كيفية صلاة عيد الأضحى

كتابة:
كيفية صلاة عيد الأضحى

كيف تؤدى صلاة عيد الأضحى؟

صلاة العيد من الصَّلوات التي شُرع أداؤها للمسلمين في عيديهما، وهي شعيرةٌ جليلةٌ؛ لما فيها من خيرٍ كثيرٍ وأجرٍ عظيمٍ وبركةٍ وطهرٍ، فكيف تُؤدَّى صلاة العيد؟ وما هو وقتها؟ وما هي شروطها؟ وهل يمكن أداء الصَّلاة في المنزل؟ كلُّ هذه التَّساؤلات سيجاب عنها آتيًا.

تتّفق صلاة عيد الأضحى في كيفيَّتها مع صلاة عيد الفطر، وأمّا كيفيّتها؛ فيجتمع الناس مؤتمّين بإمامٍ، يصلي بهم ركعتين، يكبِّر في الرَّكعة الأولى سبع تكبيراتٍ من غير تكبيرة الإحرام، ثمَّ يقرأ سورة الفاتحة، ويستحب أن يقرأ بعدها سورة (ق) أو سورة (الأعلى) في أوَّل ركعةٍ، ثمَّ يقوم إلى الرَّكعة الثَّانية مُكبراً، وبعد قيامه يُكبِّر خمس تكبيراتٍ، ثمَّ يقرأ سورة (الفاتحة) وبعدها سورة (الغاشية) أو سورة (القمر).[١]

وهذا ما جاء عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ فقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّه: (كانَ رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شَيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلُوسٌ علَى صُفُوفِهِمْ، فَيَعِظُهُمْ، ويُوصِيهِمْ، ويَأْمُرُهُمْ، فإنْ كانَ يُرِيدُ أنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أوْ يَأْمُرَ بشيءٍ أمَرَ به، ثُمَّ يَنْصَرِفُ).[٢]

تفصيلات صلاة عيد الأضحى عند المذاهب الأربعة

فيما يأتي ذكرٌ لتفصيلات صلاة العيد في المذاهب الأربعة:[٣]

  • الحنفية: في حال كان المصلِّي مُقتدياً بالإمام ينوي متابعته، ثمَّ يُكبِّر التَّحريم ويضع يديه تحت سرَّته، ثمَّ يُكبِّر الإمام ثلاث تكبيراتٍ، ويسكت بعد كلِّ تكبيرةٍ بمقدار ثلاث تكبيراتٍ، ويُسنُّ أن يرفع يديه عند كلِّ تكبيرةٍ، ثمَّ يقرأ جهراً سورة الفاتحة ويُندب بعدها سورة الأعلى، وفي الرَّكعة الثَّانية يقرأ الإمام سورة الفاتحة ويُندب بعدها سورة الغاشية، وبعدها يُكبِّر الإمام ثلاث تكبيراتٍ سوى تكبيرة الرُّكوع، ويُسنُّ أن يرفع يديه عند كلِّ تكبيرةٍ.
  • المالكيَّة: يُسنُّ في الرَّكعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام ستَّ تكبيراتٍ قبل القراءة ويُندب قراءة سورة الأعلى بعد الفات وفي الرَّكعة الثَّانية خمس تكبيراتٍ بعد تكبيرة القيام، ويُندب قراءة سورة الشَّمس بعد الفاتحة، ويُكره رفع اليدين في التكبيرات الزَّائدة، ويُندب رفعها عند تكبيرة الإحرام كغيرها من الصَّلوات، ويُندب الفصل بين التكبيرات لعدِّها، ويُكره أن يقول شيئاً من تسبيح أو تهليل عند الفصل بين التكبيرات في السكوت.
  • الشَّافعيَّة: صلاة العيد ركعتان كغيرها من النَّوافل، ويزيد عليها ندباً في الرَّكعة الأولى سبع تكبيراتٍ بعد تكبيرة الإحرام قبل القراءة والتعوُّذ، ويُسنُّ أن يفصل بين كلِّ تكبيرتين بمقدار آيةٍ، ويُستحبُّ القول في هذا الفصل سرّاً: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، ويقرأ فيها سورة الفاتحة وبعدها سورة ق أو الأعلى، وفي الرَّكعة الثَّانية -بعد تكبيرة القيام- يزيد خمس تكبيراتٍ، ويقرأ بعد الفاتحة سورة القمر أو الإخلاص، ويُسنُّ رفع اليدين حذو المنكبين بعد كلِّ تكبيرةٍ في الرَّكعتين.
  • الحنابلة: ينوي المُصلِّي صلاة ركعتين فرضاً كفائيًا، ثمَّ يُندب له قراءة دعاء الاستفتاح، ثمَّ يكبِّر ستَّ تكبيراتٍ، يرفع يديه مع كلِّ تكبيرةٍ، ويندب أن يقول بين كلِّ تكبيرتين: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا، وصلَّ الله على النبيِّ وآله وسلم تسليماً كثيراً"، ثمَّ يُبسمل ويقرأ سورة الفاتحة وبعدها سورة الأعلى، وفي الرَّكعة الثَّانية يُكبِّر خمس تكبيراتٍ غير تكبيرة القيام، ثمَّ يُبسمل ويقرأ سورة الفاتحة وبعدها سورة الغاشية.

هل يمكن أداء صلاة عيد الأضحى في المنزل؟

شرع الله صلاة العيد لِتُصلَّى جماعةً في المُصلَّى، لكن إن لم يستطع المسلم أن يصلّي صلاة العيد في جماعةٍ؛ لعذرٍ أو مرضٍ فلا شيء عليه، ويُشرع له صلاتها في المنزل على قول الجمهور، بينما ذهب الحنفية إلى القول بعدم جواز ذلك، وبذلك فإنَّ من فاتته صلاة العيد وأراد أن يقضيها استحب له ذلك، ويصلّيها على صفتها لكن دون خطبة بعدها، وبهذا قال مالك، والشافعي، وأحمد، والنخعي وغيرهم من أهل العلم.[٤]

ما هي شروط إقامة صلاة عيد الأضحى؟

هناك عدّة شروطٍ لإقامة صلاة العيد ينبغي للمسلم معرفتها، وهي كما يأتي:[٥]

  • الاستيطان: ويقصد به الإقامة في بلدٍ معيَّنٍ؛ فصلاة العيد لا تصحُّ من المسافر؛ لأنَّه غير مستوطنٍ، ودلَّ على ذلك أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- في حجَّة الوداع أدركه عيد الأضحى على سفرٍ ولم يصلّها.
  • العدد: وهي في ذلك مثل يوم الجمعة؛ إذ تصحُّ صلاة العيد بثلاثة مصلِّين كما تصحُّ صلاة الجمعة بذلك، ولم يثبت عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- على تعيين أربعين أو اثني عشر مصلِّياً، فلو صلَّى ثلاثةٌ ممَّن توفرت فيهم باقي الشُّروط فصلاتهم مُعتبرةٌ.

ما هو وقت صلاة عيد الأضحى؟

بيَّن الله -تعالى- من خلال نبيِّه -صلى الله عليه وسلم- أنَّ لصلاة العيد وقتًا كسائر الصَّلوات، وتجب الإشارة إلى أنَّ وقت صلاة العيد يكون بعد أن ترتفع الشَّمس قدر رمحٍ؛ أي عند زوال حمرة الشَّمس؛ لأنَّ ما قبل طلوع الشمس قيد رمح وقتٌ منهيٌّ عن الصَّلاة فيه، لما رواه ابن عمر عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلَاةَ حتَّى تَبْرُزَ، وإذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلَاةَ حتَّى تَغِيبَ، ولَا تَحَيَّنُوا بصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ ولَا غُرُوبَهَا؛ فإنَّهَا تَطْلُعُ بيْنَ قَرْنَيْ شَيطَانٍ)،[٦] وينتهي وقتها عند زوال الشَّمس، وهو مذهب جمهور العلماء من الحنفيَّة، والمالكيَّة، والحنابلة، ووجهٌ عند الشَّافعيَّة.[٧]

وقد جاء في صحيح الإمام البخاري عن أبي سعيدٍ الخدري -رضي الله عنه- أنَّه قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلُوسٌ علَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ، ويُوصِيهِمْ، ويَأْمُرُهُمْ، فإنْ كانَ يُرِيدُ أنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أوْ يَأْمُرَ بشيءٍ أمَرَ به، ثُمَّ يَنْصَرِفُ)،[٨] وقال الإمام ابن قدامة -رحمه الله-: "ويُسن تقديم صلاة الأضحى؛ ليتسع وقت التضحية".[٩]

ما حكم أداء صلاة عيد الأضحى؟

بعد الحديث عن كيفيَّة الصلاة وشروطها ووقتها، لا بدَّ من الحديث عن حكم صلاة العيدين، وقد تنوَّعت آراء أهل العلم في حكم صلاة العيد في الإسلام، بين من يرى كونها سنَّةً مؤكَّدةً وبين قائلٍ بأنّها فرضٌ على كلِّ مسلمٍ، وكانت آراء أهل العلم في حكم أداء صلاة عيد الأضحى على النحو الآتي:[١٠]

  • الحنفيَّة: صلاة العيدين واجبةٌ في الأصح على من تجب عليه الجمعة بشرائطها، سواءً أكانت شرائط وجوبٍ أم شرائط صحَّةٍ، إلَّا أنَّه يُستثنى من شرائط الصحَّة الخطبة وعدد الجماعة، ومن تركها يكون آثماً إذا تركها من غير عذرٍ، وأيَّده شيخ الإسلام ابن تيمية والشَّوكاني أيضاً، وقد استدلَّ أصحاب هذا القول بقول الله -تعالى- في سورة الكوثر: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،[١١] واعتبروا المراد بالصلاة في الآية صلاة العيد.
  • المالكيَّة: سنَّة عينٍ مؤكَّدةٌ تلي الوتر في التَّأكد، يُخاطب بها كلُّ من تلزمه الجمعة، بشرطِ وقوعها جماعةً مع الإمام، وتندب لمن فاتته معه.
  • الشَّافعيَّة: سنَّةٌ عينٍ مؤكَّدةٌ لكلِّ من يُؤمر بالصَّلاة، وتُسنُّ جماعةً لغير الحاجِّ.
  • الحنابلة: صلاة العيد فرض كفايةٍ على كلِّ من تلزمه صلاة الجمعة، فلا تُقام إلَّا حيث تقام الجمعة ما عدا خطبة العيد فإنَّها سنَّةٌ في العيد بخلافها في الجمعة إذ تكون فيها شرطاً، وقد تكون صلاة العيد سنَّةً، وذلك فيمن فاتته الصَّلاة مع الإمام؛ إذ يسنُّ له عندها أن يُصليها على صفتها في أيِّ وقتٍ شاء.

المراجع

  1. "كيفية صلاة العيدين"، إسلام ويب ، 12\12\1999، اطّلع عليه بتاريخ 12\7\2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:956، صحيح.
  3. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 316-314. بتصرّف.
  4. محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 2050. بتصرّف.
  5. محمد المختار الشنقيطي، كتاب شرح زاد المستقنع للشنقيطي، صفحة 11. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 3272، صحيح.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة . بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:956، صحيح.
  9. سعيد بن وهف القحطاني ، كتاب صلاة المؤمن، صفحة 909.
  10. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 313. بتصرّف.
  11. سورة الكوثر، آية:2
5614 مشاهدة
للأعلى للسفل
×