كيفية صناعة الرسوم المتحركة

كتابة:
كيفية صناعة الرسوم المتحركة


الرسوم المتحركة

تُعرف الرسوم المتحرّكة (بالإنجليزيّة:Animation) بأنّها عملية صنع وهم الحركة، عن طريق العرض السريع لتسلسل معيّن من الصور أو الرسمات، ثنائيّة أو ثلاثيّة الأبعاد، والتي تختلف عن بعضها اختلافاً بسيطاً ثمّ يزداد تدريجيّاً، وعادةً ما يُضاف لها بعض الأصوات، والمؤثّرات الصوتيّة، والموسيقى الخلفيّة. وتُستخدم الرسوم المتحرّكة في وسائل الإعلام فهي تمتلك قوّة التأثير والتسويق، كما تُستخدم لصناعة الأفلام الترفيهيّة، وفي برامج المحاكاة التدريبيّة، وفي التجارب العلميّة التي تحتاج لتجربة قبل تنفيذها. ويتمّ صناعة الرسوم المتحرّكة من قبل فنّانين مختصّين، وأشخاص لديهم خبرة في استخدام التقنيات الحديثة لصناعتها، كالكاميرا الرقميّة، وأجهزة الكومبيوتر، وغيرها.[١][٢]

صناعة الرسوم المتحركة

تمرّ عملية صنع الرسوم المتحركة بثلاث مراحل رئيسيّة: مرحلة ما قبل الإنتاج، مرحلة الإنتاج، ومرحلة ما بعد الإنتاج. وكل مرحلة لها مجموعة من الخطوات التي قد تختلف حسب الغرض المقصود من الرسوم المتحرّكة.[١]


مرحلة ما قبل الإنتاج

تكون مرحلة ما قبل الإنتاج أكثر اعتماداً على العصف الذهنيّ، والتخطيط للرسوم المتحركة المراد عملها، وهي تشمل ما يأتي:[١]

  • وضع الهدف الرئيسيّ للفيديو، والرسالة التي يرغب بتوصيلها عبره.
  • تحديد نوعيّة وعمر الجمهور المستهدف من الفيديو.
  • وضع العناوين والأفكار الرئيسيّة المراد طرحها في الفيديو.
  • اختيار الطرق المراد اعتمادها لصناعة الفيديو، والنمط المراد اتباعه في الفيديو، كتحديد نوعيّة الصور أو الرسمات، ونغمة الحوار، والموسيقى، والألوان.


مرحلة الإنتاج

تحتاج مرحلة الإنتاج الكثير من العمل الموجّه والمعتمد على الأفكار والأهداف التي دُوّنت في مرحلة ما قبل الإنتاج. وفي هذه المرحلة ينبغي إعداد السيناريو، وتحديد المشاهد المبنيّة على السيناريو، وصناعة الرسمات بالشخصيات التي ستمثّل الأدوار الرئيسيّة في الفيديو، أو الأماكن التي ستحتضن هذه الشخصيّات، ثمّ تحريكها، وتسجيل الأصوات بنغمات متنوّعة.[١]


السيناريو

يعتمد السيناريو على الأهداف والأفكار الرئيسيّة، ويمكن اتباع بعض النصائح لكتابته، ومنها:

  • كلّما قَلّ زخم الحوار والكلام في الفيديو كلّما حصد جمهور أكبر.
  • اختيار اللّغة ونوعيّة وطريقة عرض السيناريو اعتماداً على نوعيّة وعمر الجمهور المستهدف.
  • اتباع أسلوب المخاطبة المباشرة مع الجمهور، أو اتباع الأسلوب القصصيّ.
  • أن يبدأ الفيديو بالرسالة القويّة للفيديو لجذب المشاهد حتى يكمله.


المشاهد

يقصد بالمشاهد تلكَ المشاهد البصريّة التي تضمّ اللقطات المتسلسلة للفيديو، إذ تكون مجموعة من اللوحات التي تعرض كلّ واحدة منها فقرة من السيناريو المكتوب. وتساعد هذه الخطوة على جعل عمليّة الإنتاج أسهل، عبر عمل مربّعات كلّ مربع يحتوي على مشهد يحتوي على حوار معيّن.


الرسومات

الرسومات هي روح الفيديو والوسيلة الأوضح والأكثر فنّاً لإيصال السيناريو الهادف عبرها، وقد تكون هذه الرسمات حقيقيّة أو خياليّة، ويمكن تمثيلها بالرسم، أو بالاسكتش، أو بالتصوير. وتتصف الرسمات بمجموعة من العناصر التي تمّ اختيارها في مرحلة ما قبل الإنتاج، ومن الخطوات التي قد تساعد على إخراج رسمات منسجمة مع الفيديو المراد إنتاجه:

  • اختيار نسق معيّن من الألوان المنسجمة معاً.
  • تحديد الأبعاد المراد اعتمادها، لإظهار الرسمات بالحجم الذي يعطي جودة عالية.
  • التقيّد بنمط عام معيّن للرسمات، وعدم وضع أنماط عديدة وغير متناسقة.
  • يمكن تحويل الرسمات الورقيّة لرسمات رقميّة عن طريق أحد المصممين الخبراء في هذه البرامج.


الأصوات

تعدّ الأصوات عنصراً مهمّاً في الفيديو، ومنها أصوات الشخصيات، وأصوات الخلفية، والمؤثرات الصوتيّة المتنوّعة. ويمكن اللجوء لمجموعة من النصائح للحصول على صوت ذي جودة عالية، ومنها:

  • اختيار نغمة صوت متناسبة مع الرسومات التي ستتركب عليها.
  • الابتعاد عن الأصوات البطيئة التي قد تسبب الملل للمشاهد.
  • بعد التسجيل يجب التأكد من وضوح الأصوات وخلوّها من الضوضاء.
  • يجب أن تكون جميع أنواع الأصوات بمستوى الصوت نفسه فلا يكون منها صوت مرتفع والآخر منخفض، والتأكد من عدم تداخل أي منها.


التحريك

المرحلة الأخيرة من مرحلة الإنتاج هي مرحلة التحريك، وهي المرحلة التي تضمّ كل الرسومات والأصوات والمشاهد معاً، وتبعث فيها الحياة. ويوجد العديد من البرامج التي قد تساعد على عمليّة التحريك، وفيما يأتي عدّة خطوات لتحريك الفيديو:

  • ترتيب المشاهد زمنيّاً اعتماداً على السناريو.
  • ربط التسجيلات الصوتيّة مع المشاهد المرتبة زمنيّاً.
  • تطبيق التحريك لكلّ مشهد على حدة.
  • دمج المشاهد معاً، والتأكد من سلاسة الانتقال فيما بينها.
  • إضافة ملفات الموسيقى الخلفيّة على الناتج النهائيّ.
  • مشاهدة الفيديو النهائيّ، وعمل التعديلات النهائيّة عليه.


مرحلة ما بعد الإنتاج

إنّ الهدف الرئيسيّ لصناعة رسوم متحرّكة هو إيصال فكرة أو رسالة للجمهور المستهدف، لذا تتلخص مرحلة ما بعد الإنتاج بالتأكد من أنّ الفيديو قد حققّ الهدف الذي صنعَ من أجله، ومعرفة مدى تجاوب النّاس معه، وأخذ أي تعليقات أو انتقادات قد تساعد في تحسين العمل في المرات القادمة. ويمكن الحصول على هذه النتائج عن طريق نشر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعيّ المختلفة، أو عن طريق حساب العائدات الناتجة عنه.[1]


تقنيات الرسوم المتحركة

مرّت الرسوم المتحرّكة بثورة تطوّرات، خلقت العديد من التقنيات التي استخدمها صانعو الرسوم المتحركة عبر الأزمان، ومن أهمّ تقنيات الرسوم التي استخدمت قديماً، أو طوّرت حديثاً:[٢]

  • الطريقة التقليديّة: (بالإنجليزيّة: Traditional animation) أو طريقة الخلايا (بالإنجليزيّة:Cell animation)، كانت هذه الطريقة مستخدمة في القرن 20، وتتمثّل في مجموعة من الرسومات الورقيّة، ولتحقيق وهم الحركة يتم رسم اختلافات بين كلّ لوحة والتي تليها اختلافاً بسيطاً، بحيث يتمّ رسمها على أوراق شفافة تسمّى خلايا (بالإنجليزيّة: Cell)، وعلى الاتجاه المعاكس تملأ الفراغات بالألوان، ثمّ توضع الشفافيّة فوق خلفيّة ثابتة. وقد أخذت هذه الطريقة وطبّقت بشكل مطوّر على أجهزة الكمبيوتر، بحيث أصبح الرسم والتلوين مباشرةً على الجهاز، ولكن باستخدام طريقة الطبقات نفسها.
  • طريقة إيقاف حركة الرسمات: (بالإنجليزيّة:Stop motion animation) وهي طريقة تعتمد على تحريك المجسمات الحقيقيّة، وتصويرها ضمن إطار فيلم كامل، وهي طريقة تعدّ أقلّ تكلفةٍ وأسرع من طريقة الإنتاج باستخدام الكومبيوتر.
  • طريقة الحاسوب: بحيث يتمّ إنتاج الفيلم باستخدام تقنيات الحاسوب الرقميّة، فهي توفّر عدداً كبيراً من التقنيات التي يمكن استخدامها، وهي على نوعين:
    • الرسوم ثنائية الأبعاد: وهي تتمّثل بتحريك الرسومات ثنايّة الأبعاد باستخدام الرسومات النقطيّة، بحيث يتم رسمها وتحركيها على الحاسوب. ومن أشهر البرامج الممكن استخدامها لصناعة هذا النوع من الرسوم، برنامج فلاش (بالإنجليزيّة:Flash) وبرنامج الباوربوينت (بالإنجليزيّة: PowerPoint).
    • الرسوم ثلاثيّة الأبعاد: تصنع هذه الأفلام عن طريق رسم مضلّع ثلاثيّ الأبعاد، يتمّ تحريكه عن طريق تقنيات الحاسوب وبرامجه المختلفة، ثمّ يعطي المضلّع تفاصيل تظهره على الصورة المرئيّة المراد عرضها. وتحرّك هذه المجسمات باستخدام البرامج ثلاثيّة الأبعاد، بحيث تحاكي الحركات الواقعيّة.


تاريخ صناعة الرسوم المتحركة

بدأ تاريخ الرسوم المتحرّكة قبل القرن 19، ولم يكن قد اخترع بعد كاميرا لتصوير الصور المتحرّكة، فصنع المصّور إدوار مويبريدج مجموعة من الصور المتتابعة التي تمثّل حركة الحيوانات والإنسان. وبعدها تمّ اختراع آلات ميكانيكيّة تعرض الصور متحركة عن طريق ومضات سريعة ومتسلسلة للصور الثابتة. وفي عام 1892م عرض أوّل فيلم كرتونيّ متحرّك صممه الفرنسيّ إيميل رينود، ومع بداية القرن العشرين أصبحت الرسوم المتحركة معتمدة بشكلٍ كامل على الرسومات. وفي عام 1914 افتتح الأخوة فليشر أوّل استديو لصناعة الرسوم المتحرّكة في نيويورك، ثمّ افتتحت العديد من الاستديوهات في كاليفورنيا، وظهرت والت ديزني عام 1923، وسيطرَت على عالم الرسوم المتحرّكة.[٣]



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "6 steps every motion graphics project should follow (before animation)", Milanote, Retrieved 23-8-2022. Edited.
  2. ^ أ ب Jiang Tan, Aspects of Animation: Steps to Learn Animated Cartoons, India: MUK Publications, Page 1,2,7,9,12. Edited.
  3. Roberta Nusim (2011 ), Creates Movement, Frame by Frame, USA: The Oscars, Page 2،3. Edited.
5859 مشاهدة
للأعلى للسفل
×