محتويات
التهب الكبد أ عند الأطفال
يعاني الأطفال من التهاب الكبد أ (Hepatitis A)، فهل بادر لذهن أحد ما هذا المرض، وما الأعراض التي تنجم منه؟ وكيف يمكن علاجه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها يجاب عنها خلال هذا المقال.
ينجم التهاب الكبد نتيجة التعرض لمجموعة متنوعة من السموم، والأدوية، وأمراض التمثيل الغذائي، بالإضافة إلى التعرض للعدوى، ويوجد أكثر من خمسة فيروسات، خاصة مُسبِّبة لالتهاب الكبد، أما في ما يخصّ فيروس التهاب الكبد الوبائي أ؛ فهو يدخل عن طريق الطعام أو الشراب الملوث بالفيروس، أو نتيجة الاتصال القريب بشخص مصاب به، ويخرج هذا الفيروس في براز الشخص المصاب في وقت مبكر من الإصابة قبل ظهور الأعراض بأسبوع أو أسبوعين، وتتراوح مدة الحضانة -المرحلة التي يستمر فيها الفيروس في الجسم قبل أن يسبب ظهور أعراض- لهذا الفيروس بين أسبوعين وستة أسابيع.[١]
كيفية علاج التهاب الكبد أ عند الأطفال
لا يوجد علاج محدد لمرضى التهاب الكبد أ، وسيقاوم جسم الطفل العدوى ويتخلص منها من تلقاء نفسه دون علاج، وفي معظم الحالات سيشفى كبد الطفل بصورة كاملة خلال شهر أو شهرين من التعرض للفيروس، كما لا تسبب هذه العدوى أي ضرر طويل المدى في الغالبية العظمى من الحالات، ويركز الأطباء عند علاج مرضى التهاب الكبد أ على التقليل من حدة الأعراض المرافقة للعدوى، وتتضمن العلاجات المستخدمة ما يأتي:[٢][٣]
- الحصول على الراحة الكافية: تؤدي الإصابة بعدوى التهاب الكبد أ إلى انخفاض مستوى الطاقة لدى الأطفال؛ لأنّ أجسامهم مشغولة بمقاومة العدوى، ويعاني هؤلاء الأطفال صعوبة في إتمام مهماتهم اليومية؛ لذا يفضّل حصول الأطفال على الراحة الكافية وتشجيعهم على ذلك.
- التخلص من الغثيان، يعاني العديد من الأطفال المصابين بالتهاب الكبد أ من الغثيان، ولا يتمكّنون من تناول ثلاث وجبات كبيرة في اليوم؛ لذا يفضّل تشجيع الطفل على تناول كميات صغيرة من الطعام، لكن بصورة متكررة على امتداد اليوم؛ ذلك للحصول على ما يكفي من الطاقة والغذاء.
- تناول الأدوية والمكملات الغذائية، يجب التحدث إلى الطبيب قبل استخدام أي نوع من الأدوية أو المكملات الغذائية، إذ سيعاني كبد الطفل من صعوبة في معالجة الأدوية والمكملات الغذائية، وبالإضافة إلى ذلك يوصي الطبيب بتغيير بعض الأدوية أو إيقافها إلى حين انتهاء هذه العدوى، ويُنصَح بتجنُّب تناول مسكِّن الألم الباراسيتامول (Paracetamol) إلا عند استشارة الطبيب، إذ إنّه قد يبدو سامًا للكبد في هذه الحالة.
- إعطاء المحاليل السائلة: يُنصَح بإعطاء الأطفال المصابين السوائل الخاصة التي تحتوي على الكهارل الضرورية -كالصوديوم والبوتاسيوم-؛ للوقاية من الإصابة بالجفاف، ويُعطى الأطفال المُصابون السوائل عبر الوريد في بعض الحالات الشديدة.
- زراعة الكبد: ذلك في حال الإصابة بالفشل الكبدي في حالات نادرة للغاية.[٤]
أعراض الإصابة بالتهاب الكبد أ عند الأطفال
تتشابه أعراض عدوى فيروسات التهاب الكبد بأنواعها المختلفة بصورة كبيرة، إذ يعاني المصاب مما يأتي:[١]
- أعراض مشابهة للإنفلونزا؛ مثل:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الغثيان، والتقيؤ.
- فقدان الشهية.
- التعب العام.
- الألم، أو الألم عند الضغط في الجزء العلوي الأيمن من البطن حيث مكان الكبد.
- اليرقان، هو تغيّر لون الجلد إلى الأصفر، واصفرار بياض العين، وينجم اليرقان عادةً من التهاب الكبد وتورمه، مما يسبب انسداد القنوات الصفروية وتراكم مادة البيليروبين في الدم.
- تحوّل لون البول إلى البرتقالي الداكن.
- تحوّل لون البراز إلى الطيني أو الأصفر الفاتح.
وعلى الرغم من الأعراض المذكورة مسبقًا، فلا يعاني العديد من الأطفال المصابين بفيروس التهاب الكبد أ من أعراض، أو يعانون من أعراض قليلة، الأمر الذي يسبب عدم معرفة إصابة الطفل بهذا الفيروس، وفي الواقع كلما كان عمر الطفل أقل زادت فرصة عدم معاناته من الأعراض، إذ تشير الإحصائيات إلى أنّ نحو ثلاثين في المئة فقط من الأطفال المصابين بالتهاب الكبد أ ممن تقل أعمارهم عن الست سنوات يعانون من أعراض، ومعظم تلك الأعراض خفيفة الشدة، لكن تُعدّ الأعراض أكثر انتشارًا في الأطفال الأكبر سنًا، وتستمر لعدة أسابيع.[١]
عوامل خطر الإصابة بالتهاب الكبد أ عند الأطفال
يوجد عند الأشخاص الذين لم يأخذوا مطعوم التهاب الكبد أ خطر أكبر للإصابة بالعدوى، ويزداد الخطر في الحالات الآتية:[٤]
- العيش في البلدان التي ينتشر فيها الفيروس أو السفر إليها، وبصورة خاصة البلدان التي تعاني من تدني بنية الصرف الصحي.
- العيش مع شخص مصاب بهذا الفيروس.
الوقاية من التهاب الكبد أ
يُعدّ غسل اليدين بالماء والصابون بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام أفضل طرق الوقاية من التهاب الكبد أ؛ لذا يفضّل تشجيع الأطفال على غسل اليدين بصورة مستمرة، كما يجب على الأم غسل اليدين بعد تغيير حفاضات الطفل، إذ تساعد النظافة الشخصية الجيدة في منع الإصابة بهذا الفيروس.
كما يتوفر لقاح لفيروس التهاب الكبد أ يوفر حماية طويلة الأمد من عدوى هذا الفيروس، ويعطى هذا اللقاح على جرعتين أو ثلاث جرعات إذا أُخِذ برفقة لقاح التهاب الكبد ب، ويوصي المركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بأن يتلقى الأطفال جميعهم أول لقاح خاص بفيروس التهاب الكبد أ ما بين الاثني عشر والثلاثة والعشرين شهرًا، أما الجرعة الثانية فيوصي بأخذها بعد مرور ستة إلى اثني عشر شهرًا عن الجرعة الأولى.[٢]
تشخيص التهاب الكبد أ عند الأطفال
يحتاج الطبيب إلى أخذ السيرة المرضية من المصاب، وإجراء الفحص السريري، بالإضافة إلى عمل بعض الفحوصات لتشخيص التهاب الكبد أ، وتتضمن هذه الاختبارات ما يأتي:[٥]
- اختبارات وظائف الكبد، يعاني الأطفال المصابون بالتهاب الكبد أ من ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد؛ مثل: إنزيم ناقلة أمين الألانين (ALT)، وإنزيم ناقلة أمين الأَسبرتات (AST)، وإنزيم ناقلة الببتيد غاما غلوتاميل (GGT)، ويرتفع مستوى هذه الإنزيمات قبل ظهور الأعراض بأسبوع أو أكثر، وتبلغ ذروتها خلال ثلاثة إلى عشرة أيام بعد ظهور أعراض المرض، ويرتفع مستوى البيليروبين في الدم، لكنها تبقى أفل من عشرة ملليجرام لكل ديسيلتر، وتصل ذروتها في غضون أسبوع إلى أسبوعين من ظهور الأعراض، وتشير إطالة فحص زمن البروترومبين (PT) وانخفاض مستوى بروتين الألبومين الكبير إلى الأعراض الشديدة والحادة.
- اختبارات الأجسام المضادة، يؤكد وجود الأجسام المضادة من نوع (IgM) لفيروس التهاب الكبد أ الإصابة به، وتظهر هذه الأجسام المضادة في بداية الأعراض، وتستمر مرتفعة لمدة أربعة إلى ثمانية أسابيع، وتختفي بعد أربعة إلى ستة أشهر، لكن تستمر أحيانًا لمدة أطول، بينما يُكشف عن الأجسام المضادة من النوع (IgG) بعد مدة قصيرة من ظهور الأول، ويستمر بالارتفاع مع انخفاض مستوى (IgM)، وتستمر هذه الأجسام المضادة مدى الحياة، وتوفر مناعة مستمرة من الإصابة بالفيروس مرة أخرى.
المراجع
- ^ أ ب ت "Hepatitis A", healthychildren, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ^ أ ب "Hepatitis A", CHOP, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ↑ "Hepatitis A - children", medlineplus,19-2-2019، Retrieved 29-6-2020. Edited.
- ^ أ ب "Hepatitis A", kidshealth, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ↑ "Pediatric Hepatitis A Workup", medscape, Retrieved 28-6-2020. Edited.