فن الرسم
إنّ أقدم الفنون التي عرفها الإنسان واستمرت معه إلى هذا العصر هي فن الرسم، فقد مارس الإنسان الأوّل الرسم على هذه الأرض عن طريق النحت على الجدران، وكان لهذا الفن أبعاد إنسانية عديدة؛ كالتعبير عن مكنونات الفرد ومشاعره، ويساعد فن الرسم على تنمية الخيال والتفكير ودقة الملاحظة، والقدرة على الابتكار وتذوّق الجمال، وهو أحد الفنون التشكيلية التي تستعمل أنواع الخطوط والأشكال والمساحات والألوان والضوء والظلال لتسجيل ما يمكن رؤيته في الطبيعة وأيضًا العناصر المجرّدة، والتي تعبّر عن أشياء يفكّر بها الرسّام، والرسم هام جدًا في مرحلة الطفولة ولكن يجهل المربون كيفية تعليم الرسم للأطفال.[١]
أهمية تعليم الرسم للأطفال
لا بدّ أن يدفع المربّون الأطفال لممارسة كافة أشكال الرسم باعتباره شكلًا حيويًا من أشكال التعبير الحرّ عن الذات والمشاعر والأفكار، وأيضًا وسيلة لتنمية الاستعداد العقلي للإبداع، وقبل التطرق لكيفية تعليم الرسم للأطفال، لا بدّ من فهم أهمية تعليمه، ومن أهم النقاط الآتي:[٢]
- إشباع الحس الحركي: يعتمد الأطفال على أنشطة الحس الحركية لإشباع حاجاتهم ولاستطلاع البيئة من حولهم واستكشاف العالم، ويبدو أنّ نشاط الطفل التخطيطي في المرحلة المبكرة يكون بداعي المتعة والاستكشاف، فالفنان الكبير يرسم لكي يحصل على شكل نهائي مرضي، ولكن الطفل يرسم للحصول على خبرة المتعة وإشباع الحس الحركي.
- التنفيس عن المشاعر والانفعالات: يتطور الرسم عن الطفل بعد أن كان مجرد تعبيرًا للحس الحركي إلى التعبير عن الإنفعالات والمشاعر، فإنّ الطفل يواجه صعوبة في التعبير اللفظي عن مشاعره واحتياجاته، ويكون من الأسهل عليه رسم تلك المشاعر تحت سياق التنفيس عنها.
- التعبير عن الذات: من الحاجات الأساسية للإنسان هي أن يعبّر عن ذاته وآراءه وأفكاره، ومن المهم أن يجد وسيلة للقيام بذلك، فيُعدّ التعبير الفني لغة في حدّ ذاتها تُبنى على الخطوط والألوان والمساحات والرموز الشكلية، والتي يمكن فيها فهم أفكار الطفل وآراءه في شتى المواضيع، فلا تقتصر اللغة على مجرد استخدام الأصوات.
كيفية تعليم الرسم للأطفال
إنّ إتقان فن الرسم بالنسبة للأطفال يتمثل بالتدريب وأيضًا جلب أدوات تشد انتباه الطفل مثل الحصول على ألوان من أنواع مختلفة، وأيضًا أقلام رصاص بأشكال لطيفة، ولا يجب الانتظار من الطفل أن يتحسن سريعًا بالرسم بل يجب الصبر عليه ودعمه وتشجيعه، وتكون خطوات كيفية تعليم الرسم للأطفال كالآتي:[٣]
- تعليم الطفل وضعية الجلوس المناسبة عند الرسم، فيجب أن تكون مريحة وأمام طاولة أو أمام لوحة رسم ناعمة وذات إضاءة جيدة من ناحية اليسار، والنصف العلوي من جسد الطفل يجب أن يكون ذو استقامة، وكوع اليد يجب أن يكون مرتكزه على طرف الطاولة،حفاظًا على الصحة الجسمية للطفل.
- التمرين الأول سيكون بالبدء بتعليم الطفل الخطوط الأفقية ثم الخطوط المتوازية ثم الخطوط المتقاربة.
- التمرين الثاني يكون برسم خطوط عمودية قصيرة وطويلة من دون اهتزاز يد الطفل، فمن المتوقع أن تهز يد الطفل كثيرًا ويجب أن يعتاد على عدم هزها وهذا يتطلب تدريبًا.
- ثم البدء بتعليم الطفل رسم الأشكال البسيطة مثل النوافذ والبيوت والسيارات والأشجار التي تشبه المثلثات، ومن المهم تعزيز الطفل بين الحين والآخر، ومن الممكن جلب كتاب للطفل يحمل خطوات لتعليم بعض الأشكال.
- الخطوة التالية تكون بتعليم الطفل الأبعاد أيّ أنّ الشكل البعيد يُرسم بشكل أصغر من الشكل القريب.
- تكون الخطوة النهائية هي طلق العنان للطفل لرسم ما يحلو له من الطبيعة مع إعطائه تغذية راجعة لرسوماته ومناقشته بها.
المراجع
- ↑ "مفهوم الرسم و التقنيات المستعملة فيه"، uobabylon، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
- ↑ د. عبد المطلب القريطي (1995)، مدخل إلى سيكولوجية رسول الأطفال (الطبعة الأولى)، مصر: دار المعارف، صفحة 18،21،26. بتصرّف.
- ↑ د. نايف محمود عتريسي، فن الرسم، بيروت-لبنان: دار الرتب الجامعية ، صفحة 17،18،20. بتصرّف.