كيف أختار معجون الأسنان المناسب؟

كتابة:
كيف أختار معجون الأسنان المناسب؟

معجون الأسنان

قد لا يخطر في بالنا مدى عمق تأثير الإبتسامة الصحيّة في ثقة الشخص وحياته الإجتماعية من جهة، وحقيقة فإنّ صحة الأسنان مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بصحة الأنظمة الحيوية داخل الجسم من جهة أخرى، إذ إنّ جزءًا كبيرًا من الأسنان يوجد تشريحيًّا في الجزء المرئي من الوجه، إلى جانب دورها الأساسي في عمليتَي النطق السليم ومضغ الطعام.[١]

ليس من الضروري أن تبدو عملية الحفاظ على الأسنان معقّدة وصعبة، فأبجدية العناية بالأسنان تتلخّص في تنظيف الأسنان بمعجون الأسنان والفرشاة المناسبين، واستخدام خيط تنظيف الأسنان بالطريقة الصّحيحة، ومن المثير للاهتمام أنّ معجون الأسنان عُرِفَ منذ القدم عند القدماء المصريين. وفي هذا المقال عرض لمجموعة من أهم ما يتعلق بمعجون الأسنان وكيفية اختيار الأنواع الأنسب.[٢]


كيف أختار معجون الأسنان المناسب؟

إنّ أفضل طريقة لاختيار معجون الأسنان سؤال الطبيب الاختصاصي عن المنتجات التي يوصي بها تبعًا لحالة الأسنان واللثة، فمشكلات الفم واللثة تلعب دورًا كبيرًا في تحديد نوع معجون الأسنان الذي يساهم في تخفيف الأعراض التي قد يعاني من المصاب أو القضاء عليها، على الرغم من الكم الهائل لمعاجين الأسنان، لكنّها تُقسّم عدّة فئات رئيسة متخصّصة وفق الآتي:


معجون الأسنان بالفلوريد

يستطيع معجون الأسنان بالفلوريد منع تسوّس الأسنان بفاعليّة، ويجب اختيار الأنواع التي يتراوح تركيز الفلوريد فيها بين 1350 و1500 جزء في المليون.[٣] ويجدر التّنويه إلى أنّ تسوّس الأسنان يُشكّل أحد الأمراض الأكثر انتشارًا عند الكبار والصغار، وللحماية الفعّالة من التسوّس باستخدام معجون الفلوريد يجب أن يُنظّف الأطفال دون سن 3 سنوات أسنانهم بالفرشاة مرتين يوميًا مع مراعاة أن يبدو محتوى الفلوريد في المعجون 1000 جزء في المليون على الأقل بواسطة الشركات المُصنّعة.

أمّا الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات فيُستَحبّ لهم تنظيف الأسنان بالمعجون مرتين يوميًا على الأقل وبمحتوى أكبر من 1000 جزء في المليون من الفلورايد.[٣] ويُعالج الطبيب المصاب بتسوس الأسنان بواسطة الفلورايد أيضًا، خاصةً في المراحل المبكرة من تسوس الأسنان، فقد يساعد الفلورايد المينا في التعافي الذاتي:[٤]


المعجون المقاوم لحساسية الأسنان

تحتوي معاجين الأسنان هذه على نترات البوتاسيوم أو كلوريد السترونشيوم، وتحتاج إلى مدة تصل إلى أربعة أسابيع من الاستخدام المنتظم للعمل بفاعليّة.[٥]

ومن الجدير بالذّكر أنّ حساسية الأسنان تتمثل في ألم حاد قصيرالأمد ينشأ بسبب تهيّج طبقة العاج المكشوفة عند التعرّض للمنبهات الحرارية أو اللمسية أو الأسموزية أو الكيميائية أو البخار، والذي لا يُعزى إلى أيّ خلل أو مرض آخر في الأسنان، ويوجد عدد من الفرضيات التي تفسّر سبب حدوث حساسية الأسنان، لكنّها تنتج من تآكل المينا أو تعرِّي جذور الأسنان؛ بسبب تنظيف الأسنان بالطريقة الخاطئة، أو تناول الأطعمة الحمضية بكثرة، أو انحسار اللثة.[٦]


المعجون المقاوم للتكلّس

في الوضع الطبيعي تتكوّن عند كلّ إنسان طبقة من البكتيريا على أسنانه تُسمّى البلاك، وإذا لم تُزَل هذه الطبقة على الفور بعد تناول الطعام عن طريق تنظيف الأسنان بالفرشاة، فإنّها تتصلّب مع الوقت لتكوّن الجير الذي قد يتراكم على الأسنان وتحت اللثة، ويقود إلى الالتهابات ورائحة الفم الكريهة، ويستخدم الشخص معاجين الأسنان المقاومة للتكلس والتي يُعزى مفعولها إلى وجود مواد؛ مثل: سيترات الزنك ثلاثي الهيدرات [ZCT] والمضاد الحيوي الذي يُسمّى تريكلوسان، واللذان يقضيان على البكتيريا، والحد من تأثير سمومها في اللثة والأسنان ومقاومة تراكم الكالسيوم وتكوين الجير على طبقة البلاك.[٧]

ويجدر بالذّكر أنّ الكثير من الناس قد يشتكون من رائحة الفم الكريهة، خصوصًا في الصباح، وتُعدّ إحدى المشكلات المسببة للإحراج، وقد يُظنّ أنّها تنتج من تناول للأطعمة والمشروبات ذات الروائح النفّاذة فقط، وفي الحقيقة تلعب صحة الأسنان واللثة دورًا مهمًا في رائحة الفم، إذ إنّ تسوّس الأسنان وتراكم البلاك عاملان مهمّان يقفان وراء انبعاث الرائحة الكريهة من الفم، إضافةً إلى جفاف الفم والتقرّحات والتدخين وأمراض الجهاز الهضمي.[٨]


معجون تبييض الأسنان

يحتوي هذا المعجون على جزيئات خشنة أو مواد كيميائية كاشطة وآمنة على بنية السن لتزيل البقع والتصبّغات الصفراء عن سطح الأسنان؛ مثل: بيروكسيد الهيدروجين الذي يساهم في تفكيك الصبغات الناتجة من القهوة والتدخين.[٩] وبعض معاجين الأسنان المبيّضة تحتوي على مادة تُسمّى الكوفارين الأزرق، والذي يلتصق بسطح الأسنان ويخلق نوعًا من الوهم البصري الذي يجعل الأسنان تبدو أقلّ اصفرارًا.[١٠]


ما مكونات معجون الأسنان؟

على الرغم من التنوّع الكبير في معاجين الأسنان، لكنّها تتشابه بوجود عدد من المكونات المشتركة، وتشمل:[١١]

  • مواد كاشطة: ومنها كربونات الكالسيوم والسيليكات، والتي تزيل الطعام والبكتيريا والبقع من الأسنان.
  • حافظات الرطوبة: يحافظ الجليسرين على رطوبة المعجون، ويمنعه من الجفاف.
  • المنكهات: غالبًا ما تُضاف المحليات الاصطناعية؛ مثل: السُّكّرين ونكهات النعناع والفواكه لتحسين مذاق معجون الأسنان في الفم.
  • المواد المكثفة: هذه المواد مسؤولة عن بنية المعجون السميكة القابلة للفرد على فرشاة الأسنان؛ مثل: الغرويات المعدنية والغرويات المستخلصة من الأعشاب البحرية.
  • مواد منظّفة: وتتضمن كبريتات لوريل الصوديوم المسؤول عن تكوين الرغوة عند فرك الأسنان بالمعجون، ويجدر التنويه إلى أنّ هذه المادة قد تبدو سببًا في تكوّن قرحة الفم.[١٢]


هل يُصنَع بديل من معجون الأسنان في المنزل؟

لحسن الحظ هناك بعض البدائل البسيطة منزلية الصنع، ويستخدم الشخص العديد من الخيارات الطبيعية للحصول على معجون أسنان يعمل بفاعلية، وفي الآتي بعض الوصفات المفيدة:[١٣][١٤]


معجون الأسنان من بيكربونات الصوديوم (صودا الخبز)

  • المكونات:
    • ملعقة كبيرة من صودا الخبز.
    • ملعقة كبيرة من الملح الطبيعي.
    • بضع قطرات من الزيت العطري؛ مثل: زيت القرنفل أو النعناع أو الماء.
  • الإرشادات: تُخلَط كلّ المكونات للحصول على معجون متجانس، ويُخزّن في عبوة في درجة حرارة الغرفة.
  • الفاعليّة: تعمل صودا الخبز مبيّضًا فعّالًا للأسنان بفضل حبيباتها الخشنة، كما تمنع تكاثر البكتيريا بسبب طبيعتها القاعدية. ولتعزيز فاعليّة التبييض في هذا المعجون يُضاف ربع ملعقة صغيرة من بيروكسيد الهيدروجين (ماء الأكسجين) إلى الخليط.


معجون الأسنان بزيت جوز الهند

  • المكونات:
    • ملعقتان كبيرتان من بيكربونات الصوديوم.
    • ملعقتان كبيرتان من زيت جوز الهند.
  • الإرشادات: تُخلَط كلّ المكونات جيدًا للحصول على معجون ذي ملمس ناعم. ويُجرّب إجراء المضمضة باستخدام زيت جوز الهند من 5 إلى 20 دقيقة يوميًا، فقد أثبتت إحدى الدراسات أنّه فعّال في منع تكوّن طبقة البلاك خلال 7 أيام من الاستخدام.[١٥]


معجون أسنان عضوي

  • المكونات:
    • 3 ملاعق كبيرة من بيكربونات الصوديوم (صودا الخبز).
    • 3 ملاعق كبيرة من زيت جوز الهند.
    • ملعقتان صغيرتان من الجليسيرين النباتي.
    • 20 نقطة من زيت القرفة.
  • الإرشادات: يُسخّن زيت جوز الهند الطبيعي حتى يصبح سائلًا، ثم تضاف بقية المكونات.


المراجع

  1. "Clinical Psychology of Oral Health: The Link Between Teeth and Emotions", journals.sagepub, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  2. "A Brief History of Toothpaste", speareducation, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب "Fluoride", nhs, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  4. Institute for Quality and Efficiency in Health Care (27-2-2020), "Tooth decay: Overview"، ncbi, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  5. Michael Friedman (7-10-2019), "What are toothpastes for sensitive teeth?"، webmd, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  6. "Consensus-Based Recommendations for the Diagnosis and Management of Dentin Hypersensitivity", jcda,2003، Retrieved 5-7-2020. Edited.
  7. Michael Friedman (7-10-2019), "What does tartar control toothpaste do?"، webmd, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  8. "Dental Health and Bad Breath", webmd, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  9. Michael Friedman (7-10-2019), "What does whitening toothpaste do?"، webmd, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  10. Thomas J. Salinas (9-4-2019), "Does whitening toothpaste actually whiten teeth?"، mayoclinic, Retrieved 5-7-2020.
  11. Michael Friedman (7-10-2019), "What are types of toothpaste?"، webmd, Retrieved 5-7-2020.
  12. "What are canker sores?", medicinenet,7-3-2019، Retrieved 5-7-2020. Edited.
  13. Dr. Akshima Sahi (20-12-2018), "(How to) Make Your Own Toothpaste"، news-medical, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  14. Natalie Silver (22-7-2019), "Should You Make Your Own Toothpaste? Here’s What the Experts Say"، healthline, Retrieved 5-7-2020. Edited.
  15. Faizal C. Peedikayil, Prathima Sreenivasan, Arun Narayanan (2015), "Effect of coconut oil in plaque related gingivitis — A preliminary report"، ncbi, Retrieved 5-7-2020.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×