كيف أتخلص من وسواس الطهارة

كتابة:
كيف أتخلص من وسواس الطهارة

كيف أتخلص من وسواس الطّهارة

قد تُسيطرُ وساوسُ الشّيطانِ على الإنسان فيعتقدُ بطلانَ طهراته كلّما تطهر كأن يشعر أنّه أخرجَ ريحاً ولم يُخرِج، أو نزلَ عليه قطرةُ بولٍ أو مذي-،[١] ويكونُ التّخلصُ منها بطرقٍ عدّة تحدّثَ عنها العلماءُ في كتبهم، نذكر منها ما يأتي:

  • أولاً: العملُ بقاعدةِ اليقين لا يزولُ بالشك: وهي قاعدةٌ فقهية أقرّها العلماءُ، ومعناها أن من تيّقنَ بالطّهارةِ وشكَ بالحَدَثِ يكونُ حكمه أنّه طاهرِ ولا يجبُ عليه إعادة التّطهر للصلاة، وقد عالجَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل هذه الوساوس بقوله في الحديثِ الصحيح: (إذا وجَدَ أحَدُكُمْ في بَطْنِهِ شيئًا، فأشْكَلَ عليه أخَرَجَ منه شيءٌ أمْ لا، فلا يَخْرُجَنَّ مِنَ المَسْجِدِ حتَّى يَسْمع صَوْتًا، أوْ يَجِدَ رِيحًا)،[٢] ووجه الدلالةِ من الحديثِ تكذيبُ الشّيطانِ وطردُ وساوسهِ حتّى يجدَ دليلاً حسياً على خروجِ شيء من فرجه قد يكونُ مفسداً لصلاته.[١]
  • ثانياً: عدمُ الالتفاتِ إلى الوساوس وعدم إعارتها الاهتمام: إذ قد يُشكلُ هذا الاهتمامُ مزيداً من الضغطِ على الإنسان، فيقعُ ضحيةَ الشّيطانِ ومُراده، فكلمّا أعارها اهتماماً أكبرَ ترسخت وتجذّرت في داخله، وكلّما غضَ الطرفَ عنها تلاشت.[٣]
  • ثالثاً: الاستعانة عنه بذكرِ الله -عز وجل- فذكرُ الله -عز وجل طاردٌ للشيطانِ ووساوسه.[٤] وقد وردَ هذا في القرآنِ الكريمِ في سورةِ الأعرافِ من قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذينَ اتَّقَوا إِذا مَسَّهُم طائِفٌ مِنَ الشَّيطانِ تَذَكَّروا فَإِذا هُم مُبصِرونَ)،[٥] وإنّ من العلماءِ من كان يستحَبُ الاستعانة بقول -لا إله إلا الله- للتخلصِ من وساوسِ الشيطانِ.
  • رابعاً: أن يعلمَ المسلم أنما تأتيه هذه الوساوسُ كمحاولةٍ من الشّيطانِ لتشكيكِ المسلمِ بعبادته وصرفه عنها:[٤] فالشّيطان يحاولُ بشتّى الطرق إفسادَ أعمالِ المسلم، وقد حذرنا القرآنُ الكريم من هذه الحقيقة في مواضِعَ عديدة، نذكر منها ما جاء في سورة فاطر، إذ قال -تعالى-: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ).[٦]
  • خامساً: أنّ يعلمَ المُسلمُ سماحةَ دينه:[٤] لقد جاءَ الدّين الإسلاميُ بالسّماحةِ واليُسرِ، فكانَ من مقاصدهِ رفعُ الحَرَجِ عن النّاس، وما كان ليوجِبَ على المكلّف إعادةَ طهارته أو صلاته بلا سببٍ وجيهٍ أو دليل، لذا فليبنِ المسلمُ على هذه القاعدةِ وليتيقن بطهارته بعيداً عن الشكِ والوساوس، ومن الآيات الدّالة على مبدأ رفع الحرجِ، قوله -تعالى-: (يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)،[٧] وكذلكَ قوله: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)،[٨] وكذلكَ ذكرَ آيةً خاصّةً في التخفيفِ عن النّاسِ فقال: (يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا).[٩]
  • سادساً: الاستعاذة من الشّيطانِ الرّجيمِ:[١٠] إذ يروي الإمامُ مسلم في صحيحه حديثَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمّا سألهُ سائل عن هذا، فجرى الحوارُ بينهما كما يأتي: (يا رَسولَ اللهِ، إنَّ الشَّيْطَانَ قدْ حَالَ بَيْنِي وبيْنَ صَلَاتي وَقِرَاءَتي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: ذَاكَ شيطَانٌ يُقَالُ له خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ باللَّهِ منه، وَاتْفِلْ علَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا قالَ: فَفَعَلْتُ ذلكَ فأذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي)،[١١] فالاستعاذةٌ تحمي المؤمنِ نفسه من كيدِ الشّيطانِ الرّجيم، وقد جاءَ بيانُ هذا في آخرَ سورةٍ ترتبت في القرآنِ الكريم، سورة النّاس، إذ قال -تعالى- فيها: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَـهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).[١٢]
  • سابعاً: أنّ يتحلّى المسلم بالإرادةِ والحزمِ بأن يَعقِلَ ثمّ يتوكل،[٤] فالمسلم لو طبّقَ الشروطَ الصحيحة للطهارةِ ولم يُعِرِ وساوسَ الشيطانِ اهتماماً يكونُ بذلك قد أدّى ما عليه تجاه طهارته فوجبَ عليه أن يُسلِّمَ أمرهُ لله -عز وجل ولا يلتفت.
  • ثامناً: أن يتعلمَ المُسلمُ الطريقةَ الصّحيحة للطهارة: فإن تعلّمها ثمّ مارسها فأتقنها فاعتادَ عليها، لم يعد له مجالٌ للشكِ في أدائه لها، ومن شأنِ هذا أن يَطرُدَ وساوسَ الشّيطانِ الّتي قد تُراوِده.[١٣]
  • عاشراً: التضييقُ على النّفسِ ومُخالفتها: بأن يضعَ الإنسان حدوداً لما تحثهُ نفسه عليه، فيخالِفُها ويفعلُ الصّوابَ بعدمِ الالتفاتِ إلى هذه الوساوِس.[١٤]


ماهو وسواس الطّهارة وأمثلة عليه

ماهو وسواس الطّهارة

يستخدمُ الفقهاء مصطلح الوسوسة لقصدِ معانٍ عدّة، نذكر شيئاً منها فيما يأتي:[١٥]

  • التعريفُ الأول: أنّ الوسوسةَ هي حديثُ الإنسانِ لنفسه وتردده في فعلِ الشيءِ أو عدمِ فعله.
  • التعريف الثاني: أنّ الوسوسة هي أحاديثٌ يُلقيها الشّيطانُ الرّجيم في نفسِ الإنسان.
  • التعريف الثالث: أنّ الوسوسةَ شيئٌ يُقذَفُ في نفسِ الإنسانُ يُدخلُ الشكَّ إليها، حتّى يحتاطَ لها بإعادة الفعلِ مراراً وتكراراً اعتقاداً منه أنّه لم يفعله، أو لم يفعله بطريقةٍ صحيحة، ويكونُ الإنسانُ بِها مسلوبَ العقل تُسيطرُ الوساوس عليه.
  • التعريف الرابع: أنّ الوسوسةَ شيءٌ يُقذّفُ في نفسِ الإنسانِ دونَ إرادته.[١٦]


يروي الإمامُ البخاريُ في صحيحه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حكم الوسوسة، أنّه قال: (إنَّ اللَّهَ تَجاوَزَ لِأُمَّتي عَمَّا وسْوَسَتْ، أوْ حَدَّثَتْ به أنْفُسَها، ما لَمْ تَعْمَلْ به أوْ تَكَلَّمْ)،[١٧] فكانت الوسوسةُ بذلكَ مرفوعةٌ في الإسلامِ ليسَ على من تأتيه شيءٌ، إلّا إذا فعل ما تحثّهُ عليه أو تحدثَ به.[٣]


أمثلة وصور على وسواس الطّهارة

تتعدد الصّور والأمثلة لأشكالِ وسوِاس الطّهارة الّتي تروادُ النّاسَ المُصابينَ بها، وجميعها بالجملةِ تبدأ بدخولِ الشكِ على الإنسانِ، نذكر منها ما يأتي:[١٨][١٩]

  • المثال الأول: الشك في انعقادِ نّيته للوضوءِ أو للغسلِ.
  • المثال الثاني: الشك في طهارةِ ماءِ الوضوءِ أو ماءِ الغسلِ.
  • المثال الثالث: الشك في الحدثِ الأصغرِ والأكبر، هل أحدثَ أم لم يُحدِث، أو هل رُفِعَ الحدثُ أم لم يُرفع.
  • المثال الرابع: الشك في صفة الوضوءِ أو صفةِ الغسل، هل أصابَ فيها أم لم يُصِب.
  • المثال الخامس: الشك في طهارةِ ثيابِه للصلاة، هل أصابها نجاسةٌ أم لم يُصِبها.
  • المثال السادس: الشك في في طهارته إذا ما سالَ عليه شيءٌ يسيرٌ من الدّم بخدشٍ أو ما شابه.
  • المثالُ السابع: أن يشكَ الإنسانُ في طهارتهِ إذا مسَّ طِفلاً، هل عليه شيءٌ من بولٍ أو قيء.


مفاسد وآثار الإصابة بوسواس الطهارة

تتعدد المفاسدُ والآثارُ السلبيةُ لإصابةِ الإنسانِ بوسواسِ الطّهارة، نذكرُ منها ما يأتي:

  • المفسدةُ الأولى: الوقوعُ في الغلّو في العبادات، فالوضوءُ عبادةٌ ولكن المبالغةَ فيه قد يَصِلُ إلى درجةِ الغلو المذموم.[٢٠]
  • المفسدةُ الثانية: قد يقعُ جلّ تركيز الموسوس له على إيصالِ المالِ لعضوٍ معين فيحرصُ عليه حرصاً شديداً مما قد يؤدي إلى إهماله إلى عضوٍ آخر،[٢١] وقد روى الإمامُ مسلم في صحيحه عن مقدارٍ الماءِ الّذي كان يستخدمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للطهارةِ فقال: (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَتَوَضَّأُ بالمُدِّ، ويَغْتَسِلُ بالصَّاعِ، إلى خَمْسَةِ أمْدادٍ).[٢٢]
  • المفسدةُ الثالثة: الإسرافُ في الماءِ نتيجةُ لتكرارِ الوضوءِ مراراً وتكراراً، إذ يشعرُ الموسوس له بضرورة إعادةِ التّطهرِ كلما دخلَ قلبه شيء.[٢٣]
  • المفسدة الرابعة: المبالغةُ في الوضوءِ وتكراره بلا وجهِ حقٍ يعتبرُ تعدياً على هذه العبادة، وقد وردَ في القرآنِ الكريمِ قوله -تعالى- في سورةِ الأعرافِ: (إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُعتَدينَ)،[٢٤] فضلاً عن أنّ الله -عز وجل- لا يقبلُ التّعدي في شرعه.[٢٥]
  • المفسدةُ الخامسة: المُبالغةُ في الوضوءِ قد تُشغِلُ ذمّةَ الإنسانِ بما ليس منها، فلو كانَ الماءُ المستخدمِ للتطهر مملوكاً للغير، وأسرفَ فيه الإنسانُ المُصابُ بالوسوسة، لكانَ حقاً عليه أن يَردَ الماءَ إلى صاحبه أو أن يردَ قيمته، ولو توالت هذه الحوادِث لزادَ دينُهُ بلا حاجةٍ للخوضِ في كلِّ هذا.[٢٦]
  • المفسدةُ السادسة: الإنسانُ المُصابُ بالوسوسةِ يعتبرُ مُخالفاُ للسنةِ ما دام يفعلُ ما تحثهُ عليه نفسه، حتّى أنّ منهم من لا يثقُ بصفةِ وضوءِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا يجدُ القناعةَ في طهوريتهِ إذا اتبعها كما جاءت عنه -صلى الله عليه وسلم-،[٢٧] إذ بيّنَ رسول الله -صلى الله عليه وسلمٌ- صفةَ الوضوءِ الصّحيحة، وبيّنَ أنّ من أخلَ بها كان ظالماً، وذلك في قوله: (هَكذا الوضوءُ فمن زادَ علَى هذا أو نقُصَ فقد أساءَ وظلمَ).[٢٨]
  • المفسدةُ السابعة: إنّ المُصاب بالوسوسةِ قد ينشغلُ بالطّهارةِ وإعادتها عن الصّلاةِ نفسها، فتوته صلاةُ الجماعة أو يفوته وقت الصّلاةِ بالجُملة.[٢٩]


المراجع

  1. ^ أ ب إيمان عصر، أثر الوسواس القهري على الطهارة والصلاة، مصر، كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات، صفحة 517-519. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 362، صحيح.
  3. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (2009م)، فتاوى الشبكة الإسلامية، www.islamweb.net، صفحة 1729، جزء 11. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث إيمان عصر، أثر الوسواس القهري على الطهارة والصلاة، مصر، كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات، صفحة 557-561. بتصرّف.
  5. سورة الأعراف، آية: 201.
  6. سورة فاطر، آية: 6.
  7. سورة البقرة، آية: 185.
  8. سورة الحج، آية: 78.
  9. سورة النساء، آية: 28.
  10. ابن عثيمين (1426ه)، شرح رياض الصالحين، الرياض، دار الوطن للنشر، صفحة 548، جزء 5. بتصرّف.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي العلاء البياضي، الصفحة أو الرقم: 2203، صحيح.
  12. سورة الناس، آية: 1-6.
  13. محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، www.islamweb.net دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، صفحة 2، جزء 57. بتصرّف.
  14. مجموعة من المؤلفين (2009م)، فتاوى الشبكة الإسلامية، www.islamweb.net، صفحة 2125، جزء 6. بتصرّف.
  15. إيمان عصر، أثر الوسواس القهري على الطهارة والصلاة، مصر، كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات، صفحة 505. بتصرّف.
  16. مجموعة من المؤلفين (2009م)، فتاوى الشبكة الإسلامية، www.islamweb.net، صفحة 1994، جزء 6. بتصرّف.
  17. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6664، صحيح.
  18. محمد شريف سالم (2008م)، الوسواس القهري (الطبعة الخامسة)، مصر، مكتبة دار العقيدة، صفحة 31-32. بتصرّف.
  19. محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، www.islamweb.net دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، صفحة 13، جزء 255. بتصرّف.
  20. صالح الفوزان (1423ه)، الملخص الفقهي، الرياض، دار العاصمة، صفحة 51، جزء 1. بتصرّف.
  21. صالح الفوزان (1423ه)، الملخص الفقهي، الرياض، دار العاصمة، صفحة 51، جزء 1. بتصرّف.
  22. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 325، صحيح.
  23. صالح الفوزان (1423ه)، الملخص الفقهي، الرياض، دار العاصمة، صفحة 51، جزء 1. بتصرّف.
  24. سورة الأعراف، آية: 55.
  25. ابن القيم (1432ه)، إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان (الطبعة الأولى)، مكة المكرمةـ دار عالم الفوائد، صفحة 250، جزء 1. بتصرّف.
  26. ابن القيم (1432ه)، إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان (الطبعة الأولى)، مكة المكرمة، دار عالم الفوائد، صفحة 250، جزء 1. بتصرّف.
  27. محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، www.islamweb.net دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، صفحة 13، جزء 255. بتصرّف.
  28. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله ابن عمرو، الصفحة أو الرقم: 135، حسن صحيح، دون قوله: "أو نقص".
  29. محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، www.islamweb.net دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، صفحة 13، جزء 255. بتصرّف.

3826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×