البدء بالتحية
كيف يُمكن البدء برسالة الشكر؟
عادة ما تبدأ أيّ رسالة بالتحيّة أيًّا كان غرضها، سواء كانت رسالة شكر أم رسالة رسمية أم إخوانية أم غيرها، فيبدأ الكاتب بمناداة المُخاطب المَعنيّ، ثم تقديم التحيّة له، متبوعةُ بجملة (أمّا بعد)، كقول: "السيّد فلان الفلاني، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أمّا بعد: أقدّم لكم خالص التحيات وأطيبها".[١]
تناول الموضوع
ما أفضل ما تُستهلُّ به رسالة الشكر؟
ثم ينتقل كاتب الرسالة من تقديم التّحية إلى تناول موضوع رسالته وهو الشّكر والثناء على الشخص أوالجهة المطلوبة، فيقول: "وإني أشكرك على معروفك الذي صنعت وعلى جميلك الذي قدمت، وإنَّي أرى حروفاللغة العربية وكأنَّها قد اصطفت أمامي تُحاول أن تتضافر معًا لتهب لك عبارات الشكر فتكون ترجمانًا على ما في نفسي، ولكنَّ ذلك كله يقف حائًرا أمام ما قدمته لي، وما جدت به أنت من طيب خاطرك".[١]
وكذلك فإنه لا بدَّ من استخدام العبارات السهلة المفهومة والبُعد قدر الإمكان عن التكلف والألفاظ الصَّعبة، إذ إن مقام الحديث لا يتطلب ضلاعة في اللغة بل الأصل هو إيصال الشكر بأبسط الطرق، ومثال على ذلك: "أشكر لك أخلاقك النَّبيلة وموافقك الجميلة التي لا يُمكن أنساها، أنت تستحق كلّ خيرٍ في أمورك جميعها فكل كلمات العالم لا يُمكنها أن تُفيك حقك".[١]
الانتقال من الشكر إلى المدح
كيف تتجلّى براعة الكاتب في هذا الانتقال؟
ثمَّ ينتقل الكاتب من مقام الشكر إلى مقام المديح، كما فعلالجاحظ في رسالته التي سمَّاها "رسالة الشكر" التي قصد بها الوزير المتوكل لشكره على النعم التي أسبغها عليه، وقد أجاد في حسن التخلص فانتقل من الشكر إلى المدح بصورة ذكية.[٢]
يستطيع الكاتب أن يستقي الفائدة من تلك الرسالة فيقول مثلًا: "وأشكر لك صنيعك المتفرد معي فأنت الذي ساعدني في محنتي، واصطفاني على نفسه فكان نعم الأخ والمؤيد، والشكر بحقك قليل ضئيل، فمن يشكر البحر على حمله السفن، ومن يشكر الغيمة على سقيها للنَّاس المطر، فوالله ما أنت إلا المطر والغيمة وما أنا -في مقامي ذاك- إلا الأرض القاحلة التي تنتظر من النَّاس أن تُقدِّم لها العون والمساعدة، أنت الشخص الذي لا شبيه له ولا نظير"، ولا بدَّ من الإطراء بجميل الصفات وتحويل اللفظ من المذكر إلى المؤنث حال كان الخطاب موجهًا للأنثى.[٣]
كتابة الخاتمة
ما هي سمات خاتمة رسالة الشكر؟
كذلك لا بدَّ لكاتب الرّسالة من أن يمتلك قدرة كلامية تُمكّنه من الانتقال من العرض إلى الخاتمة دون أن يُشعر المخاطب بالانقطاع ما بين الجزأين، ولا بدَّ من أن تكون الخاتمة قصيرة ومؤثرة تجذب قارئ الرسالة لإتمامها، ومن الممكن الإنهاء كذلك بتحية قصيرة، ومثال على ذلك: "أتمنى أن تمكنني الأيَّام من ردّ صنيعك الجميل معي، وأقدّم لك خالص تمنّياتي بدوام نعم الله عليه، وأرسل لك أطيب تحياتي مع آخر كلمات نسجها قلمي على هذه الورقة التي طُيّبت بجميل صنيعكم".
إن كنتَ ترغب في الاطّلاع على نموذج رسالة شكر، فقد اخترنا لك هذا المقال: رسالة شكر وتقدير رسمية.