ماء زمزم
ماء زمزم هو أفضل وأطهر ماء على وجه الأرض، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خيرُ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ زمزمَ فيه طعامُ الطُّعمِ وشفاءُ السُّقمِ" [١]، وهو الماء الذي نبعَ تحتَ قدمي نبيِّ الله إسماعيل -عليه السلام- عندما تركه والده وحيدًا مع والدته هاجر في وادٍ غير ذي زرع في مكة المكرمة، ومنذ ذلك اليوم وبئر زمزم يسقي ملايين البشر، فهو شفاء وبركة وخير ويرجى أن يُستجاب به الدعاء، قال -صلى الله عليه وسلم-: "ماء زمزم لما شُرب له" [٢]، وهذا المقال سيتحدث عن كيفية القراءة على ماء زمزم. [٣]
حقيقة ماء زمزم علميًا
قبل معرفة كيفية القراءة على ماء زمزم سيُشار إلى حقيقة ماء زمزم في البحث العلميّ، فماء زمزم هو أقدم ماء وأشهر ماء في الأرض، وقد دخل ماء زمزم المبارك بلدان العالم كلّها بفضل المسلمين المنتشرين في الأرض والذين يأتون إلى الحجّ كلَّ عام، وفضل ماء زمزم كبير أخبرنا عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كثير من الأحاديث، منها أنَّ زمزم لما شرب له وأن شفاء سقم، وأنَّه خير ماء على وجه الأرض، وفي إطار البحث العلمي في حقيقة ماء زمزم فقد تبيَّن أن ماء زمزم قاعدي أو قلوي وذلك بسبب طبيعة الصخور الجرانيتية التي ينبع منها الماء، كما يحتوي على نسبة معتبرة من العديد من العناصر المعدنيّة وهي: الكالسيوم، البوتاسيوم، الزنك، المغنيسيوم، وهذا ما يجعله ذا قيمة غذائية جيدة، بسبب أهمية هذه العناصر في وظائف الجهاز العصبي الحيوية وبناء العضلات، وتعمل على توازن سوائل الجسم، وهذا ما يفسِّرُ قوله -صلى الله عليه وسلم- بأنه طعام طعم، كما أنَّ ارتفاع بعض العناصر مثل الليثيوم والأرسينيك أثار الحديث حول سلامة شرب ماء زمزم وخلوه من المسببات للتسمم المعدني، وقد أجريت بعض الدراسات على حيوانات شربت من ماء زمزم لأسابيع ولم يظهر ذلك أية آثار سميَّة، ولذلك كان لماء زمزم الكثير من الفوائد لجسم الإنسان منها تخليصه من العناصر السامة كما يحدُّ من انتشار السرطان في الجسم وغير ذلك كثير. [٤]
كيفية القراءة على ماء زمزم
لماء زمزم الكثير من الفوائد والمنافع التي ذكرَها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويكفي قوله: "ماء زمزم لِما شُرِبَ له" [٢]، وهذا يعني أنَّ ماء زمزم شفاء لكلِّ داء شُرب له، وقد وردت الكثير من الأحاديث في فضل شرب ماء زمزم والتضلع من ماء زمزم وطريقة شربه والتضلع منه، ففي حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنَّه قال لرجلٍ إذا شربتَ من زمزمَ فاستقبِلِ الكعبةَ واذكرِ اسمَ اللَّهِ، وتنفَّس ثلاثًا وتضلَّع منها، فإذا فرغتَ فاحمَدِ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- فإنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: "آيةُ ما بيننا وبينَ المنافقينَ أنَّهم لا يتضلَّعونَ مِن زَمزَمَ" [٥]، ولكن لم يرِد شيء في القراءة على ماء زمزم خصوصًا إلا أنَّ ما وردَ في القراءة كان على سائر الماء والقراءة على ماء زمزم أولى لما فيه من المنافع والفوائد.
أمَّا كيفية القراءة على ماء زمزم فإنَّها نفس طريقة القراءة على الماء وتكون بأن يقرِّبَ المسلمُ الإناء الذي يحوي الماء إلى فمه ثمَّ يقرأ من كتاب الله تعالى ما تيسَّر ثمَّ ينفثُ على هذا الماء ويشرب منه على نيَّة الشفاء، ويقول ابن القيم: "كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني وذلك في أثناء الطواف وغيره، فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط. جربت ذلك مرارًا عديدة وكنت آخذ قدحًا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مرارًا فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء"، وهذا ما يدلُّ على جواز القراءة على ماء زمزم وعلى كيفية القراءة على ماء زمزم. [٦]
المراجع
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: المنذري، المصدر: الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/200، خلاصة حكم المحدث: رواته ثقات
- ^ أ ب الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: ابن الملقن، المصدر: البدر المنير، الصفحة أو الرقم: 6/302، خلاصة حكم المحدث: مشهور
- ↑ بئر زمزم, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 7-3-2019، بتصرف
- ↑ ماء زمزم في ميزان البحث العلمي, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 7-3-2019، بتصرف
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: ابن الملقن، المصدر: شرح البخاري لابن الملقن، الصفحة أو الرقم: 11/458، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
- ↑ التداوي بالماء المقروء عليه وكيفيته, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 7-3-2019، بتصرف