كيفية توزيع لحم العقيقة

كتابة:
كيفية توزيع لحم العقيقة

القول الأول

ما حكم توزيع لحم العقيقة عند المالكية؟

ذهب بعض العلماء إلى أنّ الجمع بين أكل لحم العقيقة من قِبل صاحبها وإطعامها إلى الغير كالأقارب والتّصدُّق بها، مستحبٌّ في الشريعة الإسلامية بدون تقدير أو تقسيم معيّن، وهذا القول عند المالكيّة، حيث إنّ الجمع عنده مستحبّ، ممّا يعني أنّ التقسيم جاء على الإطلاق بدون قدر محدّد، ودليلهم على ذلك قوله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}،[١] واستدلُّوا أيضًا بقوله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ}،[٢] ووجه الدّلالة في هذه الآيات الكريمة، أنّه لا يوجد تقدير حدّده الشارع لتقسيم ذبيحة العقيقة، فالآيات ذكرت الحكم بصورة مطلقة.[٣]


إنّ حكم توزيع العقيقة عند المالكية مستحب، أيْ يجوز لذابح العقيقة أن يأكل منها ويطعم أهله ويتصدّق بجزء منها دون قدر محدّد.


القول الثاني

ما هي كيفية تقسيم لحم العقيقة عند الحنابلة والحنفية؟

ذهب بعض العلماء إلى أنّ حكم تقسيم لحم العقيقة مستحبّ بشرط أن يكون إلى أثلاث، أي ثلث لإطعام نفسه وأهله وثلث لإهداء الأصدقاء والثلث الأخير يكون صدقة للفقراء والمساكين، وهذا القول عند الحنفية والحنابلة، ودليلهم قوله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ}،[٢] ووجه الدلالة في هذه الآية الكريمة هو القياس، وهو قياس توزيع لحم العقيقة على توزيع الهدي، فمن المعلوم أنّ توزيع الهدي يُقسّم إلى ثلاثة أقسام وكذلك العقيقة.[٣]


إنّ كيفيّة تقسيم العقيقة عند الحنابلة والحنفية كتقسيمها عند المالكيّة، إلا أنّ الحنفية والحنابلة كان شرطهم تقسيمها إلى ثلاثة أثلاث.


القول الثالث

ما هي الأصناف التي تُقسّم إليها العقيقة عن الإمام الشافعي؟

إنّ لحم العقيقة يجب أن يُقسّم إلي نصفيْن لا ثالث لهما، ويكون النصف الأول للصدقة والنصف الآخر لصاحب العقيقة، حيث ذهب إلى هذا القول الإمام الشافعي، والدليل على ذلك قوله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}،[١] ووجه الدلالة في هذه الآية الكريمة هو قياس تقسيم لحم العقيقة على الهدي، فالواضح في هذه الآية أنّ الهدي يُقسم إلى صنفين.[٣]


يُقسّم لحم العقيقة عند الشافعي على صنفيْن وهما: الفقير وصاحب العقيقة، قياسًا على الهدي.


هل يجب توزيع لحم العقيقة نيئًا أم مطبوخًا؟

ذهب الجمهور من المالكية والحنفية والحنابلة إلى جواز توزيع لحم العقيقة نيئًا أو مطبوخًا مع كراهة إرساله نيئًا، سواء كان ذلك للفقراء والمحتاجين أم هدية للأهل والأصدقاء.[٤]


إنّ إرسال لحم العقيقة نيئًا أم مطبوخًا ليس فيه من الوجوب شيئًا، ولكن من باب أولى إرساله مطبوخًا لكراهة إرساله نيئًا، وهذا ما ذهب إليه الجمهور.


هل يجوز أن أقيم وليمة للناس بدلًا من توزيعها عليهم؟

ذهب بعض الفقهاء كالمالكيّة إلى أنّ إقامة الوليمة بدلًا من توزيعها مكروه؛ والسبب لأنَّ الوليمة قد تكون مدعاة للمفاخرة والمباهاة، بينما ذهب الشافعية والحنابلة إلى جواز إقامة الوليمة على لحم العقيقة، بشرط أن لا تؤدِّي إلى المفاخرة، مع أولويّة توزيعها على الفقراء.[٥]


يجوز عند جمهور الفقهاء إقامة الوليمة بدلًا من توزيعها على النّاس بشرط أن لا تؤدي إلى العجب والمفاخرة.


كما يمكنك التعرّف على شروط العقيقة بالاطلاع على هذا المقال: ما هي شروط العقيقة


هل يجوز أكل العقيقة كاملة وعدم التصدّق منها بشيء؟

يجوز أكل العقيقة كاملة وعدم التصدق بها عند من يقول أنّ التقسيم مستحبّ؛ كقول المالكيّة، حيث إنّ الأدلة التي استدلّوا بها عامّة، حيث لم تحدّد مقدارًا أو فئة، وأمّا عند من يقول وجوب تقسيمها كالشافعيّة، فلا يجوز أكلها كاملة، وقد تم بيان ذلك سابقًا.[٣]


يجوز أكل العقيقة كاملة عند من لا يرى وجوب تقسيمها.


ما الأفضل: العقيقة أم التصدّق بأعلى من ثمنها؟

إنّ إحياء السّنة النبوية مطلوب في الشريعة الإسلاميّة، ولهذا ورد عن العلماء أنّ العقيقة أفضل من التصدق بثمنها ولو زاد عن ثمن العقيقة، حيث لم يرد عن أحد أنّه تصدّق بثمن العقيقة بدلًا من عينها.[٦]


الأفضل للعبد المسلم أن يتصدّق بالعقيقة ذاتها لا بثمنها، إحياءً للسّنّة النّبويّة.


ويمكنك قراءة المزيد حول حكم ذبج العقيقة بالاطلاع على هذا المقال: حكم العقيقةعن المولود

المراجع

  1. ^ أ ب سورة الحج، آية:28
  2. ^ أ ب سورة الحج، آية:36
  3. ^ أ ب ت ث أسماء بنت محمد آل طالب (2012)، أحكام المولود في الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، الرياض:الصميعي، صفحة 575-578. بتصرّف.
  4. محمد بن أحمد الخطيب الشربيني، الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع، بيروت:الفكر، صفحة 595، جزء 2. بتصرّف.
  5. د.وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة 4)، سوريا:الفكر، صفحة 749، جزء 4. بتصرّف.
  6. حسام الدين عفانة، أحكام العقيقة، صفحة 38. بتصرّف.
4458 مشاهدة
للأعلى للسفل
×