في القرآن الكريم أربعاً وعشرين مرّةً، وقد ذُكرت وحدها إحدى عشرة مرّةً، وثلاث عشرة مرة بنسب ابنها عيسى -عليهما السّلام- لها، وقد أثنى الله -تعالى- عليها في كتابه العزيز كثيراً؛ لذلك أكثر من ذكرها وذِكر اسمها، كما انفردت سورة كاملة في القرآن الكريم باسمها.[١]


مناسبات ورود السيدة مريم في القرآن الكريم 

قصة حمل امرأة عمران بمريم

ذكرت سورة آل عمران قصّة حمل امرأة عمران بالسّيدة مريم، فقد جاء في التّفاسير أنّ امرأة عمران كانت عقيماً لا تلد، فلمّا حملت نذرت نذراً شكراً لله -تعالى- على هذه النّعمة، قال الله -تعالى-: (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)،[٢] حيث إنّها نذرت أن تهب ما في بطنها خالصاً لخدمة الله -تعالى-، وخدمة بيت المقدس والتّعبد فيه.[٣]


ولكن المفاجأة كانت عندما ولدت، فقد كانت المولودة أنثى وليس ذكراً، فكيف لها أن توفي بالنّذر؟ فحزنت لذلك حزناً شديداً؛ لأنّ الأنثى لا تَصلح أن تكون لخدمة بيت الله لضعفها، وأن تكون بين الذّكور الذّين وهبهم أهلوهم لذلك، قال الله -تعالى-: (لَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ)،[٤] فقالت ذلك على سبيل الاعتذار والتّحسّر، وكانت هذه المولودة هي السيدة مريم -عليها السّلام-.[٣]


عبادة السيدة مريم خدمتها البيت المقدس

بعد أن كبرت السّيدة مريم وفّت بنذر أمّها، ووهبت نفسها للتّعبد وخدمة بيت المقدس، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا)،[٥] فاعتزلت أهلها وقومها، وخصّصت لنفسها مكاناً في بيت الله شرق بيت المقدس، كانت تتعبّد فيه وتتضرّع إلى الله -تعالى- بعيداً عن أعين النّاس؛ ولذلك قامت بوضع حاجز بينها وبين النّاس؛ لئلا يروها وهي تتعبّد.[٦]


اصطفاء مريم وتطهيرها

لمّا كانت السّيدة مريم واهبة لنفسها للعبادة والدّعاء، أرسل الله -تعالى- إليها البشرى مع جبريل، قال -تعالى-: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)،[٧] فقد اختارها الله -تعالى- من بين نساء زمانها واصطفاها؛ أي ميّزها، وكرّمها، واختارها لعبادته، وطهّرها من كلّ الأدناس التي قد تقع بها النّساء، فكان هذا كرامة لها.[٨]


قصة حمل مريم وولادتها

بينما كانت السّيدة مريم في خلوتها، إذا بالوحي يأتي إليها، وقد أرسله الله -تعالى- لها على هيئة رجل؛ كي لا تخاف ولا تفزع، فاستعاذت بالله -تعالى- منه، فأخبرها أنّه مُرسل من الله -تعالى- ليهبَ لها غلاماً، فتعجّبت من ذلك، فكيف لها بالغلام وهي لم تتزوّج، وهي لم تمشِ بالفاحشة أبداً، فأخبرها جبريل -عليه السّلام- أنّ الله سيرزقها معجزة لتكون آيةً للنّاس ودلالة على قدرته، فسيرزقها الولد من دون زوج.[٦]


فنفخ جبريل -عليه السّلام- في جيب قميصها، فحملت بنبيّ الله عيسى -عليه السلام-، وعندئذ خافت السّيدة مريم من قومها ومن اتّهامهم لها بالفحش، ففرّت إلى مكانٍ بعيد إلى أن تُتمّ حملها، ولمّا جاءت ساعة الولادة وأحسّت بآلام المخاض استندت إلى جذع نخلة وهي خائفة محزونة، تُفكّر فيما ستقوله لقومها بعد ذلك، لكنّ الله -تعالى- طمأنها، وأنطق طفلها الصغير من تحتها ليُهدِّئ من روعها، ويُؤكّد لها أنّها في معيّة الله -تعالى- ونصرته.[٦]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 128. بتصرّف.
  2. سورة ال عمران، آية:35
  3. ^ أ ب عبد الكريم الخطيب، التفسير القرآني للقرآن، القاهرة:دار الفكر العربي، صفحة 435-436، جزء 2. بتصرّف.
  4. سورة ال عمران، آية:36
  5. سورة مريم، آية:17
  6. ^ أ ب ت وهبة الزحيلي (1422)، التفسير الوسيط (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 1468-1472، جزء 2. بتصرّف.
  7. سورة ال عمران، آية:42
  8. محمد الطبري (2000)، تفسير الطبري (الطبعة 1)، صفحة 393، جزء 6. بتصرّف.
4714 مشاهدة
للأعلى للسفل
×