محتويات
مرض الصرع
يعدّ الصرع واحدًا من اضطرابات الجهاز العصبي المركزي المزمنة، يظهر فيه اندفاع مفاجئ للنشاط الكهربائي في الدماغ مسبِّبًا التشنجات، أو مرور أوقات تظهر فيها السلوكيَّات والأحاسيس غير الطبيعيَّة، وأحيانًا يحدث فقدان للوعي، وفي الحقيقة قد يظهر الصرع عند الأفراد ذكورًا وإناثًا على اختلاف أعراقهم وأجناسهم وأعمارهم، لكنْ يبدو أنَّه أكثر شيوعًا بين الأطفال صغار السن، وكبار السن، كما أنَّه يميل إلى أنْ يُؤثر في الذكور بنسبة أكبر نسبيًّا من تأثيره في الإناث. ويجب الإشارة إلى أنَّ اضطراب الصرع يعدّ شائعًا إلى حدٍّ ما؛ فهو يؤثر في حوالي 65 مليون شخص من جميع أنحاء العالم، وفي الولايات المتحدة فقط يؤثر على حوالي 3 مليون شخص تقريبًا.[١][٢]
ما أعراض مرض الصرع؟
تختلف أعراض مرض الصرع بين الأفراد؛ إذْ تعتمد على نوع الصَّرع الذي يعاني منه الفرد، وفي ما يأتي توضيح لذلك:[٢]
- الصرع الجزئي أو البؤري (Focal or partial seizures): يضم هذا النوع من الصرع أنواعًا أخرى، يتميَّز كل واحدٍ منها بأعراض خاصَّة، وفي ما يأتي ذكر لبعضٍ منها:
- النوبات الجزئية المعقّدة (Complex partial seizures)، يسبب هذا النوع من الصرع فقدان الوعي، إلى جانب عدد من الأعراض الأخرى، منها عدم الاستجابة، والتحديق، وعمل حركات متكررة.
- النوبة الجزئية البسيطة (Simple partial seizure)، لا يصاحب هذا النوع من التشنجات فقدان الوعي، ومن الأعراض التي ترافقه الدوخة، والوخز، وارتعاش الأطراف، وتغير حاسة التذوق، أو الشم، أو السمع، أو اللمس.
- الصرع المعمَّم (Generalized seizures): إذْ يؤثر هذا النوع في كامل أجزاء الدماغ، ويتضمَّن أنواعًا مُختلفةً، في ما يأتي توضيح لأبرزها:
- النوبة التوترية (Tonic seizures)، هي النوع الذي يسبب تيبّس العضلات.
- النوبة الرمعية (Clonic seizures)، تتميَّز بحدوث حركات عضليَّة متوترة ومتشنِّجة تظهر في الوجه والرقبة والذراعين.
- النوبة الصرعية المصحوبة بغيبة (Absence seizures) أو المعروفة أيضًا بالصرع الغياب الطفلي، وعادةً ما يرافق هذا النوع من نوبات الصرع فقدان للوعي لمدّة قصيرة، ومن الممكن أنْ يسبِّب ظهور الحركات المتكرِّرة سواءً بغمض العينين أم بتحريك الشفاه.
- الصرع الرمعي العضلي (Myoclonic seizures)، يرافق هذا النوع ارتعاش سريع وتلقائي في الذراعين والساقين.
- نوبات الصرع الارتخائية (Atonic seizures)، قد تسبِّب هذه النوبات فقدان السيطرة على العضلات، وربما تسبّب السقوط المفاجئ.
- النوبة التوترية الرمعية (Tonic-Clonic Seizure) أو المعروفة أيضًا بنوبة الصرع الكبرى، ومن الأعراض التي ترافق حدوث هذه النوبة الاهتزاز، وعضّ اللسان، وفقدان الوعي، وتصلب الجسم، وفقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء.
كيف يتم التعامل مع مريض الصرع؟
كما تبيّن سابقًا فإنَّ الصرع المعمَّم يؤثر في كامل الدماغ، وتعدّ جميع الأنواع التي تندرج تحت هذا النوع نوبات خطيرةً؛ لأنَّ المصاب بها لا يدرك ما يدور حوله ولا يمكنه حماية نفسه من المخاطر، أمَّا الحركات الهائجة غير المُسيطَر عليها خلال نوبة الصرع الكبرى فهي تزيد من فُرصة تعرُّض الفرد للإصابات، وهذا النوع من النوبات قد يكون حالةً طارئةً فعلًا تستدعي إسعاف المريض. وبناءً على ذلك يجب على الأشخاص المحيطين بمريض الصرع التعامل مع المشكلة بدراية وحذر، وفي هذا الجزء توضيح لأهم النصائح والطرق التي يُمكن اتباعها أثناء التعامل مع مريض الصرع.[٣]
الإسعاف الأولي لمريض الصرع أثناء النوبة
توجد مجموعة من الخطوات التي يجب اتِّباعها عند التعامل مع المريض الذي يعاني نوبة الصرع، خاصّةً نوبة الصرع الكبرى وهي الأشدّ، وفي ما يأتي توضيح لأبرز هذه الإجراءات:[٣][٤]
- إبعاد الأشخاص المحيطين عن المصاب.
- إزاحة الأدوات الحادة أو الصلبة بعيدًا عن الشخص المصاب بالنوبة.
- وضع وسادة أو شيء ناعم ومسطح تحت رأس المصاب، مثل وضع سترة مطويَّة.
- إزالة النظارات.
- تخفيف شدّ أيْ شيء ملفوف حول عنقه يُعيق التنفس.
- إمالته على الجزء الجانبي من الجسم بلُطف؛ فهذا يساعد على بقاء الممرَّات التنفسية مفتوحةً.
- متابعة الساعة لتحديد طول مدّة نوبة الصرع.
أمَّا حالات نوبات الصرع الخفيفة كظهور أعراض اهتزاز الذراعين أو الساقين أو التحديق لمدّة قصيرة فهي لا تعدّ من الحالات الطارئة التي تستدعي القلق، لكنْ يجب في هذه الحالة توجيه المصاب بلُطف وإبعاده عن مصادر الخطر.[٣]
تحذيرات أثناء تعرض مريض الصرع للنوبة
بالطبع يوجد العديد من الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند التعامل مع المريض أثناء نوبة الصرع، منها ما يأتي:[٣]
- تجنب الضغط على المصاب أو وقف حركته.
- تجنب وضع أيْ شيء في فم المصاب؛ إذْ تكثر الشائعات حول احتماليَّة بلع اللسان أثناء نوبة الصرع، وهذا الأمر لا أساس له من الصحّة، بينما من المُمكن أنْ ينجم عن وضع شيء في فم المصاب تلف الأسنان أو التعرّض للعض من قِبَل المصاب.
- تجنب الإنعاش عن طريق وضع الفم على فم المصاب كما في حالة إنعاش القلب والرئتين، فعادةً يبدأ الشخص بالتنفس مرّةً أخرى من تلقاء نفسه بعد انتهاء نوبة الصرع.[٤]
- عدم تقديم الماء أو الطعام للمُصاب إلى حين استفاقته واسترداد كامل وعيه.[٤]
- تجنب ترك المصاب بنوبة الصرع وحده، إذْ يوصَى بالانتظار حتى استفاقته واسترداد الوعي واستجابته بصورة طبيعيَّة أثناء الحديث معه، أمَّا في الحالات التي يكون فيها مرتبكًا وخائفًا يجب طمأنته وشرح ما حدث.[٥]
الاتصال بالطوارئ عند التعامل مع مريض الصرع
يجدر بالشخص الاتصال بالطوارئ فورًا في حالات معينة، في ما يأتي ذكر لعددٍ منها:[٥]
- استمرار نوبة الصرع أكثر من خمس دقائق.
- عدم استفاقة المصاب بعد توقف الحركات.
- تعرُّض الطفل لنوبة الصرع لأول مرة.
- تعرُّض الشخص للإصابة أثناء حدوث نوبة الصرع.
- بدء نوبة صرع جديدة بعد انتهاء الأولى بمدّة قصيرة.
- مُعاناة المصاب بنوبة الصرع من أمراض ومشكلات صحيَّة أخرى، مثل: مرض السكري، أو مرض القلب.
هل يمكن علاج الصرع بصورة دائمة؟
لا يوجد علاج يشفي من الصرع بصورة دائمة، وعلى الرغم من ذلك قد يُسيطر العلاج الدوائي المناسب على نوبات الصرع عند معظم الأفراد، خاصةً في حال بِدء العلاج مبكرًا، الذي قد يؤدي إلى تحسُّن كبير في الحالة وجودة الحياة.[٢]
وإلى جانب العلاج الدوائي يجب الإشارة إلى إمكانيَّة اللجوء إلى أنواع معيَّنة من الجراحات التي تُسهم في الحد من نوبات الصرع أو السيطرة عليها، فبعض الأنواع تتمثَّل بإزالة جزء معين في الدماغ تنشأ عنه نوبة الصرع، بينما يستحيل استخدام هذا النوع من الجراحات في الحالات التي يكون فيها الجزء المسؤول عن الصرع أساسيًّا أو كبير الحجم، لذا تُستخدم في هذه الحالة طريقة الفصل أو القطع، التي تنطوي على عمل جرح أو قطع في الدماغ لإعاقة مسار السيالات العصبيَّة، الأمر الذي يمنع بدوره انتشار النوبات إلى أجزاء أخرى في الدماغ.[٢]
وقد توصّلت دراسة حديثة إلى أنَّ ما يقارب 81% من الأشخاص الذين يُعانون من الصرع الشديد يتعافون كليًّا من الصرع بعد الخضوع للجراحة، أو تكون مدّة الشهور الستّة التي تلي الجراحة خاليةً تقريبًا من حدوث النوبات.[٦][٢]
المراجع
- ↑ "Epilepsy", mayoclinic, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Ann Pietrangelo, "Everything You Need to Know About Epilepsy"، healthline, Retrieved 22-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "What to Do When Someone Has a Seizure", webmd, Retrieved 22-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Epilepsy", cdc, Retrieved 22-6-2020. Edited.
- ^ أ ب "First Aid for Epilepsy Seizures", webmd, Retrieved 22-6-2020. Edited.
- ↑ "NEUROLOGY RESEARCH", mayo, Retrieved 22-6-2020. Edited.