محتويات
- ١ كيفية جمع التأخير لصلاة الظهر والعصر
- ٢ كيفية جمع التأخير لصلاة المغرب والعشاء
- ٣ ما عدد ركعات جمع التقديم والتأخير؟
- ٤ هل يجب الترتيب في جمع التأخير؟
- ٥ هل يجوز القصر للمسافر في جمع التأخير؟
- ٦ متى يمكن للمسلم جمع صلواته جمع تأخير؟
- ٧ هل يجوز جمع الصلاة بدون عذر؟
- ٨ هل تشترط النية في الجمع بين الصلاتين؟
كيفية جمع التأخير لصلاة الظهر والعصر
لقد رخَّص الله -عز وجل- للمسلمين أن يؤدوا صلواتهم في أوقات استثنائية وشروط محددة في غير الأوقات المفروضة فيها، على صورة تقديم أو تأخير في أدائها عن وقتها الأصلي،[١] فيمكن للمسلم أن يصلي جمع التأخير لصلاة الظهر والعصر ويكون ذلك بأن يصلي الظهر والعصر في وقت العصر، فلو كان المسلم في حال يجوز له فيها الجمع، وأراد أن يجمع بين صلاة الظهر والعصر جمع تأخير، فعليه أن ينوي في وقت الظهر أن يؤخر صلاة الظهر لوقت العصر، ثم إذا دخل وقت العصر وأذن له، شرع المصلي بالإقامة لصلاة للظهر، ثم يصلي الظهر أربع ركعات إذا كان متمًا، أو ركعتين إذا كان مسافرًا.[٢]
ثم بعد تسليمه من الظهر يقيم للصلاة مرة أخرى ثم يؤدي صلاة العصر أربع ركعات إذا كان متمًا أو ركعتين إذا كان مسافرًا، وقد روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: "كان إذا ارتحل قبل أن تزيغَ الشَّمسُ ، أخَّر الظُّهرَ إلى وقتِ العصرِ ، ثمَّ نزل فجمع بينهما ، فإن زاغت الشَّمسُ قبل أن يرتحِلَ ، صلَّى الظُّهرَ والعصرَ ثمَّ ركِب".[٣][٢]
كيفية جمع التأخير لصلاة المغرب والعشاء
وكما هو الحال في جمع الظهر والعصر، يجوز للمصلي أن يصلي المغرب والعشاء بعد دخول وقت العشاء، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه صلَّى جمع التأخير، فقد جَمع في حَجَّةِ الوداعِ صلاتي المَغْرِبَ والعِشَاءَ في المُزْدَلِفَةِ.[٤]
فلو كان المسلم في حال يجوز له فيها الجمع، وأراد أن يجمع بين المغرب والعشاء جمع تأخير، فعليه أن ينوي في وقت المغرب أن يؤخِّر صلاة المغرب لوقت العشاء، ثم إذا دخل وقت العشاء، شرع المصلي بعد أذان العشاء بالإقامة، ثم يؤدي صلاة المغرب ثلاث ركعات تامةً؛ لأنه لا يجوز قصر الثلاث، ثم بعد تسليمه من المغرب يقيم للصلاة مرة أخرى، ثم يؤدي صلاة العشاء أربع ركعات إذا كان متمًا أو ركعتين إذا كان مسافرًا.[٢]
ما عدد ركعات جمع التقديم والتأخير؟
إن جمع الصلاة سواء تقديمًا أو تأخيرًا لا يؤثر على عدد ركعات الصلوات المجموعة، فتبقى كما هي في مواقيتها العادية، فصلاة الظهر والعصر والعشاء أربع ركعات، وصلاة المغرب ثلاث ركعات. ولكن الذي يؤثر على عدد الركعات هو القصر الذي يختلف عن الجمع، ومحل رخصة القصر هو السفر، لما في قوله عز وجل: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ}،[٥] ومعنى ضربتم في الأرض أي سافرتم،[٦] فإذا كان جمع الصلاة واقعًا أثناء السفر، فإن الصلاة تقصر لعلَّة السفر، لا لعلة الجمع، فتصير الصلاة الرباعية ركعتين، وأما المغرب فلا تقصر وتبقى ثلاث ركعات كما هي.[٧]
هل يجب الترتيب في جمع التأخير؟
يقصد بذلك أن تؤدى الصلوات المجموعة حسب ترتيبها الزمني، فتصلى الظهر قبل العصر، والمغرب قبل العشاء، وهذا الترتيب قد قال بوجوبه جمهور العلماء، سواءً كان هذا الجمع جمع تقديم أم جمع تأخير،[٨] فيما ذهب الشافعية إلى أن الترتيب ليس شرطًا في جمع التأخير، وأنه سنة مستحبة فقط، وإنما هو شرط واجب في جمع التقديم حصرًا.[٩]
هل يجوز القصر للمسافر في جمع التأخير؟
يتفق الفقهاء القائلون بمشروعية جمع الصلوات في السفر على أن المسافر له أيضًا أن يقصر هذه الصلوات، وهؤلاء الفقهاء هم جماهير الشافعية والمالكية والحنابلة، ولا فرق عندهم بين القصر في جمع التقديم أو جمع التأخير.[١٠] وقد استند هؤلاء الفقهاء إلى الكثير من الأدلة من القرآن الكريم قول الله عز وجل: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ}،[١١] وإلى الكثير من الأحاديث النبوية التي تثبتُ ذلك.[١٠]
فمن الأدلة من السنة ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنَّه قال: "صَحِبْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَكانَ لا يَزِيدُ في السَّفَرِ علَى رَكْعَتَيْنِ، وأَبَا بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ كَذلكَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ".[١٢][١٠]
متى يمكن للمسلم جمع صلواته جمع تأخير؟
يرى الكثير من الفقهاء أن الأعذار المبيحة لجمع الصلاة متعددة ولا تنحصر بصورة واحدة، بل إنَّ كل عذر يترتب عليه مشقة يكون سببًا لجمع الصلاة، وذلك لما رواه مسلم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنه، أنَّه قال: جمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ الظُّهرِ والعَصرِ، وبينَ المغربِ والعِشاءِ بالمدينةِ، من غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ، قالَ: فقيلَ لابنِ عبَّاسٍ: ما أرادَ بذلِكَ؟ قالَ: أرادَ أن لا يُحْرِجَ أمَّتَهُ،[١٣] وفيما يأتي هذه الأعذار:[١٤]
السفر
ذهب جمهور العلماء من الشافعية والمالكية والحنابلة إلى جواز جمع التأخير للمسافر سفرًا مباحًا؛ وذلك لأن السفر مدعاة لحصول المشقة، وفقًا للقاعدة الفقهية: المشقة تجلب التيسير، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجْمَعُ بيْنَ صَلَاةِ الظُّهْرِ والعَصْرِ، إذَا كانَ علَى ظَهْرِ سَيْرٍ ويَجْمَعُ بيْنَ المَغْرِبِ والعِشَاءِ.[١٥] ولكن الفقهاء مع ذلك مختلفون في بعض التفصيلات كمسافة القصر، ومتى تبدأ الرخصة؟ وهل يجوز الجمع في السفر في جمع التقديم أيضًا؟[١]
المرض
اختلف الفقهاء في جواز الجمع للمرض، فذهب المالكية والحنابلة وبعض فقهاء الشافعية إلى جواز الجمع للمرض قياسًا على السفر، بجامع وجود المشقة، إلا أن المالكية قصروا الجمع بسبب المرض على جمع التقديم فقط، وذهب الحنفية وأكثر الشافعية إلى عدم الجمع بسبب المرض، وذلك لأنَّه لم يُنقل على النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه جمع للمرض مع أن حالات المرض قد تعدَّدت في زمن النبوة.[١٦]
المطر
يرى جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنابلة أنَّ المطر عذر من أعذار جمع الصلاة؛ لما في المطر من مشقَّة على الناس، إلا أنهم مختلفون في بعض التفاصيل، كمقدار المطر الذي تجمع الصلاة بسببه، وما هي الصلوات التي يصح جمعها؟ فالحنابلة على سبيل المثال: يقصرون الجمع للمطر على الجمع بين المغرب والعشاء لا غير. كما توسع بعض الفقهاء فألحقوا بالمطر، الثلج، والطين، والريح الشديدة.[١٧]
أعذار أخرى
ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يجوز الجمع للحاجة والمشقة مطلقًا دون استثناءات، على أن لا يتخذ ذلك عادةً ويؤدي إلى تساهل من الناس في الصلاة، وذلك لأن الأعذار المرتبطة بالمشقة لا تنقطع صورها، فالطبيب الجراح في غرفة العمليات قد يستغرق ساعات طويلة في عملية واحدة، وكذلك المجاهدون أثناء القيام بعمليات حربية خاصة قد يشق عليهم أحيانًا أداء الصلوات على وقتها.[١٨]
وبالتالي فإن الجمع والقصر من الرخص التي تفضَّل الله بها على عباده، وقد حثّ الله عباده على الانتفاع بها، كما في الحديث: "إنَّ اللهَ يُحِبُّ أنْ تؤتى رُخصُه كما يُحِبُّ أنْ تؤتى عزائمُه"،[١٩] وهذا الحديث ينطبق على الرخص الثابته بالاتفاق، كقصر الصلاة فإن مشروعيتها متفق عليها، ولذلك فإن القصر في السفر أفضل من الإتمام، بخلاف الجمع فإنه مختلف في مشروعيته، ومع أنه مباح على الراجح، إلا إن عدم الجمع أفضل خروجًا من الخلاف.[٢٠]
وأما في صفة قضاء الفوائت في السفر والحضر، فقد ذهب الحنفيَّة والمالكية إلى أنَّ الصلاة الفائتة تقضى على الصفة التي كانت عليها عند فواتها، فيقضي المسافر في السفر ما فاته في الحضر من الفرض الرباعي أربعًا، ويقضي المقيم في الإقامة ما فاته في السفر منها ركعتين، وعند الشافعية والحنابلة أقوال متعددة في المذهبين، والأحوط فيها عندهم الإتمام، بحيث تقضى الرباعية أربعًا والمقصورة كذلك أربعًا.[٢١]
هل يجوز جمع الصلاة بدون عذر؟
لا يجوز الجمع بين الصلوات بغير عذر، لقول الله تعالى: {فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}،[٢٢] ولأن االشرع وقّت الصلوات وجعل لكل صلاة وقتا محددًا، فتقديم الصلاة عن وقتها أو تأخيرها عنه بغير عذر شرعي من تعدي حدود الله عز وجل،[٢٣] بل ذهب بعض العلماء إلى أنَّ من فعل ذلك فقد وقع في كبيرة من الكبائر.[٢٤]
هل تشترط النية في الجمع بين الصلاتين؟
يرى بعض العلماء أنَّ النيَّة شرط في الجمع ويرى آخرون أنَّها ليست شرطًا، وقد لخَّص ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية بقولِه: اختلفوا في الجمع والقصر هل يشترط له نية؟ فالجمهور لا يشترطون النيَّة كمالك وأبي حنيفة وهو أحد القولين في مذهب أحمد، والثاني: تشترط. كقول الشافعي وكثير من أصحاب أحمد كالخرقي وغيره والأول أظهر ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه.[٢٥]
المراجع
- ^ أ ب عبد الله البسام، تيسير العزيز العلام، صفحة 230. بتصرّف.
- ^ أ ب ت مجموعة مؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 11 - 11542. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1061، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن أبو أيوب، الصفحة أو الرقم:1674، حديث صحيح.
- ↑ سورة النساء، آية:101
- ↑ الصابوني، مختصر تفسير ابن كثير، صفحة 1 - 428. بتصرّف.
- ↑ وهبه الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2 - 1338. بتصرّف.
- ↑ البهوتي، كشاف القناع عن متن الإقناع، صفحة 2 - 8. بتصرّف.
- ↑ تقي الدين الحصني، كفاية الأخيار، صفحة 139. بتصرّف.
- ^ أ ب ت مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 27 - 273. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:101
- ↑ رواه البخاري ومسلم، في الصحيحان، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1102، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في الصحيح، عن ابن عباس، الصفحة أو الرقم:705، حديث صحيح.
- ↑ محمد المختار الشنقيطي، شرح زاد المستقنع، صفحة 57 - 5. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في الصحيح، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1107، حديث صحيح.
- ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 15 - 288. بتصرّف.
- ↑ محمد المختار الشنقيطي، شرح زاد المستقنع، صفحة 67 - 7. بتصرّف.
- ↑ ابن تيمية، مجموع الفتاوى، صفحة 24 - 28. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:354، صححه الألباني في الإرواء.
- ↑ ابن تيمية، مجموع الفتاوى، صفحة 2 - 343. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 34 - 29. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:103
- ↑ محمد المسند، فتاوى إسلامية، صفحة 1 - 302. بتصرّف.
- ↑ ابن تيمية، مجموع الفتاوى، صفحة 22 - 53. بتصرّف.
- ↑ ابن تيمية، مجموع الفتاوى، صفحة 24 - 16. بتصرّف.