الأنيميا
الأنيميا أو فقر الدّم هي حالة طبيّة تصيب الإنسان فتسبّب انخفاض عدد كرات الدّم الحمراء أو انخفاض مستوى الهيموجلوبين عن المستوى الطّبيعي، ويختلف مستوى الهيموجلوبين بين الرّجال والنّساء؛ فعند الرّجال المستوى الطّبيعي يجب أن يكون أعلى من 13.5 جم/100 مل، وعند النّساء يجب أن يكون أعلى من 12 جم/100 مل، لكن قد تختلف الأرقام قليلًا من مختبر إلى آخر، وتوجد أنواع مختلفة من الأنيميا، لكن بصورة عامّة تنتج الأنيميا إما عن انخفاض تصنيع كرات الدّم الحمراء أو تكسّرها بصورة كبيرة، وتسبّب الأنيميا ظهور أعراض مختلفة على المصاب بها، مثل: الإجهاد، والتّعب بسهولة، وبهتان الوجه، وخفقان القلب، وضيق التنفّس، وتساقط الشّعر، والشّعور العام بالتوعّك، وزيادة حدّة أمراض القلب.[١]
علاج الأنيميا
يختلف علاج الأنيميا تبعًا للسّبب المؤدي إليها ونوعها، ويمكن توضيح ذلك كما يأتي:[٢]
- أنيميا نقص الحديد: تُعالَج بواسطة الإكثار من تناول الأطعمة الغنيّة بالحديد، أو تناول الحديد كمكمّل غذائي، وإذا كان سبب الأنيميا نزيفًا حادًّا يجب تحديد مصدر النّزيف وإيقافه، ممّا قد يتطلّب التدخّل الجراحي.
- أنيميا نقص الفيتامينات: تُعالَج بواسطة الإكثار من تناول الأطعمة الغنيّة بفيتامين ب12 وحمض الفوليك، أو تناولهما على شكل مكمل غذائي، وإذا كان المريض يعاني من مشكلة في امتصاص فيتامين ب12 من الأمعاء يجب حينها أخذه على شكل حقن عضلية مرّةً يومًا بعد يوم، ثمّ مرّةً واحدةً شهريًا، وقد يستمرّ عليها مدى الحياة تبعًا للحالة.
- أنيميا الأمراض المزمنة: لا يوجد علاج محدّد لها، بل يهدف العلاج الى التحكّم بالمرض الأساسي المسبب للأنيميا، لكن في حالة تطوّر أعراض الأنيميا يكون العلاج بنقل الدّم أو الحصول على حقن هرمون الاريثروبيوتين الصناعي الذي يُفرَز بصورة طبيعيّة من الكلى لتحفيز تصنيع كرات الدّم الحمراء.
- فقر الدم اللاتنسجي: يعالج بواسطة نقل الدّم لرفع عدد كريات الدم الحمراء، أو قد يحتاج المريض إلى زرع نخاع عظميّ سليم إذا كان نخاع المريض لا يستطيع تصنيع كرات دم حمراء سليمة.
- الأنيميا المرتبطة بأمراض النخاع العظمي: تُعالج بأكثر من طريقة، أهمّها العلاج الكيماوي وزرع النّخاع العظمي.
- أنيميا التحلل الدموي أو فقر الدم الانحلالي: يعالج عن طريق تجنّب الأدوية المشتبه فيها في الإصابة بالأنيميا، أو علاج العدوى المسبّبة للأنيميا، أو تناول الأدوية المثبّطة للمناعة إذا كانت المناعة هي التي تهاجم كرات الدّم الحمراء.
- أنيميا الخلايا المنجلية: تعالج بواسطة الأكسجين، والأدوية المسكنة للألم، والسوائل والمحاليل الوريدية لتقليل الألم وتجنّب وقوع التعقيدات، وأحيانًا يصف الطّبيب نقل الدم، أو حمض الفوليك، أو المضادّات الحيوية.
- الثلاسيميا: تُعالج بواسطة نقل الدّم، أو حمض الفوليك، أو استئصال الطّحال، أو زرع النّخاع العظمي.
أسباب الإصابة بالأنيميا
كرات الدّم الحمراء هي خلايا حيوية يحتاجها جسم الإنسان لكي يحيا، وتحمل هذه الكرات بروتين الهيموجلوبين الذي يحتوي على الحديد، والهيموجلوبين هو المسؤول عن حمل الأكسجين من الرّئة إلى كلّ خلايا الجسم، وأسباب الإصابة بالأنيميا عديدة ومختلفة، وأحيانًا يصعب تحديد السّبب، لكن فيما يأتي نظرة عامة عن الأسباب المختلفة للأنيميا:[٣]
- الأنيميا الناتجة عن فقدان الدّم: هي أنواع مختلفة أشهرها أنيميا نقص الحديد، فعند فقدان الدّم بكمية كبيرة يسحب الجسم الماء من داخل الأنسجة إلى الأوعية الدّموية لتعويض حجم الدّم المفقود لإبقاء الأوعية ممتلئةً، لكن هذه المياه تخفّف الدّم فيقل تركيز كرات الدم الحمراء فيه وتحدث الأنيميا، وفقدان الدّم قد يكون حادًا نتيجة جراحة، أو إصابة، أو ولادة، أو انفجار وعاء دموي، أو قد يكون النزيف مزمنًا مثلما يحدث في اضطرابات المعدة والأمعاء، كالقرح، أو البواسير، أو السّرطان، أو التهاب الأمعاء، أو قد يحدث مع نزيف الحيض الشديد.
- الأنيميا الناتجة عن انخفاض تصنيع الكرات أو تصنيع كرات تالفة: النّخاع العظمي هو نسيج لين إسفنجي يقع داخل العظام، وهو مسؤول عن تصنيع الخلايا الجذعية التي تتحوّل بعد ذلك إلى كرات دم حمراء أو بيضاء أو إلى الصّفائح الدموية، وقد يصاب النخاع العظمي ببعض الأمراض التي تؤثر عليه، مثل اللوكيميا التي تسبّب تصنيع كرات دم بيضاء بكثافة فيضطرب تصنيع كرات الدّم الحمراء، وأنواع الأنيميا الناتجة عن تصنيع كرات دم حمراء تالفة أو غير صحية مختلفة وعديدة، مثل: أنيميا الخلايا المنجليّة، وأنيميا نقص الحديد، وأنيميا نقص الفيتامينات، وأنيميا أمراض النخاع العظمي.
- الأنيميا الناتجة عن تكسير كرات الدم الحمراء: متوسّط عمر كريات الدم الحمراء هو 120 يومًا، بعدها تتكسّر الخلية وتُستبدل بخلايا جديدة، لكن في بعض الأحيان قد تموت الخلايا قبل هذه المدّة، ومن أشهر أنواع الأنيميا الناتجة عن تكسر الخلايا أنيميا التحلّل الدّموي الناتجة عن مرض مناعي ذاتي يجعل جهاز مناعة الجسم يهاجم الكرات عن طريق الخطأ، كما توجد أسباب أخرى متعدّدة تسبّب تكسّر الخلايا، مثل: العدوى، وتناول بعض المضادات الحيوية، وسمّ الثّعبان والعقرب، والسّموم المتراكمة في حالة أمراض الكبد أو الكلى المتأخّرة، والهبوط الحادّ في ضغط الدم، وتركيب صمّامات القلب الصناعيّة، واضطرابات تجلّط الدّم، وأخيرًا تضخم الطحال.