كيفية كتابة مقال أدبي

كتابة:
كيفية كتابة مقال أدبي

مفهوم المقالة

المقالة قطعة نثريّة معتدلة الطول، تتضمّن موضوعًا محددًا يعالجه الكاتب، ويعرض فيها المعاني والأفكار المتصلة بذلك الموضوع، وتُكتب بأسلوب سهل خالٍ من التكلّف، وتكون تعبيرًا صادقًا عن شخصية الكاتب، أو عما يعالجه من أفكار، وتتنوع موضوعات المقالة؛ فمنها: الأدبي، والعلمي، والصحفي، والفلسفي، والتاريخي وغير ذلك، وقد تُجمع مقالات عدة لتكوِّن كتابًا، ويختص كل موضوع منها بخصائص تميزه عن سواه، وسيتحدث هذا المقال عن كيفية كتابة مقال أدبي.[١]

كيفية كتابة مقال أدبي

تطوّر المقال في الأدب العربي عن فن الرسائل، واتخذ شكلًا وصفات خاصة به، كما تأثر بالأدب الغربي حتى وصل إلى خصائص تفرده عن الأجناس الأدبية، ولمعرفة كيفية كتابة مقال أدبي لا بدَّ من الوقوف على خصائص المقال الأدبي[٢] وهي:

  • الإيجاز والرشاقة، وتجنب التفصيلات دون إهمال الفكرة.
  • وضوح شخصية الكاتب في المقال إذا كان المقال أدبيًا ذاتيًا.
  • وضوح عواطفه وانفعالاته إذا كان المقال أدبيًا إنسانيًا أو اجتماعيًا أو وطنيًا.
  • الأسلوب الأدبي بما فيه من صور فنية وإيقاع موسيقي، وتجنب الأسلوب العلمي.
  • بلاغة العبارة والدقة في اختيار الكلمات، والبعد عن المباشرة، وتضمين وسائل الإثارة والتشويق.
  • الصدق الفني والإمتاع الجمالي، والقدرة على التأثير في القارئ.
  • الوحدة والتماسك، والتسلسل المنطقي في الانتقال من فكرة إلى أخرى.

هيكل المقال

إنّ كيفية كتابة مقال أدبي تتطلب تأملاً لبنية المقال الأدبي، فالمقال الأدبي يعني عرض لما يتأمله الكاتب، أو يشعر به، فهو وجه من وجوه التعبير الوجداني، وهذا لا يجعل المقال محصورًا بالكاتب نفسه، بل يتعداه إلى كل ما يحيط به فيعرضه برؤيته الخاصة، فقد يكون المقال الأدبي ذاتيًا، أو إنسانيًا، أو دينيًا، أو وطنيًا يبثُّ الكاتب من خلاله انفعالاته الوجدانية الصادقة البعيدة عن كل تزييف، ومن أهم أدوات الكاتب التي ينبغي له أن يمتلكها ليكتب مقالًا أدبيًا الملَكة الأدبية، والمقدرة الفنية؛ التي تعينه في تصوير موضوعه تصويرًا مؤثرًا، بالإضافة إلى العبارة البليغة وحرارة الفكرة، والخيال الذي يُعدُّ لغة العاطفة، وفي هذا تأكيد على أن العاطفة ركيزة المقال الأدبي الأساسية، على أنَّ هذا لا يتعارض مع وجود بعض الومضات الفكرية التي قد تتخلل المقال الأدبي، محاطة بهالة عاطفية، فينسجم الفكر بالعاطفة ويخلقان معًا عملًا أدبيًا متكاملًا، وتتنوع مصادر إلهام الكاتب عند كتابة مقال أدبي؛ فهناك الحالات الوجدانية التي يمر بها، والحوادث اليومية التي يصادفها، وهموم الإنسان، وقضايا المجتمع وغيرها،[٣] أما هيكل المقال فقوامه كما يأتي:

  • المقدمة: تلخيص محتوى المقال وفكرته الرئيسة، ويجب أن تكون موجزة، متضمنة وسائل التشويق، ممهدة لموضوع المقالة.
  • الموضوع: أساس المقال، يبدأ من حيث انتهت المقدمة، ويشغل مساحة أكبر من المقدمة والخاتمة، يعالج فيه الكاتب خواطره وأفكاره ومشاعره بطريقة مؤثرة، ومقنعة بشتى الوسائل.
  • الخاتمة: تركيز وتثبيت لعناصر المقال، وتسليط الضوء على الجوانب المهمة.

المقال الأدبي والمقال العلمي

في المقال العلمي يعرض الكاتب الحقائق المجردة، موجِّهًا خطابه للعقل، مستخدمًا أسلوب العلم، منحِّيًا جانبه الشخصي في عرض الأفكار، وهناك اختلاف بين كتابة مقال أدبي وآخر علمي، فالمقال الأدبي يقوم على تصوير المشاعر بأسلوب لطيف، محرِّك للعواطف والخيال، في حين أن المقال العلمي يركز على نقل المعلومات والحقائق، بلغة العقل والمنطق، فغاية الأول المتعة الوجدانية الجمالية، وغاية الثاني المتعة العقلية، وتُعدُّ المعارف العقلية ركيزة بناء لكتابة كل مقال علمي، بينما تُعدُّ العواطف مادة أساسية لكيفية كتابة مقال أدبي.[٣]

المراجع

  1. فئة من المختصين (2019-2020)، اللغة العربية: كتاب الطالب الصف السابع (الطبعة الثالثة)، سوريا-دمشق: المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية، صفحة 76. بتصرّف.
  2. "المقال"، /www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب إسماعيل مروة (2018)، مدخل إلى تحليل النصوص الإعلامية (الطبعة الأولى)، مصر-الجيزة: دار الشرق للطباعة والنشر، صفحة 84. بتصرّف.
4202 مشاهدة
للأعلى للسفل
×