كيفية صلاة تحية المسجد

كتابة:
كيفية صلاة تحية المسجد

كيفية صلاة تحية المسجد

المساجد من الأماكن التي لها حرمة، ولدخولها آدابٌ يُستحبّ الإتيان بها، ومن هذه الآداب تحية المسجد، وهي بمثابة السلام، فكما يلقي المسلم السلام على الآخرين يُصلّي تحية المسجد تكريماً وإجلالاً لبيت الله -تبارك وتعالى-، وسيتمّ فيما يأتي بيان كيفية صلاة تحية المسجد:[١]

  • أن يكون المسلم على طهارة؛ أي أن يكون متوضِّئاً قبل الدخول إلى المسجد.
  • ينوي أداء ركعتي تحية المسجد خالصةً لوجه الله -تعالى-.
  • يؤدي تحية المسجد بصلاة ركعتين قبل الجلوس، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ).[٢]
  • يُجزئ عن تحية المسجد صلاة النافلة؛ أي يستطيع المسلم أن ينوي أداء أي نافلة -باستثناء صلاة الجنازة-، مثل السنة الراتبة قبل الصلاة، وحينها تُجزئ هذه النافلة عن تحية المسجد.[٣]
  • يكون أداء هذه الركعتين بنفس طريقة أداء ركعتيّ سنّة الفجر من حيث تكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة وما تيسّر من القرآن، والركوع، والسجود، والتشهد، والتسليم.[٤]

أمور متعلقة بكيفية تحية المسجد

هناك عدّة أمور أخرى متعلّقة بأداء ركعتي تحية المسجد؛ كعدد ركعاتها، وشروط ندبها، بالإضافة إلى كيفية أداء تحية مسجد بيت الله الحرام، ونوضّح هذه الأمور فيما يأتي:

عدد ركعات تحية المسجد

تعدّدت آراء الفقهاء في عدد ركعات صلاة تحية المسجد، وفيما يأتي ذكر أقوالهم:[٥]

  • الحنفية

صلاة تحية المسجد ركعتان، والأفضل أن تؤدّى أربع ركعات، ولا يجوز الزيادة عليها بنيّة تحية المسجد.

  • المالكية

صلاة تحية المسجد ركعتان فقط.

  • الشافعية والحنابلة

يُستحبّ أداء صلاة ركعتين لتحية المسجد، وللمصلّي أن يزيد عليهم ما شاء.

كيفية تحية المسجد الحرام

هناك تفصيل في كيفية أداء صلاة تحية المسجد بين القادم إلى مكّة وبين المكّي، وتوضيح ذلك فيما يأتي:

  • تحية المسجد للقادم إلى مكة

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ تحية بيت الله الحرام هي الطواف للقادم إلى مكة، سواءً جاء للعمرة أو الحج أو التجارة أو غيره، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (أَوَّلَ شيءٍ بَدَأَ به حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ أنَّهُ تَوَضَّأَ، ثُمَّ طَافَ بالبَيْتِ)،[٦] إلا إذا دخل ولا يريد الطواف لعذرٍ فحينها يُصلّي ركعتين.

  • تحية المسجد للمكّي

ذهب الفقهاء إلى أنّ المكّي الذي لم يؤمر بالطواف بل دخل للصلاة أو العلم أو تلاوة القرآن فيُصلّي تحية بيت الله الحرام كتحية المساجد ركعتين.

شروط ندب تحية المسجد

ذكر الفقهاء عدّة شروط متعلقة بندب تحية المسجد، وتوضيح ذلك فيما يأتي:[٥]

  • الوضوء

اشترط جمهور الفقهاء لأداء تحية المسجد أن يدخله المسلم على وضوء وطهارة، وذهب الشافعية إلى جواز أدائها إذا دخل المسلم وتوضّأ في المسجد بوقتٍ يسير.

  • ألا يوافق دخول المسجد وقت الصلاة

إذا أُقيمت صلاة الجماعة فتحية المسجد غير مطلوبة من المسلم، وكذلك إذا قام الإمام لخطبة الجمعة أو العيدين أو غيرهما، وذهب الشافعية والحنابلة إلى جواز صلاة ركعتين خفيفتين قبل الجلوس لسماع الخطبة.

  • ألا توافق أوقات النهي

إذا وافق دخول المسجد أوقات الكراهة والنهي عن الصلاة فلا يؤدّيها المسلم؛ كوقت شروق الشمس، وما بعد صلاة العصر، ويرى الشافعية وبعض أهل العلم جواز أدائها في أوقات الكراهة لأنّها من ذوات الأسباب، وسببها دخول المسجد.[٧]

  • قصد المكث في المسجد

اشترط المالكية لأدائها أن يكون قصد المسلم البقاء في المسجد لا مجرّد المرور فقط، أما جمهور الفقهاء فلا يشترطون ذلك.

المراجع

  1. كوكب عبيد (1986)، فقه العبادات على المذهب المالكي (الطبعة 1)، دمشق :مطبعة الإنشاء، صفحة 197. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1163، حديث صحيح.
  3. أسامة سليمان، كتاب التعليق على العدة شرح العمدة، صفحة 3. بتصرّف.
  4. التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 451- 464، جزء 2. بتصرّف.
  5. ^ أ ب عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 302-303، جزء 1. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1235، صحيح.
  7. عطية سالم، شرح بلوغ المرام لعطية سالم، صفحة 8، جزء 42. بتصرّف.
5987 مشاهدة
للأعلى للسفل
×