محتويات
كم مرّة ذُكرت الصّلاة في القرآن
وردت كلمة الصَّلاة سبعاً وستين مرّةً في القرآن الكريم، مثل قول الله -تعالى-: (رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ)،[١] ووردت بلفظ مُصلَّى مرّةً واحدةً فقط، قال الله -تعالى-: (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)،[٢] فيكون مجموع المواضع التي ذَكرت الصَّلاة والمصلّى في القرآن الكريم ثمانٍ وستين مرّةً، ويبلغ عدد مرّات ورود ذكر الصَّلاة مع مشتقاتها تسعاً وتسعين مرّةً،[٣] ووردت كلمة الصّلاة في سورٍ كثيرةٍ في القرآن الكريم؛ مثل: سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الأنفال، وسورة النّمل، وسورة العنكبوت، وسورة مريم، وسورة الأحزاب.[٤]
ولفظ الصَّلاة في القرآن الكريم لم يقتصر على معنى الصَّلوات الخمس فقط، مثل قول الله -تعالى-: (وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ)،[٥] بل شَمِل عدّة معانٍ أخرى، وفيما يأتي ذكرها:[٦]
- الدُّعاء: جاءت كلمة الصَّلاة بمعنى الدُّعاء في قول الله -تعالى-: (وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم).[٧]
- الاستغفار: دلّت كلمة الصَّلاة على الاستغفار في قول الله -تعالى-: (وَصَلَواتِ الرَّسولِ)،[٨] وهي بمعنى استغفار الرّسول -صلى الله عليه وسلم- لهم.
- المغفرة: وردت كلمة الصَّلاة بمعنى المغفرة في قول الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ)؛[٩] وصلاة الله -تعالى- تعني المغفرة.
- الرّحمة: وردت كلمة الصَّلاة بمعنى الرَّحمة في قول الله -تعالى-: (أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)،[١٠] وتمَّ ذكر كلمة الرَّحمة تكراراً وتأكيداً على المعنى.
- بيوت الصَّلاة أو الكنائس: قال الله -تعالى-: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ)،[١١] فدلّت كلمة الصَّلوات على معنى بيوت الصَّلاة عند اليهود أو الكنائس عند النصارى.
- الإسلام: جاءت كلمة الصَّلاة بمعنى الإسلام في قول الله -تعالى-: (فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى)،[١٢] أي ولا أسلم.
- الدّين: دلت كلمة الصَّلاة على معنى الدّين في قول الله -تعالى-: (أَصَلاتُكَ تَأمُرُكَ)،[١٣] بمعنى: دينك يأمرك.
- القراءة: جاءت كلمة الصَّلاة بمعنى القراءة في قول الله -تعالى-: (وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ).[١٤]
- صلاة العصر: قال الله -تعالى-: (تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلَاةِ).[١٥]
- صلاة الأمَمِ السابقة: قال الله -تعالى-: (وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ).[١٦]
أنواع الصَّلوات المذكورة في القرآن الكريم
تدلُ كلمة الصَّلاة في القرآن الكريم على عدة أنواع من الصّلوات؛ وفيما يأتي ذكرها:[١٧]
- صلاة السَّفر: جاءت كلمة الصَّلاة لتدل على القصر في الصَّلاة للمسافر في قول الله -تعالى-: (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ).[١٨]
- صلاة الخوف: جاءت كلمة الصَّلاة لتدلّ على صلاة الخوف في قول الله -تعالى-: (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ)،[١٩] وتسمى أيضاً صلاة الجهاد والمجاهدين.
- صلاة الجمعة: جاءت كلمة الصَّلاة لتدل على صلاة الجمعة في قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ).[٢٠]
- صلاة المريض: خفَّفَ الله تعالى على المريض في الصَّلاة، حيث يستطيع أن يصلّيها جالساً أو على جنبه، قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ).[٢١]
- صلاة الجنازة: ودلّ عليها قول الله -تعالى-: (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَدًا).[٢٢]
- صلاة العيد: جاءت الدّلالة على صلاة العيد في قول الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).[٢٣]
- صلاة الجماعة: قال الله -تعالى-: (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)،[٢٤] بمعنى: صلّوا مع المصلّين، فدلّت على صلاة الجماعة.
- صلاة اللّيل: وتسمى بصلاة التَّهجد؛ وهي صلاة التَّطوع في اللَّيل بعد النَّوم، ودلت عليها آياتٌ كثيرةٌ منها قول الله -تعالى-: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً).[٢٥][٢٦]
- الصّلوات الخمس: قال الله -تعالى-: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ)،[٢٧] فَطرفيّ النَّهار تؤدّى فيهما صلاة الفجر وصلاة الظُّهر وصلاة العصر، واللَّيل تؤدّى فيه صلاة المغرب وصلاة العشاء، فدلّت هذه الآية على فرضيَّة الصَّلوات الخمس.[٢٨]
فوائد الصّلاة
فوائد الصّلاة كثيرةٌ، بسبب عظمة هذه العبادة ومكانتها عند الله -تعالى-، وفيما يأتي ذكر بعضها:[٢٩][٣٠]
- تقوّي الصَّلاة الصّلة بين العبد وربّه، وهي طريق الفوز والنَّجاة، وسببٌ لتكفير الذّنوب والسّيئات، قال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (الصَّلَاةُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُنَّ، ما لَمْ تُغْشَ الكَبَائِرُ).[٣١]
- تقوّي الصَّلاة نفس المؤمن، فهي سبيلٌ لراحتها وسكينتها بالابتعاد عن الدّنيا ومغرياتها.
- تغرس الصَّلاة في نفس المؤمن معانٍ كثيرة، منها العبوديّة لله -تعالى-، والأخوّة الإيمانيّة، فهي تقوّي التّرابط بين المؤمنين رغم اختلاف أجناسهم وألوانهم، فيجتمعون في صفٍّ واحدٍ لأداء الصَّلاة في تواضعٍ ينشرالحبّ والودّ والرّحمة بين المؤمنين.
- تُذهب الصَّلاة الشَّر الذي في النّفوس؛ من حقدٍ وحسدٍ وظلمٍ وكبرٍ وطغيانٍ وبخلٍ، وغيرها من الصّفات السّيئة.
- تُوسِّع الصَّلاة الرِّزق وتُيسّره، قال -تعالى-: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى).[٣٢]
- تنشر الصَّلاة في المجتمع المسلم القدوة الحسنة المتمثّلة بأبنائها الصّالحين العاملين، والعابدين السّائرين في دروب الخير والدّين، فيحذوا المجتمع حذوهم، ويقتدي بأفعالهم وأقوالهم.
- تؤدّي الصَّلاة إلى التّعارف ونشر الثِّقة بين النَّاس في المجتمع.
- تبعث الصلاة في البيت الرّاحة والسّكينة وتبارك فيه.
- تحافظ على صحة القلوب، وتُشرق الأنفس والقلوب بطاعة الله -تعالى- في الصّلاة.
- تؤدّي إلى رفعة وعزّة وكرامة المسلم، فالمصلّي حين يركع ويسجد يكون في غاية الذُّل والانكسار لله -تعالى-، فيرفعه الله ويكرمه ويعزّه.
- تؤدّي إلى السّعادة في الدّنيا والآخرة، فلا يمكن للمؤمن أن يسعد بدون الإسلام، والصّلاة هي عمود الإسلام وركنه الثّاني، فمن أقامها سعد في الدّنيا والآخرة.
- تُدرِّب الصَّلاة المسلم على التَّنظيم، واحترام الوقت.
المراجع
- ↑ سورة إبراهيم، آية: 40.
- ↑ سورة البقرة، آية: 125.
- ↑ عبد الرزاق نوفل، كتاب الإعجاز العددي في القرآن الكريم، -: دار الكتاب العربي، صفحة 147، 171. بتصرّف.
- ↑ محمد إبراهيم، كتاب موسوعة القرآن الكريم، صفحة 154. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 3.
- ↑ فهد الرومي، كتاب الصلاة في القرآن الكريم، صفحة 11-14. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية: 103.
- ↑ سورة التَّوبة، آية: 99.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 56.
- ↑ سورة البقرة، آية: 157.
- ↑ سورة الحجِّ، آية: 40.
- ↑ سورة القيامة، آية: 31.
- ↑ سورة هود، آية: 87.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 110.
- ↑ سورة المائدة، آية: 106.
- ↑ سورة مريم، آية: 31.
- ↑ فهد الرّومي، كتاب الصَّلاة في القرآن الكريم مفهومها وفقهها، صفحة 90-97. بتصرّف.
- ↑ سورة النّساء، آية: 101.
- ↑ سورة النّساء، آية: 102.
- ↑ سورة الجمعة، آية: 9.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 191.
- ↑ سورة التّوبة، آية: 84.
- ↑ سورة الكوثر، آية: 2.
- ↑ سورة البقرة، آية: 43.
- ↑ سورة الزّمر، آية: 9.
- ↑ كمال سالم ( 2003 م)، كتاب صحيح فقه السُّنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة ، القاهرة - مصر: المكتبة التوفيقية، صفحة 397-398، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية: 114.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهيّة الكويتيَّة (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصّفوة، صفحة 52-53، جزء 27. بتصرّف.
- ↑ سليمان البيرة، تأملات في فضل الصّلاة ومكانتها في القرآن والسّنة، صفحة 37-63. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزّحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزّحيلي (الطبعة الرابعة)، دمشق-سوريا: دار الفكر، صفحة 655-658، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 233، صحيح.
- ↑ سورة طه، آية: 132.