طريقة غسل الميّت
قال -تعالى-: (كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)،[١] لا يوجد شخص خالدٌ على وجه الأرض، وما خُلقنا إلّا لنعبد الله، ونستعدّ لهذا اليوم المحتوم، وغسل الميّت له شروطٌ وأحكام وكيفيّاتٌ لا بدّ من قيام المغسّل باتّباعها، وهي كما يأتي:[٢]
- تجريد الميّت من ملابسه، ومن المستحبّ ستره عن أعين النّاس، ومكروهٌ رؤياه لغير من عُيّن بالغسل.
- ستر عورة الميّت، وهي ما بين السّرّة والرّكبة للرّجل، وما بين السّرّة والرّكبة للمرأة أمام المرأة.
- وضعه على مكان الغسل، أو سرير الغسل، أو مكانٍ مرتفع، ورفع رأسه إلى قرب جلوس المعيّن بالغسل.
- عصر بطن الميّت برفق، لتخرج السّوائل، والتّخلّص منها.
- صبّ الماء بكثرةٍ على الميّت، وغَسل مخرجَي الميّت، بلبس خرقةٍ على يديّ المُعيّن بالغسل، ولا يحلّ مسك العورة باليد مباشرةً للميّت الّذي له سبع سنين فأكثر، ومن المستحبّ عدم مسّ باقي الجسد إلّا بلبس الخرقة على اليد.
- يُوضّأ الميّت ندباً.
- لا يجوز أن يُدخل الماء في فم وأنف الميّت.
- تنظيف أنف الميّت بإدخال أصبعين مبلولين به، وتنظيف أسنانه وشفتيه بالطّريقة نفسها، مع لبس الخرقة على اليدين.
- عقد نيّة المُعيّن بالغسل، لغسل الميّت، وقول: بسم الله الرّحمن الرّحيم قبل البدء.
- غسل المعيّن شعر الميّت، ولحيته إن كان رجلاً برغوة السّدر؛ حيث تُجهّز بدقِّها في إناءٍ به ماء، حتّى ترغي، وتُضرب باليد ليُتخلّص من التّفل.
- غسل الشّق الأيمن للميّت، ثمّ الشّق الأيسر ثلاث مرّاتٍ، أو خمس مرّاتٍ، أو سبع حسب ما يراه المُعيّن، وحسب ما يقتضيه الحال، مع تمرير اليد على البطن في كلّ مرّة.
- وضع الكافور في آخر غسلة، وهو طيبٌ أبيض، يُطيّب به الميّت، ويُطرد عنه الهوام، لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اجْعَلْنَ في الخَامِسَةِ كَافُورًا، أَوْ شيئًا مِن كَافُورٍ).[٣]
- قص شارب الميّت، وتقليم أظافره، وتنشيفه بثوبٍ، حسب بعض أقوال أهل العلم.
- حشو الميّت بقطن في حال خرج من السّائل شيءٌ آخر، ثمّ غسل المحل، والوضوء.
- تضفير شعر المرأة ثلاثة قرونٍ، وسدلها خلفها.
طريقة تكفين الميّت
يُكفّن الميّت في ثوبٍ ساترٍ لكامل جسده، ومن المستحبّ أن تكون ثلاث لفائف للرجل، ببسط واحدةٍ فوق الأخرى، ويُوضع الميّت فوق القطع، وتُلفّ عليه، وتُربط من فوق رأسه، ومن تحت رجليه، ومن وسطه بحزام، وتُربط العقد حتّى لا يخرج الميّت من الكفن، ويُشرّع حلّ العقد عند وضعه في اللّحد.[٤]
وأمّا تكفين المرأة، فتكفّن في قميصٍ، ومئزرٍ، وخمارٍ على رأسها، وتُلفّ في لفافتين؛ توضع طبقة فوق الأخرى، وتُحزم في الكفن، من فوق رأسها، ومن تحت رجليها، ومن وسطها، حتّى ينضبط الوسط.[٤]
طريقة دفن الميّت
يُسنّ أن يُدخل الميّت من مؤخرة القبر، ويوضع على جنبه الأيمن، بجعل وجهه قبالة القبلة، ويسن لمن يضعه في اللّحد أن يقول: (بِسْمِ اللهِ وعلى سُنَّةِ رَسولِ اللهِ).[٥][٦]
ومن المستحبّ أن يحثو من التّراب ثلاث حثوات، بعد سدّ اللّحد، ويُسنّ أن يُرفع القبر عن الأرض قليلاً، كي يُميّز ولا يهان حوالي شبر، ويجوز أن يُعلّم بحجر، ويرشّ ترابه بماءٍ حتّى يتماسك، ولا يتطاير، ويستحبّ لمن عند القبر أن يَحْثُو من التراب ثَلاثَ حَثَوات بيديه جميعاً، بعد الفراغ من سَدِّ اللّحد.[٦]
المراجع
- ↑ سورة الأنبياء، آية:35
- ↑ ابن عثيمين، كتاب من الأحكام الفقهية في الطهارة والصلاة والجنائز، صفحة 61- 62. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:939، صحيح.
- ^ أ ب بدر الدين شهبة، بداية المحتاج في شرح المنهاج، صفحة 442- 445، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3213 ، سكت عنه وكل ما سكت عنه صالح.
- ^ أ ب محمد حلاق، اللباب في فقه السنة والكتاب، صفحة 239. بتصرّف.