محتويات
وسائل الإعلام والطفل
تُعدّ وسائل الإعلام من أكثر الأشياء تأثيرًا على الطفل من الناحية النفسية والاجتماعية والتربوية، حيث تُسهم في بلورة أفكاره وصقل شخصيته بشكلٍ كبير، ومنحه المفتاح نحو تحديد التوجهات التي قد يتبناها الطفل عندما يكبر، بهذا يجب عدم الاستهانة في تأثيرها، وهي تُساهم في توجيه أفكاره في عمرٍ مبكر، خصوصًا أنّ الأطفال في سنٍ صغيرة يُدمنون على مشاهدة التلفاز ووسائل الإعلام المختلفة بشكلٍ كبير، بالإضافة إلى وسائل الإعلام الأخرى مثل الكتب والراديو والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت، فقد أصبح الأطفال حاليًا يُمسكون هواتف آبائهم وأمهاتهم أو يمتلكون أجهزة لوحية خاصة بهم، ويبحثون عمّا يُعجبهم في مختلف الأماكن والمنابر الإعلامية، ولهذا تُساهم وسائل الإعلام اليوم وبشكلٍ فاعل في تنشئة الأطفال وتوجيه أفكارهم، وتوجيه سلوكياتهم وردود أفعالهم في المواقف المختلفة، حتى أنها أصبحت تُؤثر على مخزونهم اللغوي ولهجتهم وطريقة كلامهم، لهذا يرصد الخبراء النفسيون تأثير وسائل الإعلام على الطفل من الناحيتين الإيجابية والسلبية.[١]
كيف أثر الإعلام على الأطفال؟ وكيف يمكن توجيهه لتنشئتهم؟
يُمكن أن يُؤثر الإعلام على الأطفال بصورة كبيرة جدًا، ويُسهم في تنشئة الأفكار الخاصة بالطفل، وهذا التأثير قد يكن تأثيرًا إيجابيًا أو تأثيرًا سلبيًا، لهذا يجب التحكّم به قدر الإمكان، وإتاحة الفرصة للطفل كي يأخذ أقصى استفادة من وسائل الإعلام، دون أن يُؤثر هذا على قدراته الأخرى مثل التخيّل واللعب الحر والاندماج الاجتماعي، خصوصًا أنّ جلوس الطفل لساعاتٍ طويلة أمام وسائل الإعلام المختلفة وشبكة الإنترنت، قد يصنع لديه فجوة في التعامل مع محيطه، وفيما يأتي بيان أثر الإعلام على الأطفال، بالإضافة إلى بيان كيف يمكن توجيه الإعلام لتنشئة الأطفال؟.[٢]
كيف أثر الإعلام على الأطفال؟
التأثير الأكبر للإعلام على الأطفال يكون من خلال الإعلام المرئي والمسموع أكثر من المقروء، فالإعلام المرئي مثل التلفاز وقنوات الفيديو المختلفة على شبكة الإنترنت، تجمع ما بين الدور الترفيهي والدور التربوي والدور التثقيفي للطفل، فهي تمنحه فرصة خطاب مباشرة لحاستي السمع والبصر، وتزيد من جذب انتباهه لإشباع الحاجات الإنسانية لديه، والتي تكون كبيرة في مرحلة الطفولة، لهذا فإنّ تأثير الإعلام على الأطفال إيجابيًا من ناحية كبيرة جدًا، ويُسهم في تطوّر نمو الطفل العقلي واللغوي والاجتماعي، ويمنحه آفاقًا جديدة ليتعلّم منها، وتؤثر في سلوكه، وتُغذي حبه للمعرفة والاستطلاع، وتُشبع فضوله بدرجة كبيرة، أما الجانب السلبي في أثر الإعلام على الأطفال فهو من خلال تعلّم الطفل لسلوكيات غير مرغوبة، وأفكار غريبة عن المجتمع والدين في بعض الأحيان، مما يُسبب تغييرًا في أفكار الطفل، وحدوث زعزعة في طريقة تفكيره وانتمائه، كما أنّ الإعلام قد يُسبب حدوث عزلة اجتماعية للطفل، وإدمان على حضور البرامج الخاصة بالأطفال،وقلة التركيز على اللعب مع الأصدقاء أو ممارسة الأنشطة المختلفة.[٢]
من التأثيرات السلبية للإعلام على الطفل أنّه قد يغذي العنف عند الأطفال، ويدلّه على طرق مختلفة لممارسة هذا العنف سواء العنف الجسدي أو اللفظي، كما قد يُساهم الإعلام في سلخ الطفل عن مجتمعه، وعمل فجوة كبيرة بين الطفل والأهل من ناحية، وبين الطفل وأقرانه من ناحية أخرى، خصوصًا إذا أُصيب الطفل بإدمان على وسائل الإعلام المختلفة، وبعض القنوات غير الهادفة التي يكون هدفها التسلية والترفيه فقط، دون إضافة أي فائدة تُذكر للطفل من الناحية الثقافية أو الاجتماعية أو التعليمية، إلا أنها تزيد في عزلة الطفل وعدم ممارسته للأنشطة الاعتيادية التي يقوم بها الأطفال، وهذا قد يكون له العديد من التعبات النفسية والصحية، والتي يجب الانتباه إليها وعدم التهاون فيها أبدًا أو التغاضي عن تأثيرها في شخصية الطفل وسلوكه وطريقة تفكيره.[٢]
كيف يمكن توجيه الإعلام لتنشئة الأطفال؟
يُمكن توجيه الإعلام لتنشئة الأطفال تنشئة صحيحة بعدّة طرق، وهي طرق سهلة التطبيق وتُساهم في تقليل الآثار السلبية الناتجة عن مشاهدة الطفل لوسائل الإعلام، وتخفيف تأثره فيها من الناحية السلبية، وأهم هذه الطرق هو اختيار البرامج التي يُسمح للطفل بمتابعتها على التلفاز أو على شبكة الإنترنت، وتعليم الطفل الفرق بين البرامج الهادفة وغير الهادفة، وتوجيهه بطريقة الوعظ والإرشاد، كما يُمكن التخلص من وجود القنوات التي لا تُناسب الطفل، وتعزيز سلوكه في التعامل معها، ويجب أيضًا تحديد وقت مخصص لحضور الطفل وسائل الإعلام المختلفة، وعدم السماح له بقضاء الوقت أمام وسائل الإعلام المختلفة طول الوقت دون أي محاسبة، مع ضمان مراقبة الآباء والأمهات لأطفالهم، ففي الوقت الحالي أصبح الإعلام موجهًا بدرجة كبيرًا، وتسعى الكثير من الجهات الإعلامية الموجهة للطفل إلى خلق أبطالٍ أسطوريين وخرافيين وتخزينهم في عقل الطفل بدلًا من إرشادهم إلى معرفة الأبطال الحقيقيين وقصص الأنبياء والصحابة مثلًا، مما يُغيّب وجود القدوة الحقيقة للطفل.[٢]
يكون التوجيه الأكبر بالنسبة للطفل أثناء متابعته لوسائل الإعلام بجلوس أحد والديه أو كليهما معه أثناء حضوره للبرامج وأناشيد الأطفال، ومشاركته حضور البرامج التي يُحبها، والاستماع إلى وجهة نظره، والتعليق على ما يُعرض وبيان الصح من الخطأ، وفي الوقت نفسه يجب إزالة القنوات التي تُشوّه المفاهيم في عقل الطفل، خصوصًا القنوات الإعلامية التي تبث الانحلال والعادات الخارجة عن المجتمع والدّين، والقنوات الإعلامية التي تبث مشاهد العنف، حتى لا تكون هذه المشاهد مألوفة بالنسبة للطفل، فلا يستغربها في المستقبل، كما يجب السعي في إنتاج البرامج الهادفة والتعليمية التي تُنمي مواهب الأطفال، وخصوصًا البرامج الموجهة لعمر معين من الطفولة المبكرة والمتوسطة والمتأخرة، بحيث يتم توجيه هذه البرامج وفق قواعد معينة مناسبة لعمر الطفل وتوجهاته، فالتعليم في سن صغيرة يعلق في ذهن الطفل بشكلٍ كبير، ويُساعده في تنمية طريقة التفكير وتغذية الفضول المعروف لدى الأطفال.[١]
المراجع
- ^ أ ب "الأطفال والإعلام"، www.unicef.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-27. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "وسائل الإعلام وأثرها على الأطفال"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-28. بتصرّف.