كيفية علاج الوهم

كتابة:
كيفية علاج الوهم

الوهم

هو العرض الأساسي لمرض اضطراب الوهم، وهو أحد الأمراض النّفسية التي لا يستطيع فيها الشخص المريض التمييز بين الحقيقة والخيال، ويُعرف على أنّه الإعتقاد الثابت بشيء غير صحيح وغير قائم على الواقع، ويمكن أن تكون هذه المعتقدات واقعيّة وتحدث في الحياة ولكنها غير صحيحة، وقد تكون أوهامًا غريبة لا يمكن أن تحدث في الحياة الحقيقيّة، ويمكن أن يكون الوهم أحد أعراض بعض الأمراض النّفسيّة الأخرى الشائعة كالفصام مثلًا، ويعد اضطراب الوهم مرضًا نادرًا، وهو مرض قابل للعلاج يحدث عادةً في منتصف العمر أو مع تقدم العمر ويكون شائعًا أكثر بقليل عند النّساء، وسيتم توضيح كيفية علاج الوهم بهذا المقال.[١]

تشخيص الوهم

يتم تشخيص اضطراب الوهم عندما يبدأ الشخص باعتقاد وهم واحد أو أكثر لمدة شهر كامل، فإذا كان المريض مصابًا بمرض الفصام أو أي مرض نفسي آخر فيتم اعتبار الوهم أحد أعراض هذا المرض ولا يعد المريض مصابًا باضطراب الوهم، كما يجب استبعاد أي أسباب أخرى قد تسبب الوهم كالأمراض العقلية أو تأثير بعض الأدوية قبل تشخيص مرض الوهم، كما أنّ مرضى اضطراب الوهم يعيشون عادةً حياةً طبيعيّة ولا يظهر عليهم تصرفات غريبة بعيدًا عن الأوهام التي يعتقدونها.[١]

أسباب الوهم

لم يتمكّن الباحثين من إيجاد أسباب محدّدة لمرض الوهم، حيث يبدو أن هناك أكثر من عامل مسؤول عن ظهور الوهم ومنها عوامل جينية وبيولوجية ونفسية وبيئية، ويبدو أنّ فرصة الإصابة بالاضطرابات الذهنيّة تزيد عند وجود فرد في العائلة مصاب بمرض ذهني، ولذلك يشك الباحثون في وجود عامل وراثي لمرض الوهم، فالأطفال الذين يولدون لأب مصاب بالفصام على سبيل المثال قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب الوهم.[٢]

كما أن وجود تشوّهات في الدماغ قد تلعب دورًا فهي تؤدي إلى عدم التوازن بين النواقل العصبية في المخ، فتزيد من احتمالية إصابة الفرد بالوهم، وقد يؤدي تعرّض الشخص لصدمات نفسية وإجهاد إلى زيادة فرصة الإصابة بالوهم، ووجد أن الأفراد الذين يميلون إلى العزلة هم أكثر عرضة للإصابة بالوهم.[٢]

أنواع الوهم

قد يمتلك المريض المصاب بالوهم معتقدات واقعية يمكن أن تحدث في الحياة ولكنها غير صحيحة، كأن يعتقد المريض بأن شخصًا ما يراقبه، أو أن من حوله يتآمرون عليه ويحاولون خداعه، وتكون هذه الاعتقادات إما غير صحيحة إطلاقًا أو مبالغ فيها إلى حد كبير، وقد يمتلك أوهامًا غريبة لا يمكن أن تحدث في الحياة الواقعية، وفيما يأتي أنواع الأوهام:[٣]

  • وهم العشق: وهو وهم وجود علاقة حب خاصة مع شخص آخر، وعادةً ما يكون هذا الشخص مشهورًا أو ذو مكانة عالية في المجتمع، وقد يكون هذا المرض هو أساس مطاردة المشاهير.
  • وهم العظمة: وهو الوهم بأن الشخص لديه قدرة خاصة أو علاقة خاصة مع شخصية قوية مثل الرئيس أو شخص مشهور أو الإله.
  • الغيرة الزائدة: أيّ الوهم بأن الشريك أو الزوج غير مخلص.
  • وهم الاضطهاد: وهم الوهم بأن الشخص يتعرض للتهديد أو سوء المعاملة.
  • الوهم الجسدي: وهو الوهم من وجود مرض جسدي أو عيب معين في الجسم.

كيفية علاج الوهم

عند الحديث عن كيفية علاج الوهم يجب ذكر أنه يتضمّن العلاج النّفسي والعلاج بالأدوية، حيث أن علاج الوهم قد لا يكون بالأدوية وحدها، كما أن المرضى المصابين بأعراض شديدة أو الذين يُخشى عليهم من إيذاء أنفسهم يجب أن يبقوا بالمستشفى حتّى تتحسّن حالتهم، وتتلخّص كيفية علاج الوهم بالآتي:[٤]

العلاج النّفسي والاجتماعي

يعد العلاج النّفسي الخطوة الأولى عند الحديث عن كيفية علاج الوهم، وتكون من خلال توفير بيئة آمنة ومريحة للمريض لمناقشة أعراض مرضهم وتشجيعهم على اتّباع سلوكيات صحيّة وسليمة، كما أن العلاج النّفسي يساعد المرضى على التّحكم بأعراض المرض، وتعلمّ تمييز عودة الأعراض ومحاولة منع حدوثها، وفيما يأتي طرق العلاج النّفسي والاجتماعي:

  • العلاج النّفسي الفردي: حيث يمكن للعلاج النّفسي الفردي أن يساعد الشخص على إدراك وتصحيح الأفكار الأساسية التي تشوّهت وأصبحت خاطئة بسبب مرض الوهم.
  • العلاج المعرفي السلوكي: حيث يساعد العلاج المعرفي السلوكي الشخص على التحكّم بأنماط التفكير والسلوكيات التي تؤدي إلى مشاعر خاطئة.
  • العلاج الأسري: يمكن أن يساعد العلاج الأسري العائلات على التعامل بشكل أكثر فعاليّة مع المريض الذي يعاني من اضطراب الوهم، مما يمكّنهم من دعم المريض وتحقيق نتائج أفضل له.

العلاج بالأدوية

هناك العديد من الأدوية النّفسيّة الفعّالة في علاج الوهم، وتتحدد كيفية علاج الوهم بحسب حالة المريض، حيث يمكن أن يلجأ الطبيب لاستخدام دواء واحد أو أكثر إلى جانب العلاج النّفسي والاجتماعيّ، وعند الحديث عن كيفية علاج الوهم بالأدوية فإن هناك مجموعة واسعة من الأدوية التي يمكن استخدامها، وهي كالآتي:

أدوية مضادات الذهان التقليدية

حيث تستخدم مضادات الذهان لعلاج الاضطرابات النّفسية منذ منتصف الخمسينيات، وتعمل هذه الأدوية عن طريق تثبيط مستقبلات الدوبامين في الدماغ، فالدوبامين ناقل عصبي يُعتقد أن له دور في حدوث الأوهام، وتشمل مضادات الذهان التقليدية كلوربرومازين وفلوفينازين وهالوبيريدول وثيوثيكسين وثلاثي فلوبرازين وبيرفينازين وثوريدازين.

أدوية مضادات الذهان الغير التقليدية

وهي الأدوية الأكثر فاعلية في علاج أعراض اضطراب الوهم، وتعمل هذه الأدوية عن طريق تثبيط مستقبلات الدوبامين والسيروتونين في الدماغ، والسيروتونين هو أحد النواقل العصبية التي يعتقد أن لها دورفي حدوث مرض اضطراب الوهم، وتشمل هذه الأدوية ريسبيريدون ووكلوزابين و كويتابين وزيبراسيدون وأولانزابين.

أدوية أخرى

وتشمل الأدوية الأخرى التي يمكن استخدامها لعلاج اضطراب الوهم وهي المهدئات ومضادات الاكتئاب، حيث يمكن استخدام المهدئات إذا كان الشخص يعاني من مستوى عالٍ جدًا من القلق أو من مشاكل في النوم، كما ويمكن استخدام مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب، والذي يحدث غالبًا عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوهم.

مضاعفات مرض الوهم

بعد الحديث عن كيفية علاج الوهم، يجب معالجة الوهم لأن له مضاعفات خطيرة، فقد يصاب الأشخاص الذين يعانون من مرض اضطراب الوهم بالاكتئاب، كما أن التصرف بناء على الأوهام التي يعتقدها المريض يمكن أن يؤدي إلى عنف أو إيذاء أو مشاكل قانونية، علاوة على ذلك يمكن أن يصبح الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب في النهاية معزولين عن الآخرين، لا سيما إذا كانت أوهامهم تتعارض مع علاقاتهم الشخصية أو تضر بها.[٥]

فيديو عن علاج الوهم والتخيلات

في هذا الفيديو يتحدث أخ[٦]صائي الطب النفسي والإدمان الدكتور أحمد الدباس عن علاج الوهم والتخيلات.

المراجع

  1. ^ أ ب "Delusions and Delusional Disorder", www.webmd.com, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "The Definition of Delusion", www.verywellmind.com, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  3. "Delusional Disorder", www.health.harvard.edu, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  4. "Delusional Disorder", www.my.clevelandclinic.org, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  5. "What are some complications associated with delusional disorder?", www.webmd.com, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  6. "علاج الوهم والتخيلات", youtube.com, Retrieved 15-06-2020.
5093 مشاهدة
للأعلى للسفل
×