الكبائر
الكبائر جميع كبيرة، وهي ما كبر وعظم من الذنوب والمعاصي، ومن أمثلة الكبائر في الإسلام: الإشراك بالله تعالى، وعقوق الوالدين، وتتفاوت الكبائر في درجة الذنب، حيث إنّ أخطرها السبع الموبقات التي سمّيت بذلك لأنّها توبق الإنسان؛ أي تهلكه، وذكر المناوي في فيض القدير أنّ الكبائر ممّا اختُلف فيه إلى عدّة أقوال؛ حيث قيل إنّها كلّ ذنب رتّب الشرع عليه حدّ من حدود الله وارتبط بوعيد من الله، وقيل إنّه كلّ ذنب قُرن بنار أو بلعنة أو بعذاب أو بغضب.[١]
كيفية تكفير الكبائر
إنّ تكفير الكبائر يكون بالتوبة النصوح التي تكفّر جميع الذنوب التي يرتكبها الإنسان حتى الشرك بالله، ودليل ذلك من القرآن الكريم قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا*إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)،[٢] فالآية الكريمة تُشير بشكلٍ واضح إلى أنّ المشرك بالله والقاتل بغير حقّ والزاني يلقون آثام أفعالهم، واستثنى الله -تعالى- منهم من آمن وعمل الصالحات وتاب إلى الله توبة نصوحاً، وشروط التوبة النصوح هي: الإقلاع عن الذنب مع الندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه، وإن كان الذنب متعلّقاً بحقوق العباد فيشترط إرجاع الحقوق إلى اصحابها،[٣] واختلاف العلماء في الذنوب التي تكفّرها الأعمال الصالحة وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوال؛ فذهب فريق إلى أنّ كبائر الذنوب لا تكفّر بمجرد الأعمال الصالحة وإنّما بالإتيان بشروط التوبة من تلك الأعمال كما هو مذهب أكثر أهل العلم، وذهب آخرون إلى أنّ الأعمال الصالحة تكفّر جميع الذنوب سواءً أكانت صغيرة أم كبيرة، وقال بذلك ابن المنذر وابن حزم وجماعة من المتقدمين، وقيل: إنّ الذنوب الكبيرة لا تكفّر إلّا بالحسنات الكبيرة، وذلك ليس بالأمر اللازم المطردّ، حيث ذهب إليه ابن تيمية وابن حجر العسقلاني.[٤]
مصير مرتكب الكبيرة
اتفق الفقهاء على أنّ مرتكب الكبيرة إذا أدركه الموت كان أمره إلى الله، فإن شاء الله عاقبه وإن شاء عفا عنه، وأمّا إن تاب قبل موته وندم واستغفر كان كمَن لا ذنب له، وذلك ما ذهب إليه جماعة المسلمين وما جاءت به الآثار الصحيحة عن السلف.[٤]
المراجع
- ↑ "الكبائر والصغائر ومكفراتها "، www.fatwa.islamweb.net، 2007-7-19، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-22. بتصرّف.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 68-70.
- ↑ "هل التوبة تكفر الكبائر "، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-22. بتصرّف.
- ^ أ ب "الذنوب التي تكفرها الأعمال الصالحة "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-22. بتصرّف.