محتويات
كيف أقضي صلاة الظهر
كيفية قضاء صلاة الظُّهر الفائتة لا تختلف في صفتها وطريقة أدائها عن أداء صلاة الظُّهر في وقتها،[١] وفيما يأتي طريقة الصلاة الصحيحة بالترتيب:[٢]
- يبدأ المصلي باستقبال القبلة مع الحرص على عدم الالتفات والانحراف، ثم ينوي نيّة البدء بالصّلاة والتي تكون في القلب ويستحبّ التّلفّظ بها.
- يُكبّر تكبيرة الإحرام؛ حيث يقول: الله أكبر، مع رفع اليدين بمقابل الكتفين أثناء التّكبير، وبعدها يضع كفّ يده اليمنى على ظهر يده اليسرى، ثُمَّ يذكر دعاء الاستفتاح بقوله: (اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ).[٣]
- يستعيذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، وبعد ذلك يقرأ سورة الفاتحة بالبدء بالبسملة، ثُمّ يُنهي قراءته بقوله: آمين، وبعدها يقرأ ما تيسَّر له من القرآن الكريم.
- يأتي بالركوع فيحني ظهره تعظيماً لله ويُكرر في ركوعه ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم، ثُمَّ يرفع اليدين من الركوع حذو المنكبين ويقول: سمع الله لمن حمده، أما المأموم فيقول: ربنا ولك الحمد.
- يُكبّر ويأتي بالسُّجود ويقول في سجوده ثلاث مرات: سبحان ربِّيَ الأعلى، مع الحرص على أن يكون سجوده سجوداً صحيحاً بحيث يسجد على أعضائه السبعة، بحيث تكون جبهته وأنفه على الأرض، وكذلك راحتي اليدين والركبتين، بالإضافة لباطن أصابع القدمين، إذ يجعل رؤوس أصابعه متَّجهة نحو القبلة، مع إبعاد العضدين عن الجنبين، وعدم ملامسة الذراعين والمرفقين للأرض.
- يُكبِّر ويجلس بين السّجدتين على قدمِه اليسرى، وينصب قدمَه اليمنى، ويضع يده اليمنى على فخذه الأيمن، واليد اليسرى على فخذه الأيسر وتكون أصابع يديْه مبسوطتين، ويدعو ربه قائلاً:(ربِّ اغفرْ لي وارحمْني واجبرْني وارفعْني وارزُقْني واهدِني)[٤]، ومن ثُمَّ يعود ويسجد السَّجدة الثانية ويفعل كما فعل في الأولى.
- يقوم ويُكبِّر للرّكعة الثّانية، ويفعل فيها كما فعل في الرّكعة الأولى من غير دعاء الاستفتاح.
- بعد انتهاء الرّكعة الثّانية، يجلس ويقرأ التشهد الأوسط، فيقول:(التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، والصَّلَوَاتُ، والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فإنَّه إذَا قالَ ذلكَ أصَابَ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ في السَّمَاءِ والأرْضِ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ)،[٥](اللَّهمَّ صَلِّ على مُحمَّدٍ وعلى آلِ مُحمَّدٍ كما صلَّيْتَ على آلِ إبراهيمَ إنَّك حميدٌ مجيدٌ اللَّهمَّ بارِكْ على مُحمَّدٍ وعلى آلِ مُحمَّدٍ كما بارَكْتَ على آلِ إبراهيمَ إنَّك حميدٌ مجيدٌ).[٦]
- ثم يَقِف بعد انتهائه من التشهد، فيُكبِّر ويُكمِل الرّكعتين المُتَبقّيتين، مع الاقتصار على قراءة الفاتحة فقط في باقي الرّكعات.
- بعد انتهائه من الرّكعات الأربع يجلس متورِّكاً فيرفع قدمه اليمنى على باطن أصابعها ويُخرِج قدمه اليسرى من تحت ساق اليمنى ويجعل مقعده على الأرض، ويضع يده اليمنى على فخذه الأيمن ويده اليسرى على فخذه الأيسر ويضمُّ أصابعَ اليد اليمنى ويرفع السَّبَّابة، وتبقى أصابعُ اليد اليسرى منبسطةً.
- يقرأ التشهد كاملاً والصلاة الإبراهيمية، ومن ثُمَّ يُسلم عن اليمين وعن الشمال؛ لإنهاء الصّلاة.
أما عن كيفية قضاء صلاة الجمعة، فمن فاتته ركعتي الجمعة مع الإمام يتوجب عليه قضاؤها ظهراً أربع ركعات، وكيفيّتها كما مرّ سابقاً، وإن فاتته ركعةً واحدةً بأن كان مسبوقاً يأتي بالركعة مع الإمام ويكمل الركعة الثانية وحده، هذا ويعدّ ترك صلاة الجمعة ذنبٌ عظيمٌ، فمن تركها بغير عذر فهو آثمٌ إثماً كبيراً، فقد ثبت في صحيح مسلم قوله -عليه الصّلاة والسّلام-: (لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ).[٧]، وهناك العديد من الأحاديث التي تدلّ على ضرورة عدم التّهاون في صلاة الجمعة وعدم التّخلُّف عنها، ومنها:[٨](أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الجُمُعَةِ: لقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ علَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ).[٩] أما من تركها بعُذْر فلا إثْم عليه، ولا بُدَّ من قضائها ظهراً أربع ركعات.
مسائل متعلقة بكيفية قضاء الصلاة
- تُؤدّى الصلاة المقضية بنفس الصّفة التي تُؤدّى فيها الصّلاة على الوقت، فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنَّ الصّلاة الفائتة تُقضى على نفس الصُّورة التي فاتت عليها إلا لعذر أو ضرورة، فإذا كان مُقيماً يقضي الفرض الرُّباعي على نفس صورته بأربع ركعات؛ فلا يجوز له النُّقصان من عدد ركعات الفرض الذي فاته في الحضر؛ لأنَّ الصّلاة وجبت عليه وهو مقيم بأربع ركعات؛ فيقضي ما فاته، وقد فاته أداؤها أربع ركعاتٍ خلال إقامته، ومن فاتته الصّلاة في وقت السّفر فعليه قضاؤها في إقامته قصراً بركعتين، [١٠] وقد ذهب الإمام أحمد بن حنبل إلى أنه إذا فاتته الصّلاة في سفره وتذكّرها عند عودته وهو مقيم فعليه الإتمام احتياطاً.[١٠]
- رأى جمهور الفقهاء أن التّرتيب بين صلاة الوقت أي الصلاة الحاضرة وبين الفوائت فرض واجب، وانفرد الشافعية بأنه مستحبٌّ عندهم، فمثلاً من فاتته صلاة الظهر والعصر وأراد القضاء في وقت المغرب وجب عليه أولاً أن يصلي الظهر ثم العصر ثم المغرب كما رأى الجمهور، والدليل على ذلك ما ثبت في الصحيح قوله -عليه الصّلاة والسلام-: (مَن نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا)،[١١] فكان وقت تذكُّر الصلاة الفائتة هو الوقت الذي تُفعَلُ فيه، فلا بُد من قضاء الفائتة قبل أداء الوقتية، ورأى الحنفية والمالكية أنَّ حُكم الترتيب في قضاء الفوائت يقتصر في حال كان عدد الفوائت يسير، فيجب تقديم يسير الفوائت على الصلاة الوقتية، ورأى الحنفية أنَّ اليسير ما كان دون ستّ صلوات، أمَّا المالكية فرأت أنَّ خمس صلوات فائتة تدخل في حكم اليسير، وهذا الترتيب مطلوب في حال كان الوقت فيه سعة لأداء الفائتة قبل الفريضة، إما إن ضاق الوقت فيجب تقديم الحاضرة حينها.[١٢]
حكم قضاء السنن
ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله: (أتاني ناسٌ من عَبْدِ القَيْسِ، فشَغَلوني عن الركعتينِ اللَّتَيْنِ بعد الظهرِ، فهما هاتانِ)،[١٣] فدلّ الحديثُ على مشروعية قضاء السُّنن بعد خروج وقتها، فقد فاتت الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- السُّنّة البعدية لصلاة الظُّهر، فأتى بها بعد العصر،[١٤] إذ يتِمُّ قضاء الصَّلاةِ النافلةِ في الوقت الذي يلي تلك الصلاة، فإن فاتت سنَّةُ الظُّهْر القبليّةِ تُصلّى بعد الظُّهرِ إلى وقت العصر، وكذلك الحال في سنَّةِ المغرب إلى بداية وقت العشاء، وسُنّة العشاء إلى منتصف الليل، وأمَّا راتبة الفجر فيمتدُّ وقت القضاء من بعد صلاة الفجر إلى بعد شروق الشَّمس، فقد جاء في سنن أبي داود جواز قضاء راتبة الفجر بعد شروق الشَّمس،[١٥] وأمَّا صلاة النَّافلة التي يكون لها سببٌ فلا يُشرَع قضاؤها، كصلاة خسوف القمر أو الشمس، والاستسقاء، والتحية، فمن فاتته أيّاً منها فلا يقضيها.[١٦]
أهميّة الصّلاة
تتجلّى أهميّة الصّلاة في الدِّين الإسلامي في العديد من الفوائد التي تعود على العبد بمصالح في الدُّنيا والآخرة، ومن هذه الفوائد أن الصّلاة تُعطي صاحبَها الشّعور بالرّاحة والطُّمأنينة والسَّكينة، وأنّها تزيد من صلة العبد بربّه؛ لما فيها من اتِّصال القلب والرُّوح بالله، وهي فرصةٌ للدُّعاء لله -تعالى-، والتلذُّذ بمناجاته، والوقوف بين يديه، كما أنّها وسيلةً لإظهار عبودية العبد لخالقه بجميع ما يملك من قوّةٍ في بدنه وجسده، وهي سببٌ في ارتفاع النَّفس البشريّة وعلوِّ منزلتها؛ لانشغال العبد بصلاته في التّقرب من خالقه، بدلاً من الانشغال بالخلق وأمورهم الدّنيويّة، والصّلاة أيضاً ملجأٌ للعبد ودواءٌ له ممّا يصيبه من الهموم والأحزان، فهي دواء لنيْل قلوبٍ صحيحةٍ سليمة.[١٧]
المراجع
- ↑ محمد الإتيوبي (1999)، ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (الطبعة الأولى)، مكة المكرمة: دار آل بروم للنشر والتوزيع، صفحة 186، جزء 8. بتصرّف.
- ↑ ابن عثيمين (1420)، الأحكام الفقهية في الطهارة والصلاة والجنائز (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 30-35. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 744، صحيح.
- ↑ رواه النووي، في الأذكار، عن ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 84 ، إسناده حسن.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 6230 ، صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم: 912 ، إسناده صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 865، صحيح.
- ↑ محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 560، جزء 2.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 652، صحيح.
- ^ أ ب وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية (1404-1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 29-30، جزء 34. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 684، صحيح.
- ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية (1404-1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: مطابع دار الصفوة، صفحة 31-33، جزء 34. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 7895، صحيح.
- ↑ محمد الشنقيطي، شرح زاد المستنقع، صفحة 18، جزء 65. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز الراجحي، فتاوى منوعة، صفحة 46، جزء 16. بتصرّف.
- ↑ سراج البلقيني (2012)، التدريب في الفقه الشافعي (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القبلتين، صفحة 271، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أبو ذر القلموني (1424)، ففروا إلى الله (الطبعة الرابعة)، القاهرة: مكتبة الصفا، صفحة 98. بتصرّف.