كيف أتعامل مع الرغبة الملحة للتدخين

التدخين

يُصنّف التدخين أحد أكبر المشكلات التي يعاني منها الانسان في العصر الحديث، إذ تتسبب هذه الجائحة في حدوث نصف مليون وفاة كل عام في الولايات المتحدة وحدها، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ التدخين يُعدّ سببًا رئيسًا للإصابة ببعض أنواع السرطانات، وأبرزها سرطان الرئة، كما يسبب الإصابة بأمراض تنفسية أخرى؛ كالانسداد الرئوي المزمن. لذا فإنّ الإقلاع عن التدخين ضرورة لا غنى عنها.^[١]

الرغبة المُلحّة في التدخين

يعتمد جسم الشخص المدخن على النيكوتين الموجود في السجائر للحصول على الراحة، وعند عدم أخذها فإنّه سيشعر بعدم الراحة، وسيعاني من بعض الأعراض الانسحابية، ويحدث الإدمان على النيكوتين بسرعة كبيرة، إذ إنّه عند تدخين الشخص للتبغ عن طريق السجائر، أو مضغ التبغ، أو أي طريقة أخرى يدخل النيكوتين الجسم، وينشّط مستقبلات النيكوتين في الدماغ، وكلّما وصل النيكوتين إلى الدماغ أسرع زاد تأثيره في الدماغ، وصمّمت شركات التبغ السجائر لإعطاء مستويات عالية من النيكوتين للدماغ بسرعة كبيرة، إذ تستغرق هذه العملية بأكملها من ست إلى عشر ثوانٍ فقط، الأمر الذي يؤدي إلى إدمان هذه المادة، وصعوبة الإقلاع عنها.^[٢]

بدائل فعالة من التدخين

تُستخدَم بعض المنتجات المستبدلة للنيكوتين في شكل بدائل فعّالة من التدخين، لكن يجب استخدام هذه المنتجات بطريقة صحيحة للحصول على أفضل نتائج، ومن أبرزها ما يأتي:^[٣]

• لصقات النيكوتين، لا تحتاج هذه اللصقات إلى وصفة طبية، وتُستخدَم بطريقة صحيحة عبر ارتداء لصقة واحدة كل يوم، واستبدالها بعد 24 ساعة، ووضع اللصقات على مناطق مختلفة فوق الخصر، وأسفل الرقبة كل يوم، ووضع اللصقات على المناطق التي لا تحتوي على شعر، كما يجب التنويه إلى انخفاض معاناة الأشخاص الذين يستخدمون هذه اللصقات من الأعراض الانسحابية للنيكوتين، لكن إذا كان ارتدائها يسبب صعوبة في النوم أو رؤية أحلام مزعجة؛ فإنّ الشخص يزيلها عند النوم، وينصح الأشخاص الذين يدخنون أقل من عشر سجائر يوميًا، أو الذين تقل أوزانهم عن 45 (كيلو غرام) بالبدء بجرعة أقل.
• علكة النيكوتين، التي يشتريها الشخص من غير الحاجة إلى وصفة طبية، ويجب الالتزام بالنصائح الآتية عند استخدام هذا المنتج:
  • اتباع التعليمات المرفقة مع العبوة.
  • مضغ قطعة إلى قطعتين كل ساعة إذا توقف الشخص عن التدخين مباشرة، إذ لا يتجاوز المجموع اليومي للقطع العشرين.
  • مضغ العلكة ببطء حتى يشعر الشخص بطعم حار، ثم تُحفَظ بين اللثة والخد وتُخزّن، الأمر الذي يسمح بامتصاص النيكوتين بطريقة أفضل.
  • الانتظار لمدة خمسة عشر دقيقة على الأقل بعد شرب القهوة، أو الشاي، أو المشروبات الغازية والحمضية قبل مضغ قطعة العلكة.
  • استخدام العلكة بجرعة أربعة غرامات بدل غرامين للأشخاص الذين يدخنون 25 سيجارة أو أكثر يوميًا؛ ذلك للحصول على أفضل النتائج، وتهدف هذه العملية إلى التوقف عن استخدامها قبل مضي 12 أسبوعًا، ويجب التحدث إلى الطبيب الاختصاصي قبل استخدام العلكة لمدة أطول.
• جهاز استنشاق النيكوتين، يتطلب هذا الجهاز وصفة طبية في بعض البلدان، ويُستخدَم عن طريق ما يأتي:
  • إدخال لفافة النيكوتين في جهاز الاستنشاق، والنفخ لمدة عشرين دقيقة تقريبًا، وتكرار هذه العملية ست عشرة مرة في اليوم.
  • تميّز جهاز الاستنشاق بأنّه سريع المفعول، ويستغرق وقتًا مماثلًا لعلكة النيكوتين للحصول على النتائج، لكنه أسرع من لصقات النيكوتين.
  • عدم دخول معظم بخار النيكوتين في الشعب الهوائية في الرئة، لذا يعاني بعض الأشخاص من تهيج الفم، أو الحلق والسعال عند استخدامه.
• بخاخ الأنف، يحتاج هذا المنتج إلى وصفة طبية، ويعطي جرعة عالية من النيكوتين لإشباع الرغبة المُلحّة إلى التدخين التي لا يستطيع الشخص تجاهلها، ويجب اتباع التعليمات المرفقة مع المنتج المتعلقة بكيفية استخدامه، وعندما يبدأ الشخص الإقلاع عن التدخين يحتاج إلى الرش من مرة إلى مرتين في كلّ فتحة أنف كل ساعة، لكن يجب ألّا يُرشّ أكثر من ثمانين مرة في اليوم الواحد، كما لا ينبغي استخدام الرشاش لأكثر من ستة أشهر، ويتسبب ذلك في تهييج الأنف، والعينين، والحلق، لكن غالبًا ما تختفي هذه الآثار الجانبية في غضون أيام قليلة.

نصائح للإقلاع عن التدخين

تساعد النصائح الآتية في الإقلاع عن التدخين:^[٤]

• تحديد سبب الإقلاع عن التدخين: حتى يحصل الشخص على حافز يحتاج إلى سبب شخصي قوي، الذي يبدو أنّه حماية العائلة من التدخين السلبي، أو التقليل من خطر الإصابة بسرطان الرئة أو أمراض القلب أو حالات أخرى.
• الاستعداد قبل البدء: يمرّ الشخص بأعراض انسحابية عند التوقف عن التدخين؛ لذا يجب سؤال طبيب اختصاصي عن الطرق المتوفرة التي تساعد في ذلك؛ كدروس الإقلاع عن التدخين، والاستشارات، واستخدام الأدوية، والتنويم المغناطيسي.
• طلب مساعدة الأشخاص المقربين والأحباء: يُخبر الشخص الأصدقاء، والعائلة، والأشخاص الآخرين أنّه يحاول الإقلاع عن التدخين، إذ يشجّعوه على الاستمرار، والانضمام إلى مجموعة دعم أو التحدث إلى مستشار، إذ يُعدّ العلاج السلوكي نوعَا من الاستشارة التي تساعد الشخص في تحديد استراتيجيات الإقلاع عن التدخين والالتزام بها.
• منح الشخص لنفسه استراحة، أحد أسباب تدخين الشخص أنّ النيكوتين يساعد في الاسترخاء، وعند الإقلاع عنه سيحتاج إلى طرق جديدة للحصول على الراحة، ويوجد العديد من الخيارات؛ إذ يستطيع مارسة الرياضة، أو التواصل مع الأصدقاء، وتجنب المواقف ذات التوتر العالي خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد التوقف عن التدخين.
• تجنب شرب الكحول والمحفزات الأخرى، فعند شرب الشخص للكحول يصعب عليه التمسك بهدف عدم التدخين؛ لذا يجب التوقف عن شربه، كما يجب التوقف عن المحفزات الأخرى، فإذا كان الشخص يدخّن عند شرب القهوة فإنّه ينتقل إلى شرب الشاي لبضعة أسابيع.

المراجع

1. ↑ "Health Effects of Cigarette Smoking", cdc, Retrieved 23-4-2020. Edited.
2. ↑ "Why Do I Smoke and Why Do I Keep Smoking?", thoracic, Retrieved 23-4-2020. Edited.
3. ↑ "Nicotine replacement therapy", medlineplus, Retrieved 23-4-2020. Edited.
4. ↑ "13 Best Quit-Smoking Tips Ever", webmd, Retrieved 23-4-2020. Edited.