كيفية الآذان في عهد الرسول

كتابة:
كيفية الآذان في عهد الرسول

كيفية الأذان في عهد الرسول

وجه النبي -عليه الصلاة والسلام- بلالاً إلى كيفية الأذان بقوله: (أُمِرَ بلَالٌ أَنْ يَشْفَعَ الأذَانَ)؛[١]أي يُكرر كُلَ لفظٍ من ألفاظ الأذان مرتين، وصيغته كما جاء في الأحاديث: (اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، أشهدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ. حيَّ على الصلاةِ، حيَّ على الصلاةِ، حيَّ على الفلاحِ، حيَّ على الفلاحِ. اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ)،[٢] وهذه الصفة المُستحبة في الأذان؛ لأن بلال كان يُؤذن بها بوجود النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحضر والسفر إلى حين وفاته -صلّى الله عليه وسلم-، هذا ويُسن في أذان الفجر زيادة لفظ: الصلاة خيرٌ من النَّوم مرتين بعد لفظ حي على الفلاح، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لأحد مُؤذنيه وهو أبو محذورة: (الصَّلاةُ خيرٌ منَ النَّومِ الصَّلاةُ خيرٌ منَ النَّومِ في الأولى منَ الصُّبحِ).[٣].[٤]


وجاء عن ابن عُمر -رضي الله عنه- أن الأذان كان في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- مرتين مرتين؛ أي يُكرر المؤذن كُلَ لفظٍ مرتين، وورد عن أبي محذورة -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- علمه الأذان تسع عشرةَ كلمة، وهي: الله أكبر الله أكبر كلمتان، الله أكبر الله أكبر كلمتان، فهذه أربعُ كلمات، أشهد أن لا إله إلا الله أربع كلمات: مرتان في السر، ومرتان في الجهر، وكذا أشهد أن محمدًا رسول الله أربع مرات، حي على الصلاة مرتين، و حي على الفلاح مرتين، الله أكبر الله أكبر كلمتان، لا إله إلا الله، فهذه تسع عشرة كلمة، ويزيد في صلاة الفجر لفظ: الصلاة خيرٌ من النوم مرتين، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (فإن كان في صلاةِ الصُّبْحِ قلتُ: الصلاةُ خيرٌ من النَّوْمِ، الصلاةُ خيرٌ من النومِ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إله إلا اللهُ)،[٥][٦] ويُشرع الأذان فقط للصلوات الخمس المفروضة فقط، وهو قول جُمهور العُلماء بالاتفاق كما نقل ذلك الإمام النوويّ، بدليل: صلاة النبي -عليه الصلاة والسلام- للعيدين دون أذانٍ فقد قال جابر بن عبد الله:(شَهِدْتُ الصَّلاةَ معَ رسولِ اللَّهِ في يومِ عيدٍ ، فبدأَ بالصَّلاةِ قبلَ الخطبةِ بغيرِ أذانٍ ولا إقامةٍ).[٧][٨]


تشريع الأذان

بدايةً وقبل تشريع الأذان كان الصحابة -رضي الله عنهم- يجتمعون للصلاة في وقتها بحسب تقديراتهم لدخول وقتها من غير أذانٍ لها، فتضيع صلاة الجماعة على بعضهم، فتشاوروا في ذلك، فقال بعضُهم: نفعل كما تفعل اليهود والنصارى بقرع الجرس أوالنداء بالبوق، فكَرِه النبي -عليه الصلاة والسلام- ذلك رغبةً منه في مخالفة اليهود والنّصارى، فاتفقوا على أن يكون هُناك مُنادياً يُنادي عند الوقت: الصلاة الصلاة، فرأى عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- في المنام كلمات الأذان، فأخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- بما رآه في منامه، فقال له النبي: (إنها رُؤْيا حقٍّ إن شاءَ اللهُ تعالى ، فقُمْ مع بِلالٍ فالقِ عليهِ ما رأيتَ فليُؤذّنْ بهِ، فإنه أنْدَى صوتا منكَ، فقمتُ مع بلالٍ فجعلتُ ألقيهِ عليهِ ويؤذّنُ بهِ)،[٩] وبهذه الطريقة كان تشريع الأذان، وهو من شعائر الإسلام الظاهرة،[١٠] ودليل تشريعه من السُنة، قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (وإذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ ولْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ)،[١١] وكان ذلك بعد هجرة النبي -عليه الصلاة والسلام- بسَنَة.[١٢]


وأقر الله -سبحانه وتعالى- الأذان في القُرآن بقوله: (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصلاة اتخذوها هُزُواً وَلَعِباً ذلك بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ)،[١٣] فقد كان المُشركون يقولون عند سماع الأذان: لقد صاحوا صياح الحمير، فوصفهم الله -سبحانه وتعالى- بأنهم لا يعقلون؛ أي أنهم لا عقل لهم، لعدم معرفتهم معنى الأذان.[١٤]


الأذان وأهميته

يُعرف الأذان في اللُغة: بأنه الإعلام، ومنه قوله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجّ)؛[١٥] أي أعلمهم بالحج، وأمّا في الإصطلاح: فهو الإعلام بدخول وقت الصلاة المفروضة بألفاظٍ مُعينة مأثورة على صفةٍ مخصوصة، وهو من التقرب إلى الله -تعالى- بذكرٍ مخصوص؛ للإعلام عن الصلاة بعد دُخول وقتها،[١٦] وشرعه تعالى لِعِدَةِ حِكَم، منها كما يلي:[١٧]

  • تذكير الناس بالتوحيد طوال اليوم، وإعلانه، وإظهار شعيرة الأذان في بلاد الإسلام.
  • الدعوة إلى الصلاة والفلاح، وتذكير الناس بها، ودعوتهم إلى صلاة الجماعة.
  • إعلام الناس بوقت الصلاة ومكانها.


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 605، صحيح.
  2. رواه النووي، في الخلاصة، عن عبدالله بن زيد، الصفحة أو الرقم: 1/275، صحيح.
  3. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو محذورة سمرة بن معير، الصفحة أو الرقم: 632 ، صحيح.
  4. مجموعة من المؤلفين (1424هـ )، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 46-47، جزء 1. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبو محذورة سمرة بن معير ، الصفحة أو الرقم: 615، صحيح.
  6. الحسين بن محمود بن الحسن، مظهر الدين الزَّيْدَانيُّ (2012)، المفاتيح في شرح المصابيح (الطبعة الأولى)، الكويت: دار النوادر، صفحة 42-43، جزء 2. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم: 1574 ، صحيح .
  8. عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح بن حمد بن محمد بن حمد بن إبراهيم البسام (2003)، توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام (الطبعة الخامسة)، مكة المكرمة: مكتَبة الأسدي، صفحة 41، جزء 3. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في السنن الكبرى للبيهقي، عن عبدالله بن زيد بن عبد ربه، الصفحة أو الرقم: 1/390، صحيح.
  10. محمد بن صامل السُّلَميُّ، عبد الرحمن بن جميل قصَّاص، سعد بن موسى الموسى، خالد بن محمد الغيث (2010)، صَحِيحُ الأثَر وجَمَيلُ العبر من سيرة خير البشر (صلى الله عليه وسلم) (الطبعة الأولى)، جدة: مكتبة روائع المملكة، صفحة 177. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم: 685، صحيح.
  12. مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 113-114، جزء 1. بتصرّف.
  13. سورة المائدة، آية: 58.
  14. محمد متولي الشعراوي (1997)، تفسير الشعراوي - الخواطر، مصر: مطابع أخبار اليوم، صفحة 3246، جزء 6. بتصرّف.
  15. سورة الحج، آية: 27.
  16. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى (2011)، الفقه الميسر (الطبعة الأولى)، الرياض: مدار الوطن للنشر، صفحة 165، جزء 1. بتصرّف.
  17. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الرياض: بيت الأفكار الدولية، صفحة 387، جزء 2. بتصرّف.
4466 مشاهدة
للأعلى للسفل
×