كيفية التعامل مع مخاوف الطفل تجاه وباء الكورونا

كتابة:
كيفية التعامل مع مخاوف الطفل تجاه وباء الكورونا

مفهوم الخوف عند الأطفال

إنّ الخوف هو استجابة طبيعيّة للأحداث الانفعاليّة، تنشأ نتيجة الأحداث الغريبة وعدم اليقينيّة، ولا يتطلب تدخّلًا علاجيًا ما لم يكن لفترة طويلة وغير معتادة، أو يتميز بشدّة أو محتوى أو تَكرار، وعادة ما تختفي مخاوف الطفولة الطبيعية من تلقاء نفسها مع تقدم العمر، ويمكن أن يكون الخوف في أي عمر صحيًا وقابلًا على التكيف، لكن وبالرغم من ذلك، فإن بعض أنواع الخوف لها أهمية صحية، فقد يكون الخوف مفرطًا في طول الوقت والشدّة، ويتعارض مع الحياة اليومية، في محاولة لوصف الخوف الطبيعي وتمييزه من الخوف المرضي، تضمن التشخيص الأمريكي للاضطرابات النفسية معايير المدة المعدلة للأطفال، لاضطرابات القلق في مرحلة الطفولة، إذ يجب أن تكون الأعراض موجودة لمدة شهر إلى ستة أشهر، وتختلف حسب الاضطراب، وبالرّغم من هذا التشخيص، لكن لا يزال هناك نقاش مستمرّ في الأدبيّات عن مخاوف الطفولة الطبيعية -أو التي تكون ذات الأهمية السريرية- وعن ماهية أفضل العلاجات الخاصة بها.[١]

كيفية التعامل مع مخاوف الطفل تجاه وباء الكورونا

وباء كورونا أو مرض كوفيد-19 هو مرض مُعْدٍ يسببه فيروس تم اكتشافه من سلالة فيروسات كورونا، ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس ومرضه قبل بَدْء تفشيه في مدينة ووهان الصينية في كانون الأول/ ديسمبر 2019، وقد تحوّل كوفيد-19 إلى جائحة تؤثر على العديد من بلدان العالم، إن الأعداد المتغيرة باستمرار للأشخاص المتأثّرين بالفيروس والوضع المتدهور، يعني أن الحياة اليومية للعديد من الأطفال تأثرت بطريقة ما، إن تأجيل المدارس او اغلاقها، تأجيل أو إلغاء الرحلات المدرسية والبطولات الرياضية والعطلات العائلية، قد يكون عاملًا يؤثر على جميع الأطفال بدرجة عالية من القلق، وقد يشعر بعض الأطفال عادةً بالقلق أكثر من غيرهم، وخاصة عندما يطلب منهم غسل اليدين، ويقول الباحثين في علم النفس والطب النفسي أن هناك طرقًا للتعامل مع هذا الخوف لمساعدة الأطفال على الشعور بالأمان، فقد أشار ديفيد فاسلر، وهو أستاذ الطب النفسي بكلية الطب بجامعة فيرمونت لارنر، أنه من المقبول السماح للأطفال بمعرفة أنه لا يمكن الإجابة عن بعض الأسئلة من قبل الآباء، وذلك أفضل من الإجابة بطريقة خاطئة[٢]، وهناك عدة أساليب من الممكن استعمالها للتعامل مع مخاوف الأطفال تجاه وباء كورونا، منها ما يأتي.

دراسة الخوف عند الأطفال

من وقتٍ لآخر، قد يعاني كلّ طفل في حياتِه من الخوف، وقد يواجهون تجارب وتحدّيات جديدة، لذلك فإنّ الخوف يكاد يكون جزءًا لا مفر منه في نمو الطفل، ووفقًا لإحدى الدراسات، كان 43 ٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 عامًا لديهم مخاوف متعددة وكثيرة، مثل الخوف من الظلام، وخاصة عند تركهم وحيدين في المكان المظلم، وتعد هذه الفوبيا أحد المخاوف الأكثر شيوعًا في هذه الفئة العمرية، وكذلك الخوف من الحيوانات، مثل الكلاب الكبيرة، ويعاني بعض الأطفال من فوبيا الحرائق أو الأماكن المرتفعة أو العواصف الرعدية، وآخرون قد يخافون من التقارير الإخبارية على شاشات التلفزيون والصحف، لاسيما الاخبار المتعلقة بالمرض، ويشعرون بالقلق إزاء اللصوص والخاطفين، أو قيام حرب عالمية، وإذا كان هناك مرض خطير أو وفاة لشخص مؤخرًا في العائلة، فقد يصبحون قلقين بشأن صحة الأفراد من حولهم من الأسرة، وهذا الخوف يعتمد على مدى وعي الطفل بالأمور المخيفة حقًا والتي من الممكن أن تؤذيه.[٣]

الحفاظ على الصحة النفسية للأطفال

يجب الانتباه إلى أن الأطفال يقومون بالتفاعل مع ما يقوله الآباء حول فيروس كورونا، لذلك يجب طمأنة الأطفال بأنهم في أمان، و إخبارهم أنه من الطبيعي أن يشعروا بالانزعاج، لذلك على الآباء التواصل مع الأطفال ومشاركة كيفية التعامل مع الضغوطات الخاصة حتى يتمكنوا من تعلم كيفية التأقلم مع هذا الظروف، ومن المهم إخبار الأطفال أنه يمكنهم التحدث إلى أفراد أسرتهم عندما تكون لديهم أسئلة، ويجب الانتباه لما يراه الأطفال أو يسمعونه في التلفزيون أو الراديو أو عبر الإنترنت، والأخذ بعين الاعتبار تقليل مقدار وقت مشاهدة الأخبار التي تركز على فيروس كورونا، إن وجود الكثير من المعلومات حول موضوع واحد يمكن أن يؤدي إلى القلق لدى الأطفال، كذلك فإن تقديم معلومات صحيحة ومناسبة للعمر ومستوى نمو الطفل هو أمر هام، ومن المهم ان يتحدث الآباء إلى الأطفال حول الأخطاء في بعض القصص حول فيروس كورونا على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وحول الشائعات والمعلومات غير الدقيقة، فقد يسيء الأطفال تفسير ما يسمعونه ويمكن أن يخافوا من شيء لا يفهمونه، لذلك يجب تعليم الأطفال السلوكيات اليومية التي تسهم في الحد من انتشار الفيروسات والجراثيم، ومن المهمّ أيضًا تذكير الأطفال بغسل أيديهم بشكل متكرر والابتعاد عن الأشخاص الذين يعانون من السعال أو العطس أو المرض، والسعال أو العطاس في منديل على سبيل المثال، ثم رمي المنديل في سلة المهملات، وإذا كانت المدرسة مفتوحة، يجب مناقشة أي إجراءات جديدة يمكن اتخاذها في المدرسة للمساعدة في حماية الأطفال والعاملين في المدرسة. [٤]

الالتزام بالروتين اليومي

يحتاج الأطفال إلى روتين يومي يساعدهم على التخلص من الضغط النفسي، فمن الوسائل المفيدة في العلاج النفسي للأطفال هي ابتكار هياكل روتينية جديدة تمامًا، وتنصح منظمة اليونيسيف -بشدّة- الآباء بالتأكّد من وجود جدول زمني لكلّ يوم، يشمل هذا الجدول وقت للعب، حيث يمكن للطفل الاتصال بالهاتف والتواصل مع أصدقائه، ولكن يجب أيضًا تخصيص وقت بعيدٍ عن التكنولوجيا لمساعدة الطفل من الابتعاد عن أخبار فيروس كورونا، إن الآباء بحاجة إلى التفكير في ما قد يؤدي الأطفال نفسيًا، لذلك سيكون من المريح جدًا للأطفال أن يكون لديهم شعور بيوم يمكن اللعب فيه، والإحساس بالوقت الذي يُفترض أن يمارسوا روتينهم اليومي فيه بأريحية، وبالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 11 عامًا أو أكثر، يجب منحهم فكرة عن أنواع الأشياء التي يجب تضمينها في يومهم، ثم العمل على ما يحاولون فعله ومساعدتهم.[٥]

المراجع

  1. "Evidence-based treatment of anxiety and phobia in children and adolescents: Current status and effects on the emotional response", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-15. Edited.
  2. "how-to-dispel-your-childs-fears-about-coronaviru", www.lcmchealth.org, Retrieved 2020-06-15. Edited.
  3. "Understanding-Childhood-Fears-and-Anxieties.aspx", www.healthychildren.org, Retrieved 2020-06-15. Edited.
  4. "talking-with-children.html", www.cdc.gov, Retrieved 2020-06-15. Edited.
  5. "6-ways-parents-can-support-their-kids-through-coronavirus-covid-19", www.unicef.org, Retrieved 2020-06-15. Edited.
4709 مشاهدة
للأعلى للسفل
×