محتويات
التهاب العمليّة القيصريّة
الولادة تجربة رائعة من حقّ كل النساء المرور بها بسلام دون أن تتعرّض حياتهن وحياة أطفالهن للخطر، ومع ذلك فبعض المُضاعفات المُصاحبة لهذه التجربة المميزة لا يستطعن تجنبها، خاصةً الولادة القيصريّة، ورغم أنّ هذه الولادة أقل ألمًا من الولادة الطبيعيّة لكنها أكثر خطورة؛ فأحيانًا يتعرّض جرح العملية القيصريّة أو بطانة الرحم للإصابة بالالتهاب، وأسباب حدوث هذا الأمر عديدة، ومن أهمها قلة التعقيم، وقلة الاهتمام بنظافة الجرح بعد مغادرة المستشفى، أو قد يبدو السبب داخليًا ناتجًا من إصابة السيدة بالتهابات أخرى؛ كالتهاب النسيج الخلوي أو التهابات المسالك البوليّة. وتظهر على السيدة المُصابة مجموعة من العلامات على حدوث العدوى، ومن أهمها الحمّى الشديدة، إذ تصل درجة حرارتها إلى ما يقارب 40 مئوية[١].
أسباب الإصابة بالتهاب العملية القيصريّة
يحتاج الجرح إلى عدّة أسابيع كي يلتئم تمامًا، وبالتالي يصبح خطر إصابة السيدة بالتهاب العملية القيصريّة عاليًا في هذه المرحلة، خاصة خلال أول أسبوعين من الجراحة، وتُصاب السيدة بثلاثة أنواع من الالتهاب بعد إجراء الجراحة القيصريّة: التهاب شق العملية أو التهاب بطانة الرحم أو التهاب اللفافة الناخر (Necrotizing fasciitis). وتُعدّ بكتيريا المكورات العقدية السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب موضع العملية، والذي تبدأ أعراضه بالظهور خلال 48 ساعة بعد الولادة وتستمر لمدّة أسبوع، ويصل احتمال الإصابة بهذا النوع من الالتهابات إلى ما يقارب 2-15%، وتصاحبه الإصابة بالحمى، وتورم مكان الجرح واحمراره والحكة الشديدة فيه[٢]، أمّا التهاب بطانة الرحم فتسببه أنواع مختلفة من الكتيريا [البكتيريا]، وقد يصيب ما يقارب 2-16% من النساء اللواتي خضعن للولادة القيصريّة[٣].
أمّا في ما يتعلق بالتهاب اللفافة الناخر (Necrotizing fasciitis) فإنّه يصيب 0.18% فقط من النساء اللواتي خضعن للولادة القيصريّة، ومع ذلك فمعدل الوفاة المرتبط بالإصابة بهذا الالتهاب عالٍ جدًا؛ إذ أشارت الإحصائيات إلى وفاة 22% من النساء اللواتي أُصِبْن بهذا الالتهاب؛ مما يدل على أهمية ملاحظة هذا النوع من الالتهاب وعلاجه بالسرعة القصوى، ومن الجدير بالذكر أنّ لهذا الالتهاب نوعان: النّوع الأول تُسببه أنواع مختلفة من البكتيريا الهوائية واللاهوائية، أمّا النّوع الثاني فتُسببه البكتيريا العقدية المقيحة من المجموعة أ (A streptococcus) [٣].
كيفية علاج التهاب العملية القيصرية
يشمل علاج المصاب بالتهاب العمليّة القيصريّة علاج الأنواع الثلاثة من الالتهابات التي قد تتعرّض لها السيدة بعد إجراء الجراحة، وتُنفّذ وفق الآتي:
- التهاب موضع الجرح: وتشمل الخيارات العلاجيّة ما يأتي:[٣]
- استخدام المُضادات الحيويّة، خاصةً الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي، أي الالتهاب الذي يصيب الطبقات العميقة من الجلد، وتُعطى لعلاج هذا النوع من الالتهابات المُضادات الحيويّة الآتية:
- الكليندامايسين (clindamycin).
- ترايميثوبرايم-السلفاميثوكسازول ( trimethoprim-sulfamethoxazole).
- التتراسيكلين (tetracycline).
- دايكلوكساسيللين (dicloxacillin).
- سيفادروكسيل (cefadroxil).
- سيفالكسين(cephalexin)
- استخدام المُضادات الحيويّة، خاصةً الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي، أي الالتهاب الذي يصيب الطبقات العميقة من الجلد، وتُعطى لعلاج هذا النوع من الالتهابات المُضادات الحيويّة الآتية:
- تصريف الصديد: في حال تشكّل الخرّاجات أو وجود أورام دموية مُصاحبة للالتهاب فقد يحتاج الطبيب إلى إجراء شق جراحي لتصريف هذه السوائل والإفرازات.
- تضميد الجروح: هذ الخطوة مهمة جدًا لعلاج المصاب بالتهابات الجروح، وتوجد آلية معيّنة مستخدمة في تضميد الجروح الملتهبة، خاصة إذا ترافق الالتهاب مع تشكّل الصديد، وتُنفّذ من خلال استخدام نوعين من الضمادات: الضمادات الجافة والضمادات الرطبة؛ إذ توضع الضمادة الرطبة فوق الجرح، ثمّ تُغطّى بضمادة جافة، والهدف من هذه الآلية جعل الأنسجة الميتة تلتصق بالضمادة الرطبة، وبالتالي التخلص منها عند تبديل الضمادات؛ مما يسمح للأنسجة الجديدة بالنمو من جديد.
- تأخر إغلاق الجرح: فقد ارتبط تأخر إغلاق الجرح المتقيح بسرعة شفاء تصل من 81% إلى 100%، فتعريض الجرح للهواء يساعد في جفاف الجرح، وبالتالي لا تتوفر للبكتيريا البيئة الرطبة المناسبة لنموها.
- علاج التهاب بطانة الرحم: الذي يشمل كلًّا مما يأتي:
- إعطاء المضادات الحيويّة بالوريد: يوجد نوعان من المضادات الحيوية المُستخدمة لعلاج المصابة بالتهاب بطانة الرحم، وتُعطى وفق الآتي:
- الكليندامايسين: يعطى 900 ملغم في الوريد كل 8 ساعات.
- الجنتاميسين (gentamicin): يعطى من خلال حساب وزن السيدة المُصابة بدايةً ثمّ إعطائها 5 ملغم/ كغم من وزنها في الوريد كل 8 ساعات
- تصوير البطن ومنطقة الحوض إشعاعيًا: للتأكد من عدم تشكّل الخراجات أو وجود ورم دموي يحتوي على العدوى في منطقة الحوض.
- إعطاء المضادات الحيويّة بالوريد: يوجد نوعان من المضادات الحيوية المُستخدمة لعلاج المصابة بالتهاب بطانة الرحم، وتُعطى وفق الآتي:
- التهاب اللفافة الناخر: هذا النوع من الالتهابات يُتلِف انسجة بطانة الرحم؛ لذا يجب على الطبيب قبل أن يُخضِع السيدة للعلاج أن يُجري التنظير الجراحي؛ للبحث عن الأنسجة التالفة والأنسجة السليمة قبل البدء بالعلاج، وتجدر الإشارة إلى أهمية إجراء التنظير مرة ثانية بعد مرور 36 ساعة على إجراء التنظير الأول؛ للتأكد من كميّة الأنسجة التالفة، ثمّ إخضاع السيدة المُصابة للعلاج الذي يُنفّذ بالشكل الآتي:
- المضادات الحيويّة: التي تُعطى بناءً على نوع البكتيريا المسببة للالتهاب، وتؤخذ وفق الآتي:
- البنيسيلين (penicillin) مع الكلينداميسين: لعلاج الإصابة ببكتيريا الكلوستريديوم (Clostridium) المعروفة أيضًا باسم البكتيريا المطثيّة العسيرة، وعدوى المكورات العقدية؛ إذ يمنع هذان المُضادان الحيويان بكتيريا المكورات العقدية من إفراز سمومها.
- الفانوكومايسن، أو لينزوليد (linezolid)، أو دابتومايسين (daptomycin) مع كاربابينيم (carbapenem)، أو ميترونيدازول ( metronidazole) مع سيفترايكسون (ceftriaxone): لعلاج الالتهاب الناتج من أنواع البكتيريا الأخرى.
- العلاج بالأكسجين عالي الضغط (HBOT- hyperbaric oxygen therapy): توضع السيدة في غرفة تُعرف باسم غرفة الضغط العالي، وهي مزوّدة بـ 100% من الأكسجين، وتُستخدم في الآلية في علاج المصابة بالالتهاب الناتج من الإصابة ببكتيريا الكلوستريديوم؛ لأنّ هذه البكتيريا لاهوائيّة؛ أي لا تستطيع العيش بوجود الأكسجين.
- المضادات الحيويّة: التي تُعطى بناءً على نوع البكتيريا المسببة للالتهاب، وتؤخذ وفق الآتي:
نصائح للوقاية من حدوث التهاب العملية القيصرية
تقضي السيدة أيامها الأولى بعد الولادة في المستشفى؛ لذا تشرف الممرضة والطبيب الاختصاصي على مراقبة جرح العمليّة والتحقق من عدم وجود علامات لحدوث العدوى، لكن بعد الخروج من المستشفى تقع على عاتق السيدة مسؤولية الرعاية بالجرح والاهتمام بنظافته[٤]، ويوجد العديد من الطرق المنزلية الواجب اتباعها للرعاية بجرح العمليّة القيصريّة وتخفيف احتمال الإصابة بالعدوى، وتُذكَر مجموعة منها في الآتي:
- تناول المُضادات الحيويّة في وقتها وجرعاتها المحددة[١].
- تنظيف الجروح، وتغيير الضمادات بانتظام.
- عدم ارتداء الملابس الضيقة.
- قياس درجة الحرارة بشكلٍ دوري، والتأكد من عدم ارتفاعها على 37.7 مئويّة.
- تجنب وضع أي مستحضرات للعناية بالجسم على منطقة الشق؛ ككريمات العناية بالجسم والعطور وغيرهما.
- اللجوء إلى الرعاية الطبيّة مباشرة في حال ظهور الصديد أو تورم شق الجراحة واحمراره.
- سؤال الطبيب أو الممرضة الاختصاصية بمجال رعاية الأم والطفل عن الوضعيّة المناسبة للنوم وإرضاع الطفل؛ لتجنب الضغط على موقع الجرح.
- الحفاظ على الوزن الصحي؛ لأنّ طيات الجلد من شأنها مضاعفة الإصابة بالتهابات العملية القيصريّة نتيجة التعرق وعدم إعطاء المجال لتهوية الجرح؛ مما يوفر البيئة المناسبة للإصابة بالعدوى.
- مناقشة الطريقة المناسبة لخياطة الجرح مع الطبيب، فمثلًا، اختيار الخيوط بدلًا من الكبسات؛ مما يساعد في تقليل فرص حدوث العدوى بعد الجراحة.
- اللجوء إلى الولادة الطبيعيّة بدلًا من اختيار الولادة القيصريّة في حال كانت السيدة بصحة جيدّة ولا تحتاج إلى الولادة القيصريّة.
- الطلب من الممرضة المسؤولة أو طبيب الولادة التحقق للمرّة الأخيرة قبل مغادرة المستشفى من وجود أي علامات دالة على حدوث الالتهاب.
- تجنب السباحة لمدّة تصل إلى ثلاثة أسابيع بعد الجراحة[٥].
- عدم رفع اي شيء ثقيل عدا الرضيع في الأسابيع الثمانية الأولى من الولادة.
- الراحة التامة، وممارسة الأنشطة الخفيفة، وعدم محاولة إرهاق الجسم.
- تجنب الإصابة بـالإمساك باتباع النصائح الآتية:
- تقسيم الوجبات الرئيسة وجبات أصغر، وتناولها على مدار اليوم.
- شرب ما يقارب 8 كؤوس من الماء يوميًا.
- تناول الكثير من الخضروات والفواكه.
- المشي، وممارسة الأعمال المنزليّة الخفيفة؛ لمساعدة السيدة في استعادة قوتها الجسديّة بالتدريج، وتجنب الإصابة بتجلطات الدم.
- تجنب قيادة السيارة لمدّة أسبوعين على الأقل.
- عدم ممارسة العلاقة الجنسيّة بعد الولادة القيصريّة لمدّة تصل إلى 6 أسابيع على الأقل.
- وضع كمادات باردة على مكان الجرح.
- أخذ حمامات دافئة لكن مع مراعاة عدم وصولها.
- تسكين الألم بتناول المسكنات، أو استخدام المراهم أو التحاميل التي لا تحتاج إلى وصفة طبيّة.
- الحفاظ على نسب السكر مستقرة في الدم[٢].
- تجنب التدخين[٢].
المراجع
- ^ أ ب "Post-cesarean (C-section) wound infection", healthline, Retrieved 2020-6-20. Edited.
- ^ أ ب ت "Is my C-section scar OK?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-20. Edited.
- ^ أ ب ت Tetsuya Kawakita, "Surgical site infections after cesarean delivery: epidemiology, prevention and treatment"، biomedcentral, Retrieved 2020-6-20. Edited.
- ↑ "How to speed up recovery from a cesarean delivery", medicalnewstoday. Edited.
- ↑ "Going home after a C-section", medlineplus, Retrieved 2020-6-20. Edited.