محتويات
ما هو الكوليسترول؟
هل تعلم أنّ للكوليسترول العديد من الفوائد لجسم الإنسان؟ وتكاد لا تخلو أيّ خلية منه، وعندما يبدأ الحديث عن الكوليسترول فإنّ أذهان الكثير من الأشخاص تذهب إلى الجلطة القلبية والأمراض الأخرى، ويغيب عن الكثير منهم أنّ الكوليسترول ضروري ومهم للجسم؛ فهو موجود في كل خلية من خلايا الجسم، كما ينتجها الجسم بصورة طبيعيّة، وللكوليسترول نوعان، هما: الكوليسترول الدّهني منخفض الكثافة أو ما يعرف بالكوليسترول الضار (LDL)، والكوليسترول الجيد أو الدّهني عالي الكثافة (HDL)، لكن عندما تصبح مستوياته فوق الحد الطبيعي يؤدّي ذلك إلى الإصابة بالعديد من الحالات المرضية.[١]
إنّ 20-25% تقريبًا من كامل الكوليسترول المنتج في الجسم يُصنَع في الكبد، بالإضافة إلى تصنيعه في الغدد الكظرية، والأمعاء، والأعضاء التناسلية، ويبدأ التصنيع بجزيء أستيل CoA، الذي يمرّ بسلسة من التفاعلات لإنتاج الكوليسترول في النهاية، ويتم تنظيم إفراز الكوليسترول بصورة طبيعيّة من الجسم؛ أي عند الحصول على نسبة كبيرة من الكوليسترول من الطعام فالإنتاج الداخلي له يقلّ.[٢]
ما هي وظائف الكوليسترول؟
يؤدّي الكوليسترول العديد من الوظائف في الجسم، تتضمّن ما يأتي:[٢]
- تعمل جزيئات الكوليسترول كنواقل للإشارات والأوامر التي توجد على طول غشاء الخلية، كما يساعد الكوليسترول في نقل الأوامر العصبية إلى الخلايا.
- يساهم في بناء غشاء الخلية؛ كونه ينظّم سيولة الغشاء بالاعتماد على درجة الحرارة، كما يمنع أيونات الهيدروجين والصوديوم من المرور عبره.
- يدخل في تركيب غمد الميالين المحيط بالخلايا العصبية، إذ يعد هذا الغمد غنيًا بالكوليسترول، ويساعد على حماية الخلايا العصبية وعزلها، ممّا يسمح بتعزيز وصول الإشارات العصبية.
- تدخل جزيئات الكوليسترول في العديد من العمليات الحيوية داخل الخلية، ومنها أنّ الكوليسترول يتحول في الكبد إلى الصفراء التي تُخزَّن في المرارة، وتجعل الصفراء الدهون أكثر قدرةً على الذوبان، الأمر الذي يُعزِّز امتصاصها، كما تساعد الأملاح الصفراوية المكوّنة للصفراء على امتصاص بعض أنواع الفيتامينات، مثل: فيتامين ك، وفيتامين (هـ)، وفيتامين (أ)، بالإضافة إلى فيتامين (د).
- يساهم الكوليسترول في تصنيع فيتامين (د)، والهرمونات الستيرويدية، والهرمونات الجنسية، كالإستروجين، والبروجستيرون، والتستسيرون.
كم نسبة الكوليسترول الطبيعية؟
على الرغم من الفوائد العديدة للكوليسترول، إلا أنّ ارتفاعه يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويُقاس مستواه من خلال تحليل للدم يتطلب صيام الشخص مدة 9-12 ساعةً قبل إجرائه، ويقيس التحليل مستوى الكوليسترول الضار، ومستوى الكوليسترول الجيد الذي كلما زاد مستواه كان أفضل على عكس النوع الضار منه، بالإضافة إلى الكوليسترول الكلي؛ أي مجموع الكوليسترول الجيد والكوليسترول الضار بالإضافة إلى 20% من الدهون الثلاثية،[٣] وفي ما يأتي توضيح لذلك:
نسبة الكوليسترول الطبيعيّة لدى البالغين
تقاس نسبة الكوليسترول بوحدة الميللغيرام لكلّ ديسلليتر، وفي ما يأتي توضيح لمستوياته عند الأفراد البالغين:[٤]
المستوى | الكوليسترول الكلي (Total Cholesterol) | الكوليسترول الجيد (HDL) | الكوليسترول الضار (LDL) |
---|---|---|---|
طبيعي. | يعدّ مستوى الكوليسترول الكلي طبيعيًا إذا كان أقل من 200، وتجدر الإشارة إلى أنّه كلما كان مستواه أقل كان أفضل. | بالنسبة للرجال يبلغ مستواه 40 أو أعلى، أمّا عند النساء 50 أو أعلى، ويعد المستوى مثاليًا إن تجاوز 60. | أقل من 100 ملليغرام لكل ديسلليتر، إلا أنّه في بعض الحالات قد يطلب الطبيب أن يكون أقل من 70، خصوصًا في حال الإصابة بأمراض القلب التاجية. |
على الحدّ أو مرتفع بنسبة معتدلة. | 200-239. | - | 130-159. |
مرتفع. | أعلى من 240. | 60 أو أعلى. | يساوي 160 أو أعلى، كما أنّه يعد مرتفعًا للغاية في حال تجاوز 190. |
منخفض | - | أقل من 40 ملليغرام لكل ديسلليتر. | - |
نسبة الكوليسترول الطبيعية لدى الأطفال
لا يحدث ارتفاع في مستويات الكوليسترول للأطفال الذين يمارسون النشاطات البدنية أو يتّبعون نظامًا غذائيًا صحيًا وغير المصابين بالسمنة، ومع ذلك يوصى بإجراء فحص لمستوياته عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 9-11 عامًا، ومرّةً أخرى عندما يبلغون من العمر 17-21 عامًا.
أمّا عند الأطفال الذين لديهم بعض العوامل التي تزيد من خطر ارتفاع الكوليسترول كالأطفال المصابين بمرض السكري أو السمنة أو لديهم تاريخ عائلي من ارتفاع مستويات الكوليسترول فيجب أن يخضعوا للفحص الأول في عمر بين 2-8 سنوات، ومرة أخرى في عمر بين 12-16 عامًا، وفي ما يأتي مستويات الكوليسترول الطبيعية لدى الأطفال:[٤]
- الكوليسترول الكليّ: 170 ملليغرامًا / ديسيلتر وأقل.
- البروتين الدّهنيّ منخفض الكثافة: 110 ملليغرام / ديسيلتر أو أقل.
- البروتين الدّهنيّ مرتفع الكثافة: 45 ملليغرامًا / ديسيلترأو أكثر.
نصائح للحفاظ على مستويات طبيعية من الكوليسترول
أُشير أعلاه إلى أنّ ارتفاع مستويات الكوليسترول عن الحدّ الطبيعي يتسبب بالعديد من المضاعفات الخطيرة، لذا لا بُدّ من الحفاظ على مستوياته طبيعيّةً، وذلك من خلال اتّباع بعض التدابير، التي تتضمن الآتي:[٥]
- الإقلاع عن التدخين: إذ يزيد الإقلاع عن التدخين مستويات الكوليسترول الجيد عالي الكثافة (HDL)، كما يساعد على تحسين صحة الرئتين والدورة الدموية في الجسم وانخفاض ضغط الدّم، بالإضافة إلى أنّ نسبة الإصابة بأمراض القلب تنخفض إلى النصف بعد سنة واحدة من ترك التدخين.
- ممارسة التمارين الرياضية: تزيد التمارين الرياضية والنشاطات البدنية من مستويات الكوليسترول الجيد، وبعد استشارة الطبيب يمكن ممارسة التمارين الرياضية خمسة أيّام في الأسبوع مدّة نصف ساعة يوميًا، أو ممارسة التمارين الهوائية الشديدة ثلاث مرّات في الأسبوع مدّة ثلث ساعة، كما يمكن زيادة النشاط البدني خلال اليوم، كقيادة الدّراجة، والمشي يوميًّا.
- اتباع نظام غذائي صحي: من الضروري للحفاظ على مستويات الكوليسترول طبيعيّةً اتباع نظام غذائي مفيد لصحة القلب بالدّرجة الأولى، ويتضمن هذا النظام الغذائي الصحيّ ما يأتي:
- تناول الأغذية التي تحتوي على الألياف بكثرة، بالتحديد الألياف القابلة الذّوبان؛ وذلك لأنها تقلّل من امتصاص الكوليسترول في الدّم، ويوجد هذا النذوع من الألياف في الشوفان، والتفاح، والفاصولياء الحمراء، والكرنب.
- تناول الأغذية الغنية بأحماض أوميغا 3، التي لا تقلل من مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة أي الضار، لكنّها تعزز صحة القلب، وذلك من خلال خفض مستويات ضغط الدم، وتتضمن الأغذية الغنية بأحماض أوميغا 3 الأسماك، كسمك السّلمون والماكريل، بالإضافة إلى الجوز وبذور الكتان.
- الحدّ من تناول الأغذية الغنيّة بالدّهون المشبعة، التي توجد في اللحوم الحمراء ومنتجات الحليب كاملة الدسم؛ وذلك لأنّها تزيد من نسبة الكوليسترول في الدّم.
- إضافة بروتين مصل اللبن (Whey protein) إلى النظام الغذائي؛ وذلك لأنّه من معدّلات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار، بالإضافة إلى التقليل من مستوى ضغط الدّم، ويوجد بروتين مصل اللبن في منتجات الحليب.
- الحفاظ على وزن طبيعي: كلمّا زاد وزن الجسم ارتفعت مستويات الكوليسترول، لذا لا بُدّ من الحفاظ على وزن طبيعيّ، وذلك من خلال استبدال المشروبات السّكرية بمياه الشرب، وتناول الوجبات الخفيفة المكوّنة من الكعك المملّح والفشار، مع ضرورة الانتباه إلى كمية السعرات الحرارية، وعند الرغبة بتناول السكريات ينبغي اختيارها بكميات قليلة من الدّهون أو الخالية منها، بالإضافة إلى زيادة النشاط البدني خلال اليوم، كصعود السلالم، والمشي أكثر، أو ممارسة أنشطة أخرى.
- تجنّب المشروبات الكحولية: تزيد الكحول من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، كأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدّم، لذا ينبغي تجنّبها.
من الممكن ألا تُجدي التدابير السابقة نفعًا، خاصّةً إذا كان الكوليسترول مرتفعًا، لذا يصف الطبيب الأدوية التي تحتاج إلى أخذها بالجرعات الموصى بها للمصاب، بالإضافة إلى التدابير السابقة.[٥]
المراجع
- ↑ Markus MacGill (2019-1-16), "What causes high cholesterol?"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-12. Edited.
- ^ أ ب Dr. Ananya Mandal, MD (2019-4-19), "Cholesterol Physiology"، news-medical, Retrieved 2020-6-12. Edited.
- ↑ Jennifer Moll (7-12-2019), "A Guide to Total Cholesterol"، verywellhealth, Retrieved 21-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Rena Goldman (2019-1-14), "The Recommended Cholesterol Levels by Age"، /www.healthline.com, Retrieved 2019-5-28. Edited.
- ^ أ ب mayo clinic staff (2019-6-28), "Top 5 lifestyle changes to improve your cholesterol"، mayo clinic, Retrieved 2020-6-12. Edited.