محتويات
الغازات عند الرضيع
يواجه المربّي أثناء رعايته للطفل الرضيع العديد من المشكلات التي يجب فيها اتّخاذ الإجراء السليم والمناسب في حل المشكلة ومُساعدة الطفل، فالعناية بالطفل الرضيع تتطلَّب معرفةً ودرايةً بكافة المشكلات التي قد يتعرض لها، وتمييز العلامات والأعراض التي قد تظهر عليه وتدل على وجود مشكلة مُسبِّبة لانزعاجه، وذلك من التحديات التي تواجه البعض أثناء تعاملهم مع الأطفال الرضَّع، وتعدّ غازات الجهاز الهضمي إحدى هذه المشكلات الشائعة التي تسبِّب الضيق وعدم الراحة للطفل.
قد تظهر على الطفل الرضيع بعض العلامات الدالة على مُعاناته من كثرة الغازات، كالبكاء الشديد، وكثرة الاهتزاز، أو رفع الأرجل إلى الصدر والركل، إلى جانب صعوبة الخلود إلى النوم، لكنْ لا يوجد داعٍ للقلق حيال وجود الغازات عند الرضيع؛ فهي من الأمور الطبيعيَّة التي تؤثر في جميع الأفراد، ويمكن مساعدة الطفل على التخلص من هذه الغازات وتوفير الراحه له ووقايته من المشكلة باتباع بعض الوسائل البسيطة، التي قد تكون لها فعاليَّة واضحة في تخفيف الغازات.[١] وفي هذا المقال بيان لأهم هذه التدابير.
لماذا يعاني الرضيع من الغازات؟
يجب الإشارة إلى أنَّ غالبيَّة الأطفال الرضع يعانون من الغازات الهضميَّة نتيجة دخول الهواء إلى القناة الهضمية، وقد تحدث هذه المُشكلة لأسباب عِدة، في ما يأتي توضيح لأبرزها:[٢]
- البكاء الزائد: بناءً على ما أُشير إليه في المقدمة فإنَّ كثرة بكاء الرضيع قد تحدث بسبب تجمع الغازات في القناه الهضمية، لكنْ قد تحدث كثرة الغازات أيضًا بسبب كثرة البكاء التي تسمح بدخول كميات من الهواء عبر الفم، وفي كل الأحوال من الضروري المسارعة لتهدئة الطفل عند البكاء وتلبية حاجته التي تعدّ من أفضل الوسائل لمنع البكاء.
- بلع الهواء أثناء الرضاعة: قد تعدّ الرضاعة أيضًا وسيلةً لدخول الهواء عبر فم الطفل ومُعاناته من الغازات، فقد يكون السَّبب تعلّق الرضيع بثدي الأم بطريقة غير صحيحة أثناء الرضاعة، أو شرب الحليب من الزجاجة بوضعيَّة معينة، أو بسبب دخول فقاعات الهواء أثناء بقبقة الطفل خلال شربه للحليب.
- عدم نمو القناة الهضمية تمامًا: هذا بدوره يؤثر في عملية الهضم، ممّا يزيد من فُرصة تجمع الغازات عند الرضيع.
- المشكلات الهضمية الخفيفة: بعض المشكلات الهضمية قد تكون سببًا في كثرة الغازات عند الرضيع، فربّما يكون الإمساك السَّبب لحدوث هذه المشكلة، وفي حالات أقل شيوعًا قد يُشير وجود الغازات إلى اضطراب هضميّ، كارتداد الأحماض.
- الإصابة بعدوى فيروسية: قد تسبِّب العدوى الفيروسيَّة مشكلات في المعدة، كالتقيؤ، والإسهال، والغازات.
- تناول أنواع جديدة من الطعام: في المرحلة التي يبدأ فيها الرضيع بتناول الأطعمة الصلبة قد يعاني من الغازات عند تناول نوع جديد من الأطعمة، وأحيانًا تكون الغازات من علامات الإصابة بحساسيَّة الطعام.
كيف يمكن إخراج الغازات من بطن الرضيع؟
يوجد العديد من من الوسائل التي يُمكن استخدامها للمساعدة على إخراج الغازات من بطن الرضيع، منها ما يأتي:[٣]
- تطبيق ضغط لطيف على بطن الرضيع: يُمكن تحقيق ذلك بعدة طرق، منها:
- وضع الطفل على بطنه، وتُعرف هذه الطريقة بتمرين البطن (Tummy time)، فقد تساعد هذه الوضعيَّة على دفع الهواء المتجمِّع في البطن، لكنْ يجب على الأم الانتظار لما لا يقل عن نصف ساعة بعد انتهاء الطفل من الرضاعة؛ بهدف التأكد من تهدئة المعدة واستقرارها قبل وضع الطفل في وضعيَّة تمرين البطن.
- حمل الطفل بطريقة يكون فيها جسده مرتكزًا على منطقة الساعد ووجه إلى الأسفل، وتكون مقدمة الحفاض في اليد وذقنه مثبتة بالكوع، مع ضرورة التأكد من إمالة الرأس إلى الجانب لمنع سدّ أنفه أو فمه، وتعرف هذه الطريقة أيضًا بحمل المغص.
- مساعدة الطفل على التجشؤ: يوصَى بأخذ استراحة أثناء تغذية الطفل كل 5-10 دقائق ومساعدته على التجشؤ، خاصةً في الأسابيع الأولى من ولادته، مع ضرورة الصبر وإعطاء فرصة لخروج الغازات من البطن، وذلك بوضع الطفل على الكتف وهو منتصب، أو أثناء جلوسه ودعم رأسه باليد.
- تدليك منطقة البطن للرضيع: قد يُساعد تدليك البطن على تخفيف ضغط الغازات، ويكون ذلك بوضع الطفل مستلقيًا على ظهره، وتدليك بطنه بلطف مع اتجاه عقارب الساعة؛ للمساعدة على تحريك الغازات بالمسار الذي يتبعه في القناة الهضمية، وبعد ذلك تُدفع اليدان إلى أسفل انحناء البطن، وتُكرَّر هذه الطريقة عدة مرات لتحريك الغازات المتراكمة.
- تحريك ساقي الرضيع بحركة شبيهة بركوب الدراجة: إذْ يوضع الطفل مستلقيًا على ظهره مع مسك ساقيه وتحريكهما ببطء بحركة مستديرة كمن يقود الدراجة؛ وذلك للمساعدة على تحريك الغازات الموجودة في الجزء السفلي من القناة الهضميَّة وإخراجها، كما يُنصَح بالضغط بكلتا ركبتي الطفل على بطنه بلطف بين مدّة وأخرى.
- حمل الطفل بزاوية مائلة أثناء التغذية: إذْ يوصَى بتغذية الطفل بوضعية يكون فيها رأسه ورقبته مرتفعتين قليلًا عن مستوى بطنه، كما يوصى بحمله منتصبًا مدّة 30 دقيقةً بعد انتهاء الرضاعة.
- استخدام مكملات البروبيوتيك: هي المكملات التي تحتوي على البكتيريا النافعة، والتي يُمكن استخدامها في الحالات الشديدة من الغازات التي لا يستجيب فيها الرضيع للطرق الأخرى في العلاج، وذلك تحت إشراف الطبيب فقط.[٢]
- استخدام قطرات علاج الغازات: مثل قطرات سيميثيكون (Simeticone)؛ فقد تساعد هذه القطرات على تخفيف الغازات عند الرضيع، وهي آمنة للاستخدام بناءً على التعليمات المرفقة معها وتحت إشراف الطبيب.[٢]
نصائح لتخفيف آلام غازات الطفل الرضيع
توجد مجموعة من النصائح التي قد تُسهم في تخفيف الآلام المرافقة للغازات عند الطفل الرضيع، منها ما يأتي:[٤]
- تغيير تركيبة حليب الرضّع المستخدمة للطفل في حال عدم توافق جسمه مع بروتينات الحليب، واستبدالها بتركيبة يسهل هضمها.
- تجنب تناول الأم لأنواع معينة من الأطعمة التي تسبِّب اضطرابات هضميةً في حال تقديم الرضاعة الطبيعية للطفل.
- استخدام ماء الغريب (Gripe water)، إذ يقترح البعض استخدام ماء الغريب لتخفيف مغص الطفل الرضيع، وهو سائل يحتوي على الأعشاب كالبابونج واللافندر، غير أنَّ فوائد استخدامه لم تثبت، وهذا يعني أنّ استخدامه قد يكون ضارًّا على الطفل، ويجب الإشارة إلى انّ العلامات التجارية منه تختلف في مكوناتها؛ إذ إنّ صنعه لا يخضع لرقابة الأدوية في العديد من البلدان.
- تقميط الطفل أو لفه ببطانيَّة ناعمة.
- تدليك الطفل بالزيوت العطرية.
- تغيير زجاجة الرضاعة، واستخدام النوع الذي يحتوي على حلمة تسمح بمرور الحليب ببطء.[٥]
المراجع
- ↑ Anna Schaefer (14-12-2018), "Baby Gas: Relief and Prevention"، healthline, Retrieved 21-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Zawn Villines (18-3-2019), "Causes and how to relieve gas in a baby"، medicalnewstoday, Retrieved 21-6-2020. Edited.
- ↑ Allison T, "MANAGING GAS IN BREASTFED BABIES"، happyfamilyorganics, Retrieved 21-6-2020. Edited.
- ↑ Rena Goldman (11-2-2015), "14 Remedies to Try for Colic"، healthline, Retrieved 21-6-2020. Edited.
- ↑ "Infant Gas: How to Prevent and Treat It", webmd, Retrieved 21-6-2020. Edited.