بناء الكعبة
الكعبة هي بيت الله الحرام، وقد اختلف العلماء والمؤرخون في العصر الذي بنيت فيه، ومن بناها؟! منهم من قال: بنيت قبل آدم والذين بنوها الملائكة، ومنهم من قال: بنيت في عهد آدم –عليه السلام- وقام ببنائها هو وابنه شيث، ومنهم من قال: بنيت في عهد إبراهيم الخليل والذي بناها هو وابنه إسماعيل –عليهما السّلام- وقال المحقّقون: إذا ثبت بناء الكعبة قبل إبراهيم فهو بناء تأسيس. ثمّ بناها بعد إبراهيم العمالقة، ثمّ قبيلة جرهم، ثم قصي، ثم قريش، ثم ابن الزّبير - رضي الله عنهما، ثمّ بنى الحجاج الثقفي الجهة الشمالية فقط، وآخر من بنى الكعبة السّلطان مراد خان، والحديث بعد هذه المقدّمة عن كيفية الطواف بالكعبة.[١]
كيفية الطواف بالكعبة
الطواف كالصّلاة، فيجب فيه الطّهارة، وستر العورة، وأمّا كيفية الطواف بالكعبة، فيسنّ للحاج والمعتمر في بداية طوافه أنْ يستقبل الكعبة، وأن يكون الحجر الأسود عن يمينه، متوجّهًا إليه ليستقبله، وينوي الطواف، مبتدئًا من خطّ المرمر البنّيّ قائلًا: "بسم الله والله أكبر، اللّهم إيمانًا بك وتصديقًا بكتابك واتّباعًا لِسُنّة نبيّك"، ويستلم الحجر الأسود، ويقبّله، إن استطاع ذلك، وإن تعذّر، أشار إليه بكلتا يديه جاعلًا باطن كفّيه تجاه الحجر، وهما حذو منكبيه، مرّة واحدة عند كلّ شوط، ناظرًا إليه، متلفّظًا بما سبق، ويبدأ الطواف، وكما هو معلوم أيّ نوع من أنواع الطواف، فهو عبارة عن سبعة أشواط، والشّوط يبدأ من خطّ المرمر البنّيّ قبالة الحجر الأسود، وينتهي عنده، ويسنّ الرمل في الأشواط الثّلاثة الأولى - وهو المشي السّريع مع تقارب الخطى- والمشي في باقي الأشواط الأربعة، وإن تعذّر الرّمل والاضطباع بسبب الازدحام جاز ذلك، والرّمل والاضطباع للرّجال دون النّساء، وفي الطواف الذي بعده سعي فقط، والاضطباع: كشف المنكب الأيمن، وخلال الطواف يمرّ بالرّكن اليماني ويأخذه بيديه أو بيده اليمنى، وإن تعذّر الوصول إليه أشار إليه بيده، قائلًا : "بسم الله والله أكبر" في كلتا الحالتين، هذا في كلّ شوط من الأشواط السّبعة، ولصحّة الطواف يجب الوقوف عن المشي عند استلام الركن اليماني، وإذا قطع الطواف للوضوء أو للصّلاة، فيتمّ طوافه عندما يعود من بداية الشّوط الذي تركه، ويسنّ الإكثار من الذّكر والدّعاء بالخير خلال الطواف، بما يفتح الله على عبده، حيث لم يثبت دعاء معيّن باستثناء دعاء النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بين الرّكن اليمانيّ والحجر الأسود:[٢] " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"[٣] وقوله:" بسم الله الله أكبر"، كلّما استلم أو أ شار إلى الحجر الأسود أو الرّكن اليماني، وبعد الانتهاء من الطواف يصلّي ركعتين خلف مقام إبراهيم، وإن تعذّر صلّى في أيّ مكان من المسجد، يقرأ في الرّكعة الأولى سورة الكافرون، وفي الرّكعة الثانية سورة الإخلاص، ثمّ يدعو بما يشاء من الخير.[٤]
أنواع الطواف حول الكعبة
بعد معرفة كيفية الطواف بالكعبة، لا بدّ من معرفة أنواع الطواف حول الكعبة، فللطّواف المشروع حول الكعبة أنواع عديدة، منها ما هو ركن، ومنها ما هو واجب، ومنها ما هو سنّة، ومنها ما هو مستحبّ، ولمعرفة كلّ منها لابدّ من تعداد أنواعها والتّعريف بها، وهي سبعة:[٥]
- طواف القدوم: يكون هذا الطواف للمحرم بالحجّ، وللقارن بين الحجّ والعمرة، حينما يصل الكعبة، وحكمه واجب من واجبات الحجّ، أو هو سُنّة من سننه، على خلاف بين الفقهاء العلماء.
- طواف الإفاضة: سمّي بهذا الاسم لأنّه يؤتى به بعد الإفاضة من عرفات والمبيت بمنى ويكون في اليوم الأوّل من عيد الأضحى أو بعده، وحكمه ركن من أركان الحجّ، وله مسمّيات أخرى، "طواف الرّكن، طواف الفرض، وطواف الزّيارة".
- طواف الوداع: ويؤدّى بعد الانتهاء من الحجّ ونيّة الرّحيل من مكّة، وحكمه واجب على الرّاجح من أقوال الفقهاء، باستثناء الحائض والنّفساء، ومن لم يأت به وجبت بحقّه ذبيحة، وتجزئ الأضحية.
- طواف العمرة: وهو ركن من أركان العمرة، لا تصح بدونه.
- طواف النّذر: وهذا الطواف واجب على من نذر على نفسه أداءه، فيجب عليه الوفاء به.
- طواف تحيّة المسجد الحرام: للقادم إلى المسجد الحرام، فهذه تحيّته. فإن لم يطف صلّى ركعتين تحيّة المسجد.
- طواف التّطوع: يؤدّيه كلّ من وجد في المسجد الحرام، ورغب أن يتطوّع به.
المراجع
- ↑ "بناء الكعبة قبل الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما يقول أثناء الطواف؟"، www.islamqa.info/a، اطّلع عليه بتاريخ 16-06-2019.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 939، صحيح.
- ↑ "صفة الطواف"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "أنواع الطواف حول الكعبة"، www.islamqa.info/ar، اطّلع عليه بتاريخ 16-06-2019. بتصرّف.