كم مرة يحتاج الرضيع للاستحمام؟

كتابة:
كم مرة يحتاج الرضيع للاستحمام؟

رعاية الطفل

تتلاحق المسؤوليات والواجبات المُرتبطة بولادة الطفل الجديد سريعًا على والديه ومُقدّمي الرعاية له، وتبدأ احتياجاته بالظهور منذ الساعات الأولى لولادته، بين ما يُفترض من والديه منحه من الحب والشعور بالأمان والاحتواء وبين ما يتطلّبه وجوده من عناية بتغذيته وراحته وصحّته ونظافته، فمثل ما يحتاج الرضيع إلى الحليب والنوم فهو بحاجة أيضًا إلى من يعتني بنظافته كما يجب، فما أهميّة حمام الرضيع؟

حمام الرضيع

يحتاج الطفل الصغير إلى الاستحمام كما يحتاجه الكبار والبالغون، وقد تُلاحظ الأمهات ما يمنحه الاستحمام من راحة واسترخاء لرضيعها، فتعزم على تحميمه كلّّ ليلة لينعم بنومٍ هنيء، إلا أنّ ذلك في الحقيقة ليس تصرّفًا سليمًا، فكما أنّ قلّة الاستحمام تجلب الأوساخ والجراثيم وتُعرّض الجسم لأنواع المرض والعدوى المُختلفة فإنّ زيادة عدد مرّات الاستحمام تُجرّد الجلد من رطوبته وزيوته الطبيعيّة شيئًا فشيئًا، وفي بعض الأحيان قد يكون ذلك سببًا في تهيّج الجلد وتفاقم المشكلات الجلديّة لدى الطفل، كالأكزيما، فما عدد المرّات التي يُمكن أن يستحمّ فيها الرضيع بأمان خلال الأسبوع؟[١]



كم مرة يحتاج الرضيع للاستحمام؟

يختلف عدد مرّات حمام الرضيع المناسب حسب عُمره، بدءًا من يومه الأوّل بعد ولادته حتّى إتمامه لعامه الأول، وفي ما يأتي توضيح لهذه الأوقات مع عدد مرّات الاستحمام كُلٌّ على حدة:


أول حمام للرضيع

هو ما اعتاد الأهل أو المُمرضات على فعله بعد ولادة الطفل مُباشرةً، وسواء كان ذلك حسب التقاليد القديمة المُعتادة بمُجرّد ولادة الطفل أم بعد 12-48 ساعةً من ولادته حسب ما يُوصي به العلم الحديث؛ لما له من دور في تشجيع الرضيع على الرضاعة الطبيعيّة، وتحسين تطوّر الجلد لديه، والمُحافظة على درجة حرارته، فلا يُنصح بتحميمه أكثر من مرّتين في الأسبوع، ويكون ذلك باستخدام إسفنجة ناعمة مغمورة في الماء، لكن إن تسبّب الحليب أو البُراز باتّساخ الرضيع فلا بأس من زيادة عدد مرات الاستحمام وفق ما تدعوه الحاجة إلى ذلك، وليس كإجراءٍ روتينيّ يوميّ.[٢]


ما بين الشهر الأول والثالث

تتُابع الأمّ الأسلوب السابق (الحمام مرّتين في الأسبوع) في حمام الرضيع حتّى تسقط بقايا حبله السريّ، وفي هذه الحالة لا بأس من زيادة عدد مرّات الاستحمام أكثر من ذلك، ولا بأس حينها من الاستعاضة عن مسحه بالإسفنجة المغورة بالماء بوضعه مُباشرةً في الماء، والسماح له بالاستمتاع به، مع الانتباه إلى أنّ درجة حرارة المياه المُستخدمة في غسله يجب أنّ تكون مُعتدلةً وأقرب إلى الباردة؛ إذ إنّ الرضّع يُفضّلونها على المياه الدافئة.[٢]


ما بين الشهر الثالث والسادس

مع مرور الشهر الثالث من عُمر الرضيع يُفضّل تحميمه مرًّة أو مرّتين في الأسبوع، ويُمكن زيادة عدد المرّات لمن يجد أطفالهم المُتعة في مياه الحوض، أو لمن يُفضّلون بقاء أطفالهم في غاية النظافة، وفي تلك الحالة يُوصى أن لا يٍُستخدم الصابون إلا مرّةً أو مرّتين من مرّات الاستحمام خلال الأسبوع؛ لمنع جفاف الجلد، مع إمكانيّة استخدام الكريمات المُرطّبة والمُعدّة خصوصًا للطفل، والتي تعدّ خاليةً من المُعطّرات والألوان أو الصبغات.[٢]


ما بين الشهر السادس والسنة

في هذا العُمر يبدأ الطفل بتناول الأطعمة الصلبة، وقد ينطلق في مُحاولته السير بخطواته الأولى؛ لذا فقد تكثر الأوساخ والمواقف التي يتعرّض لها وتتطلّب أخذ حمامٍ دافئ بعدها، أو حتّى لمُساعدته على الاسترخاء والنوم بعد يومٍ طويل، ولأجل ذلك فلا بأس من زيادة عدد مرّات الاستحمام، طالما أنّ الصابون لا يُستخدم أكثر من مرّة أو مرّتين خلال الأسبوع.[٢]



ما هو الوقت المناسب لحمام الرضيع؟

تجد العديد من الأمّهات أنّ الوقت الأمثل لحمّام الرضيع والأطفال يكون قبل النوم، وذلك في الحقيقة يُساعدهم على الاسترخاء والتنعّم بنومٍ عميق، ويُساعد أهاليهم على النوم كذلك، ولا بأس من تحميم الطفل في أيٍّ وقت آخر، طالما كان ذلك يتبع للتعليمات الآتية:[٣]

  • أن لا يكون الاستحمام بعد تناول الطعام أو الحليب مُباشرةً؛ إذ إنّ تقليب الطفل وحمله أثناء الاستحمام قد يُحفّزه للتقيّؤ.
  • أن لا يكون الاستحمام على معدة فارغة تمامًا، أو عندما يكون الطفل جائعًا؛ إذ إنّ ذلك يتسبّب بتهيّجه وبُكائه أثناء الاستحمام.
  • منح الطفل الوقت الكافي للاستحمام، دون أن يكون ذلك سريعًا للغاية وينجم عنه وقوعه أو انزلاقه لسُرعة حركة من يُحمّمه، أو يستغرق وقتًا طويلًا، فيتزامن مع ظهور أمرٍ عاجل يتطلّب مُتابعة من يُحمّمه وإلهائه عن الطفل.
  • أن يكون الوقت في فراغ الأم أو بعد انتهائها من أعمالها؛ كي لا تضطر إلى تركه أو الرد على الهاتف خلاله، إذ إنّه من الضروري للغاية البقاء مع الطفل طيلة مدة الاستحمام، وعدم الانشغال عنه أثناء ذلك مُطلقًا.



ما خطوات تحميم الرضيع الآمنة؟

قد يُسبّب تحميم الرضيع القلق لبعض الأمّهات؛ لما يرتبط في أذهانهن من احتماليّة التسبّب بأيٍّ ألمٍ للرضيع أثناء غسله وتحميمه، أو الخوف من انزلاقه وإلحاق الأذى به؛ لذا فمن المُهمّ الإلمام بالخطوات الصحيحة والإجراءات الأنسب لحمّام حديثي الولادة والصغار من الأطفال، وذلك باتّباع كُلٍّ ممّا يأتي:[٤]


  • إعداد جميع الأدوات التي يتطلّبها الاستحمام وتجهيزها مُسبقًا، كالوعاء المُستخدم لسكب الماء بلطف على رأس الطفل أو جسمه، والمناشف، وغسول الجسم المُناسب، بالإضافة إلى الحفاضة والملابس.
  • إعداد الحمام وحوض الاستحمام كما يجب، بأن تكون درجة حرارة الغرفة أو الحمام مُناسبةً للطفل، ودرجة حرارة المياة تُقارب درجة حرارة الجسم (37-38 درجةً مئويّةً)، مع ضرورة عدم ملء الحوض أكثر من 10 سم من الماء لحديثي الولادة والأطفال ممّن أعمارهم أقلّ من 6 أشهر.
  • مسح وجه الرضيع بقطعة قُطنية ناعمة مُبلّلة بالماء الدافئ قبل البدء بالاستحمام، ولا يوجد داعٍ لاستخدام الصابون أو أيّ غسول لوجهه.
  • مسح ذقن الرضيع وخلف أُذنيه بقطعة قُطنية أُخرى مُبلّلة بالماء الدافئ، واستخدام قطعة أُخرى لمسح زوايا عينيه الداخليّة وأنفه.
  • إزالة ملابس الرضيع وحفاضه ووضعه في حوض الاستحمام المُعدّ مُسبقًا، مع الانتباه إلى ضرورة تنظيفه من أيّ بُراز أو بول قبل وضعه فيه.
  • الإمساك بالرضيع بوضع رأسه على ذراع الأم، مع مدّ يدها نحو يده البعيدة عنها؛ لإمساكها وتثبيته ومنع انزلاقه، واستخدام يدها الأُخرى لغسل جسمه وتنظيفه.
  • مُحاولة غسل جميع أجزاء جسم الرضيع، وقلبه على بطنه بنفس الطريقة السابقة؛ لغسل ظهره كما يجب، ويكون ذلك باستعمال الصابون الخاصّ بالأطفال، وقطعة قماش مُناسبة أو إسفنجة ناعمة، أو الاكتفاء باليدّ لتنظيفه؛ لحماية بشرته وجلده قدر الإمكان.


المراجع

  1. Maria Carter (2020-01-28), "How Often Should You Bathe Your Newborn?", www.parents.com, Retrieved 2020-08-05. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Julia Pelly (2019-11-18), "How Often Should You Bathe a Newborn?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-05. Edited.
  3. John Mersch (2019-02-12), "Bathing Babies", www.emedicinehealth.com, Retrieved 2020-08-05. Edited.
  4. "Bathing your baby", www.babycentre.co.uk, Retrieved 2020-08-05. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×